ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد عن أم قيس بنت محصن: ”أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على ثوبه فدعا بماء صلى الله عليه وسلم فنضحه ولم يغسله“ رواه البخاري ومسلم وابو داود وأحمد.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل“ رواه الإمام أحمد, وقال الترمذي حديث حسن, وصححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين.
وعن أم الفضل قالت: ”بال الحسين بن علي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّـه أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره حتى أغسله، فقال: ”إنما ينضح من بول الذكر ويغسل من بول الأنثى“رواه أحمد وأبو داود وقال الحاكم: هو صحيح.
وفي الباب أحاديث أخرى ذكـرها ابن القيم في كتابه "تحفة المودود" وقال: ”وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث جمهـور أهل العلم من أهل الحديث والفقهاء لكن بشرط أنه طفل يرضع لم يأكل الطعـام“.
ويُفهم من تلك الأحاديث فقهيا أن بول الغلام الذي لم يأكل الطعام نجاسته مخففه ويكتفي فيها بالنضح أي الرش بالماء, ويفهم منها علميا وجود فارق طبيعي يجعل بول الغلام الذي لم يأكل الطعام أقل عرضة للتلوث وأخف نجاسة, مما تطلب بحثا علميـا يثبت عمليا بالتجربة قبل اكتشاف البكتريا بقرون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل العليم الحكيم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
شملت الدراسة 73 طفلا 38 ذكر و35 أنثى وصنفـوا إلى أربع فئات عمرية؛ دون شهر ومن شهــر إلى شهرين ثم إلى ثلاثة ثم أكثر من ثلاثـة مع تزايد احتمال تناول أطعمة. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
وجمعت العينات ونقلت مباشرة لتفحص معمليا واستمر العمل لعدة أشهر مع مراعاة أقصى ما يمكن من درجات التعقيم وتجنب التلوث. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
استخدمت طريقة د. هانز كريستيان جرام التي اكتشفها عام 1884 في صبغ البكتريا حيث تكون البنفسجية موجبة الجرام والحمراء سالبة. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
هانز كريستيان جرام1853 - 1938 Hans Christian Gram 1853-1938 |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
اختبرت جميع العينات باختيار حقل مجهري لعد البكتريا بتكبير موحد هو 100 مرة ووجد أن جميعها سالبة الجرام. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
وصنفت البكتريا على أنها بكتريا القولون Escherichia Coli. |
وقد كانت النتائج على النحو التالي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(أولا) في الفئة العمرية حتى 30 يوم كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 95.44% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 41.9 بينما بلغ العدد 2 في نفس الحقل للرضع الذكور.
(ثانيا) في الفئة العمرية 1 - 2 شهر كانت نسبـة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 91.48% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 2.25 في حالة الرضع الذكور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(ثالثا) في الفئة العمرية 2 - 3 شهر كانت نسبـة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 93.69% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 1.6 في حالة الرضع الذكور.
(رابعا): في الفئة العمرية أكثر من 3 شهور كانت نسبة البكتريا في بول الرضع الإناث 69% أكثر من الرضع الذكور
حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 13.9 بينما بلغ العدد 6.8 في حالة الرضع الذكور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
في حالة الرضيعة الأنثى يتناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
في حالة الرضيع الذكر يتزايد عدد البكتريا مع التقدم في العمر |
ويلاحظ في حالة الرضع الإناث تناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر, وفي حالة الرضع الذكور عقب انخفاض أولي تزايد عدد البكتريا مع تناول الطعام والتقدم في العمر تماما كما أفاد الحديث النبوي.
هذا هو أول بحث تجريبي في هذا المجال, وبالطبع لم يدرك أحد منذ زمن الوحي فروقا بين بول الجارية وبول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد حتى أن الفقهاء قد حاروا في التعليل, لكن براهين الوحي تشع اليوم بنور اليقين, ودين تتفق تشريعاته مع حقائق التكوين لن تبيده أبدا حيل مهما بلغت أو عتاد.
وختاما لا بد من الإشارة إلى إن هذا البحث يكشف أن الذين يرمون الإسلام لا يدركون أن تشريعاته تتفق مع الفطرة وتراعي الفروق الطبيعية بين الذكر والأنثى وأن كل ميسر لما خلق له, فهو ليس تصديقا فحسب لفيض الوحي في النبوة الخاتمة وإنما هو أيضا تأكيد على أن هذه الشريعة الغراء تراعي ما غفلوا عنه أو تغافلوا عن عمد وهو الفروق الطبيعية التي ميزت كل التشريعات الإسلامية التي تخص الجنسين.