نجح ريال مدريد بشكل كبير هذا الموسم باستعادة بريقه وفرض كلمته، فالفريق الأبيض استطاع الفوز بلقب الدوري كاسراً هيمنة برشلونة المحلية، وفي دوري الأبطال خرج بركلات الترجيح ليكون خروجه بفعل الإرهاق البدني والحظ المعروف عن تلك الركلات، هو ببساطة عاد بنياناً قوياً قادراً على هزم أي كان لكنه يحتاج لمزيد من اللمسات كي يصبح خارقاً ويتوقع الناس دوماً انتصاره قبل أي لقاء مهما كان على طريقة السنوات الذهبية التي عاشها البرسا مؤخراً.
أولى هذه اللمسات يجب أن تكون في سوق الانتقالات، فقاطع كرات من مستوى عالي جداً يخلق التكامل مع تشابي الونسو المرهق بسبب الواجبات الدفاعية، ولاعب مثل مايكل ايسيان وإن تراجع مستواه مؤخراً يبدو إجابة لهذا الطلب، كما أن التعاقد مع ظهير أيمن (أو قلب دفاع ليلعب راموس على اليمين) تبدو حاجة ماسة ولو كنت إدارياً في الريال لخصصت معظم الميزانية لهذا المركز، فدفع 50 أو 60 مليون يورو مقابل ثياغو سيلفا لا يبدو قراراً متهوراً أبداً، وهناك عدة أسماء أخرى تستطيع خلق الفارق الدفاعي للريال مدريد.
اللمسة الثانية التي يحتاجها ريال مدريد هي مسألة اللاعبين المطالبين دوماً بتحسين عقودهم، فلا بد من حل هذه المشاكل كلها في الصيف بعيداً عن ضجة الإعلام، وهنا الحديث عن أسماء غالباً ما يتم ربطها بالانتقالات مثل أنخيل دي ماريا وغونزالو هيغواين، أما ريكاردو كاكا فأجره المرتفع جداً مقابل عدد مبارياته القليلة وإن بدأ يستعيد شيئاً من مستواه الكبير فإن خيار بيعه هو جزء من الاستقرار المالي والنفسي حسب وجهة نظري.
اللمسة الثالثة هي تغيير في عقلية جوزيه مورينيو في حال استمر مع الفريق الأبيض، هذا التغيير يعتمد على خلق مبدأ المداورة بشكل أكبر في صفوف اللاعبين وهو أمر لم يفعله في مسيرته كلها تقريباً، فما زلت أعتقد بأن الريال لو طبق أسلوب المداورة وكان في حالة بدنية أفضل ضد بايرن ميونخ لكان الآن الحديث عن فريق يلعب في نهائي دوري الأبطال، لكن التركيز على نفس اللاعبين في معظم المباريات حتى السهلة منها يجعل الفريق يسقط بدنياً في المراحل الصعبة.
هي لمسات قليلة تستطيع أن تخلق فريقاً خارقاً يرعب كل الخصوم وربما نراه يهيمن ويفرض سيطرته لسنوات أوروبياً ومحلياً.