http://www.echoroukonline.com/ara/thumbnail.php?file=__quipe_nationa250_882822062
كانت سنة 2008 الرياضية في الجزائر مليئة بالأحداث المثيرة التي يغلب عليها السواد بدءا بأحداث العنف التي خلفت ضحايا أبرياء وإصابات خطيرة، واعتبر الموسم المنصرم الأسوأ على الإطلاق في تسيير كرة القدم الجزائرية سواء على مستوى الرابطة أو الاتحادية بقرارات عشوائية تفتقد للجرأة استدعت تدخل هيآت خارجية في شكل المحكمة الدولية لإعادة حق البعض، وختم مدير الكرة في النادي المصري ابراهيم حسن أسوأ ذكريات العام بعد تصرفات وقحة غير أخلاقية ضد أنصار شبيبة بجاية أريد لها التأثير على علاقة الشعبين خلفت ضجة كبيرة مع نهاية العام.
كانت سنة 2008 الرياضية في الجزائر مليئة بالأحداث المثيرة التي يغلب عليها السواد بدءا بأحداث العنف التي خلفت ضحايا أبرياء وإصابات خطيرة، واعتبر الموسم المنصرم الأسوأ على الإطلاق في تسيير كرة القدم الجزائرية سواء على مستوى الرابطة أو الاتحادية بقرارات عشوائية تفتقد للجرأة استدعت تدخل هيآت خارجية في شكل المحكمة الدولية لإعادة حق البعض، وختم مدير الكرة في النادي المصري ابراهيم حسن أسوأ ذكريات العام بعد تصرفات وقحة غير أخلاقية ضد أنصار شبيبة بجاية أريد لها التأثير على علاقة الشعبين خلفت ضجة كبيرة مع نهاية العام.
- لكن رغم كل ذلك صنع المنتخب الوطني لكرة القدم والمصارعان بن يخاف وصوريا حداد والعداء الشاب عماد طويل دون نسيان وفاق سطيف الاستثناء بعد تحقيق الأول للتأهل وإن اعتبر شاقا للدور الثالث للتصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم وافريقيا، ليبقى الحلم الأكبر لكل الجزائريين في أن يكون العام المقبل مفرحا يتوج على اثره تأهلا لكأس العالم بجنوب افريقيا، فيما رفع الثنائي المصارع انجازا بصعودهما على منصة التتويج ببكين ليكونا غطاء لغابة مليئة بالأشواك، وصنع ابن واد سوف مفاجأة كبيرة بتتويجه بطلا للعالم في العاب القوي ببولونيا، وختم ابناء الهضاب الفرحة بتزعمهم للعرب لثاني مرة على التوالي. وبعيدا عن ذلك تألقت الشروق بشكل مميز، مسايرة الأحداث الرياضية بدقة كبيرة، وحاضرة في اكبر حدث رياضي عالمي، دون نسيان عقود التعاون المبرمة مع الفرق الرياضية من كامل ربوع الوطن.
- عندما يصبح التأهل إلى الدور الأخير لتصفيات "الكان" والمونديال إنجازا تاريخيا
- يرى الكثير بأن عام 2008 كان فأل خير على المنتخب الوطني لكرة القدم، بعد تأهله إلى الدور الأخير من إقصائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010.. ربما ما كان لهذا "الإنجاز" أن يحظى بكل هذه الهالة الإعلامية لو لم يسكن اليأس النفوس منذ فترة معتبرة، كيف لا وقد أصبح "الخضر" عاجزين في السنوات الأخيرة على التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وهم الذين جعلوا من هذا الموعد محطة عادية منذ سنوات الثمانينات، قبل أن يدخل الفريق في متاهة قد يصعب الخروج منها، على الرغم من مروره إلى الدور الأخير من التصفيات الحالية، والتي تضاعفت فيها حظوظه للتأهل على الأقل إلى النهائيات الإفريقية، سيما وأن ثلاثة منتخبات ستتأهل عن كل مجموعة، أما التأهل إلى المونديال فذلك حديث آخر.
- ومع ذلك، فإنه يحق للجزائريين، وأنصار "الخضر" بصفة خاصة، التطلع إلى تجديد العهد مع الموعد العالمي الكبير، سيما وأنه سيكون تاريخيا هذه المرة لإقامته لأول مرة منذ بدء المونديال على أرض إفريقية.. بصيص من الأمل يحتفظ به عشاق "الخضر" بناء على ما قدمه أشبال المدرب رابح سعدان في 2008، مسحوا به ولو قليلا الإنكسارات المتكررة للمنتخب في السنوات الأخيرة، ومنها الإقصاء المر من التأهل إلى نهائيات غانا، بعد أن ظن الجميع بأن الطريق كانت مفروشة بالورود للوصول إلى أكرا، قبل أن يستيقظ على كابوس الهزيمة المذلة أمام غينيا بملعب 5 جويلية الأولمبي، وبقيادة المدرب الفرنسي كافالي.
