هل تحبوووووووووووووون الرجل الخجووووووووووووووووووووووووووووول
هل هناك رجل خجول؟.. الاجابة ليست «نكتة»، بل حقيقة مصدرها الواقع وتجارب بعض الناس وبخاصة رجال وشباب يتصببون عرقا حين تتحدث اليهم فتاة أو حين يسمعون الى كلمة «حميمة».
نعم، هم يعيشون بيننا وإن كانوا «ندرة». لكن خجلهم يمنعهم من البوح بأسرارهم. ولكونهم «خجولين»، فإنهم يبتعدون عن الأضواء وعن الشهرة وحتى عن أنفسهم.
يقول نبيل واصفا صديقه فوزي: أعرفه منذ سنوات. رجلا مهذبا، لا يخوض في أعراض الناس وحتى حين نبدأ كرجال تداول نكاتا جريئة، نجده يبتعد عنا مواريا خجله الشديد.
وذات يوم أحبته فتاة قوية الشخصية. وكان تذوب عشقا به. لكنه كان يعد كلماته قبل أن يقلها لها. كانت تتضايق وتنزعج وتشكوه لأصدقائه وأنا واحد منهم. كانت تستغرب أن هناك رجلا يخجل من البوح بمشاعره تجاه من يحب. وكلما قلت له أنني أُنثى والمرأة تحب كلام الغزل والحنان، كان يقول: هكذا أنا، لا أعرف من أين يأتي الشباب بالكلام الجميل. أنا أُحبك وهذا يكفي. بالطبع ذلك كان يزعج فتاته وكانت طلب منا تحرضه لكي يكون مثلنا «جريئا» في علاقته معها.
وقد أكدت ما ذهب اليه صلاح عن صاحبه دراسة تؤكد «أن الرجل أكثر خجلا من المرأة». كما أثبتت الدراسة أن «ان خجل الرجل ليس عيباً».
تقول الدراسة: «اذا أحبت امرأة رجلا خجولا وأرادت الارتباط به ينبغي عليها أن تعلم بأن الخجول يفتقر لاتخاذ المبادرات ان كانت عاطفية أو مهنية أو أي أمر يتعلق بالحياة». وأضافت الدراسة أنه في هذه الحالة تقع مسؤولية اتخاذ المبادرات على عاتق المرأة لاظهار الميل العاطفي تجاه ذلك الرجل الخجول، وهذا يأتي عن طريق الدخول مباشرة في صلب الموضوع. لأن الرجل الخجول يفتقر الى جانب أشياء أخرى للدبلوماسية في التعامل مع الآخرين. ودبلوماسية اتخاذ المبادرة من قبل المرأة تكسر حاجز الخجل الذي يعيق تفكير الرجل الخجول.
دونية
أوضحت الدراسة بأن الشخص الخجول بشكل عام يشعر بنوع من الدونية ويعتقد بأنه لا يستحق الكثير من الثناء والمديح بسبب شخصيته المنطوية. وقالت الدراسة
ان مديح المرأة للرجل الخجول كثيرا أمام الآخرين يحرجه ولا يشعره بالارتياح لأنه يعتقد بأن ذلك هو نوع من الزيف حتى وان كان يستحق المديح فعلا.
كما أكدت الدراسة التي أعدها فريق من علماء النفس البرازيليين بأن الخجول بشكل عام يشعر بأنه المسؤول عن أي خطأ يحدث بحضور الآخرين بسبب فقدان الثقة بنفسه. فان كانت المرأة عكرة المزاج معه فانه سيشعر بأن ذلك ربما يكون حدث بسببه، فتقوى عقدة الشعور بالذنب لديه وهذا قد يقوده الى الهروب من الموقف بأسره والتخلي عن كل شيء. فالشعور بالذنب يحرم الخجول من أي طاقة للاستمرار في موقف يشعر بأن الخطأ أو سوء التفاهم حدثا بسببه.
