عاد من غيبوبته الآن00
عاد بعدما أشعل الحريق في كبدي يقول ليكان لا بد من الهروب
إحتجت لأن أهرب منك
لأفك خواصر جنوني بك
لأتنفس نسمات لا تكوني بها
لأعيش حرا بين القوافي
لأكتب شعرا ليس في عينيك
لأشرب وأثمل
بعيدا عن خمر شفتيك
وكلما هربت
كنت أتعثر في وجودك
كأنك تتملكين خطاي
كأنك لعنة سكبت على قلبي
وما عشقها سواي00
كنت جالسة أحترق مع حطبي
أسمع هذيانه كأنما أسمع همسي
غرقت في بحر عيناي
بعدما جفت دموعي في غيابه
كان هزيلا مشردا
كطفل أضاع أبويه
وفي أحضان حطبي وجدهم
وأشعل بيديه تعويذة غجرية
ليمسح دمعي
وأقول00أكمل
فصدى صوتك شعري الذي هجرته
ويداك عطر أشتاقه في زفراتي000
تخبط في ضباب نفسه
ليجدني متوشحة طريق هروبه
ليقف مع أشلائه المضطربة
يعتكف صمتا قاتل
يصرخ بوجع سام
ليس بعاصي ولا كافر
ويقول
ما استطعت ذلك
ولا حتى في هذياني00
عاد يسكب على كتفي دمع عينيه
واخضرار وريقات شفتيه
جلس يلملم أشلائه من تحت أنقاض عشقي
وخلف جدائل تعب تجرعه في هروبه
يقول لي00
عدت إليك وأنا لم أهرب
إلا منك فيك
جردت أوراقي من الأحبار
وإذ بحريقها أنت
جردت روحي من شهقات الخوف
وإذ بمخدعي أنت
جردت جسدي الهزيل من تمتمات الشوق
وإذ بالجنون أنت
استطعت الهروب من بلدان00من حكام
من قبائل وشعوب وأوطان
وكلما هربت
أجد نفسي بين يديك أنت
لا هروب إلا إليك