حفلت السنة الميلادية 2011 بالكثير من الأحداث الرياضية المهمة على مستوى العالم، لكن كرة القدم أكدت مرة أخرى أنها اللعبة الشعبية الأولى بعدما شهدت تحطيم المزيد من الأرقام على مستوى المتابعة الجماهيرية وحجم التغطية الإعلامية للأحداث، وكذلك على مستوى الاستثمارات المالية الكبيرة التي تضخ في مفاصل اللعبة التي أثبتت أنها لم تتأثر بالأزمات المالية المتعاقبة على النحو الذي تأثرت به اقتصادات بلدان بأكملها..
وما بين مشاهد الاحتفال بالألقاب أو الحسرة على ضياعها، ومشاهد الصفقات القياسية أو تلك التي هزت قلوب المشجعين، وكذلك مشاهد الأهداف والطرق المختلفة التي تم الاحتفال بها سواء من قبل اللاعبين أو على المدرجات، جاءت بعض الأحداث التي تعكس الوجه القبيح للعبة لتعكّر نقاء ثوبها الأبيض على نحو يعكس ألوان الكرة الحقيقية »البيضاء ذات المكعبات السوداء«..
حصيلة العام 2011 الكروية نتناولها في »الرياضية« لهذا العام بشكل مختلف، حيث سنتوقف عند الحكايات العشرين الأبرز في قالب قصصي يبتعد عن السرد الروتيني للأحداث أو الاستعراض الزمني لها، علماً أن الترتيب الخاص بهذه الأحداث »عشوائي« ولا علاقة له بأهميتها وضخامتها، وإنما يعكس حجم الجدل الذي أثير حولها في وسائل الإعلام العالمية..
فيرغسون يحتفل بعامه الـ»25«
مع اليونايتد وبتحطيم رقم ليفربول القياسي
لم تكن »اليد المرتجفة« والتي التقطتها عدسات المصورين في نهائي ويمبلي لتعبّر عن »حلاوة« العام 2011 بالنسبة للسير أليكس فيرغسون الذي قاد فريقه مانشستر يونايتد للفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة التاسعة عشرة في مسيرته ليتخطى الرقم القياسي لفريق ليفربول »18 لقبا«، ولينجح في الوصول إلى أحد أهم وأكبر التحديات التي أخذها على عاتقه منذ تسلمه مهامه التدريبية في فريق الشمال الإنكليزي..
فيرغسون أثبت مرة أخرى أنه يمتلك عيناً ثاقبة من خلال التعاقد مع لاعبين لم تكن الأضواء مسلطة عليهم، لينجح في التغلب على أندية أخرى لم تتوان عن دفع الملايين من اليوروهات من أجل بلوغ الهدف ذاته.. فيرغسون احتفل في تشرين الثاني الماضي بالذكرى الـ»25« لجلوسه على دكة البدلاء، وهي أطول مدة زمنية لمدرب في الملاعب الإنكليزية، ليتوج نفسه على عرش أنجح المدربين في التاريخ، دون أن يعلن عن موعد جديد لاعتزاله التدريب، علماً أن فيرغسون وضع لنفسه تحدياً جديداً وهو الفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة في مسيرته ليعادل رقم أسطورة ليفربول »شانكلي« الذي أحرز اللقب مع الريدز ثلاث مرات في عقد السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
ركلات الترجيح البرازيلية
في واحدة من أسوأ مشاركاته القارية على الإطلاق، سجل منتخب البرازيل رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخه الكروي من خلال إهدار أربع ركلات ترجيحية خلال مباراة الدور ربع النهائي أمام الباراغواي ليودع البطولة بخفي حنين.. وهذا الرقم لم يشهده التاريخ إلا في مرات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أشهرها في نهائي دوري الأبطال بين برشلونة وستيوا بوخارست في عام .1986. وبذلك رفع منتخب البرازيل عدد الركلات الترجيحية التي أهدرها في مشاركاته القارية والمونديالية كافة إلى 12 ركلة فقط، أما أصحاب الركلات الأربع المهدورة في كوبا أميركا الأخيرة فهم: إيلانو، تياغو سيلفا، أندريه سانتوس وفريد.
