إسبانيا تستحق الإشادة
لطالما اكتسبت إسبانيا سمعتها كدولة كبرى في عالم كرة القدم بفضل أنديتها الكبيرة أكثر من منتخبها الأول، فبفضل هويتها المعروفة والقوية في المنطقة وبفضل إنجازاتها الأوروبية نجحت أندية إسبانيا الكبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا وسيفيليا وديبورتيفو في أسر قلوب الجماهير الإسبانية واحتكار عواطفها الكروية، تماما كما احتكرت العناوين الرئيسية لأهم الصحف الإسبانية.
وعلى العكس، فقد كان المنتخب الإسباني مصدر إحباط للجماهير ومحل عدم اهتمامها، فهو دائما وأبدا كان يثير من حوله الآمال العظيمة بفضل نجومه الموهوبين ولكنه لم يكن يلقى غير الإخفاق بالبطولات الكبيرة، لكن هذا ليس حال المنتخب الإسباني الآن.
فبعد الكثير من الإخفاقات والليالي القاتمة الطويلة، نجح "لا سيليسيون" كما يطلق على منتخب إسبانيا أخيرا في أن يكون على مستوى الآمال المعلقة عليه، وأن يحقق نتائج على قدر حجمه ووزنه الحقيقيين.
وأثبت المنتخب الإسباني الحالي أنه أفضل "سيليسيون" شهدته إسبانيا في تاريخها، وهذا ما اكتشفته شيلي أيضا مساء أمس الأربعاء في مدينة فياريال الإسبانية.
فبالفوز الكبير بثلاثية نظيفة على شيلي، أكملت إسبانيا عاما ثانيا كاملا بدون أية هزائم؛ حيث حققت 25 فوزا وثلاثة تعادلات منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2006.
وقاد المخضرم لويس أراجونيس المنتخب الإسباني لإحراز لقب بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2008" بعروض رائعة وأداء مذهل، قبل أن يستقيل من تدريب الفريق ليتولى قيادة نادي فناربخشة التركي.
وتسلم فيسينتي ديل بوسكي قيادة المنتخب الإسباني من أراجونيس، ليبدأ رحلته الواعدة مع "لا سيليسيون" بستة انتصارات متتالية.
لذلك لم يكن من الغريب أن تحتفظ إسبانيا بمركزها الأول في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لكن الأرقام لا تحكي سوى جزءٍ واحد من القصة.
وتمتلك إسبانيا حاليا خط الوسط الأكثر موهبة في عالم كرة القدم بضمه أمثال سيسك فابريجاس وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وماركوس سينا الذين يقدمون أفضل خدمات للمهاجمين النجوم ديفيد فيا وفيرناندو توريس.
وتعاني إسبانيا من بعض الضعف في خطوطها الخلفية، خاصة في قلب الدفاع، ولكن القليل من الفرق هي التي تتمكن من الاستحواذ على الكرة أمام إسبانيا بالقدر الذي يسمح لها باستغلال نقطة ضعفها كما ينبغي.
وعلقت محطة "كادينا سير" الإذاعية الإسبانية على فوز بلادها على شيلي قائلة "من الواضح أن هذا هو أفضل منتخب وطني في العالم في الوقت الراهن".
بينما تحدثت صحيفة "ماركا" الرياضية اليوم الخميس عن "النهاية السعيدة لعام لن ينسى".
أما صحيفة "آس" المنافسة فقد أشارت إلى أن هدف المنتخب الإسباني المقبل سيكون تقليد المنتخب البرازيلي الذي حقق 29 فوزا متتاليا وسبعة تعادلات في الفترة ما بين عامي 1993 و1996، ونجح الفريق خلالها في الفوز بلقب بطولة كأس العالم 1994.
وأكدت قناة "أنتينا 3" التلفزيونية أن إسبانيا "ينتظرها مستقبل باهر" مع وجود الصاعدين أمثال دييجو كابيل (سيفيليا) وفيرناندو لورينتي (أتلتيك بلباو) وخوان ماتا (فالنسيا) على أعتاب الانضمام لصفوف "لا سيليسيون".
وستشارك إسبانيا للمرة الأولى في بطولة كأس القارات التي ستجرى في يونيو/حزيران 2009، وبعدها تأتي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.