جناح‭ ‬رئاسي‭ ‬بالأوراسي،‭ ‬15‭ ‬سيارة‭ ‬رئاسية‮ ‬وضباط‭ ‬أمن‭ ‬لحمايتها ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬


ماجدة‭ ‬الرومي‮ ..‬‭ ‬أول‭ ‬فنانة‮ ‬كسرت‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الإرهاب



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‮ ‬توقيع،‭ ‬نصف‭ ‬طن‭ ‬من‮ ‬الورد‮ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬لقاء‭ ‬إعلامي‭ ‬


قسنطينة‭ ‬منحتها‭ ‬شهادة‭ ‬المواطنة‮ ‬وخصصت‮ ‬لها‭ ‬14‭ ‬مليارا‭ ‬من‭ ‬الهدايا‭ ‬


زارت ماجدة الرومي كثيرا الجزائر في مناسبات عدة وبمدن مختلفة، وربطتها علاقات مميزة مع الجمهور الجزائري الذي صفق لها طويلا، وتابع اخبارها بشغف حتى وإن شاب تلك العلاقات بعض من سوء التفاهم والعتاب، لكن تبقى زيارة ماجدة الرومي للجزائر في 1997 في سجل ذاكرة كل الجزائريين،‮ ‬لأنها‭ ‬كانت‮ ‬أول‮ ‬فنانة‮ ‬تجرأت‮ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬طوق‭ ‬الحصار‭ ‬الإعلامي‮ ‬والثقافي‭ ‬على‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الإرهاب‮ ‬عندما‭ ‬لبت‮ ‬دعوة‮ ‬وزير‭ ‬الثقافة‮ ‬والاتصال‮ ‬الأسبق‭ ‬حمراوي‭ ‬حبيب‭ ‬شوقي‮.‬‭ ‬


  • بوتفليقة‭ ‬كرمها‭ ‬بوسام‭ ‬الفنان‮ ‬لكنها‮ ‬تجاهلت‮ ‬ذكر‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬‮"‬العراب‮"‬
    الزمان ربيع 1997، المكان القاعة البيضوية، حالة استنفار قصوى، وعشرات المواطنين يقفون عند مدخل مركب محمد بوضياف ينتظرون إطلالة المطربة التي تجرأت على كسر الحصار على الجزائر، لحظات من الانتظار والترقب وعشرات الإعلاميين من الداخل والخارج لتغطية الحفلة التي اعتبرت يومها حدثا كبيرا شابه الكثير من الخوف، ماذا لو اغتيلت ماجدة الرومي في الجزائر؟ لحظتها ربما ستسقط الجزائر وتصل إلى خط اللا رجوع، الغالبية العظمى ربما كانت تعيش هذه المخاوف وتراهن على هذا السقوط في الداخل والخارج.
    لحظات وأطلت "الماجدة" على جمهورها فانحنت له وخاطبته "مثلكم.. عرفنا الحرب في لبنان وعشناها، لكننا ما كنا إنسانيين فكــونوا إنسانيين أكثر منا" قبل أن تضيف عندما صعدت شابة لتوشحها بالعلم الجزائري وهي تبكي "حرام بكي، هم بدهم هيك، قومي ولا تنحني، ستنتصر الجزائر وستطوي صفحة الدموع والدم... سنتـــــحدث في المرة المقبلة عن هذه المأساة كتأريخ مضى، هم بدهم هيك، حرام بكي، ممنوع بكي، لا يأس، قومي على رجليك والمستقبل لنا..." عندها انفجرت القاعة بالزغاريد والتصفيقات وصوت ماجدة الرومي يعلو مرددا أنشودة بيروت‮ "‬قومي‭ ‬من‮ ‬ح‮ ‬الردمين‭ ‬قومي‭ ‬إكراما‭ ‬لإنسان‮"‬‮ ‬بيروت‮ ‬لم‮ ‬تكن‭ ‬حينها‮ ‬تعني‭ ‬غير‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‮ ‬صارعت‮ ‬آلاما‮ ‬وأوجاعا‭ ‬وطعنات‮ ‬تأتيها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‮.‬