فيلاس بواس »السبيشل تو«
لم يكن معروفاً لأحد قبل أيار ،2011 لكنه أصبح قصة تروى في كل مكان بعدما قاد بورتو إلى الثلاثية »الدوري والكأس واليوروباليغ« بنتائج وأرقام حطمت كل الأرقام القياسية السابقة للنادي البرتغالي، بما فيها تلك التي تم تسجيلها مع الداهية جوزيه مورينيو..
أندريه فيلاش بواش »كما تلفظ بالبرتغالية« بات أصغر مدرب في التاريخ يحقق لقباً أوروبياً »33 سنة فقط«،
الفضائح وحرب »بلاتر- ابن همام« تهز عرش إمبراطورية الفيفا
؟ لم يحضر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في ويمبلي لمشاهدة نهائي دوري الأبطال في أيار الفائت على غير العادة.. وتردد أن بلاتر كان منهمكاً في إعداد حملة الدفاع عن منصبه في رئاسة الفيفا أمام المتحدي القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي.
لكن الأخير أعلن انسحابه من الصراع على رئاسة الفيفا قبل أيام من الانتخابات رغم تعهده خلال حملته الانتخابية بأن يكون هناك المزيد من الشفافية في فترة رئاسته للفيفا إذا حالفه التوفيق في الانتخابات. وبمجرد إعلان بن همام عن انسحابه، ظهرت العديد من الاتهامات ضده بتقديم الرشاوى إلى بعض الاتحادات والمسؤولين لمساندته ودعمه في الانتخابات أمام بلاتر.
وشهدت الأحداث عدة تطورات دفعت بالثلاثي بلاتر وبن همام والجامايكي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا إلى التحقيقات بشأن ادعاءات بتورطهم في الفساد.
وهدد وارنر الفيفا سابقا بما سمّاه »تسونامي كرة القدم« ولكن أحداً لم يتوقع أن ينتهي الصراع الطويل والعنيف بين بلاتر وبن همام على رئاسة الفيفا بانسحاب الأخير قبل موعد التصويت في اجتماع الجمعية العمومية للفيفا.
وفي نفس اليوم الذي انسحب فيه بن همام، أوقفت لجنة القيم التحقيق مع بلاتر الذي أصبح بلا أي منافس على رئاسة الفيفا ليفوز دون عناء بفترة رئاسة رابعة خلال الجمعية العمومية للفيفا والتي انعقدت في مدينة زيوريخ السويسرية.
وفي المقابل، قررت لجنة القيم إيقاف بن همام مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، وذلك بعد اتهامه بمحاولة شراء أصوات مسؤولي الاتحاد الكاريبي خلال حملته الانتخابية، بينما استقال وارنر من جميع مناصبه في عالم كرة القدم.
وقال بلاتر أمام الجمعية العمومية لدى انتخابه لفترة رابعة في رئاسة الفيفا: »سنعيد سفينة الفيفا إلى الطريق الصحيح لتسير في مياه نقية وشفافة«.
وتعهد بلاتر بتنفيذ بعض الأمور، منها تغيير طريقة اختيار الدول التي تستضيف بطولات كأس العالم وسط ادعاءات بتورط عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا في فضائح رشاوى وفساد فيما يتعلق بمنح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. لكن السؤال الأساسي الذي بقي يشغل العالم أجمع: كيف يكون بلاتر هو الخصم والحكم في الوقت ذاته، وهل بإمكانه أن يقود سفينة الإصلاح في عام 2012؟!
الأوروغواي تعود إلى منصات التتويج من بوابة كوبا أميركا
؟ في بطولة حيّرت المراقبين بنتائجها، وخاصة بعد توالي سقوط الكبار الذين كانوا مرشحين للعب الأدوار الطليعية »كما جرت العادة«، نجح منتخب الأوروغواي في الانفراد بزعامة القارة اللاتينية بعد الفوز بالنسخة الثالثة والأربعين من بطولتها التي احتضنتها الأرجنتين ليرفع عدد ألقابه إلى 15 لقباً بفارق لقب واحد عن منتخب التانغو..
قائد السيليستي دييغو فورلان الذي صام عن تسجيل الأهداف في البطولة قبل المشهد الختامي نجح في إحراز هدفين في المباراة النهائية ضد الباراغواي التي بلغت المباراة النهائية دون أن تحقق الفوز في أي من مبارياتها الخمس.. ليقود منتخب بلاده للقب القاري الأول منذ العام 1995 وليسير على خطا والده وجده اللذين نجحا في إحراز لقب كوبا أميركا أيضاً وذلك في ظاهرة فريدة ونادرة..
خيبة الأمل الكبيرة في البطولة كان بطلها منتخب الأرجنتين الذي كان يتطلع لأن يستثمر عاملي الأرض والجمهور لتحقيق أول ألقابه منذ العام 1993 لكن فشل نجمه ليونيل ميسي في التألق أعاد إلى الواجهة حكاية »ميسي برشلونة وميسي الأرجنتين«..
أما أبرز مفاجآت البطولة فكان منتخب فنزويلا الذي حلّ رابعاً بعد خسارته أمام البيرو في مباراة المركزين الثالث والرابع، وهي المباراة التي حسمت لقب الهداف لمصلحة البيروفي غويريو الذي أحرز »الهاتريك«..
كتاب زلاتان أبراهيموفيتش
شكّل كتاب السيرة الذاتية للنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قنبلة كروية موقوتة تم تفجيرها في شهر تشرين الثاني الفائت، قبيل مباراة العودة بين فريقي ميلان وبرشلونة ضمن دور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال.. وعلى خلاف الكتب التي يصدرها لاعبو كرة القدم في العادة، فقد حظي هذا الكتاب باهتمام كبير جداً في الأسواق العالمية، وضرب أرقاماً قياسية في عدد النسخ التي تم بيعها وخاصة في إسبانيا وإيطاليا والسويد لما تضمنه من معلومات وأسرار عن مسيرة النجم السويدي مع ثلاثي الكالتشيو »جوفنوس، الانتر، وميلان« وبعض الحقائق المتعلقة بفضيحة الكالتشيو بولي، في حين أن الجزء الأول من الكتاب كان الأكثر رواجاً في وسائل الإعلام بسبب كشف إبراهيموفيتش لأسرار العلاقة التي جمعته بمدرب برشلونة جوسيب غوارديولا والتي أدت لاحقاً إلى خروجه من النادي الكاتالوني بعد موسم واحد فقط..
ظاهرة نيمار
العام 2011 شهد الولادة الحقيقية لنجم كروي يرى المراقبون أنه سيسطر اسمه في كتب التاريخ بين عظماء اللعبة.. البرازيلي نيمار الذي طالبت جماهير منتخب السامبا بضمه للتشكيلة التي خاضت غمار مونديال جنوب إفريقيا في عام ،2010 كان مجهول الهوية بالنسبة للكثيرين، إلا أن الأشهر الاثني عشر الأخيرة كانت كفيلة بإطلاق نيمار إلى عالم النجومية وخاصة بعدما قاد فريقه سانتوس إلى لقب كوبا ليبرتادوريس للمرة الثالثة في تاريخه، وتوج بلقب أفضل لاعب صاعد في العالم، إضافة إلى أفضل لاعب في القارة اللاتينية.. ولعل هذا ما دفع كبرى الأندية الأوروبية وفي مقدمتها برشلونة وريال مدريد للتسابق من أجل الفوز بخدماته مهما بلغ الثمن..
تمرد كارلوس تيفيز
لم تكن هي حالة التمرد الوحيدة التي حفلت بها السنة ،2011 لكن حادثة رفض الأرجنتيني كارلوس تيفيز لأوامر مدربه روبرتو مانشيني بإجراء عمليات الإحماء من أجل المشاركة في آخر دقائق مباراة فريقه مانشستر سيتي أمام بايرن ميونيخ في مسابقة دوري الأبطال شكّلت الحدث الأبرز في هذا المجال، وخاصة بعد الموقف الذي اتخذه عدد من اللاعبين بالدفاع عن تيفيز، ومن ثم العقوبة الصارمة التي أوقعتها إدارة النادي بحق النجم الأرجنتيني الذي بات على أعتاب مغادرة الفريق، ولاسيما أن المدرب مانشيني الذي جدد عقده مع الفريق بأجر قياسي في الملاعب الإنكليزية »5 ملايين جنيه إسترليني في العام« أكد في تصريحات عدة أن تيفيز لن يلعب لمانشستر سيتي مجدداً طالما أنه بقي على رأس الهرم التدريبي للفريق..
