كذبة ( الحب ) عند المراهقين
[كدبة الحب عند المراهقين
نماذج الحب بين المراهقين قد انتشرت بشكلٍ كبيرٍ فلا نكاد نرى مدرسة إعدادية أو ثانوية ولا يسير أمامها الأولاد مع البنات، غير المقابلات الخارجية والاتصال بالتليفون والمحادثة عبر الإنترنت
وغيرها من المحاذير التي قلبت كيان الأسرة ومفهوم الأخلاق والتربية، وتتزايد هذه العلاقات بسبب تأجج مشاعر المراهقين وكثرة الضغوط والإغراءاتِ التي لا يسلم منها الرجل والمرأة الناضجين عقليًّا ونفسيًّا.. فما بالنا بمراهقٍ ما زال في بدايةِ فهمه للحياة ومعنى الحب والعاطفة
وعندما دخلت تلك الكلمة عالم المراهقين ضاع بسببها فتيات خسروا مشاعرهن الرقيقة وأشياء أخرى، وتخلَّى بسببها أولادٌ عن أهدافٍ أخرى أجلَّ وأعظم فتاهوا في غياهبِ الحياة …
حصروا الحب بين وردةٍ حمراء ودُمَى ملونة وقلبين يخترقهما سهم! واختلاس الحب.. كلمة تذوب معها القلوب وتهيم بها النفوس، وقد تحولت هذه الكلمة بكل أسفٍ إلى شيء آخر بعيدًا كل البعد عن معناها الراقي،
أصبحت نظرات وخطوات ولقاءات وفي النهاية ضياع.اللقاء والكلام المعسول واهمال الدراسة وضياع للمستقبل، فقد زادت في الآونة الأخيرة بصورةٍ ملحوظةٍ العلاقاتُ غير المشروعة بين أولاد المدارس خاصةً الإعدادية والثانوية، وهذه دعوة لكل أسرةٍ لديها أبناء وبنات في سن المراهقة لحمايةِ أولادهم لئلا يندفعوا في عواطفهم وينجرفوا وراء حبٍّ وهمي تضيع معه أشياء جميلة ولا يفيد الندم بعد فوات الأوان.
تؤكد هدى محمد- الأخصائية الاجتماعية بإحدى المدارس الثانوية- زيادةَ أعداد تلميذات المدرسة اللاتي يعقدن علاقاتٍ خاطئة مع تلاميذ المدارس الأخرى، وترى أن هذه الظاهرة تفشَّت بصورةٍ مخزيةٍ تستوجب حملةً مكثفةً من الداعيات بالمساجد لاستيعابهن والأخذ بأيديهن إلى طريق العفة والطهارة.
بنت سهلة
وهذه قصة حزينة ترويها رنا (16 سنة) فتقول: تعرفتُ على ولدٍ من المدرسة الثانوية المقابلة لنا؛ حيث ينتظر الأولادُ البناتِ، وقد حاول أن يكلمني أكثر من مرةٍ ولم أعره أي اهتمامٍ رغم فضولي في سماع كلامه والتحدث معه ولكن رغبتي في الحفاظ على نفسي ومشاعري كانت أقوى، خاصةً أنَّ معظمَ البنات من حولي يتعذبن بنار الحب ولوعة الفراق، ولكن للأسف انهارت مقاومتي مع إصراره على التعرف عليَّ، وإلى أن قالت لي إحدى صديقاتي إنه يجب ألا أستمرَّ في هذا العناد حتى لا ينصرف عني، وإنه من الطبيعي أن أتعرف على أولاد لكي أعرف كيف يفكرون ولن تكون العلاقة أكثر من صداقة عادية.
