تسعى
شبيبة القبائل، بعد 17 سنة من آخر تتويج لها بالكأس في 26 جوان 1994 أمام
جمعية عين مليلة، إلى إعادة كتابة اسمها بأحرف من نور في سجل "السيدة
الكأس" بمناسبة نهائي الطبعة الـ 47 المقرر أمام اتحاد الحراش بملعب 5
جويلية. الفريق القبائلي الذي يملك في رصيده أربع كؤوس في سجله، يتوق إلى
تعزيز سجله بكأس أخرى، ومن ثم الاقتراب من شباب بلوزداد و مولودية
الجزائر، صاحبي ست كؤوس لكل منهما. نادي "جرجرة"، الذي أدى مشوارا
مثاليا في الادوار الماضية لهذه الطبعة بصدد استعادة أجواء الكأس وهو عازم
على تكرار انجاز عام 1994، عندما فرض منطقه على جمعية عين مليلة (1ـ0)
بفضل هدف حاج عدلان في الوقت الاضافي (في الدقيقة 102). وتحذو رشيد بلحوت
المتواجد على رأس العارضة الفنية للشبيبة منذ نهاية 2010، عزيمة قوية
لافتكاك كأس الجزائر، سيما بعد أن فشل في تحقيق ذلك لما كان مدربا لاتحاد
الجزائر عام 2007 في الداربي الذي جمعه بمولودية الجزائر (1-0). وصرح بلحوت
"ضيعت كأسا ولا أريد ان أضيع اخرى.
 |
 |
 |
 |
 |
وفيما يخص النهائي، فستكون مهمتنا صعبة للغاية أمام اتحاد
الحراش. ففي الموسم الفارط، كنت في تونس وفزت بالكأس مع أولمبي باجة.
وأتمنى هذا الموسم في إعادة الكرة مع شبيبة القبائل". من جهته، يرى
لعمارة دويشر، اللاعب الوحيد المتبقي من التشكيلة التي خاضت نهائي عام
2004 الذي خسره "الكناري" أمام اتحاد الجزائر أن اللاعبين محفزون لخوض هذا
الموعد رغم الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق يوم السبت أمام أف سي مسيل
(3-0) في كأس "الكنفيديرالية".
وأوضح دويشر في هذا السياق "اللاعبون محفزون للغاية لخوض
هذا النهائي. لقد نسينا هزيمة ليبروفيل و ينبغي علينا التركيز على النهائي.
ونحن نستعد جيدا للعب اللقاء الأهم في هذا الموسم. وعلينا ان نبذل كل ما
بوسعنا حتى لا نخيب آمال أنصارنا الذين ينتظرون منا الكثير". وينوي رشيد
بلحوت الذي أبان وعيا كبيرا بضرورة تعبئة مجموعته من جديد بعد الخسارة،
تركيز عمله على استعادة اللياقة وعلى الجانب البسيكولوجي بالخصوص الذي يعد
عاملا مهما في مثل هذه المواعيد. و لا يؤمن رفقاء فارس حميتي الذين
استأنفوا التدريبات إلا بإضافة الكأس الخامسة الى سجلهم، حتى وان كان
اتحاد الحراش يشكل منافسا حقيقيا للشبيبة. "اتحاد الحراش منافس عنيد و
علينا ان نأخذ الأمور بجدية كبيرة.سنحارب في الميدان حتى نمنح لمنطقة
القبائل كأسها الخامسة. مناصرونا بإمكانهم ان يثقوا فينا ولن نخذلهم"،
مثلما صرح به حميتي الذي أهل شبيبة القبائل للنهائي بتسجيله هدف الفوز في
نصف النهائي أمام مولودية وهران (2-1).
وسبق لشبيبة القبائل وأن فازت بأربعة كؤوس وخسرت أربعة نهائيات منها مرتين أمام اتحاد الجزائر.
وكان فريق القبائل قد توج بأول كاس له يوم 19 جوان 1977 أمام نصر حسين داي (2-1).
وقد سمح لارباس (د35) و ماكري (د37) لشبيبة تيزي وزو سابقا
بكتابة اسم هذا الفريق في سجل السيدة الكأس. تسع سنوات بعدها، وفي سهرة 1
ماي 1986 أعادت شبيبة القبائل الكرة بفوزها في النهائي على وفاق القل (1-0)
بفضل هدف القائد فرقاني في الوقت الإضافي (د119). وكان على أصحاب الزي
"الأخضر والأصفر"انتظار ست سنوات للتويج بالكأس الثالثة في تاريخهم وكان
ذلك يوم 26 جوان 1992 بملعب احمد زبانة بوهران (1-0) أمام جمعية الشلف،
بفضل هدف اما عوش في نهاية اللقاء (د90). وبعدها بسنتين، نجح رفقاء حاج
عدلان في الاحتفاظ بالكأس (دورة 1993 ألغيت) بعدما فازوا على جمعية عين
مليلة (1-0). بالمقابل، تعثرت شبيبة القبائل أربع مرات في النهائي يوم 19
جوان 1979 أمام نصر حسين داي (2-1) و 25 جوان 1991 أمام اتحاد بلعباس (2-0)
و 1 جويلية 1999 أمام إتحاد الجزائر (2-0) و 25 جوان 2004 أمام المنافس
نفسه بضربات الترجيح (5-4) بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي
(0-0).