وما بين مشاهد الاحتفال بالألقاب أو الحسرة على ضياعها، ومشاهد الصفقات القياسية أو تلك التي هزت قلوب المشجعين، وكذلك مشاهد الأهداف والطرق المختلفة التي تم الاحتفال بها سواء من قبل اللاعبين أو على المدرجات، جاءت بعض الأحداث التي تعكس الوجه القبيح للعبة لتعكّر نقاء ثوبها الأبيض على نحو يعكس ألوان الكرة الحقيقية »البيضاء ذات المكعبات السوداء«..
حصيلة العام 2011 الكروية نتناولها في »الرياضية« لهذا العام بشكل مختلف، حيث سنتوقف عند الحكايات العشرين الأبرز في قالب قصصي يبتعد عن السرد الروتيني للأحداث أو الاستعراض الزمني لها، علماً أن الترتيب الخاص بهذه الأحداث »عشوائي« ولا علاقة له بأهميتها وضخامتها، وإنما يعكس حجم الجدل الذي أثير حولها في وسائل الإعلام العالمية..
فيرغسون يحتفل بعامه الـ»25«
مع اليونايتد وبتحطيم رقم ليفربول القياسي
لم تكن »اليد المرتجفة« والتي التقطتها عدسات المصورين في نهائي ويمبلي لتعبّر عن »حلاوة« العام 2011 بالنسبة للسير أليكس فيرغسون الذي قاد فريقه مانشستر يونايتد للفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة التاسعة عشرة في مسيرته ليتخطى الرقم القياسي لفريق ليفربول »18 لقبا«، ولينجح في الوصول إلى أحد أهم وأكبر التحديات التي أخذها على عاتقه منذ تسلمه مهامه التدريبية في فريق الشمال الإنكليزي..
فيرغسون أثبت مرة أخرى أنه يمتلك عيناً ثاقبة من خلال التعاقد مع لاعبين لم تكن الأضواء مسلطة عليهم، لينجح في التغلب على أندية أخرى لم تتوان عن دفع الملايين من اليوروهات من أجل بلوغ الهدف ذاته.. فيرغسون احتفل في تشرين الثاني الماضي بالذكرى الـ»25« لجلوسه على دكة البدلاء، وهي أطول مدة زمنية لمدرب في الملاعب الإنكليزية، ليتوج نفسه على عرش أنجح المدربين في التاريخ، دون أن يعلن عن موعد جديد لاعتزاله التدريب، علماً أن فيرغسون وضع لنفسه تحدياً جديداً وهو الفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة في مسيرته ليعادل رقم أسطورة ليفربول »شانكلي« الذي أحرز اللقب مع الريدز ثلاث مرات في عقد السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
ركلات الترجيح البرازيلية
في واحدة من أسوأ مشاركاته القارية على الإطلاق، سجل منتخب البرازيل رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخه الكروي من خلال إهدار أربع ركلات ترجيحية خلال مباراة الدور ربع النهائي أمام الباراغواي ليودع البطولة بخفي حنين.. وهذا الرقم لم يشهده التاريخ إلا في مرات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أشهرها في نهائي دوري الأبطال بين برشلونة وستيوا بوخارست في عام .1986. وبذلك رفع منتخب البرازيل عدد الركلات الترجيحية التي أهدرها في مشاركاته القارية والمونديالية كافة إلى 12 ركلة فقط، أما أصحاب الركلات الأربع المهدورة في كوبا أميركا الأخيرة فهم: إيلانو، تياغو سيلفا، أندريه سانتوس وفريد.
فيلاس بواس »السبيشل تو«
لم يكن معروفاً لأحد قبل أيار ،2011 لكنه أصبح قصة تروى في كل مكان بعدما قاد بورتو إلى الثلاثية »الدوري والكأس واليوروباليغ« بنتائج وأرقام حطمت كل الأرقام القياسية السابقة للنادي البرتغالي، بما فيها تلك التي تم تسجيلها مع الداهية جوزيه مورينيو..
