في الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد عن عزمه زيارة بيت الله الحرام حاجاً ، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال و النساء ، وقد استعمل على المدينة أبا دجانة الساعدي الأنصاري ، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً : "لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمدَ و النعمةَ لك ، و الملك ، لاشريك لك " (صحيح بخاري ، كتاب الحج ، باب التلبية.)
وبقي ملبياً حتى دخل مكة المكرمة ، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم ، ثم سعى بين الصفا و المروة ، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها ، وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر و العصر جمع تقديم في وقت الظهر ، ثم خطب خطبته الشريفة التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع .
[خُطبة الوداع
بعض الذي جاء في خطبة الوداع ما يأتي :
" إن دمائكم و أموالكم حرامٌ عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوعٌ ، و دماء الجاهلية موضوعةٌ ، و إن أول دم أضعُ من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتله هُذيل . وربا الجاهلية موضوعٌ ، وأول ربا أضع ربانا ، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهم بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله . ولك عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح . ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله و أنتم تُسألون عنّي ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا نشهد أنك قد بلقت و أديت و نصحت . فقال بإصبعه السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ". (صحيح مسلم ، كتاب الحج ، باب حجة النبي محمد.)
استيعاب و فهم
من خلال هذه الخطبة الجامعة أشار الرسول محمد إلى الكثير من القضايا المهمة منها :
وبعد غروب شمس يوم عرفة نزل الرسول محمد و المسلمون إلى مزدلفة و صلى المغرب و العشاء فيها جمع تأخير ، ثم نزل إلى منى وأتم مناسك الحج من رمي الجمار و النحر و الحلق و طواف الإفاضة ، وعندما كان الصحابة يسألون الرسول محمد عن بعض أعمال الحج مثل الترتيب بين الرمي و الحلق و التحلل و غيرها ، لا يجدون منه إلا التيسير عليهم ، وهو يقول لهم : افعلوا ولا حرج . وقد قدم النبي محمد في مكة المكرمة بعد الانتهاء من مناسك الحج عشرة أيام ، ثم عاد إلى المدينة المنورة .
وبقي ملبياً حتى دخل مكة المكرمة ، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم ، ثم سعى بين الصفا و المروة ، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها ، وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر و العصر جمع تقديم في وقت الظهر ، ثم خطب خطبته الشريفة التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع .
[خُطبة الوداع
بعض الذي جاء في خطبة الوداع ما يأتي :
" إن دمائكم و أموالكم حرامٌ عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوعٌ ، و دماء الجاهلية موضوعةٌ ، و إن أول دم أضعُ من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتله هُذيل . وربا الجاهلية موضوعٌ ، وأول ربا أضع ربانا ، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهم بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله . ولك عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح . ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله و أنتم تُسألون عنّي ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا نشهد أنك قد بلقت و أديت و نصحت . فقال بإصبعه السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ". (صحيح مسلم ، كتاب الحج ، باب حجة النبي محمد.)
استيعاب و فهم
من خلال هذه الخطبة الجامعة أشار الرسول محمد إلى الكثير من القضايا المهمة منها :
- حُرمة دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم إلا بحقها ، وهذا يؤكد مبدأ راسخاً في الإسلام وهو حرمة اعتداء المسلم على أخيه المسلم ، سواء بالقتل أو الطعن أو الشتم ، أو الإهانة وغيرها من الأمور المخلة بآداب الإسلام وتعاليمه .
- حُرمة الربا وخطورة التعامل به ، وأن اللعن يصيب كلاً من آكله وشاهده وكاتبه ومن له علاقة به من قريب أو بعيد ، نظراً لآثاره السلبية على الفرد و المجتمع .
- إبطال ما كان من عادات قبيحة عند العرب في الجاهلية ومنها الثأر .
- الدعوة إلى احترام النساء و إعطائهن حقوقهن ، ودعوتهن للقيام بما عليهن من واجبات تجاه أزواجهن .
- دعوة المسلمين إلى أن يتمسكوا في كل زمان ومكان بكتاب الله و سنته نبيه محمد .
- التأكيد على أخوة المسلمين ووحدتهم .
وبعد غروب شمس يوم عرفة نزل الرسول محمد و المسلمون إلى مزدلفة و صلى المغرب و العشاء فيها جمع تأخير ، ثم نزل إلى منى وأتم مناسك الحج من رمي الجمار و النحر و الحلق و طواف الإفاضة ، وعندما كان الصحابة يسألون الرسول محمد عن بعض أعمال الحج مثل الترتيب بين الرمي و الحلق و التحلل و غيرها ، لا يجدون منه إلا التيسير عليهم ، وهو يقول لهم : افعلوا ولا حرج . وقد قدم النبي محمد في مكة المكرمة بعد الانتهاء من مناسك الحج عشرة أيام ، ثم عاد إلى المدينة المنورة .
- يعمل الحج على توحيد المسلمين باجتماعهم في مكان واحد وزمان واحد ، يلبون تلبية واحدة و يلبسون لباساً واحداً ، يجتهدون على تزكية نفوسهم ، بتركهم شهوات الدنيا و ملذاتها ، فهم يتوجهون إلى الله بصالح أعمالهم و دعائهم أن يكفِّر عنهم سيئاتهم ، لعلهم يعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم بغير ذنوب ولا معاصٍ فتصفوا نفوسهم ويتجدد إيمانهم ويزداد .
- إعلان اكتمال رسالة الإسلام و تمامها .
- حِرص الإسلام على التيسير على الناس فكان الرسول محمد لا يُسال على أمر إلا قال : افعل ولا حرج .