محند شريف حناشي "نريد هذه الكأس، وسنصفق على الحراش إذا تغلبت علينا"
عاد حناشي رئيس شيببة القبائل من فرنسا والتقى بلاعبيه وحتى
الطاقم الفني من أجل الوقوف على آخر الاستعدادات ومحاولة الرفع من معنويات
لاعبيه قبيل النهائي المنتظر، حيث كشفت مصادر مقربة من النادي أن الأخير
يكون قد وعد لاعبه بمنحة مالية قد تصل إلى 50 مليون سنتيم في حالة التتويج
بالكأس، لا سيما وأن كأس الجمهورية غابت عن خزائن النادي منذ أكثر من 17
سنة كاملة، ما جعل حناشي يرفع سقف المنحة التي وعد بها لاعبيه مع العلم أن
الفريق دخل أول أمس في تربص مغلق بالعاصمة حتى يوم المباراة لتحضير مواجهة
اتحاد الحراش وهو التربص الذي سيحاول فيه المدرب رشيد بلحوت التركيز على
الناحية المعنوية لتناسي هزيمة كأس الكاف أمام ميسيل الغابوني، وهي الهزيمة
التي قلل لاعبو الكناري من وطأتها والجميع يركز على مباراة النهائي أمام
اتحاد الحراش.
وأكد الرجل الأول في الشبيبة محند شريف حناشي أن الكأس
ستكون للكناري إذا أراد اللاعبين و أشار قائلا: "لا نخفي أننا نريد إحراز
لقب كأس الجمهورية هذا الموسم، لقد ضيعناها الموسم المنصرم بعد أن وصلنا
إلى نصف النهائي، لكن هذه المرة نود التتويج بهذا اللقب حتى نستعيد نشوة
الألقاب والانتصارات، ومع ذلك فأقول أنه حتى لو لم نفز باللقب فسنهنئ
اتحاد الحراش ونصفق عليهم، علينا أن نكون رياضيين ونتقبل أي سيناريو، أطلب
مرة أخرى من الجمهور القبائلي أن يتحلى بالروح الرياضية، ويصفق على
الفائز، والشبيبة لن تستحي بأية نتيجة ستحققها في نهائي كأس الجمهورية".
وعلى صعيد آخر، تحدث الرئيس حناشي عن التربص الذي دخلته
أمسية أمس الشبيبة بالعاصمة، حيث أكد في ذات السياق قائلا: "أعتقد أنه كان
من الضروري أن ندخل في تربص مغلق استعدادًا لمواجهة الحراش، حيث يجب أن
نقوم بتحضيرات خاصة وفي المستوى نظرًا لخصوصية المباراة في حد ذاتها، تربص
العاصمة سيكون مفيدا لنا من جميع النواحي، خاصة من الناحية النفسية، حيث
سيتسنى لنا التحضير في الحصتين الأخيرتين بملعب ذي عشب طبيعي مثل ملعب 5
جويلية حتى يتعوّد اللاعبون على ذلك ويسهل عليهم إيجاد معالمهم في
المباراة، خاصة أن ملعب 5 جويلية صعب للغاية، ويتطلب التأقلم مع أرضية
ميدانه، ولو أنه يعتبر الأمثل لاحتضان مباراة كبيرة مثل نهائي كأس
الجمهورية".
وأضاف في ذات السياق قائلا: "استعدادا لهذا النهائي الهام
الذي ينتظرنا، فقد حاولنا توفير أدنى الشروط للقيام بتحضيرات في المستوى،
لذلك اخترنا الدخول في تربص مغلق بالعاصمة، وبالذات في فندق ساميتال
المتواجد بمنطقة تقل فيها الحركة خاصة في الأمسية، فمباراة مثل هذه تحتاج
إلى الهدوء التام حتى يتسنى للاعبين الحفاظ على تركيزهم وعدم التفكير في أي
شيء آخر ما عدا كأس الجمهورية إلى غاية موعد المباراة، كل شيء جاهز لإحراز
اللقب والظفر بالكأس التي لم ننلها منذ سنة 1994".
وفي سياق حديثه وجّه الرئيس حناشي رسالة إلى أنصار الشبيبة في
العاصمة مطالبا إياهم بترك اللاعبين يتدربون بصفة عادية وفي هدوء تام وألا
يقلقوهم كثيرا، حيث أكد في هذا الشأن قائلا: "لقد تنقلنا إلى العاصمة من
أجل إجراء التربص في هدوء تام بعيدا عن الضغط الذي يمكن أن يمارسه الأنصار
على اللاعبين، أعرف جيدا أن الكلام الذي يوجهونه إليهم بغرض تحفيزهم والرفع
من معنوياتهم، لكنه يمكن أن ينقلب ضد اللاعبين ويمارس عليهم الضغط، لذلك
يجب على الجمهور القبائلي أن يفهم ذلك جيدًا ويترك اللاعبين يعملون في
الهدوء حتى يتمكنوا من الحفاظ على التركيز، فهذا جانب في غاية الأهمية".
