نجحت الصين عن جدارة في كسب رهانها المتمثل بإزاحة الولايات المتحدة عن عرشها في صدارة الترتيب العام لدورة الألعاب الأولمبية التي أُسدل الستار عليها يوم الأحد في بكين.
ونظمت الصين إحدى أفضل الألعاب في تاريخ الأولمبياد، إن لم يكن أنجحها على الإطلاق حيث جاءت قمة في التنظيم مليئة بالإنجازات التي لا تُنسى، وتحديداً ذهبيات السباح الأميركي الفذ مايكل فيلبس وأرقامه القياسية السبعة في الأسبوع الأول منها، قبل أن يستأثر العداء الجامايكي بالأضواء في الأسبوع الثاني ويحرز ثلاث ذهبيات مسقطاً الرقم القياسي العالمي فيها أيضاً.
وأنفقت الدولة المضيفة نحو 28 مليار يورو لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية التي كان تحفتها ملعب "عش الطائر" بهندسته الرائعة بالإضافة إلى 37 ملعباً آخر أقيمت عليه المنافسات الـ28.
وتصدرت الصين الترتيب برصيد 51 ذهبية من أصل 302 وزعت، و21 فضية و28 برونزية، وجاءت الولايات المتحدة ثانية ولها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية، وروسيا ثالثة ولها 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية.
وكانت الصين التي نظمت الألعاب للمرة الأولى في تاريخها ولثالث مرة في آسيا بعد طوكيو 1964 وسيول 1988، حصدت 32 ذهبية في ألعاب أثينا قبل أربع سنوات مقابل 36 للولايات المتحدة التي تربعت على عرش الألعاب في النسخات الثلاث الأخيرة، لكنها استعدت جيداً لألعابها ووضعت برامج خاصة لكي تصل إلى هدفها المنشود.
واعتبر وزير الرياضة الصيني ليو بنغ أن ظهور جيل جديد من الرياضيين واختراق هؤلاء رياضات جديدة كان السبب في تربع الصين على عرش الميداليات.
وأعرب بنغ عن سعادته بما تحقق في ألعاب بكين وقال: "ما حققناه في الأولمبياد دافع قوي جداً للمستقبل"، مشيراً إلى أن الرياضيين الجدد من أبناء بلد المليار حققوا 29 ميدالية ذهبية.
وأضاف: "هؤلاء الوافدين أصبحوا القوة الأساسية في نجاح الرياضة الصينية".
واعتبر بنغ بان سيطرة الصين حدثت لأنها بقيت وفية لرياضات تقليدية بالنسبة لها مثل كرة الطاولة والبادمنتون والغطس ورفع الأثقال والرماية، كما أصبحت أقوى في رياضات أخرى، مثل القوس والنشاب حيث فازت بأول ذهبية في تاريخها، إضافة إلى التجذيف والمبارزة وغيرها.
فيلبس والمجد الأولمبي
وفرض السباح الأميركي مايكل فيلبس نفسه أسطورة الألعاب الأولمبية في الدورة الحالية بحصده ثماني ميداليات ذهبية محطماً الرقم القياسي السابق في دورة واحدة لمواطنه السباح مارك سبيتز الذي حقق الإنجاز عام 1972 في ميونيخ، كما أصبح أكثر الرياضيين تتويجاً بالذهب الأولمبي بعدما رفع رصيده إلى 14 ذهبية ماحياً الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه السباح سبيتز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقاً لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات.
واستهل فيلبس "حصاده الأولمبي" بذهبية سباق 400 م متنوعة ثم أتبعها بذهبيات التتابع 4 مرات 100 م حرة و200 م حرة و200 م فراشة وسباق التتابع 4 مرات 200 م حرة و100 م فراشة، وكان مسك الختام الذهبية والرقم القياسي العالمي لسباق التتابع 4 مرات 100 م متنوعة فحقق بالتالي ما عجز عنه في أولمبياد أثينا 2004 عندما اكتفى بست ذهبيات وبرونزيتين.
وقال فيلبس: "الأروع أن تثبت أنه لا يوجد أي شيء مستحيل. الكثير من الأشخاص قالوا إنه أمر مستحيل. لقد تعلمت أن على المرء أن يتمتع بشيء من الخيال وهذا ما ساعدني. لا اعلم حقيقة ما يخالجني من مشاعر الآن. هناك الكثير من الأحاسيس التي تدافع في ذهني، الكثير من الحماس. اعتقد أن ما أريده الآن هو أن أرى والدتي".
بولت الإعصار
في المقابل كرس بولت نفسه أسرع وأعظم عداء في تاريخ سباقات السرعة بعد فوزه بثلاثة سباقات وإسقاط أرقامها القياسية بشكل مذهل.
وجاء بولت إلى الألعاب بعد أن لفت الأنظار من خلال تحطيمه الرقم القياسي العالمي في سباق 100 م عندما سجل 19.72 ثانية في لقاء نيويورك الدولي في 31 أيار/مايو الماضي.
بيد أن بولت غادرها وفي جعبته ثلاث ذهبيات وثلاثة أرقام قياسية عالمية، لأنه حطم رقمه القياسي العالمي في سباق 100 م وانزله حتى 9.69 ثانية رغم أنه خفف من سرعته في الأمتار الأخيرة.
ومحا بولت أيضاً رقماً خرافياً في سباق 200 م مسجلاً باسم العداء الأميركي الشهير مايكل جونسون أمام ناظري الأخير في ملعب "عش الطائر" وأمام 90 ألف متفرج. وبات أول عداء يجمع بين السباقين السريعين في الألعاب الأولمبية منذ الأميركي الشهير كارل لويس والتاسع يحقق هذا الإنجاز في تاريخ الألعاب الأولمبية بعد الأميركي أرشي هان عام 1904 في سانت لويس، والأميركي رالف كريغ عام 1912 في ستوكهولم، والكندي بيرسي وليامس عام 1928 في أمستردام، والأميركي آدي تولان عام 1932 في لوس أنجلوس، والأميركي جيسي اوينز عام 1936 في برلين، والأميركي بوب مورو عام 1956 في ملبورن، والسوفياتي فاليري بورزوف عام 1972 في ميونيخ، بالإضافة إلى لويس.
وسجل بولت 19.30 ثانية، قبل أن يقود فريق التتابع 4 مرات 100 م للذهبية وتحطيم الرقم القياسي العالمي الصامد منذ اولمبياد برشلونة في حوزة المنتخب الأميركي ليقدم لنفسه أحلى هدية عشية عيد ميلاده الثاني والعشرين.
بيكيلي يدخل التاريخ
وكانت الألعاب أيضاً مسرحاً لتألق العداء الإثيوبي كينينيسا بيكيلي الذي بات خامس عداء في تاريخ الألعاب يجمع بين ذهبيتي سباقي 5 آلاف و10 آلاف م، بعد التشيكوسلوفاكي الشهير أميل زاتوبيك في هلسنكي عام 1952 والسوفياتي فلاديمير كوتس في ملبورن عام 1956 والفنلندي لاس فيرين عامي 1972 و1976 في ميونيخ ومونتريال على التوالي ومواطنه ميروتس يفتر عام 1980 في موسكو.
وكان بيكيلي حاول تحقيق الانجاز في أولمبياد أثينا قبل أربع سنوات، فنال ذهبية 10 آلاف م، لكن المغربي الفذ هشام الكروج منعه من تحقيق الثنائية، فاكتفى بالمركز الثاني.
وحذت حذوه مواطنته الشهيرة تيرونيش ديبابا فجمعت هي الأخرى ذهبيتي السباقين الطويلين كما فعلت في بطولة العالم في هلسنكي عام 2005.
وكانت ديبابا أحرزت ذهبية سباق 10 آلاف م في أثينا قبل أربع سنوات لكنها اكتفت ببرونزية السباق القصير.
منتخب الأحلام
وتربع منتخب الأحلام الأميركي مجدداً على العرش الاولمبي وأحرز ذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الاسباني بطل العالم 118-107.
واستعاد المنتخب الأميركي مجدداً تفوقه الأولمبي وهذه المرة بقيادة مدرب جامعة ديوك مايك كرشيشفسكي ولاعب لوس أنجلوس ليكرز كوبي براينت الذي كان يخوض أول مشاركة له مع منتخب بلاده والمخضرم جيسون كيد صانع العاب دالاس مافريكس الذي نال ذهبيته الثانية لأنه كان مشاركاً في سيدني 2000، إضافة إلى لاعبين منوا بإخفاقي أثينا 2004 ومونديال اليابان 2006 وهم الثلاثي ليبرون جيمس (كيلفلاند كافالييرز) ودواين وايد (ميامي هيت) وكارميلو انطوني (دنفر ناغتس).