أندريه فيلاش بواش »كما تلفظ بالبرتغالية« بات أصغر مدرب في التاريخ يحقق لقباً أوروبياً »33 سنة فقط«،
الفضائح وحرب »بلاتر- ابن همام« تهز عرش إمبراطورية الفيفا
؟ لم يحضر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في ويمبلي لمشاهدة نهائي دوري الأبطال في أيار الفائت على غير العادة.. وتردد أن بلاتر كان منهمكاً في إعداد حملة الدفاع عن منصبه في رئاسة الفيفا أمام المتحدي القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي.
لكن الأخير أعلن انسحابه من الصراع على رئاسة الفيفا قبل أيام من الانتخابات رغم تعهده خلال حملته الانتخابية بأن يكون هناك المزيد من الشفافية في فترة رئاسته للفيفا إذا حالفه التوفيق في الانتخابات. وبمجرد إعلان بن همام عن انسحابه، ظهرت العديد من الاتهامات ضده بتقديم الرشاوى إلى بعض الاتحادات والمسؤولين لمساندته ودعمه في الانتخابات أمام بلاتر.
وشهدت الأحداث عدة تطورات دفعت بالثلاثي بلاتر وبن همام والجامايكي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا إلى التحقيقات بشأن ادعاءات بتورطهم في الفساد.
وهدد وارنر الفيفا سابقا بما سمّاه »تسونامي كرة القدم« ولكن أحداً لم يتوقع أن ينتهي الصراع الطويل والعنيف بين بلاتر وبن همام على رئاسة الفيفا بانسحاب الأخير قبل موعد التصويت في اجتماع الجمعية العمومية للفيفا.
وفي نفس اليوم الذي انسحب فيه بن همام، أوقفت لجنة القيم التحقيق مع بلاتر الذي أصبح بلا أي منافس على رئاسة الفيفا ليفوز دون عناء بفترة رئاسة رابعة خلال الجمعية العمومية للفيفا والتي انعقدت في مدينة زيوريخ السويسرية.
وفي المقابل، قررت لجنة القيم إيقاف بن همام مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، وذلك بعد اتهامه بمحاولة شراء أصوات مسؤولي الاتحاد الكاريبي خلال حملته الانتخابية، بينما استقال وارنر من جميع مناصبه في عالم كرة القدم.
وقال بلاتر أمام الجمعية العمومية لدى انتخابه لفترة رابعة في رئاسة الفيفا: »سنعيد سفينة الفيفا إلى الطريق الصحيح لتسير في مياه نقية وشفافة«.
وتعهد بلاتر بتنفيذ بعض الأمور، منها تغيير طريقة اختيار الدول التي تستضيف بطولات كأس العالم وسط ادعاءات بتورط عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا في فضائح رشاوى وفساد فيما يتعلق بمنح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. لكن السؤال الأساسي الذي بقي يشغل العالم أجمع: كيف يكون بلاتر هو الخصم والحكم في الوقت ذاته، وهل بإمكانه أن يقود سفينة الإصلاح في عام 2012؟!
الأوروغواي تعود إلى منصات التتويج من بوابة كوبا أميركا
؟ في بطولة حيّرت المراقبين بنتائجها، وخاصة بعد توالي سقوط الكبار الذين كانوا مرشحين للعب الأدوار الطليعية »كما جرت العادة«، نجح منتخب الأوروغواي في الانفراد بزعامة القارة اللاتينية بعد الفوز بالنسخة الثالثة والأربعين من بطولتها التي احتضنتها الأرجنتين ليرفع عدد ألقابه إلى 15 لقباً بفارق لقب واحد عن منتخب التانغو..
قائد السيليستي دييغو فورلان الذي صام عن تسجيل الأهداف في البطولة قبل المشهد الختامي نجح في إحراز هدفين في المباراة النهائية ضد الباراغواي التي بلغت المباراة النهائية دون أن تحقق الفوز في أي من مبارياتها الخمس.. ليقود منتخب بلاده للقب القاري الأول منذ العام 1995 وليسير على خطا والده وجده اللذين نجحا في إحراز لقب كوبا أميركا أيضاً وذلك في ظاهرة فريدة ونادرة..
