أعظم اسم أحببته
الحمد لله رب العالمين ، أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، يُعطي عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله، يقبل القليل من العمل ويغفر الكثير من الزلل ، لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه كثرة المسائل، يحب الملحين ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، يحب أن يُسأل، ويغضب إذا لم يُسأل.
يٌحب الدعوات، ويَقبل العثرات، ويغفر الخطيئات، ويستر العوارات، ويكشف الكربات، ويغيث اللهفات، وينيل الطلبات .
يستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه، ويستره حيث لا يستر نفسه، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه، دعاه بنعمه وإحسانه، و ناداه إلى كرامته و رضوانه، فأبى، فأرسل رسله في طلبه، وبعث معهم إليه عهده، ثم نزل بنفسه، وقال (من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له).
وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو؟! ولا يذهب بالسيئات إلى هو؟!
سبحانه سبحانه ، فهو أحق من ذُكر، وأحق من شُكر، وأحق من حُمد، وأحق من عُبد، وأرحم من استرحم، وأكرم من قُصد، وأعز من التُجيء إليه، وأكفى من تُوكل عليه.
هو أقرب شهيد، وأجل حفيظ، وأوفى بالعهد، وأعدل قائم بالقسط، حال دون النفوس، وأخذ بالنواصى، وكتب الآثار، ونسخ الآجال، فالقلوب له مفضية، والسر عنده علانية، والغيب لديه مكشوف. وكل العباد إليه ملهوف.
أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأشد فرحاً بتوبة التائب، من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه، في الأرض المهلكة، إذا يئس من الحياة ثم وجدها.
يُطاع فيشكر ، ويُعصى فيغفر، ويعفو وحقه أُضِيع.
عنت الوجوه لنور وجهه، وعجزت العقول عن إدراك كنهه، ودلت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه، أشرقت لنور وجهه الظلمات، واستنارت له الأرض والسموات، وصلحت عليه جميع المخلوقات.
لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه؛ لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
يا ربي حمداً ليس غيرك يحمد *** يا من له كل الخلائق تصمدُ
أبواب كل ملّكٍ قد أوصدت *** ورأيت بابك واسعاً لا يوصدُ
يحب المدح ويستحق الثناء
الله الله الله ، ما أحسن الاسم، وما أجل المسمى، كلمة حلوة في النطق، عذبة في السمع، حبيبة إلى القلب، قريبة من النفس، ساكنة في الوجدان، منقوشة في الفؤاد، محفورة في الضمير، ممتزجة بالدماء. باسمه نبدأ وعليه نتوكل وإليه نلجأ، وبعظمته نشدو، وبجلاله نشيد، وبصفاته نترنم، وعلى نبيه نصلي ونسلم، فهو الذي دعانا إلى الله، وعرفنا بالله، ودلنا على الله، وعلمنا كيف نثني على الله، فهو القائل: «أما إن ربك يحب الثناء»، والقائل: «ولا أحد أحب إليه المدحة من الله".
وهل أحد أحق بالثناء منه؟ وهل خلق الإنسان، وأعطي اللسان، وعلم البيان، إلا ليثني على الله، ويمجد الله، ويسبح الله، ويذكر الله؟ من أحق بالثناء منه؟ ومن أولى بالمدح منه؟، ومن أجدر بالتمجيد منه؟
فلا العرش يحمله ولا الكرسى يسنده *** بل العرش وحملته والكرسى وعظمته
الكل محمــول بلطــف قدرته *** مقهـــور بجـــلال قبضتـه
هل تعلم له سميا ؟
الله أعرف المعارف ، هو الاسم الأعظم ، و رأس الأسماء وعلم الأعلام ، وهو علم على ذات الحق ، وهو الجامع لصفات الجمال والكمال كلها ولفظ (الله) فرد في اللغة، فلا يجمع ولا يتعدد
الله هو الاسم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، ولم يتسمّ به غيره( هل تعلم له سميا ) مريم:65
قال الشيخ فريد الأنصارى رحمه الله :
جاء في اللسان: (اسم «الله»: تفرد ـ سبحانه ـ بهذا الاسم، لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل: (الإله) انطلق على الله ـ سبحانه ـ وعلى ما يُعبد من الأصنام. وإذا قلت: (الله) لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، وقيل في اسم الباري ـ سبحانه ـ: إنه مأخوذ من ألِهَ يَأْلَهُ: إذا تحيَّرَ؛ لأن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ يَألَهُ ألَهاً: أي تحيَّرَ، وأصله وَلِهَ يَوْله وَلَهاً، وقد أَلِهْتُ على فلان: أي اشتد جزعي عليه؛ مثل وَلِهْتُ، وقيل: هو مأخوذ من: ألِهَ يَألَهُ إلى كذا، أي: لجأ إليه؛ لأنه ـ سبحانه ـ الْمَفْزَعُ الذي يُلْجَأُ إليه في كل أمر) ؛ إذ (الإله) في هذا السياق اللغوي هو: ما يَشُوقُ القلب، ويأخذ بمجامع الوجدان إلى درجة الانقياد له والخضوع. قال ـ عز وجل ـ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23] .
كلمة: (الإله) لفظُ وصفٍ، يدل على معنى شعوري قلبي؛ ولذلك فهو يتعدد؛ إذ يُجمع على "آلهة."
كلمة (إله) في أصل الاستعمال اللغوي كلمة قلبية، وجدانية تدل على أحوال القلب، كالحب، والبغض، والفرح، والحزن والأسى، والشوق، والرغبة، والرهبة... إلخ. أصلها قول العرب: «ألِهَ الفَصيلُ يَألَهُ ألَهاً» إذا ناح شوقاً إلى أمه
والراجح فعلاً أن (ألِهَ) هو من (وَلِه) ومنه اشتُق الاسم العلم: (الله)؛ لأن مدار كلا المادتين على معاني القلب؛ فأبدلت من الواو همزة. قال الراغب الأصفهاني: (ألَه فلانٌ يأله: عَبَدَ، وقيل: أصله وِلاه؛ فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك؛ لكون كل مخلوق والِهاً نحوه، إما بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات، وإما بالتسخير والإرادة كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها.
إن المسلم إذ (يشهد) أن لا إله إلا الله ، يقر شاهداً على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله رغبة ورهبة وشوقاً ومحبة. وتلك لعمري (شهادة) عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه. ومعاني القلب لا تحد بعبارات، ولا تحصرها إشارات. ومن هنا كانت شهادة «أن لا إله إلا الله» من اللطافة بمكان؛ بحيث لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقاً.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحاب إليها، وهي حقيقة: لا إله إلا الله!
فإن (الإله): هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً، وخوفاً ورجاء، وتعظيماً وطاعة له، بمعنى (مألوه): وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له؛ فالمحبة: حقيقة العبودية) مدارج السالكين، لابن القيم: 3/ 18 26 -
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم أكثر من 1700 مرة يقرأه القارئون ، ويترنم به المرتلون ، ويسعد به المؤمنون هو التعريف الذي عرّف الله جل وعلا به نفسه إلى موسى ) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ** إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري( طه:14،13
من هو الله؟!!
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهاده هو الرحمن الرحيم** هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون** هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم (الحشر:24،22)
الله يا أعـــــــذب الألفـــــاظ في لغـــــتي ***ويا أجل حـــــروف فــــــي مـــعـــانيـــــها
الله يا أمتع الأســــمـــــاء كم سعـــــدت *** نفــــسي وفــاض ســــروري حين أرويها
من حافظ على الصلوات الخمس ، وأدى السنن الرواتب، وأتى بالأذكار المشروعة في اليوم والليلة فقط فإن هذا الاسم الله يتردد على لسانه زهاء ألفي مرة،ولو كانت كلمة أخرى تتردد عشرات المرات في اليوم والليلة لشعر المرء بها ، وأدرك تكرارها إلا هذه الكلمة الرائقة فقد سكنت الإحساس وامتزجت بالأنفاس وخضعت لعظمتها الجن والناس.
فسبحانه من حكيم عليم ، عظيم كريم ، سميع بصير ، لطيف خبير ،عليٌ قدير ، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم (البقرة:255)
قال صلى الله عليه وسلم :"إن الله عزوجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ،يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل ،حجابه النور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
من كتاب الله أهل الثناء والمجد للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني"بتصرف"
رحمة الله بنا عند النوم
عندما يحل وقت النوم تبدأ الجفون بالتثاقل والعيون تبدأ بالاحمرار شيئا فشيئا وتحس بجسمك يستجيب لهذه الإشارة فيبدأ هو بتخفيف نشاطه شيئا فشيئا والدماغ يرسل الإشارات لبقية أعضاء الجسم كي تقوم هي الأخرى بدورها في التهيئة للنوم وبعد أن تتمدد على الفراش الوثير كلها لحظات وترى نفسك قد غبت عن الوعي
ودخلت في الموتة الصغرى "النوم الهادئ" ولكن . هل فكرت في نفسك ولو مرة واحدة ما الذي يحصل
لو تعطلت آلية واحدة من آليات عمل الجسم كيف سيتحول شكلك وأنت نائم عندما تنام يكون الله سبحانه وبحمده يرعاك ويسلمك من الآفات عند نومك
_ احمد الله سبحانه عز وجل على تقليبه لك مرة كل (7دقائق) لتغيير وضعك أثناء نومك حتى لايصاب جلدك الرقيق بالتعفن.
