بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
متى نَحترمُ العاداتِ والتقاليدَ
الإسلامُ طلبَ منا أن نحترمَ عاداتِ وتقاليدَ الناس الذين يعيشون معنا أو حولنا , ومنه فالعرفُ مصدرٌ من مصادرِ التشريع الإسلامي عند بعض الفقهاء مثل الإمام مالك رضي الله عنه . والعرفُ الذي هو مصدرُ تشريع له بطبيعةِ الحال شروطُـه التي يمكنُ معرفـتُـها من خلال الرجوعِ إلى كتبِ أصول الفقه مثلا .والإنسانُ المسلمُ - وخاصة الداعيةُ – مطلوبٌ منه أن يراعيَ عاداتِ وتقاليدَ الناس الذين يدعوهم إلى الإسلام وإلى آدابه وأخلاقه وتعاليمه و... ليكسبَـهم إلى صفِّـهِ وليجعلهم مستعدين أكثرَ للسماعِ منه ولقبولِ دعوته قبولا حسنا . ولكن ككلِّ شيء آخر فإن الشيءَ إذا زادَ عن حدِّه انقلبَ إلى ضدهِ , ومنه فإن خيرَ الأمورِ أوسطها , بمعنى :
ا- أنه لا يُقبل من المسلمِ الحرصُ المستمرُّ على مخالفةِ الناسِ في كل عاداتهم وتقاليدِهم إلى حدِّ أن يصبحَ شعارُ الشخصِ المسلمِ وكأنه " خالفْ تُعرفْ " , وهو شعارٌ قبيحٌ جدا وسيءٌ جدا .
ب- أنه لا يُقبلُ من المسلمِ أن يحرصَ على الموافقةِ الدائمةِ والمستمرةِ لكل عاداتِ وتقاليدِ الناسِ إلى درجة تقديسِ هذه العادات والتقاليد بحيثُ تصبحُ تساوي – من حيث المكانة والمنزلة – الدينَ , أو تصبحُ هي الأهمَّ ثم يأتي الدينُ بعدها الذي يصبحُ ( هو ) مهما فقط , والمعروفُ أن الأهمَّ مقدمٌ على المُـهِـمِّ .
والعادات والتقاليدُ تُحترمُ مادامت لا تصادمُ شرعا وكذا مادامت غيرَ مكلِّفة . إذا توفر الشرطان معا فأهلا وسهلا بها , وأما إن لم يتوفر الشرطان معا فلا بارك الله فيها .
ومن أجل التوضيح أقول :
1- تعودَ الناسُ على أن الواحدَ لا يزورُ قريبا إلا إذا اشترى " قَـضْـيَـة " معيـنـة ( بلهجة الجزائريين ) فيها لباسٌ أو أكلٌ أو شرابٌ أو ... وأخذهُ معهُ إلى بيتِ القريبِ .
* إن لم يُـكلِّـفْ المؤمنُ نفسَهُ بما يشتريهِ ( بأن كان قادرا على ذلك ) فلا بأس أن يراعيَ التقاليدَ والعاداتِ وأن يراعيَ الشرعَ في صلةِ رحمِهِ , وهذا أحسنُ وأفضلُ الحلولِ بإذن اللهِ .
* * ولكنْ إن قال المؤمنُ " أنا لا أقدرُ على تكلفةِ الشراءِ , وفي نفس الوقتِ أنا لا أقدرُ على مخالفة العاداتِ والتقاليدِ التي تُـحـتِّـم علي أن أشتري شيئا قبلَ أن أزورَ , إذن لا أشتري ولا أزور " , فإننا نقولُ لهُ " كونك لا تقدرُ على الشراء فلم تشترِ هو موقفٌ سليمٌ جدا , لأن احترامَ العاداتِ كما قلنا مطلوبٌ بشرط أن لا تشقَّ على نفسكَ , فإن كانت مراعاةُ العاداتِ تؤدي إلى المشقةِ , فلا بارك الله فيها . إذن الحلُّ في أن تزورَ ولكن بدون أن تشتريَ شيئا , وأنتَ بهذا تراعي الشرعَ ولا تُكلفُ نفسَك , فـتضربُ بذلكَ بحجر واحد عصفورين .
