منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


description???فــــي حب الوطن و الحنين الــــــيه

more_horiz

أما محبة الوطن فمستولية على الطباع ، مستدعية أشد الشوق إليها. روي أن أبان قدم على النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال: « يا أبان كيف تركت مكة ؟ » قال : تركت الإذخر(1) وقد أعذق ، والنمام(2) وقد أورق . فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وقال بلال رضي الله تعالى عنه :
ألا ليــتَ شِـعْـري هـل أبيـتنّ ليلــة .... بـــوادٍ وحــولــي إذخـــر وجـليـــلُ
وهــل أرِدَنْ يـومًــا مـيــاهَ مـجـنــةٍ .... وهــل يـبــدُوَنْ لـي شامةٌ وطفيلُ(3)

وقيل : من علامة الرشد أن تكون النفس إلى بلدها تواقة ، وإلى مسقط رأسها مشتاقة .

ومن حبّ الوطن : ما حكي أن سيدنا يوسف عليه السلام أوصى بأن يحمل تابوته إلى مقابر آبائه ، فمنع أهل مصر أولياءه من ذلك ، فلما بعث موسى عليه السلام وأهلك الله تعالى فرعون - لعنه الله -حمله موسى إلى مقابر آبائه فقبره بالأرض المقدّسة .

وأوصى الإسكندر رحمه الله تعالى أن تحمل رمته في تابوت من ذهب إلى بلاد الروم حبًّا لوطنه. واعتلّ سابور ذي الأكتاف وكان أسيرًا ببلاد الروم ، فقالت له بنت الملك وكانت قد أحبته : ما تشتهي ؟ قال: شربة من ماء دجلة ، وشمة من تراب ، إصطخر، فأتته بعد أيام بشربة من ماء وقبضة من تراب ، وقالت له : هذا من ماء دجلة ، ومن تربة أرضك ، فشرب واشتم بالوهم فنفعه من علته.

وقال الجاحظ : كان النفر في زمن البرامكة إذا سافر أحدهم أخذ معه تربة أرضه في جراب يتداوى به ، وما أحسن ما قال بعضهم :
بــلادٌ ألـفـنــاهـــا علـى كــلِّ حـالــةٍ .... وقــد يـؤلــف الشيء الذي ليس بالحسَـنْ
ونستعذبُ الأرضَ التي لا هواء بها .... ولا مــاؤهـــا عـــذبٌ ولـكـنـــهـــا وطَـــنْ

ووصف بعضهم بلاد الهند فقال : بحرها درّ، وجبالها ياقوت ، وشجرها عود ، وورقها عطر. وقال عبد الله بن سليمان في نهاوند : أرضها مسك ، وترابها الزعفران ، وثمارها الفاكهة ، وحيطانها الشهد . وقال الحجاج لعامله على أصبهان : وقد وليتك على بلدة حجرها الكحل ، وذبابها النحل ، وحشيشها الزعفران .

وكان يقال : البصرة خزانة العرب ، وقبة الإسلام لانتقال قبائل العرب إليها ، واتخاذ المسلمين بها وطنًا ومركزًا .

وكان أبو إسحاق الزجاج يقول : بغداد حاضرة الدنيا ، وما سواها بادية .

ومما جاء في ذمّ السفر: قيل لرجل : السفر قطعة من العذاب ، فقال : بل العذاب قطعة من السفر.
وقال بعضهم :
كــلُّ الـعــذابِ قـطـعــةٌ مـن الـسـفــر .... يـا ربُُّ فــارددنــا عـلـى خـيــرِِ الـحـضــر


وقيل لأعرابي : ما الغبطة ؟ قال : الكفاية مع لزوم الأوطان. ومرّ إياس بن معاوية بمكان فقال : أسمع صوت كلب غريب، فقيل له : بم عرفت ذلك ؟ قال: بخضوع صوته ، وشدّة نباح غيره. وأراد أعرابي السفر فقال لامرأته :
عــدّي الـسـنـيــنَ لغيبتــي وتصـبَّري .... وذري الـشـهــور فـإنـهـنّ قـصــارُ

فأجابته :
فــاذكـر صبابتنــا إليـــكَ وشــوقنا .... وارحَـــمْ بنـــاتَكَ إنهـُـنَّ صغــارُ


فأقام وترك السفر، ويقال ربّ ملازم لمهنته فاز ببغيته. وقال ابن الهيثم :
لَعَمْرُكَ مَـا ضـاقَـتْ بــلادُ بأَهْلِـهــا .... ولكــنَّ أخـــلاقُ الرِّجــالِ تضيــقُ


من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبهيشي . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- الإذخر : من النباتات نافذة الرائحة.

(2)- النمام : من النباتات نافذة الرائحة أيضًا.

(3)- شامة و طفيل : أسماء مواضع.











description???رد: فــــي حب الوطن و الحنين الــــــيه

more_horiz
لَعَمْرُكَ مَـا ضـاقَـتْ بــلادُ بأَهْلِـهــا .... ولكــنَّ أخـــلاقُ الرِّجــالِ تضيــقُ

شكرااا جزيلا على الموضوووع

description???رد: فــــي حب الوطن و الحنين الــــــيه

more_horiz
شكرا غلى الموضوع الرائع

description???رد: فــــي حب الوطن و الحنين الــــــيه

more_horiz
شكرا ليلي على الموضوووووووع

description???رد: فــــي حب الوطن و الحنين الــــــيه

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد