أما أول من تسعر بهم النار ثلاثة، نعوذ بالله من أعمالهم:
—عالم ومجاهد وكريم: يؤتى بعالم فيقول الله: أما علمتك العلم؟ قال: بلى يا رب! فيقول: ماذا فعلت، والله أعلم؟ قال: علمت الجاهل وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: إنما تعلمت ليقال عالم، خذوه إلى النار، فيسحبونه على وجهه حتى يلقى في النار، ويفعل بالمجاهد المرائي والكريم المرائي كذلك، ولما سمع معاوية الحديث بكى حتى مرّغ وجهه في التراب، وقال صدق الله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:15-16].
وعن أكثر أهلها ففي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها من الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء .
—أما عظمتها فتظهر لنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها” ، فتخيلو معي هذا المشهد المهيب وعظمة هذا المخلوق ، يؤتى بالنار في هاته الهيئة العظيمة وهي تزفر وتزمجرحين ترى العباد وقد غضبت لغضب الله ولو تركت لأتت على كل بر وفاجر ، {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }الفرقان12 ،، لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا ويخر على ركبتيه جافيا من خوف النار هذا حال أتقى البشر فكيف سيكون حالي وحالك أخي أختي المسلمة ، ولاتزال تقول هل من مزيد هل من مزيد ، حتى يأذن ربها تعالى أن تمتلئ حين يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط.
—[b]من شدة عذابها أيضا أن غمسة واحدة فيها تنسي العبد كل نعيم ورخاء في الحياة فما بالك بمن يمكث فيها يوما ، شهرا ، سنة أو يخلد فيها والعياذ بالله ، وهو ماروي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ . يارب سلم سلم . فيريد المجرمون لو يفتدون بالمال والأهل بل وبالدنيا كلها من هول عذاب النار ، (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ{11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ{12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ{13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ{14} كَلَّا إِنَّهَا لَظَى{15} نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى{16} تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى{17} وَجَمَعَ فَأَوْعَى{18} المعارج. وكذلك حين يقول الله تعالى في الحديث القدسي الذي رواه عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأهون أهل النار عذابا ، لوكانت لك الدنيا ومافيها ، أكنت مفتديا بها ، فيقول نعم ، فيقول :قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم ، ألا تشرك بي فأبيت إلا الشرك.
[b]
—[b] يقول تعالى في سورة إبراهيم : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{22}.
—عندما يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، مع مافيه أهل الأولى من نعيم وأهل الثانية من عذاب يجرون الأغلال والسلاسل حول أعناقهم وأيديهم وأرجلهم ، وهم في حسرة وأسف مماهم فيه يقطعون جلودهم من شدة الندم ويتمنون لو أرجعوا للدنيا يعبدون الله ساعة ، فيبدؤون بلوم بعضهم البعض على ماهم فيه من حال ، فينتهي بهم المطاف إلى إبليس لعنه الله ، فيقف خطيباً عليهم في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. فيقول : إن الله وعدكم وعد الحق أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده، ....
— يتفق علماء أهل السنة أن الموحدين لا يخلدون في النار، فمن مات وهو صاحب كبائر تحت مشيئة الله ، قد يدخل النار أو قد تدركه شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام أو شفاعة المؤمنين الصادقين ، ولكن لو دخل النار وهو موحد فلا يخلد فيها، فالقاتل والسارق والزاني وشارب الخمر والظالم والمتبرجة وأصحاب المعاصي ممن غلبت سيئاته حسناته ، قد يدخلون النار ولكن لا يخلدون في النار، والدليل على ذلك ما في الصحيح من حديث أبي موسى ، قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: {يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان -هذه رحمة أرحم الراحمين- فيخرجون من النار وقد امتحشوا واسودوا وتغيرت ألوانهم، فيغمسون في نهر الحياة، نهر عند باب الجنة فيدخلون صفر الألوان مكتوب عليهم الجهنميون، عتقاء الله من النار، وهؤلاء هم آخر من يدخل الجنة من أهل الجنة } هؤلاء الموحدون أما المشركون فلا يطمعون أبداً في الدخول وهم خالدون مخلدون في النار: قال عز وجل :مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [المائدة:72] .[/b][/b]
—عالم ومجاهد وكريم: يؤتى بعالم فيقول الله: أما علمتك العلم؟ قال: بلى يا رب! فيقول: ماذا فعلت، والله أعلم؟ قال: علمت الجاهل وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: إنما تعلمت ليقال عالم، خذوه إلى النار، فيسحبونه على وجهه حتى يلقى في النار، ويفعل بالمجاهد المرائي والكريم المرائي كذلك، ولما سمع معاوية الحديث بكى حتى مرّغ وجهه في التراب، وقال صدق الله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:15-16].