وذكر منتخب بكين 2008 بمنتخبات الأحلام الثلاثة الأولى ونجومها مثل مايكل جوردان وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دريكسلر (الاول) وشاكيل أونيل وحكيم أولادجوان وغرانت هيل (الثاني) وكيفن غارنيت وراي الن وفينس كارتر وغاري بايتون (الثالث)، لأنه اكتسح منافسيه الواحد تلو الآخر وتجاوز حاجز المئة نقطة في 6 مباريات من أصل 8 خاضها في العاصمة الصينية.
أكبر الخاسرين
وكان العداء الأميركي تايسون غاي بطل العالم في سباقي 100 م و200 م أكبر الخاسرين لأنه فشل في بلوغ نهائي السباق الأول، ثم دفع ثمن خطأ أحد زملائه في تسليم العصا في سباق التتابع 4 مرات 100 م ليخرج خالي الوفاض.
ومن الأسباب التخفيفية لغاي أنه أصيب بتقلص عضلي في مطلع تموز/يوليو أبعده عن المنافسات التحضيرية لدور الألعاب الأولمبية وقد بدا ذلك واضحاً.
كذلك فشل مواطنه برنارد لاغات في سعيه لإحراز ذهبيتي 1500 م و5 ألاف م، ففشل في بلوغ السباق النهائي في الأول، وحل تاسعاً في الثاني.
وفوت العداء الصيني الرائع جيانغ ليو حلم التتويج الأولمبي الذي كان يحلم به أمام 1.3 مليار نسمة من مواطنيه لأن الإصابة حرمته من ذلك وسط صدمة كبيرة خيمت على البلاد.
ومنيت السباحة الفرنسية لور مانودو بخيبة أمل كبيرة بحلولها سابعة في اختصاصها سباق 400 م حرة التي كانت تحمل رقمه القياسي حتى آذار/مارس الماضي، وأخيرة في سباق 100 م ظهراً، ثم ثامنة وأخيرة أيضاً في تصفيات نصف نهائي سباق 200 م ظهرا أيضاً.
كما فشل نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر في إحراز اللقب الأولمبي في الفردي ليؤكد تراجع مستواه في الأشهر الأخيرة حيث خسر نهائي رولان غاروس وويمبلدون، وخرج مبكراً من دورتين في تورونتو وسينسيناتي بعد أن ودع في ربع النهائي أمام الأميركي جيمس بلايك. وكان عزاؤه الوحيد إحراز ذهبية الزوجي الأقل قيمة.
وعلى الصعيد الجماعي، بقي لقب مسابقة كرة القدم عصياً على المنتخب البرازيلي في تاريخ مشاركاته الأولمبية وكان من نصيب جاره الأميركي الجنوبي الأرجنتين الذي احتفظ به، لكن البرازيل صعدت إلى منصة التتويج هذه المرة بالبرونزية.
كذلك خرج منتخب كوبا للملاكمة خالي الوفاض من المعدن الأصفر للمرة الأولى منذ عام 1968 وهو الذي دأب على السيطرة على رياضة الفن النبيل في الألعاب الاولمبية وبطولات العالم.
حالات المنشطات
وسجلت خلال الدورة الحالية 11 حالة منشطات 7 منها تخص رياضيين و4 منها تتعلق بأحصنة.
ومن بين الحالات السبع للرياضيين هناك أثنين صعدوا على منصة التتويج وهما الأوكرانية ليودميلا والكوري الشمالي كيم جونغ -سو.
وكانت بلونسكا حازت فضية المسابقة السباعية فجردت منها وحرمت من المشاركة في مسابقة الوثب الطويل. وتواجه بلونسكا عقوبة الوقف مدى الحياة لأنه سبق لها أن ضبطت في هذا الجرم عام 2003 وأوقفت سنتين، أما الكوري الشمالي كيم جونغ-سو فقد سحبت ميداليته البرونزية التي حصل عليها في الرماية.
أما بقية الحالات التي سجلت فكانت للاعبة الجمباز الفيتنامية دو تي نغان تهونغ والعداءة البلغارية دانييلا يوردانوفا 1500 م) واليونانية فاني هالينكا (400 حواجز)، والرباع الأوكراني إيغور رازونوف، والدراجة الإسبانية مايرا ايزابيل مورينو.
كما أعلن الاتحاد الدولي للفروسية استبعاد 4 أحصنة من منافسات قفز الحواجز، بسبب المنشطات.
