تركت بستان الورد بلا ورد.. وتساقطت أوراق الورد.. واختفى عطر الربيع.. وبدون وداع ودعتنا.. "الوداع.. ما بقيتش أخاف في الدنيا دي.. غير من الوداع"... "وبودعك.. وبودع الدنيا معك"..
وبعد أن شغلت الدنيا بصوتها، ها هي تشغلها بمن ودّعها كما يليق، وبمن أحبها كما تستحق؟ وبمن سيمثل دورها في الأفلام والمسلسلات، كما عاشته هي في الواقع..
الجزائريون والمصريون الذين جمعتهم وردة -رحمها المولى تعالى -، باسم وصوت من قلب الجزائر، ونغم وكلمات من قلب مصري، وردة التي كانت همزة وصل، وكأنّ الجزائر ومصر بلد واحد، سافرت بلا رجعة، وعادت بعد القصور والأضواء والشهرة، في صندوق صامت. وردة رحمها المولى تعالى، بكوها هناك.. وبكوها هنا.. لكن كان هناك شيء ما يحدث.. لم نر الفنانين الكبار ونجمات الزمن الجميل.. لا فاتن حمامة.. ولا نجاة الصغيرة.. ولا فيرروز.. ولا صباح.. ولا ميادة الحناوي.. ولا سميرة توفيق.. ولا نورة الجزائريّة.. مريضات؟!.. غائبات؟! ظروفهن منعتهن؟!.. وكيف تمنعهن الظروف لوداع من عاشت بينهن زمنا جميلا، ولا تمنعهن الظروف عندما يعدن للأضواء، مع بريق الأضواء أو التكريم أو الدراهم والدنانير؟!.. ميادة لم تنس حقدها.. ونجاة تجاهلتها.. وفاتن حمامة صمتت مثل أبي الهول.. وفيروز صمتت مثل آثار بعلبك...
وهنا في الجزائر.. لم نر آلاف المعجبين الذين صفقوا لها في السبعينات، عندما غنّت "أدعوك يا أملي.. وأهتف من بعيد.. أنا لم أزل للحيب الوحيد"، أيام الراحل هواري بومدين، تلك الشهيرة بـ"عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة"، التي لحنها بليغ حمدي، وكتبها الراحل صالح خرفي الذي لا يعرفه الكثير من الجزائريين، تلك القصيدة التحفة، التي عشقها الملايين من العرب... ولم نر آلاف المعجبين، ممن صفقوا لها عندما غنت "عيد الكرامة"، أيّام الشاذلي بن جديد.. ولم نر من صفقوا لها في الأعوام الأخيرة، عندما غنت "بلادي أحبك"، من إلياذة الجزائر لـ"مفدي زكرياء"، الذي هو الآخر سافر منسيا.. الكلّ صمت.. بينما غردت بلابل قليلة، أغاريد حزينة.. وبكتها إلهام شاهين، ونبيلة عبيد، أكثر مما بكتها فناناتنا.. ولم نر من كبيرات الفن سوى المطربة سلوى وفريدة صابونجي وغيرهما يطلقن آهة مؤلمة، في ظلّ تعتيم غريب..
ومن جهة أخرى.. نجمات يتحدثن عن مسلسل أو فيلم عن "وردة"، هذا يرشح فلّة عبابسة، وذاك يرشّح أمل بوشوشة، وهذا يرشح آمل ماهر أو سلاف فواخرجي، والآخر يتحدّث عن سلمى غزالي.. والشيء الوحيد الذي بقي مثيرا للدهشة، أنّ التي لم تنسانا في زمننا "النوفمبري" و"زمننا الجويلي".. نسيناها كما لم ننس أحدا من قبل.. فمن يدافع عن نفسه؟.. فوردة الجزائريّة.. أيها الجزائريون.. تتهمنا جميعا..
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عن الشروق
وبعد أن شغلت الدنيا بصوتها، ها هي تشغلها بمن ودّعها كما يليق، وبمن أحبها كما تستحق؟ وبمن سيمثل دورها في الأفلام والمسلسلات، كما عاشته هي في الواقع..
الجزائريون والمصريون الذين جمعتهم وردة -رحمها المولى تعالى -، باسم وصوت من قلب الجزائر، ونغم وكلمات من قلب مصري، وردة التي كانت همزة وصل، وكأنّ الجزائر ومصر بلد واحد، سافرت بلا رجعة، وعادت بعد القصور والأضواء والشهرة، في صندوق صامت. وردة رحمها المولى تعالى، بكوها هناك.. وبكوها هنا.. لكن كان هناك شيء ما يحدث.. لم نر الفنانين الكبار ونجمات الزمن الجميل.. لا فاتن حمامة.. ولا نجاة الصغيرة.. ولا فيرروز.. ولا صباح.. ولا ميادة الحناوي.. ولا سميرة توفيق.. ولا نورة الجزائريّة.. مريضات؟!.. غائبات؟! ظروفهن منعتهن؟!.. وكيف تمنعهن الظروف لوداع من عاشت بينهن زمنا جميلا، ولا تمنعهن الظروف عندما يعدن للأضواء، مع بريق الأضواء أو التكريم أو الدراهم والدنانير؟!.. ميادة لم تنس حقدها.. ونجاة تجاهلتها.. وفاتن حمامة صمتت مثل أبي الهول.. وفيروز صمتت مثل آثار بعلبك...
وهنا في الجزائر.. لم نر آلاف المعجبين الذين صفقوا لها في السبعينات، عندما غنّت "أدعوك يا أملي.. وأهتف من بعيد.. أنا لم أزل للحيب الوحيد"، أيام الراحل هواري بومدين، تلك الشهيرة بـ"عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة"، التي لحنها بليغ حمدي، وكتبها الراحل صالح خرفي الذي لا يعرفه الكثير من الجزائريين، تلك القصيدة التحفة، التي عشقها الملايين من العرب... ولم نر آلاف المعجبين، ممن صفقوا لها عندما غنت "عيد الكرامة"، أيّام الشاذلي بن جديد.. ولم نر من صفقوا لها في الأعوام الأخيرة، عندما غنت "بلادي أحبك"، من إلياذة الجزائر لـ"مفدي زكرياء"، الذي هو الآخر سافر منسيا.. الكلّ صمت.. بينما غردت بلابل قليلة، أغاريد حزينة.. وبكتها إلهام شاهين، ونبيلة عبيد، أكثر مما بكتها فناناتنا.. ولم نر من كبيرات الفن سوى المطربة سلوى وفريدة صابونجي وغيرهما يطلقن آهة مؤلمة، في ظلّ تعتيم غريب..
ومن جهة أخرى.. نجمات يتحدثن عن مسلسل أو فيلم عن "وردة"، هذا يرشح فلّة عبابسة، وذاك يرشّح أمل بوشوشة، وهذا يرشح آمل ماهر أو سلاف فواخرجي، والآخر يتحدّث عن سلمى غزالي.. والشيء الوحيد الذي بقي مثيرا للدهشة، أنّ التي لم تنسانا في زمننا "النوفمبري" و"زمننا الجويلي".. نسيناها كما لم ننس أحدا من قبل.. فمن يدافع عن نفسه؟.. فوردة الجزائريّة.. أيها الجزائريون.. تتهمنا جميعا..
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عن الشروق