_ احمد الله سبحانه على نعمة لسان المزمار الذي يفتح منفذا للريق الكثيف الذي يجتمع بفمك وأنت نائم لاتدري حتى لاتختنق وتشرق بالريق
_ احمد الله اللطيف الرؤوف بعباده على نعمة الأحلام غير المرضية التي يجعلها الله سبحانه كالمنظف لما يزدحم في ذاكرتك من معلومات. ومشكلات وكل ذلك لتحافظ على لياقة عقلك
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بفيروس التهاب الدماغ السباتي الذي تصاب معه بنوبة من الحمى الشديدة مع فترات طويلة من النوم لاتحس بعدها بالراحة
_ احمد الله سبحانه على نعمة أنك لاتعاني من نوبات الهلع الليلي والهلوسة الشديدة والهذيان المتلاحق بسبب ماتراه من أحلام وتصورات أثناء نومك _ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بالنوم المرضي المفاجىء الذي يجعلك تنام في أي مكان وفي أي لحظة سواء كنت تأكل أو تقود سيارتك أو تصعد السلالم .
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بمتلازمة الرجلين التوهمي والذي يجعل رجلاك تنتفخان أثناء نومك
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بمرض التبول الليلي اللاشعوري الذي قد يصيب الإنسان ولو كان كبيرا.
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بشلل النوم الذي يصيب عضلات الجسم فجأة لفترات مختلفة
_ احمد الله سبحانه على نعمة هدوء شخيرك وعدم إصابتك بانقطاع التنفس النومي
_ احمد الله سبحانه وبحمده على نعمه التي لاتنتهي وعلى أفضاله التي لاتحصى
يرعاك وأنت نائم ويرعاك وأنت قاعد ويرعاك وأنت قائم ويرعاك وأنت طائع ويرعاك وأنت تغضبه وتسىء إليه وتعصيه !!.
سبحان من يعفو ونهفو دائمًا *** ولا يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه *** جلاله عن العطا لذي الخَطَا
كل هذه النعم ولا أحبه
عطاء بلا مقابل
جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما منه بذلك .
فقال له يونس :أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف ؟؟قال : لا .قال : فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف ؟؟قال : لا .قال : فؤادك الذي تعقل به يسرك به مائة ألف ؟؟قال : لا .قال : فيداك يسرك بهما مائة ألف ؟؟ قال : لا .فرجلاك ؟؟ فذكره نعم الله عزوجل عليه . فأقبل عليه يونس فقال : أرى لك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة . ا.هـ
لماذا الهمّ وأنت مسلم تعرف من بيده ملكوت كل شئ ؟! والله لو انقطع العبد إلى ملك من ملوك الدنيا لنال منه بشئ فما بالك بمن انقطع إلى رب كل شئ ومليكه بيده ناصية الأمور .
لماذا الهم وأنت مسلم توحد الله وتعبده تذكره فيذكرك وتقترب منه ويدنيك وتسأله
فيعطيك ؟؟لئن كنت مسلما فتذكر أن غيرك الآن من الفجرة الكفرة تشتعل عليهم قبورهم نارا
وأنت تتنفس التوحيد وتسجد لمن ذلت له العبيد .لماذا الهم وأنت صحيح معافى . تجد ملاذا يؤويك وماءً يرويك ولحافا يغطيك وخبزا يقيم صلبك ويعفيك . لماذا الهم ؟؟ ألم تعلم قول الخليل عليه صلاة الجليل ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) رواه الترمذي .
إن أدركت ذلك فغيرك لا يجد دقلا من تمر يملأ بطنه أو ملاذا يدبر فيه أمره أو كسوة تواري سوأته وعورته .
وإن كنت معافىً فغيرك الملايين إي وربي الملايين من هو فاقد عقله أو رجله أو بصره
أو سمعه بل بعضهم لا يملك من بدنه إلا لسانه أو طأطأته رأسه.
وإن كنت في سربك آمنا وفي بيتك مطمئنا فلفيف من البشر لا يغمض له جفن من ضياع الأمن وتوحش الأوضاع .لماذا الهم على بضعة دراهم أو فوات وظيفة أو تأخر مكتوب ؟؟ أليس ما تملك الآن من صحة أغلى من ذهب الدنيا وفضتها . بل تخيل أنك أصبت بمرض وعاهة ثم قدر لك الأطباء دواءً يُذهب بمالك وثروتك . ألست متطببا ؟!
واعلم أن الشدة منقطعة والعسر مقطوع حبله وإن دامت ردحا من الزمن فلا يجمع الله
على عبده عسرين . فلئن جعت يوما فأيام الأمن كثر ولئن بكيت الشهر فأيام الضحك
سنون ولئن حزنت العقود فأيام الفرح دهور .
الله يحبك
عطاؤه ومنعه، ومعافاته وابتلاؤه، وقبضه وبسطه، وعدله وفضله، وصبره على عبده، وإجابته لدعائه، وكشف كربه، وإغاثة لهفته، وتفريج كربته من غير حاجة منه إليه، بل مع غناه التام عنك من جميع الوجوه، وكل ذلك داع للقلوب إلى تألهه، ومحبته، بل تمكينه عبده من معصيته، وإعانته عليها، وستره حتى يقضي وطره منها، وكلاءته وحراسته له وهو يقضي وطره في معصيته، وهو يعينه ويستعين عليها بنعمه، من أقوى الدواعي إلى محبته.
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا *** وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا *** فان تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا *** فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة *** وما سقطنا لأن الحافظ الله
ولأنه يحبك ابتلاك . ألم تسمع قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " من يرد الله به خيرا يصب منه "
ابتلاك ليرفع في الجنة درجتك ، ابتلاك لتفيق من غفلتك ، ابتلاك ليمحو خطيئتك ابتلاك لتعرف نعمه عليك . ولتتواضع له . ولتدعوه فيستجيب لك . ابتلاك ليدخلك الجنة من أوسع أبوابها وأسهل طرقها " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
يا صاحِبَ الهَمِ إن الهَمَ منفرِجٌ *** أبشِر بـِخيرٍ فإنَ الفارِجُ اللهُ .
اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِهِ *** لا تيأَسَنَ فإِن الكافيَ اللهُ .
إذا بُليتَ فَثِق باللهِ وارض بِهِ *** إن الذي يكشِفُ البَلوى هُوَ الله.
اللهُ يُحدِثُ بعدَ العُسرِ ميسَرةَ *** لا تـَجَزَعَنَ فإنَ الصانِعَ الله.
و اللهِ مالـَكَ غَيرُ اللهِ مِن أَحَدٍ *** فَحَسبُكَ اللهُ في كلٍ لَكَ اللهُ .
طفلة تعلم أبيها حب الله
يقول : محمد صالح عواض من صنعاء :كان لي جار تاجر ، ومن ضمن تجارته بيع المياه المعبأة المنتجة محلياً والمعقمة من المصنع المتخصص .
فكان يقوم بتعبئة مياه غير معقمة ويبيعها للناس ويضع لاصقاً معتمداً من المصنع ، وكانت ابنته الصغيرة تلاحظ غشه للناس دون أن تجرؤ على نصيحة أبيها لخوفها منه ،
وذات يوم وبينما هو يقوم بإشعال الغاز لغلي الماء ، كان الغاز قد انتشر في المكان فاشتعلت أرضية المكان واشتعلت معها رجلا التاجر وكان في رجله مرض جلدي عضال تعذر علاجه ، لكنهما شفيتا بعد احتراقهما مباشرة ، فأقبلت البنت على أبيها
وقالت له : انظر يا أبي ما أعظم رحمة الله بك ، تعصيه ويجعل من خطأك طريقاً لشفاء مرضك ، ولو حاسبك بعملك لأحرقك بنار الدنيا قبل نار الآخرة ، فاندهش الأب من ملاحظة ونصيحة ابنته ، بينما لم يفطن هو لهذه النعمة الكبيرة ، فتاب وحمد الله على نعمة البنت الصالحة والعافية التي أنعم الله بها عليه بعد طول عناء .
فلو أن مخلوقاً فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك، لم يملك قلبه عن محبته، فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه، من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته؟!
فخيره إليه نازل، وشره إليه صاعد، يتحبب إليه بنعمه، وهو غني عنه، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي، وهو فقير إليه، فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه.
هذا مع غناه التام عنهم، وفقرهم التام إليه، من كل وجه، وفي بعض الآثار يقول تعالى: "أنا الجواد، ومن أعظم مني جوداً، وكرماً، أبيت أكلاً عبادي في مضاجعهم، وهم يبارزونني بالعظائم".
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل، إنه يشرك به، ويُجعل له الولد، ثم هو يعافيهم ويرزقهم".
