أثارت برامج التلفزيون الجزائري المعروضة في رمضان الكثير من النقاش هذا العام على الساحة، خاصة "عمارة الحاج لخضر" التي لقيت إقبالا شعبيا منقطع النظير، بينما لم تلق القدر نفسه من الاستقبال النقدي من قبل الأساتذة والمختصين في الشأن السينمائي والتلفزيوني. "
الشروق" حاولت الوقوف على آراء أهل الاختصاص، حيث اختلفت الآراء وتباينت التوجهات بين المنتقدين والمرحبين والمتحفظين وبعض الذين يقعون أصلا خارج مجال تغطية التلفزيون.
وقد لمسنا عبر هذا الاستطلاع أن الفنانين ــ خاصة الذين شاركوا في أدوار خلال رمضان ــ كانوا متحفظين إلى حد كبير في إبداء الرأي، بينما تحدث الذين هُمِّشوا أو الجامعيون بصراحة أكبر، وصلت إلى حد النقد شديد اللهجة.
قال أغلب الفنانين الذين استطلعنا رصد آراءهم إن توقيت التلفزيون غير مساعد تماما لأغلب الشرائح؛ لأن الأعمال تعرض مباشرة بعد الإفطار، حيث يكون أغلب الناس بمختلف شرائحهم منشغلين، سواء بصلاة التراويح أو بأعمال أخرى لا تحتمل التأجيل. وفي هذا الصدد قال صالح أوڤروت، بطل سلسلة "جمعي فاملي"، إنه لا يشاهد التلفزيون؛ لأنه يخرج مباشرة بعد الإفطار لصلاة التراويح، وعلى رغم ذلك يقول: "ينبغي تشجيع الإنتاج الوطني حتى لو كانت فيه بعض النقائص، والتجربة هي الكفيلة بغربلة الأعمال وإفراز الغث من السمين"، داعيا إلى ضرورة التفتح على التجارب الأخرى لقراءة صورتنا لدى الآخرين حتى نعرف مستوانا الحقيقي. في حين تحفظ محمد عجايمي الذي اكتفى بالقول: "لا تعليق لدي، والبرمجة من حق التلفزيون". الموقف نفسه أبداه محمد صحراوي الذي قال إنه لا يمكنه الحكم على برنامج لا يشاهده؛ لأنه مشغول بالإعداد والتحضير لحصة الفهامة. أما الممثلة صونيا، فقد أكدت أنها لا تشاهد بالمرة برامج التلفزيون، حيث سطرت برنامجها الخاص الذي يتضمن مشاهدة أفلام من السينما العالمية وموسيقى، وهي تعتبر رمضان فرصة لاكتشاف ثقافات أخرى
النقائص لا تلغي جهد التلفزيون
قال الممثل عبد الحميد رابية إن الإنتاج الجزائري يجب أن يكون موجودا على مدار السنة وليس في رمضان فحسب، مضيفا أنه ينبغي تشجيع الإنتاج الوطني على رغم وجود العديد من النقائص؛ لأن التلفزيون ــ حسبه ــ قد فتح الأبواب أمام الطاقات الشابة، وهو الجهة الممولة للإنتاج. وأرجع المتحدث نقائص الإنتاج التلفزيوني في الجزائر إلى غياب طرح جدي واحترافي للمواضيع، كما أن بعض المواضيع ــ مثلا التي تم استحداث أجزاء لها ــ فقدت بريقها.
الموقف نفسه تقريبا اتخذته المنتجة باية الهاشمي التي قالت إنه لا ينبغي أن نحكم على التجارب من أولها؛ لأن الجودة ــ حسبها ــ تكتسب بالخبرة، مؤكدة أنه من غير المعقول أن يكون التلفزيون الممول الوحيد والعارض الوحيد للأعمال، فهذا وضع غير صحي، حسب الهاشمي التي دعت الخواص إلى الاستثمار في الأعمال الدرامية والسينمائية ومنح الفرصة للعمل قبل إصدار الأحكام.
الدراما ليست للضحك من أجل الضحك
قال منشط برنامج "سينيراما"، جمال الدين حازورلي، إن الإنتاج التلفزيوني لهذا العام كان يمكن أن يكون أحسن؛ لأن الجزائر تملك قدرات وطاقات. وربط حازورلي بين رداءة الأعمال المعروضة وفوضى القطاع، مؤكدا على ضرورة إعادة تنظيم مجال السمعي البصري بخلق مسابقات في السيناريو والنصوص والخروج من حالة تكرار الوجوه التي تظهر كل عام، من أجل احترافية أكبر؛ لأن شركات الإنتاج تحولت اليوم إلى سجلات تجارية للربح والخسارة. وهذا لا ينفي وجود طاقات شابة طيبة قادرة على البروز والتطور، كما دعا إلى ضرورة إخراج الدراما من حالة الضحك والإضحاك وتقديم الموعظة المباشرة على طريقة لخضر بوخرص الذي لعب وحده، بينما الشخوص الأخرى غير موجودة وغير واضحة. كما أن الاعتماد على الشيخ البدوي الطيب، هو طرح تجاوزه الزمن، والارتجال مرفوض في الأعمال الدرامية.
غياب السيناريو كذبة وبعض الأعمال تسيء للذوق العام
قالت الفنانة رانيا سيروتي إن البرنامج لم يكن في المستوى المطلوب، بداية من المواضيع المطروحة إلى طريقة المعالجة والتركيب متسائلة: "هل تلعب لجان التحكيم دورها؟ وكيف تعطى تأشيرة العبور لمثل هذه المواضيع؟". وحول غياب السيناريو في الأعمال الجزائرية، اعتبرت المتحدثة أن الأمر مجرد كذبة وحكاية معدة مسبقا للاستهلاك الإعلامي، مضيفة أنه توجد نصوص جيدة، لكنها لا تمر بحكم وجود الوساطات والمحسوبية والرشوة والجهوية، وهي أمراض موجودة في المجتمع ككل، والميدان الفني ليس بعيدا عن مثل هذه الممارسات. كما أرجعت الممثلة جزءا من رداءة الإنتاج إلى غياب استثمار حقيقي في القدرات الإنسانية وغياب منتجين حقيقيين، مؤكدة أن القطاع التلفزيوني يتخبط في فوضى عارمة ومشاكل كثيرة فتحت المجال لكل من هب ودب، إضافة إلى وجود سلم قيم مقلوب. "نحن لا نستثمر في الإنسان ولا وجود لقيم ومعايير تحكم الميدان، وحتى الكلام والتنديد أصبح بلا معنى؛ فوجود تلفزيون واحد وعدم وضوح معايير السوق الجزائرية جعل ديوان حقوق التأليف لا يدفع حقوق الفنانين، كما أن لجوء بعض المنتجين والمخرجين إلى الوجوه الجديدة ليس رغبة منهم كما يدعون في تشجيع المواهب، بل لأن هؤلاء يرضون بأجور أقل".
وفي سياق تقييمه لبرامج التلفزيون خلال رمضان، قال أستاذ النقد المسرحي مخلوف بوكروح: "إن الأعمال المعروضة، مثل عمارة الحاج لخضر، لا علاقة لها بالعمل الدرامي، وهي تروّج لقيم خطيرة على الذوق العام، وخاصة الشباب.
هناك تهميش للكفاءات وعدم وجود شفافية ووضوح في تسيير المجال في عمل لجان القراءة واختيار الأعمال؛ فالقطاع غير منظم. أما إقبال الجمهور على هذه الأعمال، فإن الناس ترى نفسها ومشاكلها في التلفزيون، ولا خيار لها في ظل غلق مجال السمعي البصري وعدم وجود منافسين. ايه هادي هي الجزاير ورجالها ومدرائها ان شاء الله يتحسنوا وشوية احترافية
الشروق" حاولت الوقوف على آراء أهل الاختصاص، حيث اختلفت الآراء وتباينت التوجهات بين المنتقدين والمرحبين والمتحفظين وبعض الذين يقعون أصلا خارج مجال تغطية التلفزيون.
وقد لمسنا عبر هذا الاستطلاع أن الفنانين ــ خاصة الذين شاركوا في أدوار خلال رمضان ــ كانوا متحفظين إلى حد كبير في إبداء الرأي، بينما تحدث الذين هُمِّشوا أو الجامعيون بصراحة أكبر، وصلت إلى حد النقد شديد اللهجة.
قال أغلب الفنانين الذين استطلعنا رصد آراءهم إن توقيت التلفزيون غير مساعد تماما لأغلب الشرائح؛ لأن الأعمال تعرض مباشرة بعد الإفطار، حيث يكون أغلب الناس بمختلف شرائحهم منشغلين، سواء بصلاة التراويح أو بأعمال أخرى لا تحتمل التأجيل. وفي هذا الصدد قال صالح أوڤروت، بطل سلسلة "جمعي فاملي"، إنه لا يشاهد التلفزيون؛ لأنه يخرج مباشرة بعد الإفطار لصلاة التراويح، وعلى رغم ذلك يقول: "ينبغي تشجيع الإنتاج الوطني حتى لو كانت فيه بعض النقائص، والتجربة هي الكفيلة بغربلة الأعمال وإفراز الغث من السمين"، داعيا إلى ضرورة التفتح على التجارب الأخرى لقراءة صورتنا لدى الآخرين حتى نعرف مستوانا الحقيقي. في حين تحفظ محمد عجايمي الذي اكتفى بالقول: "لا تعليق لدي، والبرمجة من حق التلفزيون". الموقف نفسه أبداه محمد صحراوي الذي قال إنه لا يمكنه الحكم على برنامج لا يشاهده؛ لأنه مشغول بالإعداد والتحضير لحصة الفهامة. أما الممثلة صونيا، فقد أكدت أنها لا تشاهد بالمرة برامج التلفزيون، حيث سطرت برنامجها الخاص الذي يتضمن مشاهدة أفلام من السينما العالمية وموسيقى، وهي تعتبر رمضان فرصة لاكتشاف ثقافات أخرى
النقائص لا تلغي جهد التلفزيون
قال الممثل عبد الحميد رابية إن الإنتاج الجزائري يجب أن يكون موجودا على مدار السنة وليس في رمضان فحسب، مضيفا أنه ينبغي تشجيع الإنتاج الوطني على رغم وجود العديد من النقائص؛ لأن التلفزيون ــ حسبه ــ قد فتح الأبواب أمام الطاقات الشابة، وهو الجهة الممولة للإنتاج. وأرجع المتحدث نقائص الإنتاج التلفزيوني في الجزائر إلى غياب طرح جدي واحترافي للمواضيع، كما أن بعض المواضيع ــ مثلا التي تم استحداث أجزاء لها ــ فقدت بريقها.
الموقف نفسه تقريبا اتخذته المنتجة باية الهاشمي التي قالت إنه لا ينبغي أن نحكم على التجارب من أولها؛ لأن الجودة ــ حسبها ــ تكتسب بالخبرة، مؤكدة أنه من غير المعقول أن يكون التلفزيون الممول الوحيد والعارض الوحيد للأعمال، فهذا وضع غير صحي، حسب الهاشمي التي دعت الخواص إلى الاستثمار في الأعمال الدرامية والسينمائية ومنح الفرصة للعمل قبل إصدار الأحكام.
الدراما ليست للضحك من أجل الضحك
قال منشط برنامج "سينيراما"، جمال الدين حازورلي، إن الإنتاج التلفزيوني لهذا العام كان يمكن أن يكون أحسن؛ لأن الجزائر تملك قدرات وطاقات. وربط حازورلي بين رداءة الأعمال المعروضة وفوضى القطاع، مؤكدا على ضرورة إعادة تنظيم مجال السمعي البصري بخلق مسابقات في السيناريو والنصوص والخروج من حالة تكرار الوجوه التي تظهر كل عام، من أجل احترافية أكبر؛ لأن شركات الإنتاج تحولت اليوم إلى سجلات تجارية للربح والخسارة. وهذا لا ينفي وجود طاقات شابة طيبة قادرة على البروز والتطور، كما دعا إلى ضرورة إخراج الدراما من حالة الضحك والإضحاك وتقديم الموعظة المباشرة على طريقة لخضر بوخرص الذي لعب وحده، بينما الشخوص الأخرى غير موجودة وغير واضحة. كما أن الاعتماد على الشيخ البدوي الطيب، هو طرح تجاوزه الزمن، والارتجال مرفوض في الأعمال الدرامية.
غياب السيناريو كذبة وبعض الأعمال تسيء للذوق العام
قالت الفنانة رانيا سيروتي إن البرنامج لم يكن في المستوى المطلوب، بداية من المواضيع المطروحة إلى طريقة المعالجة والتركيب متسائلة: "هل تلعب لجان التحكيم دورها؟ وكيف تعطى تأشيرة العبور لمثل هذه المواضيع؟". وحول غياب السيناريو في الأعمال الجزائرية، اعتبرت المتحدثة أن الأمر مجرد كذبة وحكاية معدة مسبقا للاستهلاك الإعلامي، مضيفة أنه توجد نصوص جيدة، لكنها لا تمر بحكم وجود الوساطات والمحسوبية والرشوة والجهوية، وهي أمراض موجودة في المجتمع ككل، والميدان الفني ليس بعيدا عن مثل هذه الممارسات. كما أرجعت الممثلة جزءا من رداءة الإنتاج إلى غياب استثمار حقيقي في القدرات الإنسانية وغياب منتجين حقيقيين، مؤكدة أن القطاع التلفزيوني يتخبط في فوضى عارمة ومشاكل كثيرة فتحت المجال لكل من هب ودب، إضافة إلى وجود سلم قيم مقلوب. "نحن لا نستثمر في الإنسان ولا وجود لقيم ومعايير تحكم الميدان، وحتى الكلام والتنديد أصبح بلا معنى؛ فوجود تلفزيون واحد وعدم وضوح معايير السوق الجزائرية جعل ديوان حقوق التأليف لا يدفع حقوق الفنانين، كما أن لجوء بعض المنتجين والمخرجين إلى الوجوه الجديدة ليس رغبة منهم كما يدعون في تشجيع المواهب، بل لأن هؤلاء يرضون بأجور أقل".
وفي سياق تقييمه لبرامج التلفزيون خلال رمضان، قال أستاذ النقد المسرحي مخلوف بوكروح: "إن الأعمال المعروضة، مثل عمارة الحاج لخضر، لا علاقة لها بالعمل الدرامي، وهي تروّج لقيم خطيرة على الذوق العام، وخاصة الشباب.
هناك تهميش للكفاءات وعدم وجود شفافية ووضوح في تسيير المجال في عمل لجان القراءة واختيار الأعمال؛ فالقطاع غير منظم. أما إقبال الجمهور على هذه الأعمال، فإن الناس ترى نفسها ومشاكلها في التلفزيون، ولا خيار لها في ظل غلق مجال السمعي البصري وعدم وجود منافسين. ايه هادي هي الجزاير ورجالها ومدرائها ان شاء الله يتحسنوا وشوية احترافية