نشرت بتاريخ - الثلاثاء,04 اكتوبر , 2011 -08:57 وقف ذلك اللاعب الذي تجاوز حاجز الثلاثين عاماً ببضع سنوات في وسط الملعب وأخذ يداعب الكرة بكلتا قدميه .. متذكراً السنوات الطويلة التي قضاها محترفاً لكرة القدم .. تذكر عندما كان شاباً يافعاً لم يكمل عقده الثاني بعد .. الجميع توقع له مستقبل باهر .. الكل أشاد بإمكانياته ومهاراته.. صعد إلى الفريق الأول في سن مبكرة بل وأصبح عنصراً أساسيا في تشكيلة الفريق .. ومنذ ذلك الوقت لم يتخلف عن تشكيلة منتخب بلاده أو مع الأندية التي لعب لها إلا بسبب إصابة أو إيقاف .. كان عاملاً رئيسياً في العديد من البطولات .. حصل على العديد من الألقاب الفردية التي يفتخر بها أي لاعب .
هو يدرك تماماً أنه لم يعد ذلك المهاجم الذي كان يرعب دفاعات أي فريق .. في الماضي لم يكن يهدر مثل هذه الكرات السهلة أمام المرمى .. لم يكن يخطئ في استلام تمريرات كهذه ..
ربما حانت لحظة الاعتزال .. هو يعلم جيداً أنه لم يعد قادراً على تحمل الالتحامات القوية مع المدافعين .. جسده المنهك يشير له في كل مباراة أن لحظة النهاية قد حانت .
سيكون قراراً صعبا بكل تأكيد .. لكن هكذا الحياة .. سأقضي عاماً أو عامين بعيداً عن الكرة .. بعدها سأعود من جديد .. لا شك أن الجميع ها هنا يكن لي الكثير من الاحترام .. لقد حققت لهذا النادي العديد من البطولات .. أحرزت العديد من الأهداف الحاسمة .. بالتأكيد أستحق التواجد في الجهاز الفني للفريق أو ربما أتولى تدريب إحدى فرق الناشئين أو حتى سأجد لي منصباً إدارياً يليق بمكانتي ..
ما ذكرته في السطور السابقة هو سيناريو مكرر نراه كثيراً خصيصاً في ملاعبنا العربية .. والتي تعتبر أن تواجد اللاعب – وخاصة النجوم - في منصب إداري أو في الجهاز الفني للفريق بعد اعتزاله هو بمثابة تكريم للاعب وتطور طبيعي لحياته المهنية .. مؤهلات شغره لهذه المراكز هو تاريخه الطويل وما قدمه من إنجازات كلاعب ..
يبدو أن هذا السيناريو السابق قد يتغير قريباً .. أو على الأقل ظهرت بعض علامات التمرد عليه - في الفترة الأخيرة - بعد ظهور عدد من المدربين الذين لم يمارسوا كرة القدم كلاعبين محترفين من قبل .. بل تم تصنيفهم في سنوات قليلة من ضمن أفضل المدربين في العالم حاليا ... إنجازات جوزيه مورينيو وتحقيقه الكثير من البطولات مع الأندية التي دربها كان أول الغيث .. منذ شهور قليلة ظهر برتغالي آخر أبهر الجميع في الموسم الماضي بموسم تاريخي مع بورتو لتتهافت عليه عدد من أكبر الأندية الأوروبية .. أتحدث هنا عن فيلاس بواس الذي يدرب تشيلسي حالياً .
فيلاس بواس الذي منحه بوبي روبسون الفرصة للعمل كرئيس لكشافي نادي بورتو في سن الـسابعة عشر من عمره عندما أعجب بحماسه وفكره التكتيكي المميز .. أُحب أن أشيد بموقف بوبي روبسون الذي منح ثقته في مراهق ليجعله يحتل مثل هذا المنصب .. ذلك المنصب - كغيره من المناصب القيادية – الذي لا يحتله في وطننا العربي إلا من تجاوز على الأقل الخمسين من عمره .. هناك يختارون الأكفأ بغض النظر عن عمره ؛ أما هنا يختارون الأكبر سنا بغض النظر عن كفائته .. عندما أتذكر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – اختار أسامة بن زيد – رضى الله عنه – قائداً للجيش وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره على الرغم من تواجد العديد ممن هم أكثر خبرة وأكبر عمراً ؛ أتحسر لما آل إليه أمتنا الإسلامية وأتأكد أن تخلفنا نابع من ابتعادنا عن تطبيق شريعتنا السمحاء .. وأن سر تفوقهم – أقصد الغرب لا نحن طبعاً – نابع من السير على خطى الحضارة الإسلامية .. يحضرني في هذا الصدد المقولة الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ' نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله '.