وفي بعض الآثار يقول الله: "ابن آدم، خيرِى إليك نازل، وشرك إليّ صاعد، كم أتحبب إليك بالنعم، وأنا غني عنك، وكم تتبغض إلي بالمعاصي، وأنت فقير إليك، ولا يزال الملك الكريم يعرج إليَّ منك بعمل قبيح".
أأذكر حاجتـي أم قـد كفانـي *** حياؤك إن شيمـتـك الحياء
عـظـيـم لا يـغـيــره صــبــاح *** عن الخلق الجميل ولا مساء
إذا أثنـى عليـك المـرء يـومـا *** كـفـاه مــن تـعـرضـه الـثـنـاء
التوفيق لطاعته
نعم {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21
الحسنة من فضله وبنعمته ، وقبولها وثناؤه عليك بها فضل منه عليك . لولا حُبّه ما قدرت على إتمام طاعته، وما وقفت محبّا بين يديه ، وما أقبلت عليه بل إن شكر نعمائه نعمة يجب أن نشكره عليها
إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكـيف بلـوغ الشـكر إلا بفضله *** وإن طـالت الأيـام واتصل العـمر
لا ينسى الله أحداً
روي أن امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت : يا نبي الله ربك ظالم أم عادل ، فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، و بقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي ،
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على داود فأذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار فقالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها. فقال لهم داود عليه السلام ما كان سبب حملكم هذا المال؟
قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت !!
فالتفت داود عليه السلام إلى المرأة و قال لها : رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالماً، و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك
لك الحمد طوعا، لك الحمد فرضا *** وثيقا عميقا، سماء وأرضا
لك الحمد صمتا، لك الحمد ذكرا *** لك الحمد خفقا حثيثا، ونبضا
لك الحمد ملء خلايا جناني *** وكل كياني. رنوا وغمضا
إلهي وجاهي إليك اتجاهي*** وطيدا مديدا، لترضى فارضى
فأنت قوامي. وأنت انسجامي*** مع الكون، والأمر لولاك فوضى
خفى اللطف
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهم بالأمر في التجارة، والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فظل يتطير بقوله: سبني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل» جامع العلوم والحكم ص 228.
قال ابن القيم في صيد الخاطر: ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة، ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل الإيمان، لا يختلج في قلبه اعتراض ولا يساكن نفسه فيما يجري وسوسة وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه، وقوي تسليمه.
وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة كما جرى لإبليس.
والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء فقد يرى مثل يحيى بن زكريا، يتسلط عليه فاجر، فيأمر بذبحه فيذبح وربما اختلج في الطبع أن يقول: فهل رد عنه من جعله نبيًا؟
وكذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء والمؤمنين وما وقع رد عنهم فإن هجس بالفكر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان ذلك كفرًا، وإن علم أن القدرة متمكنة من الرد وما ردت وأن الله قد يجيع المؤمنين ويشبع الكفار، ويعافي العصاة ويمرض المتقين، لم يبق إلا التسليم للمالك وإن أمض وأرمض.
وقد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فبكى يعقوب ثمانين سنة، ثم لم ييأس فلما ذهب ابنه الآخر قال: }عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا{ [يوسف: 83].
وقد دعا موسى -عليه السلام- على فرعون، فأجيب بعد أربعين سنة.
وكم لله من لطف خفي ّ*** يدقُ خفاه عن فهم الذكي
وكم يُسر أتى من بعد عسر*** ففرج كربة القلب الشجيّ
وكم أمر تساءُ به صباحاً*** وتأتيك المسرة بالعشي
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً*** فثق بالواحد الأحد العليّ
والذين آمنوا أشد حباً لله
إذا كانت محبة الرسول صلى الله عليه و سلم وهو عبد الله ورسوله، لا تصح لعبد حتى يكون النبى أحب إليه من نفسه، وأهله، ووالده، وولده، والناس أجمعين، فما الظن، إذاً بمحبة الخالق العظيم؟!
وقال رسول الله صلى الله علية وسلم "أحبُّوا الله لما يغذوكم به من نعمه"رواه الترمذيُّ وحسَّنه:
فلو لم يكن يحبك لما سمّاك باسم الإسلام وإلا فأخبرني هل كان لك أدنى فضل في كونك مسلما ؟! هل دعوت ربك أو توسّلت إليه وأنت بعد في بطن أمك أو صلب أبيك أن يجعلك من أهل اليمين فاستجاب لك ؟!
كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم . تولد على الكفر وتموت عليه وتُخلّد في النار . ولكن لحب الله لك وعصمك من عبادة العبيد وجعلك من عباد الحميد المجيد .
كل إنسان يعاملك ليربح منك ويكسب عليك . أما الله عز وجل فيعاملك لتربح منه فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بواحدة وهي أسرع ما يمحى ، . فدمعة واحدة تمحو آلاف الخطايا وخطوة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب
قال عز وجل " إذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة "
تأمل هرولة الله إليك وأجبني لماذا ؟! ماذا سيكسب منك ؟! حاشاه . إنما هو لمصلحتك والخير لك
ولأنه يحبك ينزل سبحانه إلى السماء الدنيا كل ليلة تنزّلا يليق بمقامه فينادي " هل من داع فاستجيب له دعاءه ؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟
لا يزداد على كثرة السؤال إلا جودا وكرما وتفضلا وإحسانا ،ولا يمنعه إعراضك أو كثرة ذنوبك من أن يستمر في نزوله كل ليلة يناديك ، تواتر إحسانه . قوّاك على طاعته . أعانك على بره . حبب إليك الإيمان . أعطاك أجلّ العطايا وأفضل.
يجبر كسر عبده
كان هناك رجلٌ لا يبالي بظلم النّاس ، وفي يوم زفافه قدمت زوجته العشاء وفجأة دق الباب , فانزعج الزوج وقال غاضباً : من هذا الذي يأتي في هذه الساعة ؟
فأجابه الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام .
ففتح الباب و خرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً , ثم طرده شر طردة .فمشى الرجل وهو ما يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده و كرامته .و لم يزد على أن قال : حسبيَ الله ونعم الوكيل ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته .
وفجأة أصابه شيء يشبه المس وضاقت عليه الدنيا بما رحبت , فخرج من منزله وهو يصرخ , وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها ولكنها مشيئة الله . صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى , وبقيت على حالها
وبعد خمسة أعوام من تلك الحادثة تقدم شخص لخطبة تلك المرأة , فوافقت عليه وتم الزواج وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء
وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع , فقال الزوج لزوجته : اذهبي فانظري من بالباب
فوجدت رجلاً مسكيناً ، فقام الزوج ورفع المائدة بيديه وأعطاه من كل الأصناف التي يأكلان منها حتى شبع المسكين.
ثم أغلق الباب ثمّ رجع إلى زوجته فوجدها تبكي بكاءً مريراً فسألها عن سبب بكائها
فقالت : هذا الرجل الذي أعطيته الطعام كان زوجاً لي من قبل خمسة أعوام وفي ليلة زفافي منه , طرق سائل بابنا فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده ثم عاد إليَّ متجهماً ضائق الصدر , ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين فخرج هائماً لا يدري أين يذهب , ولم أره بعدها إلا اليوم فانفجر زوجها باكياً .فقالت له : ما يبكيك ؟ فقال لها : أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك ؟ فقالت : من ؟!.
فقال لها : إنه أنا ذلك الرجل وقد أغناني الله من فضله.