وأما أن لا تزورَ قريـبَـكَ لأنكَ غيرُ قادر على الشراءِ وغيرُ قادر كذلكَ على مواجهة التقاليدَ التي تُحتمُ عليك أن لا تزورَ إلا ومعكَ شيئا اشتريتهُ , فهذا موقفٌ مرفوضٌ لأنكَ بهذا تكونُ قد قدَّمتَ مراعاةَ الناسِ على مراعاةِ الله وشرعهِ حينَ خِـفتَ من كلامِ الناسِ ولم تخفْ من اللهِ الذي أوجبَ عليكَ أن تصلَ رحمَكَ سواء اشتريتَ شيئا أم لم تشترِ أيَّ شيء ".
2- تعودَ الرجالُ – خاصة عندنا في الجزائر – على أن الرجلَ عندما يذهبُ عند أقاربهِ يُـسلِّـمُ على قريـبـته الأجنبية عنه ( أي يُقَـبِّـلُ المرأةَ على الوجهِ كما يُـقَـبِّـلُ الرجلُ الرجلَ عادة ) مثل ابنة العم أو ابنة الخال أو زوجة العم أو زوجة الخال أو زوجة الأخ أو ... وهو تقبيلٌ حرامٌ بلا أي خلاف بين الفقهاء قديما أو حديثا , وهذا الفعلُ عادةٌ قبيحةٌ جدا وسيئةٌ جدا تعودَ عليها الناسُ من زمان لأسباب عدة منها الجهلُ ومنها قلةُ الحياءِ ومنها ...
* إن زارَ الرجلُ قريبَهُ ولم يُسلِّمْ على أية امرأة أجنبية عنه في بيتِ قريـبِـه , فذلك هو المطلوبُ والمحمودُ والمشروعُ , وفي ذلكَ ما فيه من الأجرِ بسببِ صلةِ الرحمِ وبسببِ الامتناعِ عن التسليمِ المحرمِ على النساء , حتى وإن خالفَ بعض العاداتِ والتقاليدِ . ومخالفةُ التقاليدِ والعاداتِ هنا مطلوبةٌ لأن التقاليدَ مرفوضةٌ شرعا , وذلك لأن العاداتِ تقولُ للرجلِ " سلِّم " , ولكن الشرعَ يقول لهُ " لا تُسلِّمْ ".
* * وأما إن زارَ الشخصُ وسلَّم على النساءِ خوفا من كلامِ الناسِ أو من كلامِ الأقاربِ ولومِهم لهُ , فهذا مرفوضٌ لأن الله أحقُّ - من الناس كلهم ومن كل العادات والتقاليد - أن يخشاهُ المؤمنُ , ولأن الشخصَ بهذهِ الطريقةِ أحسنَ من جهةِ صلةِ الرحم , ولكنه أساء من جهةِ التسليمِ المُـحرمِ على النساءِ الأجنبياتِ .
* * * وأما إن امتنع الرجلُ عن زيارةِ أقاربهِ خوفا من أن يضطرَّ للتسليم المحرم على النساء الأجنبيات ( لأنه لا يقدرُ على الامتناعِ خوفا من كلامِ الأقارب ومن كلام النساءِ ) , فهذا كذلك موقفٌ غيرُ مقبول منه , لأنه أحسنَ حيثُ لم يُـسلم على أجنبية عنه من النساءِ ولكنه في مقابل ذلك أساءَ حينَ قطعَ رحمَهُ خوفا من كلامِ الناس مع أن الخوفَ من اللهِ أولى .