نعود لسياق الموضوع مرة أخرى .. لا أعترض على أن يسلك لاعب معتزل مجال التدريب .. ولكن لا أراها مزية تميز هذا اللاعب عن غيره ممن لم يمارسوا اللعبة من قبل .. هي فقط تمنح اللاعب القليل من الخبرة في ذلك المجال والكثير من العلاقات التي تفتح له أسهل الطرق للعمل سريعاً في هذا المجال ؛ تلك العلاقات التي لا تتوافر لغيره .
' من لم يلعب كرة القدم لا يفهم فيها '
حقاً لم أستسغ يوما تلك المقولة التي يلوكها العديد من المدربين .. خصوصاً عندما يتعرض لنقد - من جانب أحد المحللين الذي لم يمارس اللعبة من قبل - يُظهر للجميع ضعف إمكانياته التدريبية ..
ربما أكبر دليل على ذلك مارادونا الذي يعتبره الكثيرون أفضل من لمس الكرة في التاريخ .. وعلى الرغم من ذلك لم يحقق أي شيء يُذكر خلال مسيرته التدريبية المتواضعة .
أيضاً عدد كبير من المدربين المصنفين كالأفضل في العالم لم يحقق النجاح الباهر في مسيرته كلاعب .. السير أليكس فيرجسون وأرسين فينجر كلاهما لم يحظى بمسيرة مثالية كلاعب .. يواكيم لوف المدير الفني لمنتخب المانشافت الذي قضى معظم مسيرته كلاعب في دوري الدرجة الثانية في ألمانيا .
لا أود أن يفهم أحدكم أن كلامي هذا يعني أن اللاعب الناجح هو بالضرورة مدرب فاشل .. هناك عدد ليس بقليل الذين حققوا نجاحات كلاعبين ومدربين .. من هؤلاء القيصر بيكنباور الذي حقق نجاح كبير كلاعب وكمدرب .
كل ما أقصده أنه لا توجد علاقة بين النجاح كلاعب والنجاح كمدرب .. وربما في المستقبل القريب تنتشر ظاهرة المدربين الذين لم يمارسوا الكرة من قبل .. من يدري ؟!
هو يدرك تماماً أنه لم يعد ذلك المهاجم الذي كان يرعب دفاعات أي فريق .. في الماضي لم يكن يهدر مثل هذه الكرات السهلة أمام المرمى .. لم يكن يخطئ في استلام تمريرات كهذه ..
ربما حانت لحظة الاعتزال .. هو يعلم جيداً أنه لم يعد قادراً على تحمل الالتحامات القوية مع المدافعين .. جسده المنهك يشير له في كل مباراة أن لحظة النهاية قد حانت .
سيكون قراراً صعبا بكل تأكيد .. لكن هكذا الحياة .. سأقضي عاماً أو عامين بعيداً عن الكرة .. بعدها سأعود من جديد .. لا شك أن الجميع ها هنا يكن لي الكثير من الاحترام .. لقد حققت لهذا النادي العديد من البطولات .. أحرزت العديد من الأهداف الحاسمة .. بالتأكيد أستحق التواجد في الجهاز الفني للفريق أو ربما أتولى تدريب إحدى فرق الناشئين أو حتى سأجد لي منصباً إدارياً يليق بمكانتي ..
ما ذكرته في السطور السابقة هو سيناريو مكرر نراه كثيراً خصيصاً في ملاعبنا العربية .. والتي تعتبر أن تواجد اللاعب – وخاصة النجوم - في منصب إداري أو في الجهاز الفني للفريق بعد اعتزاله هو بمثابة تكريم للاعب وتطور طبيعي لحياته المهنية .. مؤهلات شغره لهذه المراكز هو تاريخه الطويل وما قدمه من إنجازات كلاعب ..