أغيب وذو اللطائف لا يغيب*** وأرجوه رجاء لا يخيب
وأسأله السلامة من زمان*** بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجتي في كل حال *** إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر*** طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر*** ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفي *** ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب *** ولا مولا سواه ولا حبيب
كريم منعم بر لطيف *** جميل الستر للداعي مجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا *** رحيم غيث رحمته يصوب
فيا ملك الملوك أقل عثاري*** فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي *** ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي واكبت حسودا *** فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وأهلي *** فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار*** أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري*** لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي واعتصامي*** به وإليه مبتهلا أنيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي*** فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرج *** هموما في الفؤاد لها دبيب
وصل حبلي بحبل رضاك وانظر*** إلي وتب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتول نصري*** وشد عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري*** فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبد الرحيم ومن يليه*** لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميل*** ومرعى ذود آمالي جميل
وصل على النبي وآله *** ما ترنم في الآراك العندليب
شاب انترنتى أراده الله أن يكون داعية
يقول هذا الشاب : أنا شاب عمرى يقرب من الواحد والعشرين وقصة توبتى غريبة جدا، كثيرا ما كان يتحدث الناس عني أني عبقرى مبتكر فى الأفكار. وأصبحت استغل كل هذا فى الحصول على الشهوات وبدأت بالفعل حيث لا أعلم من الإسلام شيئا إلا قليلا مما فرضه علي العيش فى بلد إسلامى وأختى الملتزمة كانت كثيرا ما تنصحنى وأسخر منها
قد كنت مدمنا لجميع الشهوات ولا تتخيل ذنبا الا وقد فعلته، كنت مدمنا لغرف الدردشة Chat نتحدث عن ما حرم الله وكنت أجد معها متعة غريبة، لا أدرى لماذا ؟؟
ذات يوم تعرفت على فتاه من أمريكا ، كانت فى عمر العشرين متزوجة ولها ولد جميل، تعرفت عليها صدفة. قالت لى ما اسمك قلت لها اسمى : محمد ما كدت ان أن أقول تلك الكلمة الا ووجدتها طارت من الفرح وتقول لى إذن أنت مسلم. حقا انت مسلم لا اصدق اريد ان اعرف عن الإسلام الكثير أرجوك لا تتركنى كما تركونى أرجوك لدى آلاف الأسئلة التى أود أن أسألها أرجوك، قلت فى نفسى يالها من تعيسة تطلب الإلام من أبعد واحد عنه، ربنا يستر
ولكنى شعرت بها حقا، أول مرة فى حياتى أعيش لحظة اهتم فيها بأمر دينى أول مرة أعيش فيها لهدف، شعرت بإحساس آخر، أغلقت كل من أتحدث معهم من الفتيات الساقطات، غريبة، لأول مرة فى حياتى أترك شهوتى لأجل شىء ، لا اعلم منه إلا اسمه الإسلام ، وقلت لعلها تسألنى وأجيب مع يأسي التام على قدرتى على الإجابة ، وبالفعل قالت لى : ما الإسلام، قلت لها من فضلك ثانية واحدة. دخلت على مواقع إسلامية، وظللت أبحث عن كل سؤال تسأله حتى أنى نجحت فى الإجابة على معظم الأسئلة،
قالت لى: من هى عائشة، قلت لها عائشة ؟! كنت لا أعلم عنها، ظللت أبحث عنها فى المواقع الإسلامية، وبينما أنا أبحث أشعر بحماس ورغبة غريبة فى مساعدتها، قلت لها أختى انتظرينى أيام سأرسل لك كتابا وغيره يعلمك ما الإسلام، لا تتصور مدى سعادتى من كلمة أختى، أول مرة فى حياتى أنادي فتاة بكلمة أختى،
الله!!! أختى، لأول مرة اشعر بالطهارة، حتى ذرفت عيناي ، وما نمت ليلتى، ظللت اسأل أختى عن بعض الأسئلة التى سألتنى إياها ( هل الحجاب فريضة ؟؟ وغير ذلك )، ذهبت للمكتبة لشراء كتاب وقبل الذهاب فوجئت أنى لا املك من الأموال إلا قليلا، قلت ماذا افعل، كنت أشعر أن الموت يسابقنى لها ويجب أن أكون أسرع منه لها قبل أن تموت وتدخل النار، لأول مرة أحدث نفسى بهذه اللهجة، تعجبت من نفسى، ذهبت لأحد أصدقاء السوء كان غنيا جدا واقترضت منه مبلغا، كنت أنوى أن لا أرده ولكن بعد التزامى رددته لعلمى بأهمية رد الدين والحمد لله، واشتريت لها كتابين قرأتهما قبلها، وكنت طليقا فى الإنجليزية، شعرت بأن هذا الدين عظيم .واشتريت لها زيا إسلاميا جميلا مثل الزى الذي ترتديه اختى لعلمي بصعوبة الحصول على هذه الأزياء الإسلامية هناك واشتريت لها مصاحف قرآن للغامدى والعجمى، وأرسلت كل هذا بالبريد السريع الدولى ليصل فى أقصر فترة ممكنة،
وبالفعل وصل إليها ، وقرأت الكتابين، وقالت لى هذا ما كنت أريد، ماذا أفعل لكى أدخل فى الإسلام، حينها لا تتصور ما حدث لى بكيت كثيرا كثيرا، وذرفت دموعي فقالت لى: لما تبكى، فقد كانت تسمعنى وكنت أتحدث معها بالمايك، قلت لها لأن ميلادى مع ميلادك، ما فهمت معناه، ولكنى أخبرتها أن تردد الشهادتين وتذهب لتغتسل، كنت قد سألت عن هذا لهذه اللحظة، لا تتصور وهى تردد بعدى " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله" وكأنى أرددها معها لأول مرة ، فلا أتذكر أنى قد قلتها قبل ذلك، وقالت لى ما معناها، فأخبرتها أنه لا يوجد إله غير الله فى الكون وأن محمدا رسول الله وظللت أتطرق فى شرحها ولكن العجيب أنى لا أدرى ما هذه الكلمات، وأنا أشرحها كل هذه المعانى كانت غائبة عنى ، أيقنت أن هذه الكلمة لها معانى عظيمة،
ثم قالت " محمد قل لا اله الا الله وضحكت " قلتها وأنا أبكى من سعادتى أبكى بكاءا مريرا ، ثم قلت " قولى يا أختى محمد رسول الله " فقالت وضحكت بسعادة وقالت محمد الآن وجدت حياتى، لقد كنت محطمة وقلبى كسيرا حاولت الانتحار خمس مرات وكان زوجى ينقذنى، ولكنى الآن أشعر بسعادة غامرة وأشعر أنى وجدت نفسى ووجدت سعادتى ، قلت لها إذن أنت ولدتِ هذه الليلة، قالت حقا نعم، قلت لها وأنا كذلك وحكيت عليها قصتى وكيف كنت مسلما بالاسم فقط، والآن أشعر بأنى ولدت من جديد، قالت: الآن فهمت ميلادى مع ميلادك " ثم قالت إذا " ردد وقل لا إله إلا الله يا أخى " قلت لها نعم لا اله إلا الله رب العالمين" وشعرت بأنى أسلمت من جديد .
واتفقنا أن نتقابل بعد 30 دقيقة سمعت المؤذن لصلاة الفجر، فقمت توضأت كنت لازلت أذكر الوضوء من المدرسة ودخلت مع الإمام ، وذرفت عيناي بالدموع شعرت بلذة غريبة كانت ألذ بكثير من هذه اللذة التى كنت أتذوقها مع الشهوات، لذة الإيمان حقا إن له لذة غريبة.
عدت اليها وأخبرتنى من هى عائشة وظللت أتعلم منها عن عائشة وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تخيل أن أتعلم الدين ممن كنت سببا فى إسلامها وهي عمرها فى الإسلام لحظات، شىء غريب جعلنى أذرف دموعي كثيرا ووجدتها غيرت اسمها المستعار لعائشة، وبعد يومين فوجئت بإسلام زوجها وسموا ابنهم أحمد ، بكيت بكاءا شديدا، وحمدت الله كثيرا، آه لا أستطيع أن أصدق أنى سبب فى إسلام ثلاثة أنفس يأتون يوم القيامة فى ميزان حسناتى ، وأنا ليس لي من الإسلام شىء.
منذ ذلك الحين ظللت أتعلم عن الإسلام الكثير ووجدت فى مكتبة أختى التى تزوجت قبل إسلامها وإسلامى بأسبوع، وظللت اقرأ وأقرأ وأتعلم ووجدت حالى ينصلح شعرت بلذة الصلاة ولذة العبادة وتركت كل شهواتى وكل أصدقائى الفاسقين فى بلدي وفى العالم كله وكل حين اردد " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله " وأبكي وأبكي، وفرِحت بذلك أمى، وقالت حقا " كل شىء وله أوان " قلت لها صدقت يا أمى،
وتحولت من البحث عن فاسقة أو لعوب لأتحدث معها أو أقابلها، إلى البحث عن كل من يريد الإسلام ويريد أن يعرف عنه شىء، تخيل فوجئت بالكثير بالكثير يريد المعرفة عن الإسلام .وكلما عرفت أحدا أرسلت له نفس الكتابين ونسخة من القرآن الكريم، حتى أسلم على يدى ثلاثة آخرين اثنان من أمريكا وفتى من بريطانيا، وفرحت بذلك كثيرا، وكانت أم احمد تساعدنى فى الحديث معهم، حتى أنها أقنعت أختها بالإسلام، والحمد لله رب العالمين ،
وأخيرا لا استطيع أن أخبرك عن مدى سعادتى بالإسلام
أنا أسلمت مع هؤلاء حقا لقد أسلمت معهم، وعلمت أن الدعوة فرض عين فى ظل هذا الانفتاح وكون العالم كله قرية صغيرة، فيجب على المسلمين العمل لدينهم الذى طالما ظلموه وهو أغنى الأغنياء عنهم، ونحن أفقر الفقراء إليه ،
تحولت دفة حياتى تماما أصبح كل همى الدعوة إلى الله، والعمل له ، وأرجوا من الله رب العالمين أن يرحمنى وأن ييسر لى ويثبتنى، أتعلم يا أخى والله إن الدعوة إلى الله رزق يسوقه الله إلى العبد، و أشعر أن رزقي واسع فى هذا الأمر.
والآن أما آن لك
إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر ؟
متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر ؟
متى تقوى على كسر القيود وتنتصر ؟
إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟
فاللهم اجعلنا للمتقين إماما واجعلنا هداة مهديين لا ضالين ومضلين
اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك
الحمد لله رب العالمين ، أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، يُعطي عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله، يقبل القليل من العمل ويغفر الكثير من الزلل ، لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه كثرة المسائل، يحب الملحين ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، يحب أن يُسأل، ويغضب إذا لم يُسأل.