خيبة الأمل الكبيرة في البطولة كان بطلها منتخب الأرجنتين الذي كان يتطلع لأن يستثمر عاملي الأرض والجمهور لتحقيق أول ألقابه منذ العام 1993 لكن فشل نجمه ليونيل ميسي في التألق أعاد إلى الواجهة حكاية »ميسي برشلونة وميسي الأرجنتين«..
أما أبرز مفاجآت البطولة فكان منتخب فنزويلا الذي حلّ رابعاً بعد خسارته أمام البيرو في مباراة المركزين الثالث والرابع، وهي المباراة التي حسمت لقب الهداف لمصلحة البيروفي غويريو الذي أحرز »الهاتريك«..
كتاب زلاتان أبراهيموفيتش
شكّل كتاب السيرة الذاتية للنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قنبلة كروية موقوتة تم تفجيرها في شهر تشرين الثاني الفائت، قبيل مباراة العودة بين فريقي ميلان وبرشلونة ضمن دور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال.. وعلى خلاف الكتب التي يصدرها لاعبو كرة القدم في العادة، فقد حظي هذا الكتاب باهتمام كبير جداً في الأسواق العالمية، وضرب أرقاماً قياسية في عدد النسخ التي تم بيعها وخاصة في إسبانيا وإيطاليا والسويد لما تضمنه من معلومات وأسرار عن مسيرة النجم السويدي مع ثلاثي الكالتشيو »جوفنوس، الانتر، وميلان« وبعض الحقائق المتعلقة بفضيحة الكالتشيو بولي، في حين أن الجزء الأول من الكتاب كان الأكثر رواجاً في وسائل الإعلام بسبب كشف إبراهيموفيتش لأسرار العلاقة التي جمعته بمدرب برشلونة جوسيب غوارديولا والتي أدت لاحقاً إلى خروجه من النادي الكاتالوني بعد موسم واحد فقط..
ظاهرة نيمار
العام 2011 شهد الولادة الحقيقية لنجم كروي يرى المراقبون أنه سيسطر اسمه في كتب التاريخ بين عظماء اللعبة.. البرازيلي نيمار الذي طالبت جماهير منتخب السامبا بضمه للتشكيلة التي خاضت غمار مونديال جنوب إفريقيا في عام ،2010 كان مجهول الهوية بالنسبة للكثيرين، إلا أن الأشهر الاثني عشر الأخيرة كانت كفيلة بإطلاق نيمار إلى عالم النجومية وخاصة بعدما قاد فريقه سانتوس إلى لقب كوبا ليبرتادوريس للمرة الثالثة في تاريخه، وتوج بلقب أفضل لاعب صاعد في العالم، إضافة إلى أفضل لاعب في القارة اللاتينية.. ولعل هذا ما دفع كبرى الأندية الأوروبية وفي مقدمتها برشلونة وريال مدريد للتسابق من أجل الفوز بخدماته مهما بلغ الثمن..
تمرد كارلوس تيفيز
لم تكن هي حالة التمرد الوحيدة التي حفلت بها السنة ،2011 لكن حادثة رفض الأرجنتيني كارلوس تيفيز لأوامر مدربه روبرتو مانشيني بإجراء عمليات الإحماء من أجل المشاركة في آخر دقائق مباراة فريقه مانشستر سيتي أمام بايرن ميونيخ في مسابقة دوري الأبطال شكّلت الحدث الأبرز في هذا المجال، وخاصة بعد الموقف الذي اتخذه عدد من اللاعبين بالدفاع عن تيفيز، ومن ثم العقوبة الصارمة التي أوقعتها إدارة النادي بحق النجم الأرجنتيني الذي بات على أعتاب مغادرة الفريق، ولاسيما أن المدرب مانشيني الذي جدد عقده مع الفريق بأجر قياسي في الملاعب الإنكليزية »5 ملايين جنيه إسترليني في العام« أكد في تصريحات عدة أن تيفيز لن يلعب لمانشستر سيتي مجدداً طالما أنه بقي على رأس الهرم التدريبي للفريق..