وتضيف رنا: حدث ما كنتُ أخشاه ووقعتُ في غرامه حتى أصبحت لا أقوى على فراقه، وكنت أنتظر اليوم الدراسي بفارغ الصبر لا لأني مجتهدة وأحب العلم كما كنت ولكن لكي أخرج معه وانزلقتُ في هوةٍ سحيقةٍ من الأخطاءِ والآثامِ وبعد أن فتحت الباب على مصراعيه لحبي ومشاعري وسلمتها له أفقتُ على صدمةٍ هزَّت كياني بعد أن تركني دون أن يُوضِّح لي السبب والذي عرفته فيما بعد من أحد أصدقائه أنه ملَّ من علاقتنا وتساهلي معه، ولا أستطيع أن أصف مدى الهوان الذي شعرتُ به والندم الذي اجتاح كياني ولكن بعد ضياع كل شيء
سرقة بسبب الحب
وتحكي إيمان (15 سنة) قصتها المريرة من نهايتها وتقول لقد أصبحتُ أكذب على أهلي كي أتمكَّن من الخروج ومقابلة مَن تعرفتُ عليه، وجمع بيننا الحب، ولم يكن الكذب فقط هو ما أوصلتني إليه تلك العلاقة إنما جعلتني أمد يدي إلى نقود أمي وإخوتي كي أُعطيها لفتاي والذي بدأت معرفتي به عند إحدى صديقاتي؛ فهو صديقٌ لأخيها، وتبادلنا نظرات الإعجاب من أول لحظةٍ وسرعان ما تطوَّر الإعجاب إلى حبٍّ اكتوينا به رغم عدم معرفتنا لمصيره فهو لم يكمل عامه الثامن عشر وأنا ما زلت في المرحلة الثانوية.
وزادت لقاءاتنا بعيدًا عن رقابةِ الأهل وزاد اختفاء الأشياء من المنزل دون أن ينتبه أحدٌ، فكلٌّ له حياته الخاصة، ولا نكاد نرى بعضنا البعض إلا في المناسبات والأعياد، ولا أعرف كيف انحدرت إلى هذه الحفرة العميقة من سوء الأخلاق، ولا أستطيع التفكير في كيفيةِ الخلاص من هذا المأزق، خاصةً أننا نحلم بالزواج بعد انتهائه من الدراسة وتحسن ظروفه المادية وأنا أنتظر!!
أنَّ السبب وراء انتشار هذه العلاقات بين الأولاد والبنات هي الضجة الإعلامية الفظيعة التي تُثار حول موضوع الحب والعلاقة بين الجنسين فتبين أن الولد “لازم يحب بنت” وأن “البنت التي لا تحب هي فتاة معقدة”، ويتم تصوير هذه النماذج بصورةٍ محببة وتشرح لكلا الطرفين كيف يكون القاء دون أن يراهم أو يسمعهم أحد، لكن للأسف هذا كلام غير صحيح وخطأ كبير بل جريمة لا تُغتفر في حقِّ الأولاد والبنات؛ لأن هذا تضييع للوقت وتمثيلية هزلية يظهر فيها الولد بمظهر العاشق الولهان الرومانسي صاحب المشاعر المتدفقة والبنت الرقيقة الحساسة الذكية التي تعيش قصة حب حالمة.
وإذا نظرنا إلى تحليل نفسية المراهق وجدنا أنه سن اندفاع العواطف وأخلاق الفرسان، وقد يقع المراهق في الحبِّ بإخلاصٍ وتفانٍ وعطاءٍ ووفاءٍ للعهد، ولكنه يكون في حيرةٍ من أمره، ولا يدري إلى أين سيصل به هذا الحب؟!
وقد نسخر من عواطفِ أبنائنا المراهقين ولكن لا بد من احترامها، فهي فطرة وطبيعة مرحلية لا بد من مرورهم بها ويجب تهذيبها وتوجيهها إلى مسارها الصحيح؛ حيث تكون لدى المراهق في هذه الفترة طاقة جياشة لا بد من إخراجها فيما يُفيد؛ مثل النشاط الرياضي الذي يُفرِّغ فيه طاقته البدنية والهواية المفيدة التي تشغل عقله وتفكيره، وكذلك النشاط الاجتماعي حيث ينخرط في مجتمعٍ صالح يمارس فيه أنشطة اجتماعية مفيدة تكسب شخصيته صلابه وقوة.
كل فتاة ألا تُضحي بسمعتها وشرفها من أجل كلماتٍ معسولة يذهب بريقها بمجرد تسليم قلبها لمَن أراده، ومشاعر الإنسان وعواطفه هي أغلى ما عنده فلا تُعرضيها للبيع بسعرٍ رخيص، وعلى كل فتاةٍ أن تحفظ مشاعرها واحترامها لنفسها وتصون كنزها الغالي لمَن يستحقه.
وأخيرًا لا بد من وجود هدفٍ جيد في حياةِ المراهق يسعى لتحقيقه ويشغل وقت فراغه فيما يفيد؛ حتى لا تظل رأسه فارغه ويقع في مثل هذه العلاقات الخاطئة.