يٌحب الدعوات، ويَقبل العثرات، ويغفر الخطيئات، ويستر العوارات، ويكشف الكربات، ويغيث اللهفات، وينيل الطلبات .
يستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه، ويستره حيث لا يستر نفسه، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه، دعاه بنعمه وإحسانه، و ناداه إلى كرامته و رضوانه، فأبى، فأرسل رسله في طلبه، وبعث معهم إليه عهده، ثم نزل بنفسه، وقال (من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له).
وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو؟! ولا يذهب بالسيئات إلى هو؟!
سبحانه سبحانه ، فهو أحق من ذُكر، وأحق من شُكر، وأحق من حُمد، وأحق من عُبد، وأرحم من استرحم، وأكرم من قُصد، وأعز من التُجيء إليه، وأكفى من تُوكل عليه.
هو أقرب شهيد، وأجل حفيظ، وأوفى بالعهد، وأعدل قائم بالقسط، حال دون النفوس، وأخذ بالنواصى، وكتب الآثار، ونسخ الآجال، فالقلوب له مفضية، والسر عنده علانية، والغيب لديه مكشوف. وكل العباد إليه ملهوف.
أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأشد فرحاً بتوبة التائب، من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه، في الأرض المهلكة، إذا يئس من الحياة ثم وجدها.
يُطاع فيشكر ، ويُعصى فيغفر، ويعفو وحقه أُضِيع.
عنت الوجوه لنور وجهه، وعجزت العقول عن إدراك كنهه، ودلت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه، أشرقت لنور وجهه الظلمات، واستنارت له الأرض والسموات، وصلحت عليه جميع المخلوقات.
لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه؛ لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
يا ربي حمداً ليس غيرك يحمد *** يا من له كل الخلائق تصمدُ
أبواب كل ملّكٍ قد أوصدت *** ورأيت بابك واسعاً لا يوصدُ
يحب المدح ويستحق الثناء
الله الله الله ، ما أحسن الاسم، وما أجل المسمى، كلمة حلوة في النطق، عذبة في السمع، حبيبة إلى القلب، قريبة من النفس، ساكنة في الوجدان، منقوشة في الفؤاد، محفورة في الضمير، ممتزجة بالدماء. باسمه نبدأ وعليه نتوكل وإليه نلجأ، وبعظمته نشدو، وبجلاله نشيد، وبصفاته نترنم، وعلى نبيه نصلي ونسلم، فهو الذي دعانا إلى الله، وعرفنا بالله، ودلنا على الله، وعلمنا كيف نثني على الله، فهو القائل: «أما إن ربك يحب الثناء»، والقائل: «ولا أحد أحب إليه المدحة من الله".
وهل أحد أحق بالثناء منه؟ وهل خلق الإنسان، وأعطي اللسان، وعلم البيان، إلا ليثني على الله، ويمجد الله، ويسبح الله، ويذكر الله؟ من أحق بالثناء منه؟ ومن أولى بالمدح منه؟، ومن أجدر بالتمجيد منه؟
فلا العرش يحمله ولا الكرسى يسنده *** بل العرش وحملته والكرسى وعظمته
الكل محمــول بلطــف قدرته *** مقهـــور بجـــلال قبضتـه
هل تعلم له سميا ؟
الله أعرف المعارف ، هو الاسم الأعظم ، و رأس الأسماء وعلم الأعلام ، وهو علم على ذات الحق ، وهو الجامع لصفات الجمال والكمال كلها ولفظ (الله) فرد في اللغة، فلا يجمع ولا يتعدد
الله هو الاسم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، ولم يتسمّ به غيره( هل تعلم له سميا ) مريم:65
قال الشيخ فريد الأنصارى رحمه الله :
جاء في اللسان: (اسم «الله»: تفرد ـ سبحانه ـ بهذا الاسم، لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل: (الإله) انطلق على الله ـ سبحانه ـ وعلى ما يُعبد من الأصنام. وإذا قلت: (الله) لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، وقيل في اسم الباري ـ سبحانه ـ: إنه مأخوذ من ألِهَ يَأْلَهُ: إذا تحيَّرَ؛ لأن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ يَألَهُ ألَهاً: أي تحيَّرَ، وأصله وَلِهَ يَوْله وَلَهاً، وقد أَلِهْتُ على فلان: أي اشتد جزعي عليه؛ مثل وَلِهْتُ، وقيل: هو مأخوذ من: ألِهَ يَألَهُ إلى كذا، أي: لجأ إليه؛ لأنه ـ سبحانه ـ الْمَفْزَعُ الذي يُلْجَأُ إليه في كل أمر) ؛ إذ (الإله) في هذا السياق اللغوي هو: ما يَشُوقُ القلب، ويأخذ بمجامع الوجدان إلى درجة الانقياد له والخضوع. قال ـ عز وجل ـ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23] .
كلمة: (الإله) لفظُ وصفٍ، يدل على معنى شعوري قلبي؛ ولذلك فهو يتعدد؛ إذ يُجمع على "آلهة."
كلمة (إله) في أصل الاستعمال اللغوي كلمة قلبية، وجدانية تدل على أحوال القلب، كالحب، والبغض، والفرح، والحزن والأسى، والشوق، والرغبة، والرهبة... إلخ. أصلها قول العرب: «ألِهَ الفَصيلُ يَألَهُ ألَهاً» إذا ناح شوقاً إلى أمه
والراجح فعلاً أن (ألِهَ) هو من (وَلِه) ومنه اشتُق الاسم العلم: (الله)؛ لأن مدار كلا المادتين على معاني القلب؛ فأبدلت من الواو همزة. قال الراغب الأصفهاني: (ألَه فلانٌ يأله: عَبَدَ، وقيل: أصله وِلاه؛ فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك؛ لكون كل مخلوق والِهاً نحوه، إما بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات، وإما بالتسخير والإرادة كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها.
إن المسلم إذ (يشهد) أن لا إله إلا الله ، يقر شاهداً على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله رغبة ورهبة وشوقاً ومحبة. وتلك لعمري (شهادة) عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه. ومعاني القلب لا تحد بعبارات، ولا تحصرها إشارات. ومن هنا كانت شهادة «أن لا إله إلا الله» من اللطافة بمكان؛ بحيث لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقاً.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحاب إليها، وهي حقيقة: لا إله إلا الله!
فإن (الإله): هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً، وخوفاً ورجاء، وتعظيماً وطاعة له، بمعنى (مألوه): وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له؛ فالمحبة: حقيقة العبودية) مدارج السالكين، لابن القيم: 3/ 18 26 -
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم أكثر من 1700 مرة يقرأه القارئون ، ويترنم به المرتلون ، ويسعد به المؤمنون هو التعريف الذي عرّف الله جل وعلا به نفسه إلى موسى ) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ** إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري( طه:14،13
من هو الله؟!!
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهاده هو الرحمن الرحيم** هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون** هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم (الحشر:24،22)
الله يا أعـــــــذب الألفـــــاظ في لغـــــتي ***ويا أجل حـــــروف فــــــي مـــعـــانيـــــها
الله يا أمتع الأســــمـــــاء كم سعـــــدت *** نفــــسي وفــاض ســــروري حين أرويها
من حافظ على الصلوات الخمس ، وأدى السنن الرواتب، وأتى بالأذكار المشروعة في اليوم والليلة فقط فإن هذا الاسم الله يتردد على لسانه زهاء ألفي مرة،ولو كانت كلمة أخرى تتردد عشرات المرات في اليوم والليلة لشعر المرء بها ، وأدرك تكرارها إلا هذه الكلمة الرائقة فقد سكنت الإحساس وامتزجت بالأنفاس وخضعت لعظمتها الجن والناس.
فسبحانه من حكيم عليم ، عظيم كريم ، سميع بصير ، لطيف خبير ،عليٌ قدير ، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم (البقرة:255)
قال صلى الله عليه وسلم :"إن الله عزوجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ،يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل ،حجابه النور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
من كتاب الله أهل الثناء والمجد للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني"بتصرف"
رحمة الله بنا عند النوم
عندما يحل وقت النوم تبدأ الجفون بالتثاقل والعيون تبدأ بالاحمرار شيئا فشيئا وتحس بجسمك يستجيب لهذه الإشارة فيبدأ هو بتخفيف نشاطه شيئا فشيئا والدماغ يرسل الإشارات لبقية أعضاء الجسم كي تقوم هي الأخرى بدورها في التهيئة للنوم وبعد أن تتمدد على الفراش الوثير كلها لحظات وترى نفسك قد غبت عن الوعي
ودخلت في الموتة الصغرى "النوم الهادئ" ولكن . هل فكرت في نفسك ولو مرة واحدة ما الذي يحصل
لو تعطلت آلية واحدة من آليات عمل الجسم كيف سيتحول شكلك وأنت نائم عندما تنام يكون الله سبحانه وبحمده يرعاك ويسلمك من الآفات عند نومك
_ احمد الله سبحانه عز وجل على تقليبه لك مرة كل (7دقائق) لتغيير وضعك أثناء نومك حتى لايصاب جلدك الرقيق بالتعفن.
