جلس يرتشف قهوته كعادته كلّ صباح
شعر أنّ نظرته اليوم للحياة تختلف بعد أن أعاد ترتيب أوراقه أمس ونفض الغبار عن أدراجه القديمة
قرّر أن يبدأ حياة جديدة و بنشوة ممزوجة بسعادة غريبة
مدّ يده إلى فنجان قهوته
فوجده فارغا
فارغا إلّا من بقايا ذكريات جمعته بصاحبه يوما ما
حاول إسترجاعها ( استرجاعها ) في لحظة وإذا بطيفه يبزغ من خلف قضبان نافذته المتعبة طيف ذاك الصّديق الّذي فارقه يوما دون سابق إنذار فماكان منه إلا أن أعاد فنجانه الفارغ إلى طاولته وخاطبه في دهشة :
-صديقي عدت إليّ !
أهو الوفاء جاء بك ؟ !!
أين كنت ؟
-لم أفارقك يوما كنت أرقبك من بعيد .
- أنا متعب , أحتاجك .
-ماأتعبك إلا طيشك وإسرافك في أمرك .
-عجبا كنت صاحبي !
-ولازلت لكنّها فرصتك الأخيرة معي وهو الرّحيل الأخير
تعبت من كلّ مافيك تعبت من تفريطك بي وأنا وأنت منذ ولدت رفاق فماعرفت الوفاء ولاصنت الإخاء
سأرحل إلى من يعرف قيمتي وأتركك مع دهشة فنجانك الفارغ !
- لا لاترحل أرجوك فأنا متعب
ياصاحبي رفقتي غدرت بي وماكنت لهم إلا وفيّا
-الوفاء باب التّقوى أين أنتم منها ؟؟!!
لكن
لاتأسف على شيء
فإنّك إن أحببت ووجدت جحودا فالرّابح أنت وإن أعطيت ووجدت نكرانا الرّابح أنت
وإن حاولت وفشلت فوحدك من سيعرف السّبب!
إذا ( إذن ) دع الأسف جانبا وتعلم أن تختار جيدا لتبقى على وئام
- كيف أبقى على وئام وذاتي هي من أتعبتني ؟!
- وأتعبتني أيضا
أتذكر تلك الليالي البريئة حين كنت طفلا تتوسّد ذراع أمّك المتعبة من كلّ شيء إلا حبّك ؟
أتذكر ساعات الصّفاء الّتي جمعتك وصحبة الخير الّتي فرطت فيها ؟
أتذكر لحظات وداعك للبراءة في لحظة طيش وكيف تؤرخها كلّ ليلة بمداد من دم ودموع
في محاولة منك لنسيانها لكن !
تأبّى اللوحة إلا أن تعاند
وتتمرّد على كلّ شيء لترسم
شجرة تمتد عروقها إلى هناك
إلى واد من الذّكريات السّحيقة
الّتي كانت تنعم بالحرّية يوما ما
فانهارت تحت وطأة التّحليق بعيدا
أبعد من أحلامها
وأبعد من مساحاتها الخضراء
فسحقت في لحظة طيش
وعادت لترسم اللوحات
وهيهات تمحى هيهات
- قسوت عليّ كثيرا ياأخي
- بل القسوة الحقّة هي رحيلي عنك
هاك يدي ومعها بقايا أمل
-تعبت تعبت من كلّ شيء .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شعر أنّ نظرته اليوم للحياة تختلف بعد أن أعاد ترتيب أوراقه أمس ونفض الغبار عن أدراجه القديمة
قرّر أن يبدأ حياة جديدة و بنشوة ممزوجة بسعادة غريبة
مدّ يده إلى فنجان قهوته
فوجده فارغا
فارغا إلّا من بقايا ذكريات جمعته بصاحبه يوما ما
حاول إسترجاعها ( استرجاعها ) في لحظة وإذا بطيفه يبزغ من خلف قضبان نافذته المتعبة طيف ذاك الصّديق الّذي فارقه يوما دون سابق إنذار فماكان منه إلا أن أعاد فنجانه الفارغ إلى طاولته وخاطبه في دهشة :
-صديقي عدت إليّ !
أهو الوفاء جاء بك ؟ !!
أين كنت ؟
-لم أفارقك يوما كنت أرقبك من بعيد .
- أنا متعب , أحتاجك .
-ماأتعبك إلا طيشك وإسرافك في أمرك .
-عجبا كنت صاحبي !
-ولازلت لكنّها فرصتك الأخيرة معي وهو الرّحيل الأخير
تعبت من كلّ مافيك تعبت من تفريطك بي وأنا وأنت منذ ولدت رفاق فماعرفت الوفاء ولاصنت الإخاء
سأرحل إلى من يعرف قيمتي وأتركك مع دهشة فنجانك الفارغ !
- لا لاترحل أرجوك فأنا متعب
ياصاحبي رفقتي غدرت بي وماكنت لهم إلا وفيّا
-الوفاء باب التّقوى أين أنتم منها ؟؟!!
لكن
لاتأسف على شيء
فإنّك إن أحببت ووجدت جحودا فالرّابح أنت وإن أعطيت ووجدت نكرانا الرّابح أنت
وإن حاولت وفشلت فوحدك من سيعرف السّبب!
إذا ( إذن ) دع الأسف جانبا وتعلم أن تختار جيدا لتبقى على وئام
- كيف أبقى على وئام وذاتي هي من أتعبتني ؟!
- وأتعبتني أيضا
أتذكر تلك الليالي البريئة حين كنت طفلا تتوسّد ذراع أمّك المتعبة من كلّ شيء إلا حبّك ؟
أتذكر ساعات الصّفاء الّتي جمعتك وصحبة الخير الّتي فرطت فيها ؟
أتذكر لحظات وداعك للبراءة في لحظة طيش وكيف تؤرخها كلّ ليلة بمداد من دم ودموع
في محاولة منك لنسيانها لكن !
تأبّى اللوحة إلا أن تعاند
وتتمرّد على كلّ شيء لترسم
شجرة تمتد عروقها إلى هناك
إلى واد من الذّكريات السّحيقة
الّتي كانت تنعم بالحرّية يوما ما
فانهارت تحت وطأة التّحليق بعيدا
أبعد من أحلامها
وأبعد من مساحاتها الخضراء
فسحقت في لحظة طيش
وعادت لترسم اللوحات
وهيهات تمحى هيهات
- قسوت عليّ كثيرا ياأخي
- بل القسوة الحقّة هي رحيلي عنك
هاك يدي ومعها بقايا أمل
-تعبت تعبت من كلّ شيء .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]