فالولد والبنت في هذه السن في سعي دائم لإشباع حاجات نفسية واجتماعية كثيرة؛ منها القدرة على إظهار المشاعر والإحساس بالحبِّ والقبول من الآخرين، وإذا لم يجد الحب والحنان والاحتواء داخل الأسره فمَن المؤكد أنه سيبحث عنه خارجها.
وسرعان ما تنجرف الفتاة بشكلٍ خاصٍّ إلى سماع كلماتِ الحب وعباراتِ الشوق والهيام من أول شخصٍ يُقدمها لها، ويُكثر الفتى من مغازلةِ البنات والتعرُّض لهنَّ لعدم تمسكه بقيمٍ أو مثل؛ مما يدل على تفكك الأسرة ورغبة في البحث عن البديل الآخر الذى يستمع ويحنو ويحب ويكون مصدرًا للعطف والحنان، وكذلك فإنَّ المجتمعَ ساعد كثيرًا على دخول المراهقين في هذه العلاقات، فما بين مدرسةٍ لا تقوم إلا بعمليةٍ تعليميةٍ بحتة خالية من أي أسس تربوية سليمة وما بين وسائل إعلام هدامة تقدم كل ما لذَّ وطاب من أفلامٍ وأغانٍ ومسلسلاتٍ تتضمن للأسف مفاهيم خاطئة وتبث قيمًا زائفةً، وعن الصداقة والحب والاختلاط بين الولد والبنت حتى أصبح الشغل الشاغل لكل ولدٍ أن يُعاكس فتاة أو يصاحبها، والشغل الشاغل لكل بنتٍ أن تهيم في قصةِ حبٍّ رومانسية، وهي تسمع أغاني العشق والغرام.
والمراهق من طبعه الميل إلى التقليد، ومع تكرار تلك الصور بشكلٍ مستفز لا يسلم منها للأسف المراهق ويميل إلى تقليدها.
وعلى الأسرة أن تحافظ على أبنائها وأن تتفهم حاجتهم ومشاعرهم في تلك المرحلة الخطرة، وأن تحتوي كل أم بناتها ويتقرب كل أب لأولاده، ويكون كل منهما الحضن الدافئ ومصدر الراحة والأمان، فضلاً عن إظهار مشاعر الحب بكلمات وأفعال بحيث لا يحتاج المراهق إلى البحث عن مصدرٍ آخر للحب قد يكون فيه ضياعه.
[كدبة الحب عند المراهقين
نماذج الحب بين المراهقين قد انتشرت بشكلٍ كبيرٍ فلا نكاد نرى مدرسة إعدادية أو ثانوية ولا يسير أمامها الأولاد مع البنات، غير المقابلات الخارجية والاتصال بالتليفون والمحادثة عبر الإنترنت
وغيرها من المحاذير التي قلبت كيان الأسرة ومفهوم الأخلاق والتربية، وتتزايد هذه العلاقات بسبب تأجج مشاعر المراهقين وكثرة الضغوط والإغراءاتِ التي لا يسلم منها الرجل والمرأة الناضجين عقليًّا ونفسيًّا.. فما بالنا بمراهقٍ ما زال في بدايةِ فهمه للحياة ومعنى الحب والعاطفة
وعندما دخلت تلك الكلمة عالم المراهقين ضاع بسببها فتيات خسروا مشاعرهن الرقيقة وأشياء أخرى، وتخلَّى بسببها أولادٌ عن أهدافٍ أخرى أجلَّ وأعظم فتاهوا في غياهبِ الحياة …
حصروا الحب بين وردةٍ حمراء ودُمَى ملونة وقلبين يخترقهما سهم! واختلاس الحب.. كلمة تذوب معها القلوب وتهيم بها النفوس، وقد تحولت هذه الكلمة بكل أسفٍ إلى شيء آخر بعيدًا كل البعد عن معناها الراقي،
أصبحت نظرات وخطوات ولقاءات وفي النهاية ضياع.اللقاء والكلام المعسول واهمال الدراسة وضياع للمستقبل، فقد زادت في الآونة الأخيرة بصورةٍ ملحوظةٍ العلاقاتُ غير المشروعة بين أولاد المدارس خاصةً الإعدادية والثانوية، وهذه دعوة لكل أسرةٍ لديها أبناء وبنات في سن المراهقة لحمايةِ أولادهم لئلا يندفعوا في عواطفهم وينجرفوا وراء حبٍّ وهمي تضيع معه أشياء جميلة ولا يفيد الندم بعد فوات الأوان.
تؤكد هدى محمد- الأخصائية الاجتماعية بإحدى المدارس الثانوية- زيادةَ أعداد تلميذات المدرسة اللاتي يعقدن علاقاتٍ خاطئة مع تلاميذ المدارس الأخرى، وترى أن هذه الظاهرة تفشَّت بصورةٍ مخزيةٍ تستوجب حملةً مكثفةً من الداعيات بالمساجد لاستيعابهن والأخذ بأيديهن إلى طريق العفة والطهارة.
بنت سهلة
وهذه قصة حزينة ترويها رنا (16 سنة) فتقول: تعرفتُ على ولدٍ من المدرسة الثانوية المقابلة لنا؛ حيث ينتظر الأولادُ البناتِ، وقد حاول أن يكلمني أكثر من مرةٍ ولم أعره أي اهتمامٍ رغم فضولي في سماع كلامه والتحدث معه ولكن رغبتي في الحفاظ على نفسي ومشاعري كانت أقوى، خاصةً أنَّ معظمَ البنات من حولي يتعذبن بنار الحب ولوعة الفراق، ولكن للأسف انهارت مقاومتي مع إصراره على التعرف عليَّ، وإلى أن قالت لي إحدى صديقاتي إنه يجب ألا أستمرَّ في هذا العناد حتى لا ينصرف عني، وإنه من الطبيعي أن أتعرف على أولاد لكي أعرف كيف يفكرون ولن تكون العلاقة أكثر من صداقة عادية.
وتضيف رنا: حدث ما كنتُ أخشاه ووقعتُ في غرامه حتى أصبحت لا أقوى على فراقه، وكنت أنتظر اليوم الدراسي بفارغ الصبر لا لأني مجتهدة وأحب العلم كما كنت ولكن لكي أخرج معه وانزلقتُ في هوةٍ سحيقةٍ من الأخطاءِ والآثامِ وبعد أن فتحت الباب على مصراعيه لحبي ومشاعري وسلمتها له أفقتُ على صدمةٍ هزَّت كياني بعد أن تركني دون أن يُوضِّح لي السبب والذي عرفته فيما بعد من أحد أصدقائه أنه ملَّ من علاقتنا وتساهلي معه، ولا أستطيع أن أصف مدى الهوان الذي شعرتُ به والندم الذي اجتاح كياني ولكن بعد ضياع كل شيء
سرقة بسبب الحب
وتحكي إيمان (15 سنة) قصتها المريرة من نهايتها وتقول لقد أصبحتُ أكذب على أهلي كي أتمكَّن من الخروج ومقابلة مَن تعرفتُ عليه، وجمع بيننا الحب، ولم يكن الكذب فقط هو ما أوصلتني إليه تلك العلاقة إنما جعلتني أمد يدي إلى نقود أمي وإخوتي كي أُعطيها لفتاي والذي بدأت معرفتي به عند إحدى صديقاتي؛ فهو صديقٌ لأخيها، وتبادلنا نظرات الإعجاب من أول لحظةٍ وسرعان ما تطوَّر الإعجاب إلى حبٍّ اكتوينا به رغم عدم معرفتنا لمصيره فهو لم يكمل عامه الثامن عشر وأنا ما زلت في المرحلة الثانوية.
وزادت لقاءاتنا بعيدًا عن رقابةِ الأهل وزاد اختفاء الأشياء من المنزل دون أن ينتبه أحدٌ، فكلٌّ له حياته الخاصة، ولا نكاد نرى بعضنا البعض إلا في المناسبات والأعياد، ولا أعرف كيف انحدرت إلى هذه الحفرة العميقة من سوء الأخلاق، ولا أستطيع التفكير في كيفيةِ الخلاص من هذا المأزق، خاصةً أننا نحلم بالزواج بعد انتهائه من الدراسة وتحسن ظروفه المادية وأنا أنتظر!!
أنَّ السبب وراء انتشار هذه العلاقات بين الأولاد والبنات هي الضجة الإعلامية الفظيعة التي تُثار حول موضوع الحب والعلاقة بين الجنسين فتبين أن الولد “لازم يحب بنت” وأن “البنت التي لا تحب هي فتاة معقدة”، ويتم تصوير هذه النماذج بصورةٍ محببة وتشرح لكلا الطرفين كيف يكون القاء دون أن يراهم أو يسمعهم أحد، لكن للأسف هذا كلام غير صحيح وخطأ كبير بل جريمة لا تُغتفر في حقِّ الأولاد والبنات؛ لأن هذا تضييع للوقت وتمثيلية هزلية يظهر فيها الولد بمظهر العاشق الولهان الرومانسي صاحب المشاعر المتدفقة والبنت الرقيقة الحساسة الذكية التي تعيش قصة حب حالمة.
