يعيش
أنصار شبيبة القبائل الساعات الأربع و العشرين المتبقية على معانقة صاحبة
الجلالة السيدة "كأس الجمهورية"، نشوة التأهل إلى النهائي الثامن في
سجلهم التاريخي وكلهم أمل في أن تحل ضيفة على سيدي بلوى بعد 17 سنة من
الغياب، وقد تصاعدت في الشارع القبائلي حمى التحضيرات الأخيرة لغزو ملعب 5
جويلية الأولمبي الذي سيحتضن موقعة الأحد على الميدان بين رفقاء القناص
حميتي وأشبال المدرب المخضرم بوعلام شارف، و من على المدرجات بين الكواسر
وأنصار الكناري.
فلقد حول الحدث الكروي معاقل
الجياسكا إلى مهرجانات للأفراح والبهجة على الهواء الطلق، وجعل المدينة
تكسو حلة صفراء على وقع أهازيج الأنصار و منبهات السيارات التي أفقدت
أحياء تيزي وزو السكينة منذ اقتطاع أشبال رشيد بلحوت تأشيرة تنشيط نهائي
كأس الجمهورية، و الأكثر من ذلك أنسى نوعا ما الحدث الكروي انتكاسة الشبيبة
و تضائل حظوظها لمواصلة مشوار المغامرة الإفريقية.
وقبل أيام فقط عن موعد اللقاء
النهائي، أصبح حديث العام والخاص منحصرا حول هذا الحدث الرياضي، وحيثما
وطأت قدماك، تقابلك مجموعات من المشجعين تتجاذب أطراف الحديث عن المباراة
القادمة ودعواتهم كلها من أجل أن يحالف الحظ فريقهم والتتويج بالكأس
الجمهورية التي طالما انتظرها جمهور الكناري.
موكب من 15 حافلة لنقل الأنصار إلى ملعب 5 جويلية.
تشهد
مختلف أنحاء الولاية تحضيرات مكثفة لموعد نهائي الكأس، حيث يقوم بعض
الأنصار بحملة تحسيسية من أجل حث المشجعين على التنقل بأعداد غفيرة إلى
ملعب 5 جويلية الأولمبي لمتابعة اللقاء النهائي، ومؤازرة ''الكناري'' في
مهمته الصعبة.
هذا وقد وضعت إدارة نادي شبيبة
القبائل 15 حافلة من 50 مقعد تحت تصرف الأنصار من أجل التنقل يوم الأحد إلى
ملعب 5 جويلية لمناصرة أشبال بلحوت في الطبعة السابعة و الأربعين لنهائي
كأس الجمهورية ، وحسب ماليك بن عمار عضو لجنة الأنصار سيتم وضع حافلة في كل
حي من أحياء تيزي وزو ، من اجل ضمان تنقل اكبر عدد ممكن من المناصرين حيث
يسهر على سير العملية أعضاء اللجنة التي يترأسها رابح لعجالي.
وأضاف ماليك أن رئيس الفريق
محند شريف حناشي قام بتوزيع 500 تذكرة مجانية على مناصري الشبيبة، مؤكدا
على أن كل الظروف مهيأة لنقل اللمناصرين في ظروف جيدة ، مضيفا أن لجنة
الأنصار تحضر برنامجا احتفاليا ضخما في حال عودة الفريق بالسيدة الكأس .
مباراة في المستطيل الأخضر وأخرى في المدرجات.
واقتناعا
منهم بأن المباراة قبل أن تلعب فوق المستطيل الأخضر ستلعب في المدرجات،
فكل فريق يريد ان يصنع لوحة فنية وان يحشد اكبر عدد ممكن من المناصرين
للضغط على الفريق المنافس يوم المبارة في ملعب 5 جويلية ، حيث تحولت العديد
من المناطق والساحات العمومية و الشعبية في المدينة إلى نقاط لبيع الأقمصة
التي تحمل أسماء لاعبي الفريق والقبعات وكذا الرايات، وقد اتفق الجميع على
ان يكون زيهم موحدا يوم المباراة لتشجيع الفريق على الطريقة الاروبية .
ولقد عرفت هذه التجارة رواجا
كبيرا لدى شباب المنطقة منذ تأهل الشبيبة الى النهائي وخوضها المغامرة
الإفريقية، بدليل ان كل السلع المعروضة بدات تنفذ لنظرا لما تشهده من اقبال
واسع من قبل المناصرين.