_ احمد الله سبحانه على نعمة لسان المزمار الذي يفتح منفذا للريق الكثيف الذي يجتمع بفمك وأنت نائم لاتدري حتى لاتختنق وتشرق بالريق
_ احمد الله اللطيف الرؤوف بعباده على نعمة الأحلام غير المرضية التي يجعلها الله سبحانه كالمنظف لما يزدحم في ذاكرتك من معلومات. ومشكلات وكل ذلك لتحافظ على لياقة عقلك
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بفيروس التهاب الدماغ السباتي الذي تصاب معه بنوبة من الحمى الشديدة مع فترات طويلة من النوم لاتحس بعدها بالراحة
_ احمد الله سبحانه على نعمة أنك لاتعاني من نوبات الهلع الليلي والهلوسة الشديدة والهذيان المتلاحق بسبب ماتراه من أحلام وتصورات أثناء نومك _ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بالنوم المرضي المفاجىء الذي يجعلك تنام في أي مكان وفي أي لحظة سواء كنت تأكل أو تقود سيارتك أو تصعد السلالم .
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بمتلازمة الرجلين التوهمي والذي يجعل رجلاك تنتفخان أثناء نومك
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بمرض التبول الليلي اللاشعوري الذي قد يصيب الإنسان ولو كان كبيرا.
_ احمد الله سبحانه على نعمة عدم إصابتك بشلل النوم الذي يصيب عضلات الجسم فجأة لفترات مختلفة
_ احمد الله سبحانه على نعمة هدوء شخيرك وعدم إصابتك بانقطاع التنفس النومي
_ احمد الله سبحانه وبحمده على نعمه التي لاتنتهي وعلى أفضاله التي لاتحصى
يرعاك وأنت نائم ويرعاك وأنت قاعد ويرعاك وأنت قائم ويرعاك وأنت طائع ويرعاك وأنت تغضبه وتسىء إليه وتعصيه !!.
سبحان من يعفو ونهفو دائمًا *** ولا يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه *** جلاله عن العطا لذي الخَطَا
كل هذه النعم ولا أحبه
عطاء بلا مقابل
جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما منه بذلك .
فقال له يونس :أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف ؟؟قال : لا .قال : فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف ؟؟قال : لا .قال : فؤادك الذي تعقل به يسرك به مائة ألف ؟؟قال : لا .قال : فيداك يسرك بهما مائة ألف ؟؟ قال : لا .فرجلاك ؟؟ فذكره نعم الله عزوجل عليه . فأقبل عليه يونس فقال : أرى لك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة . ا.هـ
لماذا الهمّ وأنت مسلم تعرف من بيده ملكوت كل شئ ؟! والله لو انقطع العبد إلى ملك من ملوك الدنيا لنال منه بشئ فما بالك بمن انقطع إلى رب كل شئ ومليكه بيده ناصية الأمور .
لماذا الهم وأنت مسلم توحد الله وتعبده تذكره فيذكرك وتقترب منه ويدنيك وتسأله
فيعطيك ؟؟لئن كنت مسلما فتذكر أن غيرك الآن من الفجرة الكفرة تشتعل عليهم قبورهم نارا
وأنت تتنفس التوحيد وتسجد لمن ذلت له العبيد .لماذا الهم وأنت صحيح معافى . تجد ملاذا يؤويك وماءً يرويك ولحافا يغطيك وخبزا يقيم صلبك ويعفيك . لماذا الهم ؟؟ ألم تعلم قول الخليل عليه صلاة الجليل ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) رواه الترمذي .
إن أدركت ذلك فغيرك لا يجد دقلا من تمر يملأ بطنه أو ملاذا يدبر فيه أمره أو كسوة تواري سوأته وعورته .
وإن كنت معافىً فغيرك الملايين إي وربي الملايين من هو فاقد عقله أو رجله أو بصره
أو سمعه بل بعضهم لا يملك من بدنه إلا لسانه أو طأطأته رأسه.
وإن كنت في سربك آمنا وفي بيتك مطمئنا فلفيف من البشر لا يغمض له جفن من ضياع الأمن وتوحش الأوضاع .لماذا الهم على بضعة دراهم أو فوات وظيفة أو تأخر مكتوب ؟؟ أليس ما تملك الآن من صحة أغلى من ذهب الدنيا وفضتها . بل تخيل أنك أصبت بمرض وعاهة ثم قدر لك الأطباء دواءً يُذهب بمالك وثروتك . ألست متطببا ؟!
واعلم أن الشدة منقطعة والعسر مقطوع حبله وإن دامت ردحا من الزمن فلا يجمع الله
على عبده عسرين . فلئن جعت يوما فأيام الأمن كثر ولئن بكيت الشهر فأيام الضحك
سنون ولئن حزنت العقود فأيام الفرح دهور .
الله يحبك
عطاؤه ومنعه، ومعافاته وابتلاؤه، وقبضه وبسطه، وعدله وفضله، وصبره على عبده، وإجابته لدعائه، وكشف كربه، وإغاثة لهفته، وتفريج كربته من غير حاجة منه إليه، بل مع غناه التام عنك من جميع الوجوه، وكل ذلك داع للقلوب إلى تألهه، ومحبته، بل تمكينه عبده من معصيته، وإعانته عليها، وستره حتى يقضي وطره منها، وكلاءته وحراسته له وهو يقضي وطره في معصيته، وهو يعينه ويستعين عليها بنعمه، من أقوى الدواعي إلى محبته.
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا *** وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا *** فان تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا *** فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة *** وما سقطنا لأن الحافظ الله
ولأنه يحبك ابتلاك . ألم تسمع قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " من يرد الله به خيرا يصب منه "
ابتلاك ليرفع في الجنة درجتك ، ابتلاك لتفيق من غفلتك ، ابتلاك ليمحو خطيئتك ابتلاك لتعرف نعمه عليك . ولتتواضع له . ولتدعوه فيستجيب لك . ابتلاك ليدخلك الجنة من أوسع أبوابها وأسهل طرقها " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
يا صاحِبَ الهَمِ إن الهَمَ منفرِجٌ *** أبشِر بـِخيرٍ فإنَ الفارِجُ اللهُ .
اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِهِ *** لا تيأَسَنَ فإِن الكافيَ اللهُ .
إذا بُليتَ فَثِق باللهِ وارض بِهِ *** إن الذي يكشِفُ البَلوى هُوَ الله.
اللهُ يُحدِثُ بعدَ العُسرِ ميسَرةَ *** لا تـَجَزَعَنَ فإنَ الصانِعَ الله.
و اللهِ مالـَكَ غَيرُ اللهِ مِن أَحَدٍ *** فَحَسبُكَ اللهُ في كلٍ لَكَ اللهُ .
طفلة تعلم أبيها حب الله
يقول : محمد صالح عواض من صنعاء :كان لي جار تاجر ، ومن ضمن تجارته بيع المياه المعبأة المنتجة محلياً والمعقمة من المصنع المتخصص .
فكان يقوم بتعبئة مياه غير معقمة ويبيعها للناس ويضع لاصقاً معتمداً من المصنع ، وكانت ابنته الصغيرة تلاحظ غشه للناس دون أن تجرؤ على نصيحة أبيها لخوفها منه ،
وذات يوم وبينما هو يقوم بإشعال الغاز لغلي الماء ، كان الغاز قد انتشر في المكان فاشتعلت أرضية المكان واشتعلت معها رجلا التاجر وكان في رجله مرض جلدي عضال تعذر علاجه ، لكنهما شفيتا بعد احتراقهما مباشرة ، فأقبلت البنت على أبيها
وقالت له : انظر يا أبي ما أعظم رحمة الله بك ، تعصيه ويجعل من خطأك طريقاً لشفاء مرضك ، ولو حاسبك بعملك لأحرقك بنار الدنيا قبل نار الآخرة ، فاندهش الأب من ملاحظة ونصيحة ابنته ، بينما لم يفطن هو لهذه النعمة الكبيرة ، فتاب وحمد الله على نعمة البنت الصالحة والعافية التي أنعم الله بها عليه بعد طول عناء .
فلو أن مخلوقاً فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك، لم يملك قلبه عن محبته، فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه، من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته؟!
فخيره إليه نازل، وشره إليه صاعد، يتحبب إليه بنعمه، وهو غني عنه، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي، وهو فقير إليه، فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه.
هذا مع غناه التام عنهم، وفقرهم التام إليه، من كل وجه، وفي بعض الآثار يقول تعالى: "أنا الجواد، ومن أعظم مني جوداً، وكرماً، أبيت أكلاً عبادي في مضاجعهم، وهم يبارزونني بالعظائم".
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل، إنه يشرك به، ويُجعل له الولد، ثم هو يعافيهم ويرزقهم".
