يعد المصري محمد زيدان المحترف في صفوف بوروسيا دورتموند الألماني أحد اللاعبين المثيرين للجدل في الكرة المصرية، فتارة يتألق مع الفريق ويحقق المعجزات، وأخرى يتم اتهامه بالهروب وخيانة منتخب بلاده.. ونجح اللاعب في إسعاد الملايين من المصريين خلال بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة في غانا 2008، ولم تمر شهور قليلة إلا وتسبب في صدمة كبيرة لهم بعد اتهامه بالتهرب من المنتخب من أجل أمور شخصية بحتة.. لذا حرص مراسل mbc على مقابلته عقب المباراة الودية مع غانا على استاد القاهرة لمعرفة توقعاته بشأن المنافسة القوية التي سيخوضها الفراعنة في التصفيات أمام منتخبات الجزائر وزامبيا ورواندا.
في بداية حديثة أكد زيزو الكرة المصرية -كما يحلو للبعض تسميته- أن الجزائر هي المنافس الأقوى لمصر في التأهل عن المجموعة إلى نهائيات كأس العالم، مشيرا إلى أنها من المنتخبات صاحبة التاريخ الكبير على الصعيد القاري والعالمي، كما أن الجيل الحالي يضم الكثير من المحترفين في الكثير من الدول الأوروبية، خاصة إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وأيضا أسكتلندا.
وأوضح أن الجزائريين يتسلحون بروحهم معنوية عالية تلك المرة لرغبتهم في العودة لكأس العالم، وفي هذا الأمر نتشابه معهم؛ لأننا جميعا نحلم بالعودة إلى المونديال، لذا ستكون مواجهتنا مع الجزائر ذهابا وإيابا في غاية الصعوبة، فهي المنافس الأقوى.
وشدد زيدان على ضرورة الاستعداد الجيد لمواجهة الجزائر نفسيا وبدنيا، وذلك عن طريق أن نكون في وضعية تنافسية قوية بتحقيق نتائج إيجابية مع زامبيا ورواندا.
نحلم بمساندة كبيرة
وحول مباراة مصر الأولى في التصفيات أمام زامبيا، أوضح زيدان أن مباراة زامبيا ستكون بداية مشوار التصفيات، والعامل الإيجابي أن المباراة ستكون وسط جماهيرنا على استاد القاهرة، مشددا على أهمية استغلال هذه المساندة الكبيرة لتحقيق فوز كبير يعطينا -كلاعبين وجهاز فني- قوة دفع أكبر للاستمرار بأقدام ثابتة في بقية جولات التصفيات، خاصة أن الجولة الثانية ستكون في الجزائر بعيدا عن ملعبنا، وفي هذا اللقاء يجب تجنب الوقوع في مصيدة الخسارة.
وأشار لاعب بروسيا دورتموند الألماني إلى أن الاستهانة ببعض المنافسين تسبب في ضياع فرصة التأهل لكأس العالم خلال السنوات الماضية، معتبرا أن المنافسة في المجموعة ستكون بين مصر والجزائر، خاصة أن مستوي المنتخبين الرواندي والزامبي غير واضحة المعالم إلى الآن.
وشدد زيدان في الوقت نفسه على أن فريقي زامبيا ورواندا قادران على تحقيق المفاجأة، ويجب التركيز عند مواجهة أي منهما للحصول على نقاط تلك المباريات ذاهبا وإيابا، حتى لا نقع في حسابات معقدة متعلقة بعدد النقاط وفارق الأهداف ونتيجة المواجهات المباشرة.
وأشار النجم المصري إلى أنه قدم خلال مباراة غانا التي انتهت بالتعادل 2-2، أفضل ما عنده حتى يمحو صورة تهربه من اللعب لمنتخب مصر، معتبرا أن عودته للتشكيلة الأساسية جاءت في الوقت المناسب؛ لأنه كان يخشى أن يستمر استبعاده عن قائمة المنتخب مع انطلاق المباريات الرسمية في التصفيات الإفريقية، وفقد فرصة المشاركة مع منتخب بلاده لتحقيق إنجاز جديد.
تبرير الغياب
وعن أسباب الخلاف مع الجهاز الفني للمنتخب المصري، قال زيدان: "كنت أعاني من بعض الإرهاق فلم أستطع الانضمام للفريق خلال الدور السابق من التصفيات، فحدث سوء تفاهم مع المدير الفني حسن شحاتة، واتهمت بأنني أتهرب من الانضمام".
وأضاف: "لا أتخيل نفسي بعيدا عن منتخب بلادي، فتقدمت باعتذار علني، وكل تلك الخلافات أصبحت من الماضي ونسيتها، المهم الآن التركيز في المباريات المقبلة التي يجب تحقيق نتائج إيجابية فيها لحسم التأهل للمونديال بعيدا عن الحسابات المعقدة".
وحول مشاركة مصر في بطولة القارات، قال زيدان:"نحن كلاعبين محترفين سنعمل على تقديم أفضل ما لدينا خلال تلك المباريات، فكرة القدم لا تعترف إلا بالمجهود داخل الملعب".
وأضاف: "علينا ألا ننسى أن القرعة أوقعتنا في مواجهة منتخبات قوية جدا، فالبرازيل وإيطاليا من أكثر الفرق الحاصلة على بطولات كأس العالم، كما أن تشكيلتهما تضم الكثير من نجوم العالم، وبالنسبة للولايات المتحدة، فالكرة هناك تقدمت كثيرا وأصبح هذا الفريق متواجد دائما في كأس العالم ويقدم مستويات قوية، كل هذا يعني أن مهمة المنافسة في بطولة القارات أمر صعب".
وشدد النجم المصري على أن نتائج المنتخب في بطولة القارات لن تؤثر على معنويات اللاعبين، بقوله: "عقب نهاية تلك البطولة سننسى ما حدث فيها من فوز أو خسارة لنعود إلى تركيزنا من جديد للتصفيات وتحقيق الهدف الأول وهو الوصول للمونديال".
وعن مشواره الاحترافي في بروسيا دورتموند الألماني، قال زيدان "إن المدير الفني يورجن كلوب مدرب دورتموند يثق في قدراتي كثيرا، وأشارك بصفة مستمرة مع مباريات فريقي في الدوري الألماني، حتى إنني سجلت أربعة أهداف مؤثرة أنقذت فريقي من الخسارة وساهمت في تحقيق الفوز".
وأضاف: "أشعر بالراحة في دورتموند، خاصة أن فريقي ما زال في وضعية تنافسية، فنحن نحتل المركز التاسع برصيد 30 نقطة بفارق تسع نقاط عن هوفينهايم المتصدر، وبالطبع هذا يشير إلى قوة المنافسة، وأن الحظوظ ما زالت قائمة للتقدم في جدول الترتيب".