يبدو أن هذا السيناريو السابق قد يتغير قريباً .. أو على الأقل ظهرت بعض علامات التمرد عليه - في الفترة الأخيرة - بعد ظهور عدد من المدربين الذين لم يمارسوا كرة القدم كلاعبين محترفين من قبل .. بل تم تصنيفهم في سنوات قليلة من ضمن أفضل المدربين في العالم حاليا ... إنجازات جوزيه مورينيو وتحقيقه الكثير من البطولات مع الأندية التي دربها كان أول الغيث .. منذ شهور قليلة ظهر برتغالي آخر أبهر الجميع في الموسم الماضي بموسم تاريخي مع بورتو لتتهافت عليه عدد من أكبر الأندية الأوروبية .. أتحدث هنا عن فيلاس بواس الذي يدرب تشيلسي حالياً .
فيلاس بواس الذي منحه بوبي روبسون الفرصة للعمل كرئيس لكشافي نادي بورتو في سن الـسابعة عشر من عمره عندما أعجب بحماسه وفكره التكتيكي المميز .. أُحب أن أشيد بموقف بوبي روبسون الذي منح ثقته في مراهق ليجعله يحتل مثل هذا المنصب .. ذلك المنصب - كغيره من المناصب القيادية – الذي لا يحتله في وطننا العربي إلا من تجاوز على الأقل الخمسين من عمره .. هناك يختارون الأكفأ بغض النظر عن عمره ؛ أما هنا يختارون الأكبر سنا بغض النظر عن كفائته .. عندما أتذكر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – اختار أسامة بن زيد – رضى الله عنه – قائداً للجيش وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره على الرغم من تواجد العديد ممن هم أكثر خبرة وأكبر عمراً ؛ أتحسر لما آل إليه أمتنا الإسلامية وأتأكد أن تخلفنا نابع من ابتعادنا عن تطبيق شريعتنا السمحاء .. وأن سر تفوقهم – أقصد الغرب لا نحن طبعاً – نابع من السير على خطى الحضارة الإسلامية .. يحضرني في هذا الصدد المقولة الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ' نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله '.
نعود لسياق الموضوع مرة أخرى .. لا أعترض على أن يسلك لاعب معتزل مجال التدريب .. ولكن لا أراها مزية تميز هذا اللاعب عن غيره ممن لم يمارسوا اللعبة من قبل .. هي فقط تمنح اللاعب القليل من الخبرة في ذلك المجال والكثير من العلاقات التي تفتح له أسهل الطرق للعمل سريعاً في هذا المجال ؛ تلك العلاقات التي لا تتوافر لغيره .
' من لم يلعب كرة القدم لا يفهم فيها '
حقاً لم أستسغ يوما تلك المقولة التي يلوكها العديد من المدربين .. خصوصاً عندما يتعرض لنقد - من جانب أحد المحللين الذي لم يمارس اللعبة من قبل - يُظهر للجميع ضعف إمكانياته التدريبية ..
ربما أكبر دليل على ذلك مارادونا الذي يعتبره الكثيرون أفضل من لمس الكرة في التاريخ .. وعلى الرغم من ذلك لم يحقق أي شيء يُذكر خلال مسيرته التدريبية المتواضعة .
أيضاً عدد كبير من المدربين المصنفين كالأفضل في العالم لم يحقق النجاح الباهر في مسيرته كلاعب .. السير أليكس فيرجسون وأرسين فينجر كلاهما لم يحظى بمسيرة مثالية كلاعب .. يواكيم لوف المدير الفني لمنتخب المانشافت الذي قضى معظم مسيرته كلاعب في دوري الدرجة الثانية في ألمانيا .
لا أود أن يفهم أحدكم أن كلامي هذا يعني أن اللاعب الناجح هو بالضرورة مدرب فاشل .. هناك عدد ليس بقليل الذين حققوا نجاحات كلاعبين ومدربين .. من هؤلاء القيصر بيكنباور الذي حقق نجاح كبير كلاعب وكمدرب .
كل ما أقصده أنه لا توجد علاقة بين النجاح كلاعب والنجاح كمدرب .. وربما في المستقبل القريب تنتشر ظاهرة المدربين الذين لم يمارسوا الكرة من قبل .. من يدري ؟!