    ‮ ‬15‮ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬في‮ ‬سهرة‮ ‬تحدت‮ ‬الإرهاب‮ ‬وأعادت‮ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬
    في تلك الليلة لم تكن ماجدة الرومي مجرد مطربة أتت إلى الجزائر لتحيي حفلة بعد سنوات من العزلة والدم، ولكن كان صوتها رسالة سلام وحب أعادت للجزائريين بعض إيمانهم بقوتهم وبلدهم، كانت ليلة "ليس ككل الليالي" حيث احتشد أزيد من 15 ألف متفرج بالقاعة التي تسع لعشرة آلاف متفرج فقط، فيما بقي عشرات ينتظرون في الخارج، كان من بين الحضور وزراء وشخصيات سياسية وثقافية وعسكرية ثقيلة ومواطنون بسطاء تحدوا سنوات السكوت والحصار، نجحت الحفلة بالعاصمة التي توجت الحفلتين السابقتين بكل من قسنطينة ووهران، فكان تحدي نقل الفرحة وإعادة الحياة‭ ‬إلى‭ ‬جهات‮ ‬الجزائر‮ ‬الأربع‭.‬‮ ‬
    استقبلت الجزائر ماجدة استقبال الملوك، حيث خصصت لها رئاسة الجمهورية في عهد اليامين زروال سيارات الرئاسة، ونزلت في الجناح الرئاسي بفندق الاوراسي، وفي وهران تبرع احد رجال الأعمال باستضافتها بقصره، لكن ماجدة فضلت فندق روايال بعاصمة الغرب الجزائري، وفي قسنطينة نزلت في إقامة الوالي، وصرفت عليها مدينة قسنطينة 14 مليارا من الهدايا الفاخرة لها ولفرقتها، وأطلق عليها الوالي السابق محمد الغازي في عشاء تقليدي أقيم على شرفها لقب "ابنة الجزائر"، ومنحها شهادة المواطنة في استقبال رسمي، وقد ذكرت ماجدة الرومي يومها في تصريح لمجلة‭ ‬‮"‬ألوان‮" ‬اللبنانية‭ ‬أن‭ ‬‮"‬حفلة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‮ ‬أهم‭ ‬عندي‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬قصور‭ ‬أمتلكها‭ ‬في‭ ‬باريس‭.‬‮"‬‭ ‬
    نجاح جولة ماجدة الرومي في الجزائر لم يكن فقط نجاحا لها وإضافة في مسار صاحبة الرسالة النبيلة والفن الملتزم، لكنه أيضا كان نجاحا لسياسيي تلك المرحلة عندنا في الخروج بصوت الجزائر إلى الخارج، حيث قال احد المسؤولين "لو لم تكن ماجدة الرومي موجودة في مثل هذه الظروف‭ ‬لوجب‭ ‬أن‭ ‬نوجدها‮"‬،‮ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬في‮ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬مجرد‭ ‬طرح‮ ‬فكرة‭ ‬استقدام‭ ‬فنان‮ ‬ضرب‭ ‬من‭ ‬الجنون‮ ‬وقبول‭ ‬الدعوة‮ ‬تهورا‭.‬
    ‭ ‬زيارة‭ ‬ماجدة‭ ‬الرومي‭ ‬للجزائر‭ ‬في‮ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‮ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبدا‭ ‬أنها‭ ‬لم‮ ‬تكن‭ ‬خائفة‭ ‬او‭ ‬لم‮ ‬تتخذ‭ ‬إجراءات‮ ‬احترازية‭ ‬في زيارتها قبل أن تفصل هي وزوجها السابق أنطوان دفوني في الأمر فقررا المغامرة حتى" من دون موسيقي واحد" كان هذا قرار ماجدة الرومي وأنطوان دفوني عندما بلغها أن بعض أعضاء فرقتها الموسيقية متخوف من زيارة الجزائر، كما اتخذت ماجدة الرومي قرارها بمنتهى النبل والشجاعة‭ ‬عندما‮ ‬قررت‮ ‬زيارة‮ ‬الجزائر‭ ‬حتى‮ ‬دون‮ ‬توقيع‭ ‬عقد‭ ‬مسبق‭.‬‮ ‬
    قبل حفلة ماجدة الرومي بالعاصمة، أحيت المطربة حفلة بغرب البلاد لم تختلف كثيرا في حجم الحضور والزخم الإعلامي عن حفلتها بالعاصمة، حيث تجمهر أكثر من 10 آلاف شخص أمام مدخل القاعة المتعددة الرياضات للمدينة التي لم تكن تسع أكثر من ثمانية آلاف شخص، التجمهر بدأ قبل موعد الحفلة بثلاث ساعات كاملة في انتظار الدخول، ولم تمنعهم يومها الأمطار التي تساقطت على المدينة، ولا موجة البرد المسائي، من انتظار "الملاك" الذي جاء لإنارة ليالي المدينة، يومها تأخر حفل ماجدة الرومي أكثر من ساعة، واضطرت الشرطة إلى التدخل لفرض النظام بعد‭ ‬أن‮ ‬تدافع‭ ‬الشيوخ‮ ‬والشباب‮ ‬والنساء‮ ‬والرجال‭ ‬وحتى‮ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منهم‭ ‬للظفر‭ ‬بمقعد‭ ‬لمتابعة‭ ‬الحفلة،‮ ‬يومها‭ ‬غنت‮ ‬ماجدة‭ ‬أجمل‭ ‬أغانيها‮ "‬من‭ ‬س‮ ‬الدنيا‭ ‬يا‭ ‬بيرو،‭ ‬ابحث‭ ‬عنى،‭ ‬كن‭ ‬صديقي،‭ ‬عم‭ ‬ودعك‮"‬ وغيرها.. " يومها أعجبت ماجدة الرومي بجمهور الباهية وهران الذي يحفظ أغانيها عن ظهر قلب وتفاعل معها. كانت حفلة تلاحمت فيها جراحات الجزائر مع ذاكرة لبنان إبان الحرب الأهلية، وقفت القاعة عن بكرة أبيها ملوحة بالأيدي عندما رددت ماجدة الرومي رائعتها "قانا" فأحس الجزائريون أن هناك من يشاركهم أوجاعهم، وكانت السهرة جد كافية لتخرج الصحافة في صباح اليوم التالي بعناوين جديدة، وربما لأول مرة منذ ثماني سنوات من بداية مسلسل الدم في الجزائر (1997) حيث أجمعت الصحف يومها حتى تلك التي سبق أن أبدت بعض تخوفها من وقع الزيارة أن "ماجدة الرومي كانت الفدائية" التي أعادت للشعب بعض روحه، خاصة عندما احتشد آلاف الأشخاص أمام فندق روايال في وهران في انتظار مرور موكب ماجدة الرومي قبل مغادرتها إلى قسنطينة لتحيي حفلها الثالث بالجزائر.
    من كان يصدق يومها أن ليل قسنطينة الخائف والبارد ستنيره نجمة مثلما قدمها في ذلك اليوم إدريس بوذيبة للجمهور قائلا "ستهتز قسنطينة هذا المساء وتشعل كل قناديلها لأمل، ستفتح أبوابها للقادمة إلينا من لبنان... قسنطينة فتحت لك ذراعيها حتضن فيك قيم الفن والجمال والإبداع.. والآن ستعانق بيروت الزمن القسنطيني" ولأن قسنطينة مدينة تكره الاختصار في كل شيء فقد احتضنت ماجدة الرمي بكل الأبهة والبذخ القسنطيني، حيث استضاف الوالي ماجدة أربع مرات في عشاء تقليدي ارتدت فيه نساء قسنطينة اغلى أثوابهن وحليهن، فظهر الوجه الآخر للجزائر‭ ‬غير‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬يسوق‭ ‬عبر‭ ‬الفضائيات،‮ ‬في‮ ‬تلك‭ ‬الليلة‮ ‬كرمت‮ ‬قسنطينة‭ ‬ماجدة‭ ‬الرمي‭ ‬بمنحها‭ ‬‮"‬شهادة‭ ‬الموطنة‭ ‬الجزائرية‮"‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوالي،‮ ‬وقدمت‭ ‬هدايا‭ ‬لها‮ ‬ولأعضاء‭ ‬الفرقة‮ ‬التي‭ ‬رافقتها‭.‬
    في ختام حفلتها بالعاصمة نظم وزير الثقافة السابق حمراوي حبيب شوقي عشاء ضخما على شرفها في فندق الاوراسي لوداع الفنانة التي استحقت لقب ابنة الجزائر. في طائرة العودة إلى بيروت شعرت ماجدة الرومي بالرغبة في البكاء" ليس فقط لأن حفلاتها بالجزائر نجحت، لكنها اكتشفت‮ ‬أيضا‭ ‬شعبا‭ ‬متشبثا‭ ‬بالحياة‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬الذي‭ ‬عانى‭ ‬من‭ ‬ويلات‮ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬لسنوات‭.‬

    ‭ ‬طائرات‮ ‬رئاسية‮ ‬وضباط‭ ‬أمن‭ ‬لحماية‭ ‬الرومي
    خصصت الجزائر طائرة خاصة أقلت ماجدة من مطار بيروت إلى الجزائر، وكان في وداعها في بيروت سفير الجزائر مرفوقا بمسؤولي السفارة هناك. كما هبط طاقم الطائرة كله واصطحب ماجدة من القاعة الشرفية بالمطار إلى مقصورتها الخاصة داخل الطائرة، وأكثر من هذا فقد رحب بها قائد الطائرة والمضيفون عبر المذياع، وقد كرر هذا الأمر عبر كامل رحلات الرومي بالجزائر، حيث خصصت لها طائرات خاصة في كل من قسنطينة ووهران في طريق العودة إلى بلدها، تأخرت طائرة الرومي ساعة كاملة عن الإقلاع وسط موجة من العواطف والدموع التي بادلتها الرومي مع مودعيها من المسؤولين ورجال الأمن، وقد تلقت داخل الطائرة رسالة من أحد مواطني قسنطينة وهو أستاذ جامعي أكد لها "امتنان الشعب الجزائري بزيارتها إلى الجزائر التي كسرت طوق الحصار في وقت تخلى عنها الكثير ممن كانوا يتهافتون للمجيء إلى الجزائر" وعندما حطت طائرة الرومي في القاهرة في طريق العودة إلى بيروت كان في استقبالها سفير الجزائر بالقاهرة يومها مصطفى الشريف وزوجته مرفقين بباقة ورد كبيرة شكرا على شجاعتها في زيارة الجزائر في تلك الظروف، ونفس الخطوة اتخذها سفير الجزائر في بيروت لدى وصول طائرة الرومي إلى بلدها، حيث تلقت اتصالا‭ ‬شخصيا‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬إلياس‭ ‬الهراوي‮ ‬الذي‮ ‬هنأها‭ ‬بنجاح‭ ‬جولتها‭ ‬في‭ ‬الجزائر‮.‬‭ ‬
    زيادة على ذلك رافقت مجدة الرومي في الجزائر فرقة أمنية رفيعة المستوى وذات تدريب عال جدا لحفظ الأمن تتكون من ثلاثة ضباط ذوي رتبة عالية متخصصين في الدفاع وحفظ الأمن بقيادة ضابط رافق فرقة ماجدة الرومي في جميع حركاتها وتنقلاتها بالجزائر، بالإضافة إلى مجموعة من‭ ‬عناصر‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المسلحة‭ ‬رافقت‮ ‬الموكب‮ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬المطار‮ ‬وأماكن‭ ‬إقامة‭ ‬الحفلات،‭ ‬الموكب‭ ‬قادته‭ ‬15‭ ‬سيارة‮ ‬ودراجتين‭ ‬للشرطة‭ ‬لتأمين‭ ‬الطريق‮.‬
    تحولت زيارة ماجدة الرومي إلى الجزائر من جولة فنية إلى رسالة إنسانية، حيث زارت عدة فعاليات نسائية رفقة كاتبة الدولة لدى وزير الاتصال سابقا زهية بن عروس، ولبت دعوات سيدات جزائريات، وتوجهت برسالة إلى أطفال المستشفيات وتبرعت بمبلغ من المال باسمها، وقد جاء في رسالتها "إلى أولادي الصغار.. تذكروا أن ماجدة الرومي تحبكم جميعا.." هذا وقد وقعت الفنانة بالجزائر أكثر من ألف توقيع للمعجبين والمعجبات وتلقت نصف طن من الورد وعقدت أربع ندوات صحفية وأدلت بمائة حديث صحفي للتلفزيون والصحافة المكتوبة.
    ‭ ‬
    وسام‭ ‬رئاسي‮ ‬قابلته‭ ‬الرومي‭ ‬بالتجاهل‮ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬
    بعد زيارتها التاريخية في 1997، جاءت الرومي في خمس مناسبات مختلفة مثل المهرجان العالمي للشباب والرياضة وتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، حيث غنت رفقة طلبة ألحان وشباب في خطوة اعتبرت تواضعا كبيرا من فنانة كبيرة قبل أن تغني مع مبتدئين حيث قدمت يومها رفقة رجاء مزيان أغنية "يا الشمعة" للراحل كمال مسعودي، ولقيت إعجاب الجمهور، كما تم تكريمها بوسام الفنان من طرف الرئيس بوتفليقة في حفل فني كبير احتفالا بعيد المرأة 8 مارس في 2008 حيث وجد الرومي دائما جمهورا متعطشا ومحبا لها الذي بدأ في التوافد على القاعة البيضوية من الساعة‭ ‬الخامسة‭ ‬مساء،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحفلة‭ ‬كانت‮ ‬مقررة‮ ‬في‭ ‬السابعة‮ ‬مساء‮ ‬ولم‮ ‬تبدأ‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬ساعة‭ ‬ونصف،‮ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبر‭ ‬يومها‭ ‬ردا‭ ‬للجميل‭ ‬لمن‮ ‬وقف‮ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬المحنة‭.‬
    ورغم ما جمعها بالجزائر من ذكريات الا أن الرومي تجاهلت ذكر الجزائر لدى ظهورها في برنامج "العراب" عندما سألها المنشط نيشان عن ذكرياتها في الدول العربية، توقف عند كل الدول عدا الجزائر، رغم أن المنشط أكد لها أن الجزائريين هم أكثر المتصلين بالبرنامج وراح يكرّر اسم الجزائر عدّة مرات لكنها أجابت بجملة واحدة "هم مبسوطون مروا بمرحلة صعبة"، كان هذا كافيا ليحدث شرخ في علاقة ماجدة بجمهورها الجزائري حيث تعرض لحملة انتقاد واسعة جدا جراء تجاهلها الجزائر.
    فعادت الرومي في آخر حفل لها العام قبل الماضي إلى الجزائر لتشارك في مهرجان تيمڤاد وتقدم في الكازيف أغنية "ألو ألو" للهاشمي ڤروابي حيث وقفت في سهرة صنعت الاستثناء وانحنت فيها مطولا أمام العلم الجزائري واعتبرت مبادرة الرومي "عربون صلح" لجمهورها الجزائري، خاصة‮ ‬أنها‭ ‬أقدمت‮ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬إحدى‭ ‬روائع‭ ‬أعرق‭ ‬أنواع‭ ‬الموسيقى‭ ‬الجزائرية‮ ‬وتربت‮ ‬عليها أجيال بكاملها وعكست تراثا من القيم والخصوصية الجزائرية، وذهبت الرومي بعيدا في تقديم الاعتذار لجمهورها بالجزائر عندما اثنت كثيرا على نوع التراث الشعبي الجزائري قائلة: "نحتاج فعلا إلى الموسيقى الجزائرية من أجل تطوير الموسيقى العربية". وتجاوزت الرومي صعوبة اللهجة الجزائرية عندما وعدت هذا الجمهور بتقديم أغاني جزائرية "اللهجة الجزائرية صعبة، لكنّني أعددتُ بعضا منها، وسأفاجئ جمهوري والجزائر بأغانٍ جزائرية". وأعلنت عن مشروع مع موزّع جزائري للبحث في هذا التراث الأصيل والغني، قائلة: »لقد اكتشفت أخيرا أنّ الأغنية‭ ‬الجزائرية‮ ‬تضمّنت‭ ‬ثروةً‭ ‬نادرة،‭ ‬وقد‭ ‬بهرني‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‮"‬‭.‬