وإذا نظرنا إلى تحليل نفسية المراهق وجدنا أنه سن اندفاع العواطف وأخلاق الفرسان، وقد يقع المراهق في الحبِّ بإخلاصٍ وتفانٍ وعطاءٍ ووفاءٍ للعهد، ولكنه يكون في حيرةٍ من أمره، ولا يدري إلى أين سيصل به هذا الحب؟!
وقد نسخر من عواطفِ أبنائنا المراهقين ولكن لا بد من احترامها، فهي فطرة وطبيعة مرحلية لا بد من مرورهم بها ويجب تهذيبها وتوجيهها إلى مسارها الصحيح؛ حيث تكون لدى المراهق في هذه الفترة طاقة جياشة لا بد من إخراجها فيما يُفيد؛ مثل النشاط الرياضي الذي يُفرِّغ فيه طاقته البدنية والهواية المفيدة التي تشغل عقله وتفكيره، وكذلك النشاط الاجتماعي حيث ينخرط في مجتمعٍ صالح يمارس فيه أنشطة اجتماعية مفيدة تكسب شخصيته صلابه وقوة.
كل فتاة ألا تُضحي بسمعتها وشرفها من أجل كلماتٍ معسولة يذهب بريقها بمجرد تسليم قلبها لمَن أراده، ومشاعر الإنسان وعواطفه هي أغلى ما عنده فلا تُعرضيها للبيع بسعرٍ رخيص، وعلى كل فتاةٍ أن تحفظ مشاعرها واحترامها لنفسها وتصون كنزها الغالي لمَن يستحقه.
وأخيرًا لا بد من وجود هدفٍ جيد في حياةِ المراهق يسعى لتحقيقه ويشغل وقت فراغه فيما يفيد؛ حتى لا تظل رأسه فارغه ويقع في مثل هذه العلاقات الخاطئة.
فالولد والبنت في هذه السن في سعي دائم لإشباع حاجات نفسية واجتماعية كثيرة؛ منها القدرة على إظهار المشاعر والإحساس بالحبِّ والقبول من الآخرين، وإذا لم يجد الحب والحنان والاحتواء داخل الأسره فمَن المؤكد أنه سيبحث عنه خارجها.
وسرعان ما تنجرف الفتاة بشكلٍ خاصٍّ إلى سماع كلماتِ الحب وعباراتِ الشوق والهيام من أول شخصٍ يُقدمها لها، ويُكثر الفتى من مغازلةِ البنات والتعرُّض لهنَّ لعدم تمسكه بقيمٍ أو مثل؛ مما يدل على تفكك الأسرة ورغبة في البحث عن البديل الآخر الذى يستمع ويحنو ويحب ويكون مصدرًا للعطف والحنان، وكذلك فإنَّ المجتمعَ ساعد كثيرًا على دخول المراهقين في هذه العلاقات، فما بين مدرسةٍ لا تقوم إلا بعمليةٍ تعليميةٍ بحتة خالية من أي أسس تربوية سليمة وما بين وسائل إعلام هدامة تقدم كل ما لذَّ وطاب من أفلامٍ وأغانٍ ومسلسلاتٍ تتضمن للأسف مفاهيم خاطئة وتبث قيمًا زائفةً، وعن الصداقة والحب والاختلاط بين الولد والبنت حتى أصبح الشغل الشاغل لكل ولدٍ أن يُعاكس فتاة أو يصاحبها، والشغل الشاغل لكل بنتٍ أن تهيم في قصةِ حبٍّ رومانسية، وهي تسمع أغاني العشق والغرام.
والمراهق من طبعه الميل إلى التقليد، ومع تكرار تلك الصور بشكلٍ مستفز لا يسلم منها للأسف المراهق ويميل إلى تقليدها.
وعلى الأسرة أن تحافظ على أبنائها وأن تتفهم حاجتهم ومشاعرهم في تلك المرحلة الخطرة، وأن تحتوي كل أم بناتها ويتقرب كل أب لأولاده، ويكون كل منهما الحضن الدافئ ومصدر الراحة والأمان، فضلاً عن إظهار مشاعر الحب بكلمات وأفعال بحيث لا يحتاج المراهق إلى البحث عن مصدرٍ آخر للحب قد يكون فيه ضياعه.