لستُ أعرفني من دونكَ ولستُ أُقدّرُ جمال نفسيَ إلّا بنفسكَ ؛ فهل تُراكَ وُجدتَ في الحياةِ جميلًا أمِ الحياةُ من أرادتْ لِكــونكَ أن يعانق جمـــال وجــودك ^
فبينَ الحنينِ والحنينِ شــوقٌ يلامسُ دقــائقَ عــروقي ليأخذني بين صبــاحاتِ الأنسِ داخل نسمــاتِ الهـــوى .. إلى مســاءاتِ الشجــون الممزوجِ بلــونِ غروب شمسٍِ بعد شــروقها ..وهي تشدو بترانيمِ حــسٍّ .؛. أذاقتني بعد مضيّها ألذّ طعوم الهنــا..
ففي غيابكَ , وفي حضوركَ وفي حضور غيابكَ .. لازلتَ تُسِّر لي بأنّ الحياة من دونيَ كما الوجودِ بدونكَ .. عطــرةٌ بلا ريح عطركَ , قصيدةٌ بلا شعر كلمكَ , ريحانة بلا دفء ربيعكَ .. فكأنمّا الليل جميلٌ بنهاره والنهارُ بليلهِ أسيرُ أنسيَ وأُنسكَ.
بهيمٌ كما سواد ليلٍ حالكٍ ذاك النفقُ المؤدي إلى نفقٍ مجاور وبين النفقِ و.. النفقِ وُجِدَ حاجزٌ فولاذيٌ مُلئَ أساسه حجرًا رماديا أضاف للمكان المسوّد طابعًا قاتمًا عرفتُ مدخله بمدخلكَ .. وجلتُ أنحاءه بجولتي في أنحائك و.. اصطدمتُ بفولاذ حاجزِه كما لم أُصدَم بعدُ بحواجزكَ .. فهل تُراني أهيئ نفسيَ لملاقاة شرودِ أنفاسكَ أم تَراني أصحو من كابوسي لا هروبًا .. بل رجوعًا لحلمٍ جميلٍ وإن تاه فلن يكتب زهرًا إلا وجوديَ بوجودكَ.