اخترقت الرومانسية التركية في مسلسل "سنوات الضياع" المعروض حاليا على قناة mbc قلوب المشاهد العماني الذي وضعها في مرتبة متقدمة عن الدراما الهندية التي كانت تحتل موقع الصدارة لديه في السابق.ورصد موقع mbc.net شغف المشاهد العماني بالدراما التركية، واهتمامه البالغ بأدق تفاصيل حلقات مسلسل "سنوات الضياع" و"نور" التي أثرت كثيرا في وجدان الجمهور العماني.وتقول فاطمة الزدجالي "متابعة مسلسل "سنوات الضياع" أصبح من طقوسي المعتادة، على الرغم من كوني حديثة الزواج، إلا أن انشغالي بتجهيزات العرس لم يمنعني من متابعة مسلسلي المفضل، حتى إنني اشترطت على زوجي تمضية شهر العسل في تركيا، وهو ما استجاب له العريس".وبدوره يقول زوجها "بدر" : "زادت رغبتي في متابعة المسلسل بعدما رأيت اهتمام زوجتي فاطمة به، حتى إن جزءا كبيرا من حديثنا المشترك يدور حول أحداث المسلسل؛ مما جعلنا نقرر قضاء جزء من شهر العسل في تركيا".ويضيف بدر "أحيانا كثيرة أشعر بالغيرة من أبطال المسلسل من كثرة كلام زوجتي عنهم، إلا أنه في الأخير مسلسل.. نستمتع جميعا بمشاهدته، وأظن أن علينا كأزواج التعلم من مثل هذه المسلسلات لتحسين علاقتنا الزوجية من الناحية العاطفية".وأرجعت علياء الهاشمية سبب نجاح الدراما التركية إلى صدق الأداء لدى الممثلين، والرومانسية التي استحوذت على قلوب المشاهدين، إضافة إلى عامل الجذب الذي تخلقه عناصر المسلسل من سيناريو يربط المشاهد دائما بحدث قادم يظل الجمهور في لهفة انتظاره، كما أن لملابس بطلات المسلسل وأناقتهن دورا مهما في جذب الفتيات لمشاهدة الحلقات، كل هذه العناصر استطاعت ربط المشاهد بالمسلسل وأحداثه".ويضيف عمر الوهيبي "هناك حالة من الجفاف العاطفي تعيشه مجتمعاتنا خلال السنوات الماضية، لمست هذه المسلسلات هذا الوتر وخصوصا لدى الفتيات، فنحن دائما في حاجة لدفء وعاطفة مهند ورقة وعذوبة نور".من ناحيته أرجع وليد محمود –محرر فني بجريدة الوطن العمانية اهتمام العمانيين بمتابعة الدراما التركية إلى عدة أسباب، أهمها جرعة الرومانسية المكثفة التي يقدمها المسلسل، وهذا ما يفتقده المشاهد في المسلسلات العربية التي غالبا ما تتطرق لمشكلات يومية يعيشها المشاهد واقعيا، ونادرا ما تتناول موضوعات عاطفية تجذب الجمهور.وتابع قائلا "أغلب موضوعات الإنتاج العربي إما اجتماعية أو تاريخية، حتى وإن تناولت موضوعات رومانسية فإنها غالبا ما تأتي بسلسلة من المشكلات تثقل بها على كاهل الحبيبين "أبطال المسلسل"، وتفسد على المشاهد متعته؛ لذلك جاءت هذه المسلسلات لتعطي استراحة عاطفية للمشاهد كان في أمس الحاجة إليها".ويضيف وليد "كما أن تركيز أغلب الإنتاج التلفزيوني العربي خلال شهر رمضان أعطى مساحة لبروز إنتاج آخر لسد فراغ فترة عام كامل من قلة الإنتاج العربي، ومع حاجة المشاهد لملء هذا الفراغ الدرامي يتجه الجمهور للدراما المتاحة، ومع تمييز الإنتاج التركي وكثافة حلقاته، وما يقدمه من متعة على مستوى الأحداث والصورة وبقية العناصر، جذب المشاهد العماني لمتابعة هذه المسلسلات".