وعن أكثر أهلها ففي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها من الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء .
__________________________________
—أما عظمتها فتظهر لنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها” ، فتخيلو معي هذا المشهد المهيب وعظمة هذا المخلوق ، يؤتى بالنار في هاته الهيئة العظيمة وهي تزفر وتزمجرحين ترى العباد وقد غضبت لغضب الله ولو تركت لأتت على كل بر وفاجر ، {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }الفرقان12 ،، لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا ويخر على ركبتيه جافيا من خوف النار هذا حال أتقى البشر فكيف سيكون حالي وحالك أخي أختي المسلمة ، ولاتزال تقول هل من مزيد هل من مزيد ، حتى يأذن ربها تعالى أن تمتلئ حين يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط.
—[b]من شدة عذابها أيضا أن غمسة واحدة فيها تنسي العبد كل نعيم ورخاء في الحياة فما بالك بمن يمكث فيها يوما ، شهرا ، سنة أو يخلد فيها والعياذ بالله ، وهو ماروي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ . يارب سلم سلم . فيريد المجرمون لو يفتدون بالمال والأهل بل وبالدنيا كلها من هول عذاب النار ، (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ{11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ{12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ{13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ{14} كَلَّا إِنَّهَا لَظَى{15} نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى{16} تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى{17} وَجَمَعَ فَأَوْعَى{18} المعارج. وكذلك حين يقول الله تعالى في الحديث القدسي الذي رواه عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأهون أهل النار عذابا ، لوكانت لك الدنيا ومافيها ، أكنت مفتديا بها ، فيقول نعم ، فيقول :قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم ، ألا تشرك بي فأبيت إلا الشرك.
__________________________________
[b]
—[b] يقول تعالى في سورة إبراهيم : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{22}.
—عندما يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، مع مافيه أهل الأولى من نعيم وأهل الثانية من عذاب يجرون الأغلال والسلاسل حول أعناقهم وأيديهم وأرجلهم ، وهم في حسرة وأسف مماهم فيه يقطعون جلودهم من شدة الندم ويتمنون لو أرجعوا للدنيا يعبدون الله ساعة ، فيبدؤون بلوم بعضهم البعض على ماهم فيه من حال ، فينتهي بهم المطاف إلى إبليس لعنه الله ، فيقف خطيباً عليهم في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. فيقول : إن الله وعدكم وعد الحق أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده، ....
__________________________________
[/b]— يتفق علماء أهل السنة أن الموحدين لا يخلدون في النار، فمن مات وهو صاحب كبائر تحت مشيئة الله ، قد يدخل النار أو قد تدركه شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام أو شفاعة المؤمنين الصادقين ، ولكن لو دخل النار وهو موحد فلا يخلد فيها، فالقاتل والسارق والزاني وشارب الخمر والظالم والمتبرجة وأصحاب المعاصي ممن غلبت سيئاته حسناته ، قد يدخلون النار ولكن لا يخلدون في النار، والدليل على ذلك ما في الصحيح من حديث أبي موسى ، قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: {يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان -هذه رحمة أرحم الراحمين- فيخرجون من النار وقد امتحشوا واسودوا وتغيرت ألوانهم، فيغمسون في نهر الحياة، نهر عند باب الجنة فيدخلون صفر الألوان مكتوب عليهم الجهنميون، عتقاء الله من النار، وهؤلاء هم آخر من يدخل الجنة من أهل الجنة } هؤلاء الموحدون أما المشركون فلا يطمعون أبداً في الدخول وهم خالدون مخلدون في النار: قال عز وجل :مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [المائدة:72] .[/b][/b]