مرت سنوات طويلة... شاقة... مرهقة للعجوز أليكس فيرغسون... وحده قاد حملة طاحنة على الجار الاحمر في المدينة المجاورة... 11 لقب دوري أزاحت ليفربول من على القمة ووضعت مانشستر يونايتد فوقها من دون منازع... وحده السير يعلم كم هي مؤلمة هزيمة الأمس أمام الجار "المزعج" مانشستر سيتي، لانها ستعني ببساطة العودة الى خطط الأمس وذكريات الماضي لابعاد الخطر الجديد الذي يهدد مملكته، وهو رجل سبعيني لم يعد عزمه وهمته مثل الماضي، ولا حتى ادارة ناديه الاميركية تتفهم متطلبات البقاء على القمة، وكأنه يصارع على جبهتين، داخلية وخارجية.
الهزيمة كانت مؤلمة جداً للشق الاحمر من مدينة مانشستر، لكنها في المقابل كانت بداية حقبة ذهبية واحتفالات ستظل تدوي داخل أسوار "الاتحاد"... هكذا يقول المنطق، رغم تعادل الفريقين في النقاط وبقاء مباراتين لكل منهما قبل النهاية والاعلان الرسمي عن هوية البطل.
لا يقف بين هذه الاحتفالات والواقع سوى روبرتو مانشيني، مدرب السيتي الذي يعتبر ان تصريحاته هي سبب انهيار يونايتد، وانها السبب خلف تألق نجوم فريقه، لكن أتمنى ان يخبر أحدهم المدرب الايطالي ان تصريحاته لم تعد ذكية بل هي صبيانية ومكشوفة وساذجة، فحتى بعد انتصار الامس ظل مانشيني يعتبر ان يونايتد هو في القيادة وهم الاقرب الى اللقب، وكأنه من عالم آخر... فهو يعتقد انه يقلل الضغط عن فريقه ويزيده على يونايتد، في حين ان الجميع يترجمها بانها ساذجة وغير حقيقية بل تثبط من عزيمة نجومه وجماهيره وتفقد المتابعين الثقة بقدراته.
عندما خسر سيتي امام ارسنال واصبح الفارق بينه وبين يونايتد ثماني نقاط لمصلحة الجار، خرج مانشيني يقول ان اللقب لم يحسم بعد وان بامكان فريقه اللحاق بجاره، حتى انه أكد ان يونايتد سيخسر مباراته التالية ضد بلاكبين، علماً انه كسبها بهدفين نظيفين... وعندما خسر يونايتد امام ويغان بصورة مفاجئة وبات الفارق خمس نقاط فقط، صرح مانشيني بان اللقب انتهى وان يونايتد حسمه ولا أمل لفريقه، وحتى عندما تعادل مع ايفرتون وبات الفارق ثلاث نقاط فقط، ظل يقول ان اللقب محسوم ليونايتد... حسناً وماذا عن أمس؟
"يونايتد ما زال في القيادة وهو الاقرب الى اللقب"... هذه الكلمات جاءت عقب الفوز الكبير والمهم على يونايتد متهالك ومعدوم الثقة، ودائماً ما يكرر مانشيني ان "لدينا مباراتان قويتان ضد نيوكاسل وكوينز بارك رينجرز وهما لديهما مباراتان سهلتان امام سوانزي وسندرلاند"، علماً ان نيوكاسل وكوينز بارك رينجرز خسرا آخر مباراة لهما 0-4 امام ويغان و1-6 امام تشلسي على التوالي، لكن الرد الواقعي جاء من مارتن اونيل، مدرب سندرلاند الذي اعتبر ان هذه التصريحات "الاكثر سذاجة التي اسمعها من مدرب ينافس على اللقب... هو (مانشيني) يعتقد انه يثير حماسنا باعتبارنا مباراة سهلة امام يونايتد، لكن كنت اتمنى لو انني املك ايميله لأرسلت له نتيجة مباراتينا امام فريقه، لانهم أهدروا امامنا خمس نقاط وفزنا عليهم في ارضنا وتعادلوا معنا بالكاد في ارضهم، فعماذا يتحدث؟ أعتقد انها اهانة لكبرياء الاندية الانكليزية، لاننا لسنا مثل دوريه، فهو اذا جاء من دوري فاسد مليء بالتلاعب بالنتائج وبيع وشراء المباريات، فأنا أؤكد له ان هذا لا يحدث في دوري نزيه مثل الدوري الانكليزي".
هذا الكلام من اونيل كان قاسياً، لكنه في محله، فأتمنى على مانشيني أن ينتبه الى تصريحاته التي لا داعي لها أصلاً، فهو يملك أقوى مجموعة من اللاعبين وأفضل المواهب في الدوري وأفضل مركز حالياً، وما عليه سوى الفوز بمباراتين فقط كي يكسر عجاف 44 عاماً ويحرز الدوري، لان سيتي لم يعد نادياً محلياً يهتم به المنشستراويون والمحليون فحسب، فأعين العالم كله منصب على ما يخرج من تصريحات من هذا النادي، ويجب ان تكون واجهة النادي، المتمثلة باللاعبين والمدرب، زاهية ومشرفة، كي تستطيع ادارته الظبيانية تحقيق أهدافها الاستراتيجية من وراء تملك هذا النادي.
حان الوقت يا مانشيني ان تشيع التفاؤل والامل والاجواء الاحتفالية على غرار ما يفعل نجومك، وعلى رأسهم يايا توري وفينسنت كومباني، التي تصب تصريحاتهم دائماً في خانة التحدي والثقة بقدوم لقب طال انتظاره.




خلدون الشيخ ,