كانت المسلسلات المكسيكيّة المدبلجة إلى اللّغة
العربيّة، منذ ما يزيد عن عقدٍ من الزّمن، الأكثر متابعة في العالم العربيّ
والأكثر انتشاراً على الإطلاق.
ولكن خفتت هذه الموجة مع الوقت،
لتختفي نهائيّاً مع دخول الدّراما التركيّة، المدبلجة إلى اللّغة العربيّة
أيضاً، السّاحة التلفزيونيّة مؤخراً، فتصبح بين ليلةٍ وضحاها الدّراما
الأكثر مشاهدة في مختلف أقطار الوطن العربيّ.
وهذا الأسبوع، بدأت
قناتيّ mbc وlbc، إلى جانب ثماني أقنيةٍ عربيّة أخرى، عرض مسلسلٍ تركيٍّ
جديد يحمل عنوان "بائعة الورد"، والّذي تلعب الممثّلة التّركيّة توبا -
المعروفة في عالمنا بإسم "لميس"- فيه دور البطولة، هي التي عرفت شهرةً
واسعة منذ عامين، بالتّزامن مع عرض مسلسل "لميس ويحيى". واللّافت في العمل،
من خلال الإعلانات التّرويجيّة له، كما حلقاته الأولى، التي تحقق نسبة
مشاهدة عالية، أنّ قصّته تشبه إلى حدٍّ كبير قصّة مسلسل "ماريا ابنة الحيّ"
المكسيكيّ للنجمة تاليا، أو الّتي عُرفت حينها بإسم "ماريا".
كلا
العملين يتناولان قضيّةٍ شابة جميلة، فقيرة وأمّيّة، تتعرّف إلى شابٍ من
طبقة الأغنياء ويقع في حبّها، لتصبح مع الوقت إمرأة ميسورة الحال، تتعلّم
أصول وأداب التّصرّف وتكون سيّدة مجتمع بإمتياز.
ونظراً لكونها
مستوحاة من مسرحيّة "بيغماليون" للكاتب الإرلنديّ الأصل برنارد شو، تختلف
قصّة "بائعة الورد" عن "ماريا إبنة الحيّ"، على صعيد الحبكة الدّراميّة
وبعض القضايا الّتي يطرحها ويناقشها العمل.
هل بدأت أفكار الأتراك
تُستنفذ، فيستنسخون أعمالاً عالميّة ليعرضونها علينا في قالبٍ مختلف، سيّما
وأنّ "ماريا إبنة الحيّ" تم تصويره وعرضه قبل إثنتي عشرة سنة، بينما
"بائعة الورد" أنجز تصويره العام المنصرم ويُعرض هذا العام؟