وتشير الدراسة الى أن الشدة مع الخجول تنفره من الأشياء وتقوي من شعور الانطوائية لديه. التسامح يفيد كثيرا في تغيير موقف الخجول بحيث يشعر بأنه لا يرتكب الأخطاء التي دائما يخشى الوقوع فيها. فان حاسبته المرأة على كل شيء فهو سيشعر بأنه غير مفيد وغير نافع في أي شيء. فان تصرف الخجول بشكل يزعج المرأة فيجب أن تظهر تسامحا يجنبه التفكير بأنه تركيبة خاطئة ومصدر مستمر للأخطاء وعدم حسن التصرف.
وتطالب السيدة بهية المرأة التي تريد الارتباط برجل خجول أن تتحلى بالصبر مع الرجل الخجول بما يمنحه نوعا من الثقة للانفتاح أكثر والتعبير عن مشاعره. فان كان تعبيره عن مشاعره خاطئا أو غير متناسب مع الأصول المعروفة فان على المرأة التحلي بالصبر واشعاره بأن طريقته في التعبير عن نفسه ليست غريبة أو معيبة أو غير مناسبة.
تخلٍّ
وتضيف السيدة بهية: اذا تعرفت المرأة على رجل مالت اليه لطيبة قلبه وبساطته ثم اكتشفت بأنه يعاني من الخجل يجب أن لاتتخلى عنه من أول وهلة، فقد يكون الرجل رائعا وصادقا وجديرا بالاحترام وقد تندم المرأة على التخلي عنه من أول وهلة اذا علمت فيما بعد خصاله الأخرى الجيدة التي تعوض عن عيبه. وقالت ان على المرأة التي تعرفت على رجل ثم اكتشفت بأنه خجول أن تستمر لبعض الوقت في التحدث معه واكتشاف جوانب أخرى من شخصيته التي قد تكون مثيرة للاهتمام.
بينما اشارت ميسون صالح الى أن نظرات المرأة الجميلة والمعبرة للرجل الخجول وابتسامتها الدائمة تمنحه ثقة بنفسه بأنه ليس مصدرا للعيوب ويشعره بأنه قادر على اضحاك امرأة واسعادها. ومن المعروف بأن نظرات المرأة المعبرة وابتسامتها هما سلاحان ناجعان لكسب قلوب كل أنواع الرجال وليس الخجولين فقط.
وتختلف المرأة التي تريد الزواج من رجل خجول عنه من حيث محاباته ولتشابه معه، كما يقول مروان نعمان حيث يرى بأن اسوأ مافي الأمر مع الرجل الخجول هو أن تكون المرأة خجولة أيضا.
وأضاف: في الحياة الزوجية فان تناقض الشخصيات مفيد في أحيان كثيرة في تقوية العلاقة بين الطرفين. أما اذا كان الاثنان متطابقين في كل شيء فان الملل قد يدخل حياتهما ويختفي عامل الاثارة والمناقشات المفيدة التي تعتبر ضرورية في اكتشاف كل طرف لأمور جديدة في شخصية الآخر كل يوم. وأوضحت الدراسة بأن الارتباط بين رجل خجول وامرأة خجولة قد يتحول الى كارثة بسبب الافتقار لكثير من الأمور كاتخاذ المبادرات والقرارات الحاسمة التي تساهم في تحسين حياتهما معا.
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع يؤكد على أن التعامل مع الرجل الخجول لا بد ان يكون ضمن حسابات معينة. وهناك المطرب الخجول الذي تراه على المسرح قويا وجريئا ولكنه في حياته الخاصة خجولا ويفضل حياة العزلة بعيدا عن الاضواء. وينصح الدكتور الخزاعي المرأة التي ترغب بالزواج من رجل وتعرف أنه خجول، أن تتريث في التعاطي مع سلوكه بحيث لا تشعره بأنه يعاني من مشكلة، بل إنه إنسان رائع، لكنه مهذب ومن القلة القليلة في المجتمع.