3- تعود الناسُ عندنا في الجزائر على أن العريسَ يأتي في كثير من الأعراس بفرقة موسيقية في حفل زواجه , لـيُـقدِّم لمن يحضرُ العرسَ حفلا يستمرُّ لحوالي 6 ساعات ( حتى قبيل الصبح ) كلها أو جلها غناءٌ ساقط وهابط وموسيقى صاخبةٌ ورقصٌ مائع ومنحل للرجال مع بعضهم البعض أو أمام النساء الأجنبيات , بطريقة لا يُجيزها ولا يُـبيحها ولا يُحلها عالمٌ من العلماء وبطريقة تُسخط الرحمانَ ولا تُـرضي إلا الشيطانَ والعياذ بالله تعالى , هذا فضلا عن إزعاج الناس النيام بمكبرات الصوت طيلةَ الليل , وفضلا عن الخسائرِ المادية الباهظة والأموال الطائلة التي تُـنفق على هذه الفرقة الموسيقية الشيطانية .
* إن لم يأت العريسُ بهذه الفرقة أصلا ولم ينفق عليها سنـتيما , فإنه وإن أغضبَ بعضَ الناسِ وخالفَ بعض التقاليدِ ولكنه في المقابل لم يُـكلفْ نفسَه ماديا وكذلك أرضى اللهَ ولم يُسخطْـهُ في أول يوم من حياته الزوجيةِ .
* * وأما إن أقامَ العريسُ الحفلَ بهذه الفرقة الشيطانية فإنه يكونُ قد أسخطَ اللهَ بارتكابه للحرامِ ويكون كذلك قد كلَّـفَ نفسه ماديا , أي أنه يكونُ قد اشترى النارَ وغضبَ اللهِ وسخطَهُ بالمال . ويكونُ قد فعلَ كلَّ ذلك ( ارتكبَ الحرامَ وكلَّـف نفسه ماديا ) , بسببِ الخوفِ من كلامِ الناس أو من أجل إرضاء الناسِ . فعلَ الحرامَ وكلَّـف نفسه ماديا من أجل مراعاةِ العاداتِ والتقاليد التي قلتُ في البداية بأنه لا يليقُ أن تراعى إلا بشرطين : الأول عدم مخالفة الشرع , ثم الثاني عدم تكليفنا لأنفسنا التكليف الزائد. والشرطان هنا غير متوفرين .
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين
عبد الحميد رميته , الجزائر
متى نَحترمُ العاداتِ والتقاليدَ
الإسلامُ طلبَ منا أن نحترمَ عاداتِ وتقاليدَ الناس الذين يعيشون معنا أو حولنا , ومنه فالعرفُ مصدرٌ من مصادرِ التشريع الإسلامي عند بعض الفقهاء مثل الإمام مالك رضي الله عنه . والعرفُ الذي هو مصدرُ تشريع له بطبيعةِ الحال شروطُـه التي يمكنُ معرفـتُـها من خلال الرجوعِ إلى كتبِ أصول الفقه مثلا .والإنسانُ المسلمُ - وخاصة الداعيةُ – مطلوبٌ منه أن يراعيَ عاداتِ وتقاليدَ الناس الذين يدعوهم إلى الإسلام وإلى آدابه وأخلاقه وتعاليمه و... ليكسبَـهم إلى صفِّـهِ وليجعلهم مستعدين أكثرَ للسماعِ منه ولقبولِ دعوته قبولا حسنا . ولكن ككلِّ شيء آخر فإن الشيءَ إذا زادَ عن حدِّه انقلبَ إلى ضدهِ , ومنه فإن خيرَ الأمورِ أوسطها , بمعنى :
ا- أنه لا يُقبل من المسلمِ الحرصُ المستمرُّ على مخالفةِ الناسِ في كل عاداتهم وتقاليدِهم إلى حدِّ أن يصبحَ شعارُ الشخصِ المسلمِ وكأنه " خالفْ تُعرفْ " , وهو شعارٌ قبيحٌ جدا وسيءٌ جدا .
ب- أنه لا يُقبلُ من المسلمِ أن يحرصَ على الموافقةِ الدائمةِ والمستمرةِ لكل عاداتِ وتقاليدِ الناسِ إلى درجة تقديسِ هذه العادات والتقاليد بحيثُ تصبحُ تساوي – من حيث المكانة والمنزلة – الدينَ , أو تصبحُ هي الأهمَّ ثم يأتي الدينُ بعدها الذي يصبحُ ( هو ) مهما فقط , والمعروفُ أن الأهمَّ مقدمٌ على المُـهِـمِّ .
