السابق، رابح ماجر، الخروج عن الصمت الذي التزم به منذ مدة، وفضل أن يكشف على أعمدة صحيفة "الشروق" أمورا كثيرة حدثت له في العشرية الأخيرة، بداية بقضية مغادرته للطاقم الفني الوطني في عهد روراوة، وصولا إلى آخر التطورات المتعلقة بالعقد الذي يربطه بالجزيرة الرياضية، كما كشف رابح ماجر لأول مرة منذ ابتعاده عن الكرة الجزائرية عن استعداده للعودة للإشراف على حظوظ الخضر، لكن بشروط.
- * هل تواجدك في الجزائر هذه المرة له علاقة بالتطورات الأخيرة للمنتخب الوطني الذي قد يفقد مدربه رابح سعدان بعد مباراة ليبيريا في أكتوبر المقبل؟
- **لا علاقة بتواجدي على أرض وطني بما يحدث في المنتخب الوطني، فأنا هنا في حسين داي (الحوار أجري بالحي الذي ترعرع فيه بحسين داي بالجزائر العاصمة) لقضاء عطلتي السنوية التي أفضل دائما أن أقضيها في بلدي.
- * لكن الكثير كان ينتظر أن يشاهدك في بيكين لتحلل مباريات كرة القدم؟
- ** يتنقل طاقم الجزيرة الرياضية المحلل لمباريات كرة القدم إلى بيكين، وهذا اختيار من إدارة القناة القطرية، وعليه قررت أخذ قسط من الراحة والتنقل إلى وطني لقضاء عطلتي السنوية.
- * ومتى ستكون عودتك إلى استوديوهات الجزيرة؟
- **من المفروض أن تكون عودتي في الـ28 من الشهر الجاري.
- * ماذا تعني بجملة من المفروض؟
- **هناك بعض الأمور الإدارية التي يجب أن أسويها مع إدارة قناة الجزيرة قبل العودة إلى الاستوديوهات التحليلية.
- * هل هذه الأمور الإدارية مرتبطة بما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول قيمة العقد الذي يربطك بالقناة؟
- **منذ أكثر من سنتين ونصف اتفقت مع إدارة الجزيرة الرياضية على إعادة النظر في بعض بنود العقد الذي يربطني بها، لكن و إلى حد الآن لم يتغير أي شيء، وأنا أنتظر وفاء المسؤولين بوعودهم.
- * هل هذا يعني بأنك قد لا تعود للتحليل في الجزيرة الرياضية؟
- **إلى حد الآن لم تتأكد بعد عودتي للجزيرة الرياضية، فعطلتي تنتهي في الـ28 من هذا الشهر، وبعد هذا التاريخ سألتقي مدير القناة الذي وعدني قبل انطلاق كأس أوروبا الأخيرة التي احتضنتها سويسرا والنمسا بتسوية وضعيتي قبل عودتي من عطلتي السنوية.
- * كلامك هذا يجرنا لطرح سؤال آخر متعلق ببعض الإشاعات التي تداولت في قبل انطلاقة الأورو، والتي أشارت إلى تهديدك بعدم التنقل إلى النمسا بسبب هذا المشكل؟
- **هذا صحيح، فقلد قررت عدم التنقل إلى سويسرا لتحليل مباريات الأورو، لكن بعد تدخل مدير القناة غيرت رأيي وشاركت في استوديوهات التحليل بعد أن وعدني بتسوية وضعيتي في القناة.
- * وفي حالة عدم الوفاء بالوعد الذي قطعه مدير القناة، هل هذا يعني أن قصتك الجميلة مع الجزيرة الرياضية ستنتهي؟
- **من الصعب التفكير في مغادرة الجزيرة الرياضية التي عشت فيها لحظات جميلة جدا، إضافة إلى تعلقي بدولة قطر التي صرت أحبها كثيرا، وعليه أتمنى أن تسوى وضعيتي؛ لأنني سأضطر للمغادرة في حالة بقاء الأمور على حالها.
- * هل هذا يعني أنك تملك اتصالات من قنوات أخرى أو فرق لتدربها؟
- **هنالك اتصالات كثيرة للعمل في مجال التدريب أو التحليل في السعودية والإمارات العربية، لكنني كنت أرفضها؛ لأنني أحترم عقدي مع الجزيرة الرياضية.
- * لكنك كنت على أهبة التخلي عن عملك بالجزيرة الرياضية والالتحاق بالمنتخب الوطني "ب"، فماذا حدث؟
- **لقد اتصل بي حداج والتقيت وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار واتفقنا على كل كبيرة وصغيرة .
- * لكن ما ذا حدث بعد ذلك؟
- ** الأول اتفقت مع حداج على العمل على المدى البعيد وتحضير منتخب تنافسي بداية من 2012 بالاعتماد على اللاعبين المحليين فقط، وتدعيمهم بلاعب أو اثنين فقط من المحترفين، كما أنني اتفقت مع حداج على لعب تصفيات كأس إفريقيا للمحليين بالمنتخب الأولمبي، وهو ما قبل به حداج، لكن بعد ذلك طلبني رئيس الفاف والتقينا بمقر الفاف بدالي إبراهيم ليخبرني بأن كأس إفريقيا للمحليين جد مهمة، واشترط علي تحضير المنتخب "ب" للعب التصفيات وتحقيق نتائج إيجابية في النهائيات، فرفضت ذلك، وقررت إنهاء المفاوضات.
- * قلت بأنك قبلت الإشراف على المنتخب المحلي بالرغم من كل ما جرى لك مع المنتخب الأول في عهد روراة، فماذا تغير حتى تغير موقفك؟
- **لقد لمست جدية كبيرة في كلام وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار ورئيس الفاف عبد الحميد حداج، وهو ما دفعني لقبول مهمة الإشراف على المنتخب المحلي، كما أنني أدركت أنني كنت قادرا على النجاح وإعادة هيبة الكرة الجزائرية.
- * وهل أنت مستعد للعودة لتدريب المنتخب الوطني "أ"، خاصة وأن سعدان قرر الانسحاب مباشرة بعد مباراة ليبيريا؟
- **نعم أنا مستعد للعودة للإشراف على حظوظ المنتخب الوطني، لكن بشروط.
- * وما هي هذه الشروط؟
- **مستعد لقيادة الخضر بشرط أن توفر لي الإمكانيات التي تسمح لي بإنجاز مشروع جدي وبأهداف جدية، ما يسمح لي بتكوين منتخب قوي على المدى البعيد، نواته من اللاعبين المحليين الذين سيكونون مدعمين بأحسن اللاعبين المحترفين.
- * وهل تظن أن المنتخب الوطني قادر على التأهل لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010؟
- ** كنا قادرين على الفوز في أول مباراة أمام السنغال، لولا عقلية بعض اللاعبين الانهزامية، فبعض اللاعبين المحترفين لم يتقبلوا الظروف التي تلعب فيها المباريات في القارة السمراء ولم يتمكنوا من الظهور بمستواهم المعهود في أوروبا.
- لكن علينا أن نترك الطاقم الحالي بقيادة رابح سعدان يعمل وأن نبعده عن الضغط الذي قد يعيد تكرار سيناريو ما حدث في مباراة الجزائر ــ غينيا في التصفيات الماضية.
- * وما قولك في إعادة استدعاء حمداني الذي كان قد رفض مرارا تقمص الألوان الوطنية؟
- **كنت أنا المدرب لما استدعيته، والأسباب واضحة، فمن غير المعقول أن يرفض أي لاعب تقمص ألوان بلده لما يكون شابا ويقبل بذلك لما يتقدم في السن، من أجل تحقيق بعض طموحاته الشخصية.
- * وهل أنت مع فكرة التنقل إلى باريس للعب المباريات الودية؟
- **إذا كان من أجل اللعب مع فريق أوروبي فهذا مقبول، لكن لمواجهة فريق إفريقي في فرنسا فأنا أرفض هذا جملة وتفصيلا، فمن غير المعقول حرمان الشعب الجزائري من منتخب بلده، كما أنني لم أفهم تنقل الفاف إلى لاعبيها المغتربين، فالعكس هو الأصح، فأي لاعب لا يريد التنقل إلى الجزائر عليه الرحيل عن المنتخب الوطني الذي يمثل 35 مليون جزائري.
- * وهل كنت ستوافق على لعب مباراة ودية أمام الكونغو بملعب "ڤوسان فيل"؟
- **أبدا، فأنا غيور على وطني، وحتى في حالة ما إذا طلب مني اللعب بملعب فرنسا فلن أقبل بذلك، فالجزائر بلد يملك الملاعب، وكان علينا أن نلعب في العاصمة، عنابة، قسنطينة، وهران أو غيرها من المدن.
- * تحدثنا عن المنتخب الحالي، فما رأيك في المنتخب الذي شكله المدرب الفرنسي كفالي؟
- **أحترم كل المدربين.. والمشكل ليس في كفالي أو واسيج أو ليكنس، لكن في طريقة التسيير، فكفالي لم ينجح في عمله كما حدث للثنائي الذي سبقه.
- * نعود قليلا إلى الوراء، فالكثير كتب وقيل على طريقة إبعادك من الطاقم الفني للمنتخب الوطني في عهد روراة، فهل لك أن تخبرنا بالأسباب الحقيقية لما حدث في 2002؟
- **ليعلم الشعب الجزائري أنني كنت سأبعد من المنتخب الوطني قبل مباراة بلجيكا سنة 2002، لكن رئيس الاتحادية السابق وبعض المقربين منه فضلوا التريث إلى غاية لعب مباراة بلجيكا، حيث كانوا ينتظرون هزيمة نكراء تمكنهم من إبعادي بسهولة.
- * وماذا حدث بعد ذلك؟
- **انتظر رئيس الفاف السابق نهاية مباراة بلجيكا لإبعادي، لكن الجميع اندهش للمستوى الرائع الذي قدمناه، ففي تلك المباراة تأكد الجميع أننا بصدد تكوين فريق قوي قادر على السيطرة على إفريقيا لسنوات، لكن رئيس الفاف آنذاك، وبالتواطؤ مع أحد المقربين منه، اتصلوا بأحد الصحفيين المتعاملين مع صحيفة "لوسوار" البلجيكية وطلبوا منه فبركة حوار اشتم فيه مسؤولي الفاف، وهو ما حدث فعلا، ليكون ذلك الحوار بمثابة الذريعة التي اتخذت لإبعادي.
- * لكن روراة طلب منك إرسال تكذيب للصحيفة البلجيكية التي نشرت الحوار؟
- **كيف أتصل بالجريدة البلجيكية وأنا أعلم أن رئيس الفاف السابق وأحد أصدقائه هما من طلب فبركة الحوار، لكنني رغم ذلك بعثت برسالة إلى الجريدة شرحت لهم الموقف، لأتفاجأ بأن الصحفي الذي كتب الحوار هو صحفي متعاون فقط، تم فصله بعد ذلك.
- * بما أنك أكدت بأن الحوار الذي نشر في "لوسوار" البلجيكية مفبرك، فما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت بروراة إلى إقالتك؟
- **هناك ثلاثة أسباب حقيقية احتفظت بها لمدة طويلة، لكن يبدو أن الوقت حان ليعرفها كل الجزائريين.
- السبب الأول الذي عكر علاقتي مع روراة، هو تنقله إلى فندق الرياض بسيدي فرج ومطالبته بتغيير الفندق والتوجه إلى فندق من خمسة نجوم، فرفضت ذلك، وقلت له بالحرف الواحد "لماذا تريد أن نغير فندقا هادئا تعود عليه اللاعبون؟!"، أما السبب الثاني فهو اتصال نائب رئيس الفاف باللاعب رمضان عبد الرحمان الذي كان ينشط في البطولة الألمانية آنذاك وإحضاره إلى الجزائر دون استشارتي، فقلت له بالحرف الواحد "أنا المسؤول الأول على إحضار وإبعاد اللاعبين، وعليك أن تعيد اللاعب الذي أحضرته؛ لأنه لن يلعب في المنتخب"، وهو ما وتر علاقتي مع العايب، وأما السبب الثالث فهو مطالبتي من طرف رئيس الفاف السابق باستدعاء أحد اللاعبين المحليين حتى تتأجل مباراة ناديه في البطولة الوطنية، فرفضت ذلك جملة وتفصيلا، وأظن أن هذا ما لم يتحمله مسؤول الفاف آنذاك وأدى به للبحث على أي سبب لإبعادي من العارضة الفنية لخضر.
- *غم كل هذا تريد العودة للعمل في المنتخب الوطني، رغم علمك بأن روراة صديق حميم لحداج؟
- **أدركت في المدة الأخيرة أن الفرق بين روراوة وحداج كبير، فحداج يريد فعلا تحقيق النجاح وإعادة الروح لكرة الجزائرية المريضة.
- * وهل صحيح أن الصحفي السابق في التلفزيون الجزائري والحالي للجزيرة الرياضية، حفيظ دراجي، عمل على إبعادك من الطاقم الفني للخضر؟
- **ليس لي علم بذلك، لكنني متأكد بأن لا دخل له في قضية تمزيقي للعقد على المباشر في حصة ملاعب العالم.
- * وهل التقيته في الدوحة، وكيف هي علاقتك به؟
- **علاقتي به عادية، إلتقيته مرة واحدة وسط مجموعة كبيرة من الأصدقاء.
- * هل أنت نادم على تمزيقك للعقد الذي كان يربطك بالفاف على المباشر؟
- **أظن أنني تسرعت بعض الشيء في تلك الفترة، لكنني لم أتحمل آنذاك تصريحات الوزير درواز الذي انتقدني، فكيف تريد أن أبقى على رأس المنتخب إذا كان المسؤول الأول على قطاع الرياضة لا يريدني.
- * وهل صحيح التقاك الرئيس بوتفليقة وطلب منك العودة لتدريب الخضر؟
- ** لم يحدث ذلك، لكن علاقتي مع المسؤولين طيبة جدا، والدليل أنني استقبلت من طرف الوزير جيار.
- *في الأخير نود أن نعرف رأيك في البطولة الوطنية، في حاج عيسى وحليش؟
- **البطولة الوطنية متواضعة؛ لأنها لم تعد تكون لاعبين في المستوى، أما حاج عيسى فلاعب ممتاز بإمكانه الاحتراف واللعب في المنتخب الوطني دون أي إشكال، لكن يجب احترام اختيارات سعدان فيما يتعلق بقضية استدعائه للخضر، وأما حليش فقد فرحت له كثيرا لما أمضى عقده مع بنفيكا، ومن حسن حظه أنه أعير إلى ماديرا حتى يكتسب الخبرة الكافية للعودة والتألق مع بنفيكا، كما أنني أشير بأنني قلت عنه كلاما طيبا للصحافة البرتغالية التي اتصلت بي وسألتني عنه قبل أيام من إمضائه لعقده الاحترافي