وفي بعض الآثار يقول الله: "ابن آدم، خيرِى إليك نازل، وشرك إليّ صاعد، كم أتحبب إليك بالنعم، وأنا غني عنك، وكم تتبغض إلي بالمعاصي، وأنت فقير إليك، ولا يزال الملك الكريم يعرج إليَّ منك بعمل قبيح".
أأذكر حاجتـي أم قـد كفانـي *** حياؤك إن شيمـتـك الحياء
عـظـيـم لا يـغـيــره صــبــاح *** عن الخلق الجميل ولا مساء
إذا أثنـى عليـك المـرء يـومـا *** كـفـاه مــن تـعـرضـه الـثـنـاء
التوفيق لطاعته
نعم {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21
الحسنة من فضله وبنعمته ، وقبولها وثناؤه عليك بها فضل منه عليك . لولا حُبّه ما قدرت على إتمام طاعته، وما وقفت محبّا بين يديه ، وما أقبلت عليه بل إن شكر نعمائه نعمة يجب أن نشكره عليها
إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكـيف بلـوغ الشـكر إلا بفضله *** وإن طـالت الأيـام واتصل العـمر
لا ينسى الله أحداً
روي أن امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت : يا نبي الله ربك ظالم أم عادل ، فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، و بقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي ،
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على داود فأذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار فقالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها. فقال لهم داود عليه السلام ما كان سبب حملكم هذا المال؟
قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت !!
فالتفت داود عليه السلام إلى المرأة و قال لها : رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالماً، و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك
لك الحمد طوعا، لك الحمد فرضا *** وثيقا عميقا، سماء وأرضا
لك الحمد صمتا، لك الحمد ذكرا *** لك الحمد خفقا حثيثا، ونبضا
لك الحمد ملء خلايا جناني *** وكل كياني. رنوا وغمضا
إلهي وجاهي إليك اتجاهي*** وطيدا مديدا، لترضى فارضى
فأنت قوامي. وأنت انسجامي*** مع الكون، والأمر لولاك فوضى
خفى اللطف
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهم بالأمر في التجارة، والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فظل يتطير بقوله: سبني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل» جامع العلوم والحكم ص 228.
قال ابن القيم في صيد الخاطر: ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة، ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل الإيمان، لا يختلج في قلبه اعتراض ولا يساكن نفسه فيما يجري وسوسة وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه، وقوي تسليمه.
وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة كما جرى لإبليس.
والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء فقد يرى مثل يحيى بن زكريا، يتسلط عليه فاجر، فيأمر بذبحه فيذبح وربما اختلج في الطبع أن يقول: فهل رد عنه من جعله نبيًا؟
وكذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء والمؤمنين وما وقع رد عنهم فإن هجس بالفكر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان ذلك كفرًا، وإن علم أن القدرة متمكنة من الرد وما ردت وأن الله قد يجيع المؤمنين ويشبع الكفار، ويعافي العصاة ويمرض المتقين، لم يبق إلا التسليم للمالك وإن أمض وأرمض.
وقد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فبكى يعقوب ثمانين سنة، ثم لم ييأس فلما ذهب ابنه الآخر قال: }عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا{ [يوسف: 83].
وقد دعا موسى -عليه السلام- على فرعون، فأجيب بعد أربعين سنة.
وكم لله من لطف خفي ّ*** يدقُ خفاه عن فهم الذكي
وكم يُسر أتى من بعد عسر*** ففرج كربة القلب الشجيّ
وكم أمر تساءُ به صباحاً*** وتأتيك المسرة بالعشي
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً*** فثق بالواحد الأحد العليّ
والذين آمنوا أشد حباً لله
إذا كانت محبة الرسول صلى الله عليه و سلم وهو عبد الله ورسوله، لا تصح لعبد حتى يكون النبى أحب إليه من نفسه، وأهله، ووالده، وولده، والناس أجمعين، فما الظن، إذاً بمحبة الخالق العظيم؟!
وقال رسول الله صلى الله علية وسلم "أحبُّوا الله لما يغذوكم به من نعمه"رواه الترمذيُّ وحسَّنه:
فلو لم يكن يحبك لما سمّاك باسم الإسلام وإلا فأخبرني هل كان لك أدنى فضل في كونك مسلما ؟! هل دعوت ربك أو توسّلت إليه وأنت بعد في بطن أمك أو صلب أبيك أن يجعلك من أهل اليمين فاستجاب لك ؟!
كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم . تولد على الكفر وتموت عليه وتُخلّد في النار . ولكن لحب الله لك وعصمك من عبادة العبيد وجعلك من عباد الحميد المجيد .
كل إنسان يعاملك ليربح منك ويكسب عليك . أما الله عز وجل فيعاملك لتربح منه فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بواحدة وهي أسرع ما يمحى ، . فدمعة واحدة تمحو آلاف الخطايا وخطوة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب
قال عز وجل " إذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة "
تأمل هرولة الله إليك وأجبني لماذا ؟! ماذا سيكسب منك ؟! حاشاه . إنما هو لمصلحتك والخير لك
ولأنه يحبك ينزل سبحانه إلى السماء الدنيا كل ليلة تنزّلا يليق بمقامه فينادي " هل من داع فاستجيب له دعاءه ؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟
لا يزداد على كثرة السؤال إلا جودا وكرما وتفضلا وإحسانا ،ولا يمنعه إعراضك أو كثرة ذنوبك من أن يستمر في نزوله كل ليلة يناديك ، تواتر إحسانه . قوّاك على طاعته . أعانك على بره . حبب إليك الإيمان . أعطاك أجلّ العطايا وأفضل.
يجبر كسر عبده
كان هناك رجلٌ لا يبالي بظلم النّاس ، وفي يوم زفافه قدمت زوجته العشاء وفجأة دق الباب , فانزعج الزوج وقال غاضباً : من هذا الذي يأتي في هذه الساعة ؟
فأجابه الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام .
ففتح الباب و خرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً , ثم طرده شر طردة .فمشى الرجل وهو ما يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده و كرامته .و لم يزد على أن قال : حسبيَ الله ونعم الوكيل ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته .
وفجأة أصابه شيء يشبه المس وضاقت عليه الدنيا بما رحبت , فخرج من منزله وهو يصرخ , وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها ولكنها مشيئة الله . صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى , وبقيت على حالها
وبعد خمسة أعوام من تلك الحادثة تقدم شخص لخطبة تلك المرأة , فوافقت عليه وتم الزواج وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء
وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع , فقال الزوج لزوجته : اذهبي فانظري من بالباب
فوجدت رجلاً مسكيناً ، فقام الزوج ورفع المائدة بيديه وأعطاه من كل الأصناف التي يأكلان منها حتى شبع المسكين.
ثم أغلق الباب ثمّ رجع إلى زوجته فوجدها تبكي بكاءً مريراً فسألها عن سبب بكائها
فقالت : هذا الرجل الذي أعطيته الطعام كان زوجاً لي من قبل خمسة أعوام وفي ليلة زفافي منه , طرق سائل بابنا فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده ثم عاد إليَّ متجهماً ضائق الصدر , ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين فخرج هائماً لا يدري أين يذهب , ولم أره بعدها إلا اليوم فانفجر زوجها باكياً .فقالت له : ما يبكيك ؟ فقال لها : أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك ؟ فقالت : من ؟!.
فقال لها : إنه أنا ذلك الرجل وقد أغناني الله من فضله.
أغيب وذو اللطائف لا يغيب*** وأرجوه رجاء لا يخيب
وأسأله السلامة من زمان*** بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجتي في كل حال *** إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر*** طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر*** ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفي *** ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب *** ولا مولا سواه ولا حبيب
كريم منعم بر لطيف *** جميل الستر للداعي مجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا *** رحيم غيث رحمته يصوب
فيا ملك الملوك أقل عثاري*** فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي *** ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي واكبت حسودا *** فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وأهلي *** فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار*** أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري*** لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي واعتصامي*** به وإليه مبتهلا أنيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي*** فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرج *** هموما في الفؤاد لها دبيب
وصل حبلي بحبل رضاك وانظر*** إلي وتب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتول نصري*** وشد عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري*** فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبد الرحيم ومن يليه*** لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميل*** ومرعى ذود آمالي جميل
وصل على النبي وآله *** ما ترنم في الآراك العندليب
شاب انترنتى أراده الله أن يكون داعية
يقول هذا الشاب : أنا شاب عمرى يقرب من الواحد والعشرين وقصة توبتى غريبة جدا، كثيرا ما كان يتحدث الناس عني أني عبقرى مبتكر فى الأفكار. وأصبحت استغل كل هذا فى الحصول على الشهوات وبدأت بالفعل حيث لا أعلم من الإسلام شيئا إلا قليلا مما فرضه علي العيش فى بلد إسلامى وأختى الملتزمة كانت كثيرا ما تنصحنى وأسخر منها
قد كنت مدمنا لجميع الشهوات ولا تتخيل ذنبا الا وقد فعلته، كنت مدمنا لغرف الدردشة Chat نتحدث عن ما حرم الله وكنت أجد معها متعة غريبة، لا أدرى لماذا ؟؟
ذات يوم تعرفت على فتاه من أمريكا ، كانت فى عمر العشرين متزوجة ولها ولد جميل، تعرفت عليها صدفة. قالت لى ما اسمك قلت لها اسمى : محمد ما كدت ان أن أقول تلك الكلمة الا ووجدتها طارت من الفرح وتقول لى إذن أنت مسلم. حقا انت مسلم لا اصدق اريد ان اعرف عن الإسلام الكثير أرجوك لا تتركنى كما تركونى أرجوك لدى آلاف الأسئلة التى أود أن أسألها أرجوك، قلت فى نفسى يالها من تعيسة تطلب الإلام من أبعد واحد عنه، ربنا يستر
ولكنى شعرت بها حقا، أول مرة فى حياتى أعيش لحظة اهتم فيها بأمر دينى أول مرة أعيش فيها لهدف، شعرت بإحساس آخر، أغلقت كل من أتحدث معهم من الفتيات الساقطات، غريبة، لأول مرة فى حياتى أترك شهوتى لأجل شىء ، لا اعلم منه إلا اسمه الإسلام ، وقلت لعلها تسألنى وأجيب مع يأسي التام على قدرتى على الإجابة ، وبالفعل قالت لى : ما الإسلام، قلت لها من فضلك ثانية واحدة. دخلت على مواقع إسلامية، وظللت أبحث عن كل سؤال تسأله حتى أنى نجحت فى الإجابة على معظم الأسئلة،
قالت لى: من هى عائشة، قلت لها عائشة ؟! كنت لا أعلم عنها، ظللت أبحث عنها فى المواقع الإسلامية، وبينما أنا أبحث أشعر بحماس ورغبة غريبة فى مساعدتها، قلت لها أختى انتظرينى أيام سأرسل لك كتابا وغيره يعلمك ما الإسلام، لا تتصور مدى سعادتى من كلمة أختى، أول مرة فى حياتى أنادي فتاة بكلمة أختى،
الله!!! أختى، لأول مرة اشعر بالطهارة، حتى ذرفت عيناي ، وما نمت ليلتى، ظللت اسأل أختى عن بعض الأسئلة التى سألتنى إياها ( هل الحجاب فريضة ؟؟ وغير ذلك )، ذهبت للمكتبة لشراء كتاب وقبل الذهاب فوجئت أنى لا املك من الأموال إلا قليلا، قلت ماذا افعل، كنت أشعر أن الموت يسابقنى لها ويجب أن أكون أسرع منه لها قبل أن تموت وتدخل النار، لأول مرة أحدث نفسى بهذه اللهجة، تعجبت من نفسى، ذهبت لأحد أصدقاء السوء كان غنيا جدا واقترضت منه مبلغا، كنت أنوى أن لا أرده ولكن بعد التزامى رددته لعلمى بأهمية رد الدين والحمد لله، واشتريت لها كتابين قرأتهما قبلها، وكنت طليقا فى الإنجليزية، شعرت بأن هذا الدين عظيم .واشتريت لها زيا إسلاميا جميلا مثل الزى الذي ترتديه اختى لعلمي بصعوبة الحصول على هذه الأزياء الإسلامية هناك واشتريت لها مصاحف قرآن للغامدى والعجمى، وأرسلت كل هذا بالبريد السريع الدولى ليصل فى أقصر فترة ممكنة،
وبالفعل وصل إليها ، وقرأت الكتابين، وقالت لى هذا ما كنت أريد، ماذا أفعل لكى أدخل فى الإسلام، حينها لا تتصور ما حدث لى بكيت كثيرا كثيرا، وذرفت دموعي فقالت لى: لما تبكى، فقد كانت تسمعنى وكنت أتحدث معها بالمايك، قلت لها لأن ميلادى مع ميلادك، ما فهمت معناه، ولكنى أخبرتها أن تردد الشهادتين وتذهب لتغتسل، كنت قد سألت عن هذا لهذه اللحظة، لا تتصور وهى تردد بعدى " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله" وكأنى أرددها معها لأول مرة ، فلا أتذكر أنى قد قلتها قبل ذلك، وقالت لى ما معناها، فأخبرتها أنه لا يوجد إله غير الله فى الكون وأن محمدا رسول الله وظللت أتطرق فى شرحها ولكن العجيب أنى لا أدرى ما هذه الكلمات، وأنا أشرحها كل هذه المعانى كانت غائبة عنى ، أيقنت أن هذه الكلمة لها معانى عظيمة،
ثم قالت " محمد قل لا اله الا الله وضحكت " قلتها وأنا أبكى من سعادتى أبكى بكاءا مريرا ، ثم قلت " قولى يا أختى محمد رسول الله " فقالت وضحكت بسعادة وقالت محمد الآن وجدت حياتى، لقد كنت محطمة وقلبى كسيرا حاولت الانتحار خمس مرات وكان زوجى ينقذنى، ولكنى الآن أشعر بسعادة غامرة وأشعر أنى وجدت نفسى ووجدت سعادتى ، قلت لها إذن أنت ولدتِ هذه الليلة، قالت حقا نعم، قلت لها وأنا كذلك وحكيت عليها قصتى وكيف كنت مسلما بالاسم فقط، والآن أشعر بأنى ولدت من جديد، قالت: الآن فهمت ميلادى مع ميلادك " ثم قالت إذا " ردد وقل لا إله إلا الله يا أخى " قلت لها نعم لا اله إلا الله رب العالمين" وشعرت بأنى أسلمت من جديد .
واتفقنا أن نتقابل بعد 30 دقيقة سمعت المؤذن لصلاة الفجر، فقمت توضأت كنت لازلت أذكر الوضوء من المدرسة ودخلت مع الإمام ، وذرفت عيناي بالدموع شعرت بلذة غريبة كانت ألذ بكثير من هذه اللذة التى كنت أتذوقها مع الشهوات، لذة الإيمان حقا إن له لذة غريبة.
عدت اليها وأخبرتنى من هى عائشة وظللت أتعلم منها عن عائشة وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تخيل أن أتعلم الدين ممن كنت سببا فى إسلامها وهي عمرها فى الإسلام لحظات، شىء غريب جعلنى أذرف دموعي كثيرا ووجدتها غيرت اسمها المستعار لعائشة، وبعد يومين فوجئت بإسلام زوجها وسموا ابنهم أحمد ، بكيت بكاءا شديدا، وحمدت الله كثيرا، آه لا أستطيع أن أصدق أنى سبب فى إسلام ثلاثة أنفس يأتون يوم القيامة فى ميزان حسناتى ، وأنا ليس لي من الإسلام شىء.
منذ ذلك الحين ظللت أتعلم عن الإسلام الكثير ووجدت فى مكتبة أختى التى تزوجت قبل إسلامها وإسلامى بأسبوع، وظللت اقرأ وأقرأ وأتعلم ووجدت حالى ينصلح شعرت بلذة الصلاة ولذة العبادة وتركت كل شهواتى وكل أصدقائى الفاسقين فى بلدي وفى العالم كله وكل حين اردد " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله " وأبكي وأبكي، وفرِحت بذلك أمى، وقالت حقا " كل شىء وله أوان " قلت لها صدقت يا أمى،
وتحولت من البحث عن فاسقة أو لعوب لأتحدث معها أو أقابلها، إلى البحث عن كل من يريد الإسلام ويريد أن يعرف عنه شىء، تخيل فوجئت بالكثير بالكثير يريد المعرفة عن الإسلام .وكلما عرفت أحدا أرسلت له نفس الكتابين ونسخة من القرآن الكريم، حتى أسلم على يدى ثلاثة آخرين اثنان من أمريكا وفتى من بريطانيا، وفرحت بذلك كثيرا، وكانت أم احمد تساعدنى فى الحديث معهم، حتى أنها أقنعت أختها بالإسلام، والحمد لله رب العالمين ،
وأخيرا لا استطيع أن أخبرك عن مدى سعادتى بالإسلام
أنا أسلمت مع هؤلاء حقا لقد أسلمت معهم، وعلمت أن الدعوة فرض عين فى ظل هذا الانفتاح وكون العالم كله قرية صغيرة، فيجب على المسلمين العمل لدينهم الذى طالما ظلموه وهو أغنى الأغنياء عنهم، ونحن أفقر الفقراء إليه ،
تحولت دفة حياتى تماما أصبح كل همى الدعوة إلى الله، والعمل له ، وأرجوا من الله رب العالمين أن يرحمنى وأن ييسر لى ويثبتنى، أتعلم يا أخى والله إن الدعوة إلى الله رزق يسوقه الله إلى العبد، و أشعر أن رزقي واسع فى هذا الأمر.
والآن أما آن لك
إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر ؟
متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر ؟
متى تقوى على كسر القيود وتنتصر ؟
إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟
فاللهم اجعلنا للمتقين إماما واجعلنا هداة مهديين لا ضالين ومضلين
اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك