بعد أن جفت دموعي واحتلت الحيرة نفسي وظهرت على مراسم وجهي الآلام والحزن تسلمت أمراً من داخلي بأن أكون قادراً على التمييز وأن أصبح مصمماً على التركيز وأن أتحرر من الذكريات المؤلمة والآهات المحرقة وأن تنتقل أفكاري من استعمال قلبي وتلبية عقلي وأن أقيم حفلاً حاشداً للذكريات والمآسي وأن أدعو جميع صور الماضي المشوشة المشوهة أمام احساس نفسي وأن أضع شراباً من هواء رطب وأن أطبخ طعاماً من رماد متناثر وأن أختبئ بين أوتار العازفين وأن أتغنى بألحان فاترة وأعزف على آلات جامدة لا تخاطب ولا تجاوب فماتت بالقشعريرة !! ولقد ارتفع منسوب الدموع داخل بحيرة نفسي فأصبحت الأمس البعيد العميق .. فيا أسفاً على مافات ويالوعتي على حاضري ويارعبي على ماهو آت أمكتوب علي أن لا أفارق الدموع .. ؟ أقدري أن لا يسكن القلب الضلوع يتشرد على أرصفة الإحباط ويشبع كاهلي بأثقال الهموم أفكر في تأسيس مستقبلي الذي طوقته الأيام وتبعثر مع السنين .. أتساءل كيف تغسل همومي وينظف ذاتي مما نقض وكيف أداوي جروحي والهواء ... وهل ستظل آلامي أبداً وأبد الأبد وهل سأبقى عبداً للتخيل والشرور وهل سأقضي حياتي بقية حياتي لاهتا وراء الأحلام ومن سيقرضني سفينة تحملني وتتحملني لأفترض بأن طلبي تحقق ووجدت الزاد والوسيلة فهل سأجد الدواء سؤال يقتلني يفرض نفسه على كلمات كتبت بدم جامد أشد سوادا من الحبر من حبر الدموع على صفحات قلبي ليقرأها .... ! أولا الانسان ذو الاحساس المرهف الذي لديه الخبرة في احساس الكلمة وقراءة المعنى على وجه إنسان قد عانى ... ! فها أنا أقوي صفحات قلبي المكسور ... ! ويبقى معي سؤال لا أجد له جواب فعند من ياترى يكون الجواب