إمّا تنهَّد بالجزائر مُوجَعٌ.. *** آسى «الشآمُ» جراحَه، وتوجَّعا! واهتزَّ في أرض «الكِنانة» خافقٌ.. *** وأَقضَّ في أرض «العراق» المضجعا! وارتجَّ في الخضراء شعبٌ ماجدٌ *** لم تُثنِه أرزاؤه أن يَفزعا وهوتْ «مُراكشُ» حولَه وتألمّتْ *** «لبنانُ»، واستعدى جديسَ وتُبَّعا تلك العروبةُ.. إن تَثُرْ أعصابُها *** وهن الزمانُ حيالَها، وتضعضعا! الضادُ.. في الأجيال.. خلَّد مجدَها *** والجرحُ وحَّد في هواها المنزعا فتماسكتْ بالشرق وحدةُ أمّةٍ *** عربيّةٍ، وجدتْ بمصرَ المرتعا ولَـمِصرُ.. دارٌ للعروبة حُرّةٌ *** تأوي الكرامَ.. وتُسند المتطلِّعا سحرتْ روائعُها المدائنَ عندما *** ألقى عصاه بها «الكليمُ».. فروّعا وتحدّث الهرمُ الرهيب مباهياً *** بجلالها الدنيا.. فأنطق «يُوشَعا» واللهُ سطَّر لوحَها بيمينهِ *** وبنهرها.. سكبَ الجمالَ فأبدعا النيلُ فتّحَ للصديق ذراعَهُ *** والشعبُ فتَّحَ للشقيق الأضلعا! والجيشُ طهَّر بالقتال (قنالَها) *** واللهُ أعمل في حَشاها المبضعا! والطورُ.. أبكى مَن تَعوّدَ أن يُرى *** في (حائط المبكى) يُسيل الأدمعا (والسدُّ) سدّ على اللئام منافذاً *** وأزاح عن وجه الذئاب البُرقعا! و تعلّم ( التاميزُ ) عن أبنائها *** و ( السينُ ) درساً في السياسة مُقنعا و تعلّم المستعمرون ، حقيقة *** تبقى لمن جهل العروبة مرجعا دنيا العروبة ، لا تُرجَّح جانباً *** في الكتلتين .. و تُفضَّل موضعا ! للشرقِ ، في هذا الوجود ، رسالةُ *** علياءُ .. صدّقَ وحيَها .. فتجمّعا ! يا مصرُ .. يا أختَ الجزائر في الهوى *** لكِ في الجزائر حرمةٌ لن تُقطَعا هذي خواطرُ شاعرٍ .. غنّى بها *** في ( الثورة الكبرى ) فقال .. و أسمعا و تشوّقاتٌ .. من حبيسٍ ، مُوثَقٍ *** ما انفكّ صبّاً بالكنِانَة ، مُولَعا خلصتْ قصائدُه .. فما عرف البُكا *** يوماً .. و لا ندب الحِمى و المربعا إن تدعُه الأوطانُ .. كان لسانَها *** أو تدعه الجُلَّى .. أجاب و أَسْرعا سمع الذبيحَ ( 2 ) ( ببربروس ) فأيقظتْ *** صلواتُه شعرَ الخلود .. فلعلعا! و رآه كبَّر للصلاة مُهَلَّلاً *** في مذبح الشهدا .. فقام مُسَمَّعا ! ورأى القنابلَ كالصواعق.. إن هوتْ *** تركتْ حصونَ ذوي المطامع بلقعا ورأى الجزائرَ بعد طول عنائها *** سلكتْ بثورتها السبيل الأنفعا وطنٌ يعزّ على البقاء.. وما انقضى *** رغمَ البلاء.. عن البِلى مُتمنِّعا! لم يرضَ يوماً بالوثاق، ولم يزلْ *** متشامخاً.. مهما النَّكالُ تنوّعا هذي الجبالُ الشاهقات، شواهدٌ *** سخرتْ بمن مسخ الحقائقَ وادّعى سلْ (جرجرا..) تُنبئكَ عن غضباتها *** واستفتِ (شليا) لحظةً.. (وشلعلعا) واخشعْ (بوارَشنيسَ) إن ترابَها *** ما انفكّ للجند (المعطَّر) مصرعا كسرتْ (تِلمسانُ) الضليعةُ ضلعَهُ *** ووهى (بصبرةَ) صبرُهُ فتوزّعا ودعاه (مسعودٌ) فأدبر عندما *** لاقاه (طارقُ) سافراً، ومُقنَّعا اللهُ فجّر خُلدَه، برمالنا *** وأقام «عزرائيلَ».. يحمي المنبعا!! تلك الجزائرُ.. تصنع استقلالها *** تَخذتْ له مهجَ الضحايا.. مصنعا طاشتْ بها الطرقاتُ.. فاختصرتْ لها *** نهجَ المنايا للسيادة مهيعا وامتصّها المتزعّمون!! فأصبحتْ *** شِلْواً.. بأنياب الذئاب مُمَزَّعا وإذا السياسةُ لم تفوِّض أمرها *** للنار.. كانت خدعةً وتصنُّعا!! إنِّي رأيتُ الكون يسجد خاشعاً *** للحقّ.. والرشَّاش.. إن نطقا معا!!! خَبِّرْ فرنسا.. يا زمانُ.. بأننا *** هيهات في استقلالنا أن نُخدعا! واستفتِ يا «ديغولُ» شعبَكَ.. إنهُ *** حُكْمُ الزمان.. فما عسى أن تصنعا؟ شعبُ الجزائر قال في استفتائهِ *** لا.. لن أُبيح من الجزائر إصبعا واختار يومَ (الاقتراع) (نفمبراً) *** فمضى.. وصمّم أن يثورَ ويقرعا