- سعدان نجح حيث فشل كافالي، ليكنس والآخرون
- ولأن أصحاب الحل والعقد في الكرة الجزائرية قد جربوا كثيرا الحلول الأجنبية، من أمثال كافالي، ليكنس وواسيج، دون فائدة، فإنهم قرروا في عام 2008 العودة إلى الأصل، مادام أنه في الرجوع إلى الأصل فضيلة ـ كما يقول المثل ـ فوضعوا ثقتهم في "الشيخ" رابح سعدان، أو رجل المطافئ كما يحلو للبعض تلقيبه، فحلت معه "البركة" بعد أن تمكنت تشكيلته من حصد كل نقاط مبارياتها التي أجرتها داخل الديار، وبالضبط بملعب البليدة، الذي يستحق أن نطلق عليه تسمية المعقل الجديد للخضر، خاصة وأن اللاعبين أنفسهم ارتاحوا له مثلما تدل عليه مطالبة أغلبيتهم بمواصلة استضافة منافسيهم بهم، ومنهم مصر على الأخص، غير مكترثين للحالة المزرية التي تتواجد عليها أرضيته.
- هي إذن النقاط التسع التي خطفها رفقاء صايفي من مقابلاتهم بالبليدة ضد ليبيريا، غامبيا وأخيرا السنغال، التي شفعت لهم لمواصلة المغامرة، وفي ذلك بحد ذاته تطور محسوس نظل نحتفظ به عن سنة 2008، كيف لا وقد تعود الجمهور الجزائري على حضور مهازل منتخبه مرغما داخل الديار، مثلما كان الحال في الأمس القريب ضد منتخبات من العيار المتواضع، كأنغولا والغابون على سبيل المثال لا الحصر.. لذلك، فإن مجرد تجديد العهد مع الانتصار في الجزائر وعدم التنازل عن أية نقطة أمام الأنصار، يحسب للمنتخب الوطني ويدفع للتشبث بخيط الأمل لتكرار ذات الإنجاز بمناسبة المرحلة القادمة والحاسمة من الإقصائيات، رغم أن ذلك قد لا يكون كافيا لحضور العرس الكروي العالمي بجنوب إفريقيا، ولكنه سيكفي بالمقابل لانتزاع تأشيرة مؤهلة إلى النهائيات القارية بأنغولا، وذلك أضعف الإيمان.
- "الخضر" غير مرغوب فيهم بفرنسا، أو المهزلة الأخرى "للفاف"
- ولكن المناقضة في ذلك، أنه رغم ابتسام الأرض الجزائرية لمنتخبها، إلا أن هذا الأخير ظل يدير ظهره لأنصاره، أو لنقل بأن المسؤولين على المنتخب الوطني فضلوا، خلال العام الذي ينقضي، الأرض الفرنسية لإقامة المباريات الودية للتشكيلة الوطنية، وليت حظي "الخضر" هناك بالاحترام اللازم؛ لأنهم في أغلب الأحيان كانوا يضطرون للبحث على ملعب لمواجهة منافسيهم، بعد أن أوصدت أمامهم كل الأبواب، وأضحوا غير مرغوب فيهم من طرف رؤساء جل البلديات الفرنسية، ليحتفظ عام 2008 بسابقة ليس مثلها في تاريخ المنتخبات الجزائرية، عندما وجد سعدان وأشباله أنفسهم مضطرين لمواجهة الكونغو الديمقراطية على ملعب صغير لأحد الأحياء الباريسية، وأكثر من ذلك، فقد اشترطت السلطات المحلية بأن يقام اللقاء بدون حضور الجمهور، فكان الحدث وصمة عار على الكرة الجزائرية واتحادياتها التي واصلت غيَّها التي تمادت في غيِّها فواصلت إقامة تربصات المنتخب وراء البحار، وبالضبط بفرنسا، نزولا عند رغبة اللاعبين المحترفين، قبل أن يتيقن هؤلاء أنفسهم بأنه ليس أفضل لهم من أرض أجدادهم لاحتضانهم، سيما بعد أن أدركوا بأنهم فعلا غير مرغوب فيهم، لا هم ولا أنصارهم، بعد التجاوزات التي صدرت من المدرجات في آخر خرجة لبلحاج ورفقائه بمدينة "روان" ضد المنتخب المالي، فكانت الضربة موجعة هذه المرة، إلى درجة أن الإجماع كان كبيرا حول ضرورة العودة إلى الجزائر، وهو ما أكده مؤخرا تصريح رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عندما أعلن "القطيعة مع الملاعب الفرنسية والعودة إلى الجزائر، بداية من السنة الجديدة، حيث ستقام عليها كل المباريات الودية، بداية من مواجهة البنين في شهر فيفري؛ قرار استحسنه الكثير ولو أنه جاء متأخرا بعض الشيء.
- هل يكون عام 2009 موسم العودة إلى كأس العالم؟
- بلغنا الآن، وهذا خلال عام 2008، المرحلة التأهيلية الأخيرة لمونديال جنوب افريقيا 2010، والتي ستدور رحاها من أول مباراة ضد رواندا، إلى آخر مواجهة في القاهرة ضد مصر، خلال عام 2009 من ربيعه إلى خرييفه.. ومن حق الجزائريين برغم ما قيل وما يقال أن يحلموا بأن يكون عام 2009 موسم العودة إلى كأس العالم التي غادرناها منذ صائفة 1986، عندما لعبنا آخر مواجهة في المكسيك وخسرناها ضد إسبانيا (3 - 0)، وهو زمن طويل جدا لا يليق ببلد ثري هو أغنى ماديا بكثير من البلدان الثلاثة التي ستواجهها الجزائر في كأس العالم، وهي رواندا وزامبيا ومصر، إضافة إلى أن كل لاعبي المنتخب الوطني ينشطون في بطولات أوربية قوية، منهم حتى من صاروا من أغلى لاعبي العالم، مثل بلحاج نذير وزياني كريم، ووزنهم بالتأكيد أكبر من لاعبي منتخب مصر، أما عن لاعبي زامبيا ورواندا، فإنه لا مقارنة إطلاقا أمام منتخبنا عام 2009.
- ست مباريات حاسمة وبالنظر إلى ترتيبها، فإن منتخبنا يمتلك فرصة العمر للتأهل إلى مونديال 2010، حيث يتنقل إلى رواندا، وهو مطالب بانتزاع نقاط المقابلة أمام منتخب أفقر دولة في العالم، ولو بهدف يتيم لا يبدو صعبا تحقيقه من طرف رفقاء زياني، ثم يستقبل منتخب الفراعنة في ملعب 5 جويلية في بداية صائفة 2009، والفوز بهذه المقابلة ولو بهدف يتيم سيجعل منتخبنا في المركز الأول، وربما بفارق 3 نقاط عن مصر وزامبيا، بعد مرور ثلث المسيرة وحينها سيضع منتخبنا قدمه على درب التأهل لمونديال 2010، وفي حالة تمكن منتخبنا من مفاجأة زامبيا في ملعبها والفوز بمقابلتيه اللتين يستقبل فيهما رواندا وزامبيا، وهي ليست معجزة، قد تصبح رحلته إلى القاهرة للسياحة فقط. وصراحة، حتى المصريين شعروا بأن الرزنامة لم تكن في صالحهم، حيث يتنقلون إلى الجزائر في ثاني مباراة، مما يهددهم بأن لا يكونوا في المركز الأول في بداية رحلة التصفيات، ويدخل الشك قلوب نجوم مصر الذين يعتقدون أن مجموعتهم من أسهل المجموعات الإقصائية..
- طبعا هذه مجرد حسابات؛ لأن الميدان شيء آخر، وقد تقلب زامبيا وحتى رواندا الطاولة على المنتخبين العربيين. والجزائر لا خيار لها سوى انتزاع الفوز في رواندا؛ لأنه سيؤهلها مباشرة لكأس أمم افريقيا بأنغولا، ويفتح لها أبواب المونديال، أما في حالة التعادل أو الهزيمة فإن منتخبنا يقدم أوراق استقالته من المنافسة على ورقة المونديال؛ لأن التأهل يتطلب الفوز خارج الديار، والذي يعجز عن الفوز على رواندا لا يمكنه فعل ذلك أمام زامبيا، وخاصة في القاهرة.
- يذكر أن منتخب الجزائر لم يفز أبدا خارج دياره في مباراة رسمية افريقية منذ 2003، فهل يحقق ذلك عام 2009؟!
- تابع