وحسب لأحد الباعة ،لم يقتصر
هؤلاء الشباب على بيع كل ما يتعلق بفريق الشبيبة فقط بل حتى اقمصة اتحاد
الحراش عرفت رواجا في صفوف مشجعي الصفراء داخل الشارع القبائلي، في تعبير
عن الروح الرياضية و التفاهم الذي يطبع العلاقات بين أنصار الفريقين .
حراشي وقبايلي "خاوة خاوة " والغلبة للأفضل فوق الميدان.
شدد
أنصار شبيبة القبائل في حديثهم لموقع الإذاعة الجزائرية على ضرورة احترام
المنافس، داعين إلى التحلي بالروح الرياضية وتهنئة الفائز في نهاية
المباراة.
وقال احد المناصرين" في حال
خسرت الشبيبة و فاز اتحد الحراش سنهنئهم بكل روح رياضية ، المهم أن تعم
الفرحة الجميع وفي الأخير الجزائر هي التي ستفوز".
وتنبأ البقية ممن تحدثنا اليهم
من عشاق الشبيبة بان تكون المباراة في القمة بين فريقين أديا موسما مميزا
في البطولة، أملين في أن تسود الروح الرياضية قبل أثناء وبعد اللقاء .
وقد استحسن الأنصار الإجراءات
التي اتخذتها إدارة الشبيبة من اجل تنقل الأنصار ودعواتهم كلها في ان يكون
الفوز من نصيب رفقاء حميتي، وكلهم عزم على مناصرة الفريق الى اخر ثانية من
المباراة.
الأنصار يعلقون أمالا كبيرة على المايسترو حميتي لدك شباك دوخة من اجل العودة بالسيدة الكأس.
ومع
اقتراب موعد المباراة تصاعدت حمى الوعود و الوعود المضادة في معقل
الفريقين، فقد توعد أنصار شبيبة القبائل بأن تسود الروح الرياضية و الأخوية
فيما بينهم لإعطاء صورة حسنة على مشجعي الجياسكا، إلا أن ذلك لم يمنعهم من
توعد اتحاد الحراش بدك شباكه بثنائية نظيفة يسجلها المهاجم حميتي، وذلك
في حديثهم عن توقعاتهم بنتيجة المباراة،وقد اجمع الكثير ممن التقاهم موقع
الإذاعة الجزائرية بشوارع تيزي وزو على ان المباراة ستكون صعبة إلا ان
الفوز في الاخير سيعود للشبيبة صاحبة الخبرة و المواعيد الصعبة، وذهب آخرون
إلى حد التنبأ بإمطار شباك الحراش بثلاثية نظيفة من توقيع حميتي و
بومشرة.
'الحراشيون ''لا ثانية دون ثالثة'' والشبيبة تبحث عن الكأس الخامسة
بدا العديد من أنصار شبيبة
القبائل ممن التقيناهم في معاقل ''الجياسكا'' بملعب اول نوفمبر وحي
المنديال، مقتنعون بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيسلم هذه السنة السيدة
كأس الجزائر لرفاق بومشرة ، وهو ما تبين لنا من خلال حديثنا معهم.
وقد استمد هؤلاء الثقة المفرطة
بعاملي الخبرة وعد التتويجات، فإذا كان الحراشيون يرفعون شعار "لا ثانية
بدون ثالثة " يقول احد المناصرين فإن الشبيبة لن تفرط في الفوز بالكأس
الخامسة في تاريخها لتضيفها إلى السجل الكروي الحافل بالألقاب و الانجازات.
وبتأهل الشبيبة إلى النهائي
الثامن، سيبحث زملاء الهداف فارس حميتي عن إهداء النادي اللقب الخامس في
تاريخه، حيث سبق لشبيبة القبائل التتويج في 4 مناسبات خلال سنوات 1977،
1986، 1992 و1994 أمام كل من نصر حسين داي، وفاق القل، أولمبي الشلف وجمعية
عين مليلة على التوالي، بينما خسرت النهائي في نفس العدد سنوات 1979 مع
النصرية، 1991 أمام إتحاد سيدي بلعباس وفي سنتي 1999 و2004 أمام إتحاد
الجزائر.