وتابع الاتحاد الدولي أن أحصنة من البرازيل وألمانيا وايرلندا والنرويج ثبت تناولها مواد منشطة محظورة.
ونظمت الصين إحدى أفضل الألعاب في تاريخ الأولمبياد، إن لم يكن أنجحها على الإطلاق حيث جاءت قمة في التنظيم مليئة بالإنجازات التي لا تُنسى، وتحديداً ذهبيات السباح الأميركي الفذ مايكل فيلبس وأرقامه القياسية السبعة في الأسبوع الأول منها، قبل أن يستأثر العداء الجامايكي بالأضواء في الأسبوع الثاني ويحرز ثلاث ذهبيات مسقطاً الرقم القياسي العالمي فيها أيضاً.
وأنفقت الدولة المضيفة نحو 28 مليار يورو لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية التي كان تحفتها ملعب "عش الطائر" بهندسته الرائعة بالإضافة إلى 37 ملعباً آخر أقيمت عليه المنافسات الـ28.
وتصدرت الصين الترتيب برصيد 51 ذهبية من أصل 302 وزعت، و21 فضية و28 برونزية، وجاءت الولايات المتحدة ثانية ولها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية، وروسيا ثالثة ولها 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية.
وكانت الصين التي نظمت الألعاب للمرة الأولى في تاريخها ولثالث مرة في آسيا بعد طوكيو 1964 وسيول 1988، حصدت 32 ذهبية في ألعاب أثينا قبل أربع سنوات مقابل 36 للولايات المتحدة التي تربعت على عرش الألعاب في النسخات الثلاث الأخيرة، لكنها استعدت جيداً لألعابها ووضعت برامج خاصة لكي تصل إلى هدفها المنشود.
واعتبر وزير الرياضة الصيني ليو بنغ أن ظهور جيل جديد من الرياضيين واختراق هؤلاء رياضات جديدة كان السبب في تربع الصين على عرش الميداليات.
وأعرب بنغ عن سعادته بما تحقق في ألعاب بكين وقال: "ما حققناه في الأولمبياد دافع قوي جداً للمستقبل"، مشيراً إلى أن الرياضيين الجدد من أبناء بلد المليار حققوا 29 ميدالية ذهبية.
وأضاف: "هؤلاء الوافدين أصبحوا القوة الأساسية في نجاح الرياضة الصينية".
واعتبر بنغ بان سيطرة الصين حدثت لأنها بقيت وفية لرياضات تقليدية بالنسبة لها مثل كرة الطاولة والبادمنتون والغطس ورفع الأثقال والرماية، كما أصبحت أقوى في رياضات أخرى، مثل القوس والنشاب حيث فازت بأول ذهبية في تاريخها، إضافة إلى التجذيف والمبارزة وغيرها.
فيلبس والمجد الأولمبي
وفرض السباح الأميركي مايكل فيلبس نفسه أسطورة الألعاب الأولمبية في الدورة الحالية بحصده ثماني ميداليات ذهبية محطماً الرقم القياسي السابق في دورة واحدة لمواطنه السباح مارك سبيتز الذي حقق الإنجاز عام 1972 في ميونيخ، كما أصبح أكثر الرياضيين تتويجاً بالذهب الأولمبي بعدما رفع رصيده إلى 14 ذهبية ماحياً الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه السباح سبيتز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقاً لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات.
واستهل فيلبس "حصاده الأولمبي" بذهبية سباق 400 م متنوعة ثم أتبعها بذهبيات التتابع 4 مرات 100 م حرة و200 م حرة و200 م فراشة وسباق التتابع 4 مرات 200 م حرة و100 م فراشة، وكان مسك الختام الذهبية والرقم القياسي العالمي لسباق التتابع 4 مرات 100 م متنوعة فحقق بالتالي ما عجز عنه في أولمبياد أثينا 2004 عندما اكتفى بست ذهبيات وبرونزيتين.
وقال فيلبس: "الأروع أن تثبت أنه لا يوجد أي شيء مستحيل. الكثير من الأشخاص قالوا إنه أمر مستحيل. لقد تعلمت أن على المرء أن يتمتع بشيء من الخيال وهذا ما ساعدني. لا اعلم حقيقة ما يخالجني من مشاعر الآن. هناك الكثير من الأحاسيس التي تدافع في ذهني، الكثير من الحماس. اعتقد أن ما أريده الآن هو أن أرى والدتي".