والعادات والتقاليدُ تُحترمُ مادامت لا تصادمُ شرعا وكذا مادامت غيرَ مكلِّفة . إذا توفر الشرطان معا فأهلا وسهلا بها , وأما إن لم يتوفر الشرطان معا فلا بارك الله فيها .
ومن أجل التوضيح أقول :
1- تعودَ الناسُ على أن الواحدَ لا يزورُ قريبا إلا إذا اشترى " قَـضْـيَـة " معيـنـة ( بلهجة الجزائريين ) فيها لباسٌ أو أكلٌ أو شرابٌ أو ... وأخذهُ معهُ إلى بيتِ القريبِ .
* إن لم يُـكلِّـفْ المؤمنُ نفسَهُ بما يشتريهِ ( بأن كان قادرا على ذلك ) فلا بأس أن يراعيَ التقاليدَ والعاداتِ وأن يراعيَ الشرعَ في صلةِ رحمِهِ , وهذا أحسنُ وأفضلُ الحلولِ بإذن اللهِ .
* * ولكنْ إن قال المؤمنُ " أنا لا أقدرُ على تكلفةِ الشراءِ , وفي نفس الوقتِ أنا لا أقدرُ على مخالفة العاداتِ والتقاليدِ التي تُـحـتِّـم علي أن أشتري شيئا قبلَ أن أزورَ , إذن لا أشتري ولا أزور " , فإننا نقولُ لهُ " كونك لا تقدرُ على الشراء فلم تشترِ هو موقفٌ سليمٌ جدا , لأن احترامَ العاداتِ كما قلنا مطلوبٌ بشرط أن لا تشقَّ على نفسكَ , فإن كانت مراعاةُ العاداتِ تؤدي إلى المشقةِ , فلا بارك الله فيها . إذن الحلُّ في أن تزورَ ولكن بدون أن تشتريَ شيئا , وأنتَ بهذا تراعي الشرعَ ولا تُكلفُ نفسَك , فـتضربُ بذلكَ بحجر واحد عصفورين .
وأما أن لا تزورَ قريـبَـكَ لأنكَ غيرُ قادر على الشراءِ وغيرُ قادر كذلكَ على مواجهة التقاليدَ التي تُحتمُ عليك أن لا تزورَ إلا ومعكَ شيئا اشتريتهُ , فهذا موقفٌ مرفوضٌ لأنكَ بهذا تكونُ قد قدَّمتَ مراعاةَ الناسِ على مراعاةِ الله وشرعهِ حينَ خِـفتَ من كلامِ الناسِ ولم تخفْ من اللهِ الذي أوجبَ عليكَ أن تصلَ رحمَكَ سواء اشتريتَ شيئا أم لم تشترِ أيَّ شيء ".
2- تعودَ الرجالُ – خاصة عندنا في الجزائر – على أن الرجلَ عندما يذهبُ عند أقاربهِ يُـسلِّـمُ على قريـبـته الأجنبية عنه ( أي يُقَـبِّـلُ المرأةَ على الوجهِ كما يُـقَـبِّـلُ الرجلُ الرجلَ عادة ) مثل ابنة العم أو ابنة الخال أو زوجة العم أو زوجة الخال أو زوجة الأخ أو ... وهو تقبيلٌ حرامٌ بلا أي خلاف بين الفقهاء قديما أو حديثا , وهذا الفعلُ عادةٌ قبيحةٌ جدا وسيئةٌ جدا تعودَ عليها الناسُ من زمان لأسباب عدة منها الجهلُ ومنها قلةُ الحياءِ ومنها ...
* إن زارَ الرجلُ قريبَهُ ولم يُسلِّمْ على أية امرأة أجنبية عنه في بيتِ قريـبِـه , فذلك هو المطلوبُ والمحمودُ والمشروعُ , وفي ذلكَ ما فيه من الأجرِ بسببِ صلةِ الرحمِ وبسببِ الامتناعِ عن التسليمِ المحرمِ على النساء , حتى وإن خالفَ بعض العاداتِ والتقاليدِ . ومخالفةُ التقاليدِ والعاداتِ هنا مطلوبةٌ لأن التقاليدَ مرفوضةٌ شرعا , وذلك لأن العاداتِ تقولُ للرجلِ " سلِّم " , ولكن الشرعَ يقول لهُ " لا تُسلِّمْ ".
* * وأما إن زارَ الشخصُ وسلَّم على النساءِ خوفا من كلامِ الناسِ أو من كلامِ الأقاربِ ولومِهم لهُ , فهذا مرفوضٌ لأن الله أحقُّ - من الناس كلهم ومن كل العادات والتقاليد - أن يخشاهُ المؤمنُ , ولأن الشخصَ بهذهِ الطريقةِ أحسنَ من جهةِ صلةِ الرحم , ولكنه أساء من جهةِ التسليمِ المُـحرمِ على النساءِ الأجنبياتِ .
* * * وأما إن امتنع الرجلُ عن زيارةِ أقاربهِ خوفا من أن يضطرَّ للتسليم المحرم على النساء الأجنبيات ( لأنه لا يقدرُ على الامتناعِ خوفا من كلامِ الأقارب ومن كلام النساءِ ) , فهذا كذلك موقفٌ غيرُ مقبول منه , لأنه أحسنَ حيثُ لم يُـسلم على أجنبية عنه من النساءِ ولكنه في مقابل ذلك أساءَ حينَ قطعَ رحمَهُ خوفا من كلامِ الناس مع أن الخوفَ من اللهِ أولى .
3- تعود الناسُ عندنا في الجزائر على أن العريسَ يأتي في كثير من الأعراس بفرقة موسيقية في حفل زواجه , لـيُـقدِّم لمن يحضرُ العرسَ حفلا يستمرُّ لحوالي 6 ساعات ( حتى قبيل الصبح ) كلها أو جلها غناءٌ ساقط وهابط وموسيقى صاخبةٌ ورقصٌ مائع ومنحل للرجال مع بعضهم البعض أو أمام النساء الأجنبيات , بطريقة لا يُجيزها ولا يُـبيحها ولا يُحلها عالمٌ من العلماء وبطريقة تُسخط الرحمانَ ولا تُـرضي إلا الشيطانَ والعياذ بالله تعالى , هذا فضلا عن إزعاج الناس النيام بمكبرات الصوت طيلةَ الليل , وفضلا عن الخسائرِ المادية الباهظة والأموال الطائلة التي تُـنفق على هذه الفرقة الموسيقية الشيطانية .
* إن لم يأت العريسُ بهذه الفرقة أصلا ولم ينفق عليها سنـتيما , فإنه وإن أغضبَ بعضَ الناسِ وخالفَ بعض التقاليدِ ولكنه في المقابل لم يُـكلفْ نفسَه ماديا وكذلك أرضى اللهَ ولم يُسخطْـهُ في أول يوم من حياته الزوجيةِ .
* * وأما إن أقامَ العريسُ الحفلَ بهذه الفرقة الشيطانية فإنه يكونُ قد أسخطَ اللهَ بارتكابه للحرامِ ويكون كذلك قد كلَّـفَ نفسه ماديا , أي أنه يكونُ قد اشترى النارَ وغضبَ اللهِ وسخطَهُ بالمال . ويكونُ قد فعلَ كلَّ ذلك ( ارتكبَ الحرامَ وكلَّـف نفسه ماديا ) , بسببِ الخوفِ من كلامِ الناس أو من أجل إرضاء الناسِ . فعلَ الحرامَ وكلَّـف نفسه ماديا من أجل مراعاةِ العاداتِ والتقاليد التي قلتُ في البداية بأنه لا يليقُ أن تراعى إلا بشرطين : الأول عدم مخالفة الشرع , ثم الثاني عدم تكليفنا لأنفسنا التكليف الزائد. والشرطان هنا غير متوفرين .
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين