- لا لتأييد منى
- مطالبات بجزء ثان
مأساة حمل منى سفاحا أثارت جدلا في الشارع اللبناني
"منى تعذبت كثيرا في حياتها".. "كيف تدافعين عن فتاة مثل منى".. هذا جانب من اشتباك حاد بالألفاظ نشب بين فتاة لبنانية وأمها بسبب "منى" بطلة المسلسل التركي "لا مكان.. لا وطن" وعرض حصريا على شاشة mbc 1 مؤخرا.
هذا الاشتباك ليس قاصرا على هذه الأسرة اللبنانية، ولكنه -بحسب استطلاع رأي لموقع MBC.NET- يجسد انقسام الشارع اللبناني بشأن قضية "منى" التي حملت سفاحا في المسلسل من حبيبها "حسين"، وهو ما كان سيؤدي لقتلها على يد والدتها قبل أن تنتهي أحداث المسلسل بزواج منى من شاب آخر. فيما طالب لبنانيون بعمل جزء ثان من المسلسل حتى يعرفوا كيف ستربي منى أبناءها، وإذا ما كانت ستسامحهن إذا ما فعلن نفس ما فعلت.
هدى الفتاة ذات العشرين ربيعا الطالبة الجامعية -سنة أولى حقوق- اشتبكت مع والدتها بسبب دفاعها عن منى، فقد رأت هدى "أن منى تعذبت كثيرا في حياتها وتعرضت للظلم والقهر، والهرب من مكان إلى آخر جراء قصة حبها لحسين ودفاعها عنه حتى الرمق الأخير".
ثارت ثائرة الأم بوجه ابنتها قائلة: "كيف تدافعين عن فتاة مثل منى وهي التي حملت سفاحا دون زواج، وهذا ما لا يرضاه الله ولا البشر"، وتابعت أم هدى مؤنبة ابنتها "على كل حال الحق ليس عليك، بل علي أنا لأني سمحت لك بمتابعة مثل هذه المسلسلات".
ورغم تأنيب الأم استمرت هدى في الدفاع عن منى، معتبرة أن الإنسان حر في تصرفاته ثم يتم محاسبته عليها إذا أخطأ وتسامح وليس أن نقوم بقتله "فالعادات والتقاليد بحسب رأيها ولدت من أجل الناس، ولم يولد الناس من أجل العادات والتقاليد.
هاني شقيق هدى ويكبرها بسنتين كان رأيه مطابقا تماما لرأي شقيقته وقال لـmbc.net: "إن منى ظلمت من الكثيرين وأكثر من ظلمها حسين الذي أحبته وضحت من أجله، فكان عليه أن يكون أكثر اندفاعا وجرأة وأن يدافع عن حبه مهما لاقى من التحديات".
وألقى هاني باللوم على مخرج المسلسل لجعله النهاية التي وضعها للمسلسل على هذا النحو، وأضاف: "كان يجب أن يدافع عن حب منى لحسين وحب حسين لمنى، أما حب نزار لمنى فكان من نوع الحب من طرف واحد، وهذا لا يجوز".
لمياء صديقة هدى وجارتها رأت بدورها أن مسلسل "لا مكان لا وطن" أثار الكثير من القضايا، بداية من قضية علاقة شاب متعلم كالمهندس حسين بفتاة أمية مثل منى، واعتبرت أن المسلسل "عالج هذه القضية بشكل خاطئ عندما أبعد منى وحسين عن بعضهما وكأنه يكرس بهذه الحال مفهوم أن الشاب المتعلم يجب ألا يحب فتاة غير متعلمة".
وتساءلت لمياء "أين قيمة الإنسان هنا؟"، وتابعت مضيفة "فهناك الكثير من المتعلمين لا يفقهون شيئا هم وغير مثقفين، بينما هناك من غير حاملي الشهادات من هم مفعمون بالثقافة والاطلاع والإنسانية".
وانتقدت لمياء منى، واعتبرتها مخطئة عندما "أرجعت حملها من حسين إلى أنها جاهلة كالنعجة". غير أنه استدركت مضيفة "أنا وإن كنت ضد أن يؤذي أحد منى أو يضربها حتى بوردة لأنه كما قيل من منكم بلا خطيئة فليرشقها بحجر؛ إلا أنني لست أبدا مع الحمل من دون زواج مهما كان الحب قويا، لأن كل شيء بوقته حلو، والحمل يجب أن يكون بعد الزواج لأنه يكون على الأقل قد نضج".
لا لتأييد منى
وفاء الحلبي ربة منزل ومعلمة بإحدى المدارس وأم لثلاث فتيات تساءلت مستغربة "كيف تؤيدون منى فيما اقترفته؟ وتابعت هذا أمر صعب جدا، وأنا كأم لا أستطيع احتماله. وانتقدت أيضا مخرج المسلسل وقالت كان عليه "أن يقتل منى لكي يلقن أي فتاة تتهور في حياتها درسا في الأخلاق لكي لا تلاقي نفس المصير وبؤسه".
في المقابل، أثنى مفيد صبري –محامي- على المسلسل وعلى نزار الذي دافع عن حبه لمنى ولم يمل أو يكل حتى تزوجها، كما أثنى مفيد على والد منى وأمها اللذين تحملا الكثير من أجل إنقاذ ابنتهما من الموت ومجابهتهما للتقاليد التي اعتبرها بعيدة عن المنطق والتسامح الذي دعت إليه كل الأديان السماوية.
مطالبات بجزء ثان
زواج منى من نزار في الحلقة الأخيرة من المسلسل فاجأ الكثيرين في لبنان الذين منهم من كان يتوقع أن يتم قتل منى عقابا على حملها سفاحا، ومنهم من توقع أن تتزوج من عشيقها حسين، أما زواجها من نزار فكان أكبر مفاجأة.
ويقول محمد -موظف حكومي- معلقا على نهاية المسلسل: "كان على منى أن تموت، لأنه لا يعقل أن تحمل سفاحا وتبقى على قيد الحياة، أما زواجها من نزار فسينتهي عاجلا أم آجلا لأنه سيعيرها يوما بما فعلت وستهرب من جديد".
وأضاف محمد: "لا أحد ضد قتل الشرف، وإنما نحن ضد أن يقتل الأخ أخته لسبب ما، كأن يسطو على أموالها ويتمحك بقتل الشرف لكي ينجو من السجن أو يخفف العقوبة". أما فؤاد علوان سائق تاكسي على طريق طرابلس بيروت فعارض رأي محمد بشدة، وقال: من سمح لشخص ما أن يقتل شقيقته مهما فعلت لأن الله وحده يحاسب الجميع. وكيف يحق لشخص ما أن ينصب نفسه وليا لأمور الناس وشؤونهم حتى لو كانت بحجة الدفاع عن التقاليد.
وأعرب إيوان اللبان مدرس موسيقى عن اتفاقه مع مخرج "لا مكان.. لا وطن"، وقال: "إن نهاية المسلسل كانت جميلة جدا ورائعة لأنها انتهت بزواج منى من نزار، وكلاهما يكن المودة العميقة والاحترام للآخر".
كما أعرب اللبان عن أمله في أن يكون هناك جزء ثان للمسلسل "لكي نتابع أحداث الفرح بدلا من المتاعب التي تابعناها في الجزء الأول، وأن نشاهد كيف تربي منى أبناءها وتعلمهم، ولكي نرى إذا ما كانت ستسامحهن إذا ما فعلن نفس ما فعلت؟".