في أمل؟؟؟؟

هذا ما كتبته الفنانة نسرين طافش في افتتاح العدد الجديد رقم (21) من مجلة نسرينا
في أمل ؟؟؟

يالها من سنة غريبة عجيبة .. مثيرة مريبة .. صعبة و مليئة بالأحداث .. و لحظات السعادة على ( أغلبيتنا كما لاحظت ) كانت قليلة ..

في راس السنة الماضي تابعت توقعات أحد أصحاب الرؤية المستقبلية على إحدى القنوات العربية وكم من السوداوية التي تحدث عنها برؤياه للعام2011 ..

و راحت كتب علم الفلك على رفوف المكتبات تكتظ بعناوين مهولة .. كسنة الإنكسارات .. سنة العاصفة .. الشرارة .. الطبيعة الغاضبة .. إنقلابات فلكية .. و اجتمع الفلكيون على كلمة واحدة هي الذعر ..

أيضا أفلام سينمائية بالجملة تنذر بإنتهاء العالم سنة 2012 أبرزها الفيلم الذي يحمل رقم العام نفسه .. معتمدا أسطورة شعب الأزتيك و المايا الذان تنتهي الرزنامة عندهم في العام 2012 .. و فلم ينذر بقدوم فضائيين يخبروننا بخراب محتوم قريب .. و تنوعت الأفلام فيما بينها بين تهويل و ترهيب ..

راحت الافلام العلمية على قناة ديسكافري و ناشيونال جيوغرافيك تبث أفلام وثائقية علمية عن العاصفة الشمسية التي ستضرب الأرض و تعيدها إلى مرحلتها البدائية لا كهرباء لا موبايل لا إنترنت إلخ ..و فلم آخر عن أن العاصفة الشمسية أشرس والتي سوف تحيل الأرض رمادا .. و فيلم آخر عن المذنب الذي لربما يضرب الكرة الأرضية أو يمر على مقربة منها ..و اختلف العلماء فيما بينهم أي نظرية ستدب الرعب في النفوس أكثر .

و على التلفاز أخبار إنهيارات إقتصادية إفلاسات و توابعه و معلومات ترفع الضغط و السكري و تزيد عدد الجلطات القلبية و الدماغية و النفسية ..

ما علينا إلا أن نسلم بحقيقة أن العالم اليوم مجنون جملة و تفصيلا .. منذ بداية العام 2011 بدأ القهر النفسي و طبعت الريبة و الترقب من المجهول المخيف في اللاشعور و نشر الذعر ..
حتى قبل أن يبدأ أي حدث جلل ..

وسائل الإعلام كافة في أيامنا هذه تدفع بنا إلى الإحباط و تمكين العاطفة التي لا تفكر و يتملكها الخوف بالسيطرة على صوت المنطق و العقل .. لنفقد معنى الحياة و نستسلم لليأس ..

ما كل هذا الكم من التشائم .. هلا نظرنا إلى تاريخنا في كامل المنطقة العربية و كم مر علينا من مصائب و كم هبت علينا رياح صفراء و خرجنا منها أقوى مما كنا عليه ..

اكتفينا من تلاعب الإعلام المقروء و المشاهَدْ بعقولنا و عواطفنا .. و إفقادنا صوابنا .. فاحذروا .. من فقدان إيمانكم .. الذي يحاولون تجريدنا منه بشتى الطرق و الوسائل و الألوان ..

فلتُقبل سنة 2012 و بإيماننا نحن مستعدون لها مهما كانت بحلوها و مرها .. لنكون رحماء فيما بيننا أشداء على أعدائنا ..

و دعائنا من القلب لأطفالنا المحرومون و أمهاتنا العظيمات المكلومات في غزة في (فلسطين المحتلة) الذي يغيّبهم الإعلام و لا زالوا يعانون الظلم على يد الإرهاب الصهيوني الوحشي منذ سنين و سنين خلت و حتى اليوم .. و لنتعلم منهم الصبر و الإيمان ..(سينصرهم الله و لو بعد حين )

إننا نعيش برحمة الخالق و لطفه .. و بهما فقط .. فمما نخاف ؟ .. و من كان الله معه .. فمن عليه ؟

و إي .. دااااائما في أمل ..


كل عام و أنتم بخير .. وسلام ..
نسرين طافش