أخيرا .. أستفقت من عدم نومي ..
أحكحك عيني بيدي ...
أسمح للضوء المنهمر أن يغمرني بهدوء
أبعدت غطائي في نزق
ساقتني قدماي نحو صنبور المياه
كي أصفع وجهي برشات تنسيني بؤسي
فتحت خزانتي الخشبية.. متململة ككل صباح
ها قد حانت لحظة الإختيار الصعب
فخزانتي تحوي كل الخيارات المتشابهة
أمسكت أخيرا بالمطلوب ..
قميص بلون الطوب..
وبلون حدقتي عيني المحمرة أرقا وبكاءا
وتنورة رمادية بلون مزاجي الغائم
يعجبني يناسب موتي البطئ..
حملقت بي امرأة تشبهني في مرآتي... لدقيقة .. لاحظت شحوبا قد فتك بها ..
قررت أن أشوّه ملامح وجهها بصبغات أخفي مزاجها المتعكر.
نظرة إلى ساعتي ...مازال هنالك وقت..
إفطاري ككل صباح ..توست..زبدة..قهوة سوداء
لاشيء جديد..
صحف مفتوحة على (صفحة الحوادث)
قتل هنا... سرقة هناك..إنتحار في مكان ما ..إعتداءات ...قصاص..
إلهي .. هذا ماكان ينقصني حقا ..
القيتها بعيدا ..
شربت قهوتي المرّة بدون القشدة ولا سكر ..
تماما كنفسيتي المليئة بالمرارة ..
رمقني خلسة وقال بهدوء أسخطني:
سأتأخر اليوم..
تجاهلته, وواصلت معركتي المحمومة مع نفسي.
ظنّ أني لم أسمعه فكرر ما قال ..
واصلت تجاهلي.. وصمتي .
قرر أن يغير دفة الحوار المنفرد:
مازلت غاضبة ..؟
ارتشفت قهوتي الساخنة
لذعتني سخونتها ..
صمدت رغم احتراقي الداخلي.
قال مستسلما بيأس:
حسنا يبدو أن الإضراب العُمالي مازال قائما حتى إشعار آخر ..
أوشك على الإنفجار ..
هيا سنتأخر ..
حمل جهازه المحمول وخرج أرتديت حجابي وتبعته ..
أغلقت خلفي باب زنزانتي الخشبية ..كما يحلو لي أن أسميه في ساعات الحنق..
رباه كم اكره هذا التنمر الطائفي .
أحيانا أتساءل لماذا علي أن أرضخ ؟؟
لماذا لا أعلن تمردي وعصياني ؟؟
حقا, اعرف أنني جبانة ...
__________________________
هاقد بدأت مخاض النهار العسير ...
أوراق لم أنهيها منذ الأمس ..
أعمال غير مكتملة ..
كتب تتناثر هنا وهناك..
طالبات مشاكسات..بإنتظاري..
إدارة تسلطية تطالب بالمزيد..
تذكرني بإدارة بوش في العراق
آه ..و حاسوبي تعطل ..
وبريد ينتظر الجواب ...
أعمال .. وأعمال .. بلا نهاية..
يبدو أني سوف أعلن أخيرا إستسلامي ..
وأرضخ للتسلط الذكوري ..
هاجرة مكتبي المزدحم بالعمل ..
تاركة خلفي سنوات حياتي المكللة بالتعب والنجاح والامل..
رنين محمولي أيقظني من حالة التوهان المستشري في ذهني منذ أيام
رسالة ..:
(حبيبتي لقد ربحت ... لن أطالبك بالتخلي عن عملك بعد اليوم
ولكن..
"فُكِّي الكِّشرة " ).
المرسل : my love .
تنهدت بصوت عال سمعه من حولي
وصرخت في اعماقي :
رباه .. ياله من حبيب.
وسؤال حائر مازال يحيرني :
لماذا علينا أن نرضخ دوما؟؟؟