بولت الإعصار
في المقابل كرس بولت نفسه أسرع وأعظم عداء في تاريخ سباقات السرعة بعد فوزه بثلاثة سباقات وإسقاط أرقامها القياسية بشكل مذهل.
وجاء بولت إلى الألعاب بعد أن لفت الأنظار من خلال تحطيمه الرقم القياسي العالمي في سباق 100 م عندما سجل 19.72 ثانية في لقاء نيويورك الدولي في 31 أيار/مايو الماضي.
بيد أن بولت غادرها وفي جعبته ثلاث ذهبيات وثلاثة أرقام قياسية عالمية، لأنه حطم رقمه القياسي العالمي في سباق 100 م وانزله حتى 9.69 ثانية رغم أنه خفف من سرعته في الأمتار الأخيرة.
ومحا بولت أيضاً رقماً خرافياً في سباق 200 م مسجلاً باسم العداء الأميركي الشهير مايكل جونسون أمام ناظري الأخير في ملعب "عش الطائر" وأمام 90 ألف متفرج. وبات أول عداء يجمع بين السباقين السريعين في الألعاب الأولمبية منذ الأميركي الشهير كارل لويس والتاسع يحقق هذا الإنجاز في تاريخ الألعاب الأولمبية بعد الأميركي أرشي هان عام 1904 في سانت لويس، والأميركي رالف كريغ عام 1912 في ستوكهولم، والكندي بيرسي وليامس عام 1928 في أمستردام، والأميركي آدي تولان عام 1932 في لوس أنجلوس، والأميركي جيسي اوينز عام 1936 في برلين، والأميركي بوب مورو عام 1956 في ملبورن، والسوفياتي فاليري بورزوف عام 1972 في ميونيخ، بالإضافة إلى لويس.
وسجل بولت 19.30 ثانية، قبل أن يقود فريق التتابع 4 مرات 100 م للذهبية وتحطيم الرقم القياسي العالمي الصامد منذ اولمبياد برشلونة في حوزة المنتخب الأميركي ليقدم لنفسه أحلى هدية عشية عيد ميلاده الثاني والعشرين.
بيكيلي يدخل التاريخ
وكانت الألعاب أيضاً مسرحاً لتألق العداء الإثيوبي كينينيسا بيكيلي الذي بات خامس عداء في تاريخ الألعاب يجمع بين ذهبيتي سباقي 5 آلاف و10 آلاف م، بعد التشيكوسلوفاكي الشهير أميل زاتوبيك في هلسنكي عام 1952 والسوفياتي فلاديمير كوتس في ملبورن عام 1956 والفنلندي لاس فيرين عامي 1972 و1976 في ميونيخ ومونتريال على التوالي ومواطنه ميروتس يفتر عام 1980 في موسكو.
وكان بيكيلي حاول تحقيق الانجاز في أولمبياد أثينا قبل أربع سنوات، فنال ذهبية 10 آلاف م، لكن المغربي الفذ هشام الكروج منعه من تحقيق الثنائية، فاكتفى بالمركز الثاني.
وحذت حذوه مواطنته الشهيرة تيرونيش ديبابا فجمعت هي الأخرى ذهبيتي السباقين الطويلين كما فعلت في بطولة العالم في هلسنكي عام 2005.
وكانت ديبابا أحرزت ذهبية سباق 10 آلاف م في أثينا قبل أربع سنوات لكنها اكتفت ببرونزية السباق القصير.
منتخب الأحلام
وتربع منتخب الأحلام الأميركي مجدداً على العرش الاولمبي وأحرز ذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الاسباني بطل العالم 118-107.
واستعاد المنتخب الأميركي مجدداً تفوقه الأولمبي وهذه المرة بقيادة مدرب جامعة ديوك مايك كرشيشفسكي ولاعب لوس أنجلوس ليكرز كوبي براينت الذي كان يخوض أول مشاركة له مع منتخب بلاده والمخضرم جيسون كيد صانع العاب دالاس مافريكس الذي نال ذهبيته الثانية لأنه كان مشاركاً في سيدني 2000، إضافة إلى لاعبين منوا بإخفاقي أثينا 2004 ومونديال اليابان 2006 وهم الثلاثي ليبرون جيمس (كيلفلاند كافالييرز) ودواين وايد (ميامي هيت) وكارميلو انطوني (دنفر ناغتس).
وذكر منتخب بكين 2008 بمنتخبات الأحلام الثلاثة الأولى ونجومها مثل مايكل جوردان وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دريكسلر (الاول) وشاكيل أونيل وحكيم أولادجوان وغرانت هيل (الثاني) وكيفن غارنيت وراي الن وفينس كارتر وغاري بايتون (الثالث)، لأنه اكتسح منافسيه الواحد تلو الآخر وتجاوز حاجز المئة نقطة في 6 مباريات من أصل 8 خاضها في العاصمة الصينية.
أكبر الخاسرين
وكان العداء الأميركي تايسون غاي بطل العالم في سباقي 100 م و200 م أكبر الخاسرين لأنه فشل في بلوغ نهائي السباق الأول، ثم دفع ثمن خطأ أحد زملائه في تسليم العصا في سباق التتابع 4 مرات 100 م ليخرج خالي الوفاض.
ومن الأسباب التخفيفية لغاي أنه أصيب بتقلص عضلي في مطلع تموز/يوليو أبعده عن المنافسات التحضيرية لدور الألعاب الأولمبية وقد بدا ذلك واضحاً.
كذلك فشل مواطنه برنارد لاغات في سعيه لإحراز ذهبيتي 1500 م و5 ألاف م، ففشل في بلوغ السباق النهائي في الأول، وحل تاسعاً في الثاني.
وفوت العداء الصيني الرائع جيانغ ليو حلم التتويج الأولمبي الذي كان يحلم به أمام 1.3 مليار نسمة من مواطنيه لأن الإصابة حرمته من ذلك وسط صدمة كبيرة خيمت على البلاد.
ومنيت السباحة الفرنسية لور مانودو بخيبة أمل كبيرة بحلولها سابعة في اختصاصها سباق 400 م حرة التي كانت تحمل رقمه القياسي حتى آذار/مارس الماضي، وأخيرة في سباق 100 م ظهراً، ثم ثامنة وأخيرة أيضاً في تصفيات نصف نهائي سباق 200 م ظهرا أيضاً.
كما فشل نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر في إحراز اللقب الأولمبي في الفردي ليؤكد تراجع مستواه في الأشهر الأخيرة حيث خسر نهائي رولان غاروس وويمبلدون، وخرج مبكراً من دورتين في تورونتو وسينسيناتي بعد أن ودع في ربع النهائي أمام الأميركي جيمس بلايك. وكان عزاؤه الوحيد إحراز ذهبية الزوجي الأقل قيمة.
وعلى الصعيد الجماعي، بقي لقب مسابقة كرة القدم عصياً على المنتخب البرازيلي في تاريخ مشاركاته الأولمبية وكان من نصيب جاره الأميركي الجنوبي الأرجنتين الذي احتفظ به، لكن البرازيل صعدت إلى منصة التتويج هذه المرة بالبرونزية.
كذلك خرج منتخب كوبا للملاكمة خالي الوفاض من المعدن الأصفر للمرة الأولى منذ عام 1968 وهو الذي دأب على السيطرة على رياضة الفن النبيل في الألعاب الاولمبية وبطولات العالم.
حالات المنشطات
وسجلت خلال الدورة الحالية 11 حالة منشطات 7 منها تخص رياضيين و4 منها تتعلق بأحصنة.
ومن بين الحالات السبع للرياضيين هناك أثنين صعدوا على منصة التتويج وهما الأوكرانية ليودميلا والكوري الشمالي كيم جونغ -سو.
وكانت بلونسكا حازت فضية المسابقة السباعية فجردت منها وحرمت من المشاركة في مسابقة الوثب الطويل. وتواجه بلونسكا عقوبة الوقف مدى الحياة لأنه سبق لها أن ضبطت في هذا الجرم عام 2003 وأوقفت سنتين، أما الكوري الشمالي كيم جونغ-سو فقد سحبت ميداليته البرونزية التي حصل عليها في الرماية.
أما بقية الحالات التي سجلت فكانت للاعبة الجمباز الفيتنامية دو تي نغان تهونغ والعداءة البلغارية دانييلا يوردانوفا 1500 م) واليونانية فاني هالينكا (400 حواجز)، والرباع الأوكراني إيغور رازونوف، والدراجة الإسبانية مايرا ايزابيل مورينو.
كما أعلن الاتحاد الدولي للفروسية استبعاد 4 أحصنة من منافسات قفز الحواجز، بسبب المنشطات.
وتابع الاتحاد الدولي أن أحصنة من البرازيل وألمانيا وايرلندا والنرويج ثبت تناولها مواد منشطة محظورة.