الإعلامي "معتز الدمرداش
هو واحد من أشهر الإعلاميين العرب، وبفضل برنامج "90 دقيقة" الذي تبثه قناة "المحور" المصرية تمكن من اقتحام البيوت العربية، فتسلل إلى قلوب البسطاء والضعفاء، وأصبح شوكة في حلق المسؤولين والمفسدين، ليتمرد بذلك على صورة الإعلام المصري الرسمي.
- وفي حواره مع "الشروق" يكشف "معتز الدمرداش" عن الكثير من الأسرار ويجيب بصراحة وجرأة على كل الأسئلة المحيرة.
- * بقيت 23 عاما خارج مصر، فما سبب عودتك للإعلام المصري ؟
- - على مدار تلك السنوات عملت في "أم. بي. سي"، وتلفزيون دبي، لكن برنامج "90 دقيقة" هو الذي أرجعني لمصر، فقد كنت في حاجة إلى نافذة أطل من خلالها على هموم ومشاكل شعب عانى الكثير ولا يزال يعاني، إنه الشعب المصري الأصيل الذي أنتمي إليه، ومن واجبي أن أقدم كل ما أملك من أجله.
- = يصنف البعض برنامج "90 دقيقة" على أنه الأكثر جرأة وحرية في مصر، ما مدى صحة ذلك؟
- - الإعلام المصري والعربي عموما منح في السنوات الأخيرة هامشا من الحرية، لكني غير راض عن هذا المستوى، وينبغي أن يرتفع سقف الحريات أكثر من ذلك، فعندما أقول "منح" فأنا أشير إلى أن هذه الحرية بهذا المقاس منحت من فوق لأغراض معينة، وما أتمناه هو حرية حقيقية وشاملة.
- = من خلال الإعلام أصبحت أحد الشخصيات النافذة والمؤثرة في الشارع المصري، ترى ما السبب؟
- - أي إعلامي مخلص لمهنته وأمين على عمله عليه أن يطبق معادلة "نصرة المظلوم والاقتصاص من الظالم"، وأعتقد أنني أحاول قدر المستطاع تحقيق ذلك، وعندما يقترب الإعلامي من هموم وطنه وآلام الناس، ويصر على طرح القضايا الهامة ويتعرض للمشاكل الملحة، فهذا يجعله قريبا جدا من قلوب الشريحة العريضة، لكنه في الوقت نفسه يصبح مصدر إزعاج للمفسدين والمتورطين، وأعتقد أن هذه هي الوظيفة الحقيقية للإعلامي في زمن زاد فيه حجم الظلم والتجني على الفقراء والضعفاء من قبل أرباب المال والنفوذ والسلطان، أنا أحاول جاهدا من خلال برنامج "90 دقيقة" أن أرفع صوت ضحايا الطمع والجشع والظلم والقهر، أحاول أن أجعل صرخاتهم بمثابة طلقات في صدور المجرمين الكبار.
- = ولكن ما الفائدة من زيادة حدة الصراخ طالما الظالم ممعن في ظلمه والمظلوم على حاله؟
- - أنا لا أسعى من خلال "التوك شو" للإثارة والنجاح على حساب آلام وأوجاع الناس، ولا أفعل مثلما تقوم بعض الفضائيات التي لا يهمها سوى الانتشار حتى ولو كان الثمن دما وأرواحا، إن كل ما يهمني كإعلامي هو مصر والمواطن المصري.
- = وهل الإعلام المصري جدير بهذه الرسالة؟
- - أنا أتمنى أن يصبح التلفزيون المصري سيد قراره، وأن يبتعد عن أيدي الحكومة، عليه أن يتحرر من القيود ليقدم رسالته كاملة دون شوائب، أما عن الإعلام الخاص، فهناك منه من يهمه المواطن المصري والعربي، ومنه من لا يهمه سوى الربح، ومنه أيضا المستخدم من قبل جهات للإضرار بالعرب، وأنا هنا أتحدث بصفة عامة عن الإعلام العربي.
- = يتم التعامل معك من قبل المواطنين المصريين كعضو في البرلمان، يقدمون لك الشكاوى، ويطلبون منك الوقوف بجانبهم.. ما علاقة ذلك بالإعلام؟
- - شيء عظيم أن يحصل المرؤ على ثقة الناس، لكني لست سياسيا ولا في موقع سلطة، فأنا لا أستطيع حل مشاكل الأرامل والمطلقات ولكني أناقش قضية قوانين الأحوال الشخصية، ولا استطيع أن أحل مشكلة أطفال الشوارع، ولكني استطيع أن أناقش القضية، فأنا أطرح القضايا ليحلها المسؤولون والمعنيون وأصحاب القرار، وفي حال تقاعسهم تبدأ محاسبتهم جماهيريا على هذا التقاعس، هذا ما أقوم به وهذا هو لب الإعلام.
- = تفرض الخطوط الحمراء على أي وسيلة إعلامية، ما هي المحاذير المفروضة على "90 دقيقة"؟
- - رئيس الجمهورية وأولاده هم الخطوط الحمراء، ورغم ذلك أحاول بخبرتي أن أقدم إعلاما متوازنا يتوافق مع مبادئي وأهدافي، لكن أود الإشارة إلى أن قناة "المحور" التي يقدم من خلالها البرنامج مملوكة لرجل أعمال، وكل منا يهتم بالمجتمع المصري ومشاكله، وببساطة شديدة أنا إعلامي محترف، وأعرف جيدا ما الموضوعات التي يجب أن أتحدث فيها والعكس.
- = كثير من الإعلاميين متورطون في علاقات منفعة مع المسؤولين والكبار.. ما المسافة التي تفصلك عنهم؟
- - أبعد مما بين السموات والأرض، مثل هؤلاء لا يستحقون أن يحملوا لقب إعلاميين، فأنا مثلا لدي علاقات كثيرة ولكنها كلها علاقات عامة وليست خاصة، ولا يوجد لدي أي مصالح مشتركة بيني وبين المسؤولين، لأني أؤمن بأن وجود مثل هذه المصالح والعلاقات الخاصة بين المسؤول والإعلامي يفقده أعز ما يملك وهي المصداقية، وأكثر من ذلك يصبح الإعلامي خنجرا مسموما في ظهر الوطن ومستقبله.
- = كثير من المشاهدين يرون أنك نجحت بعدما رقصت على جثة هالة سرحان.. ما رأيك؟
- - أرفض هذا التعبير أولا، لكن مما لا شك فيه أن قضية فتيات الليل التي قدمتها هالة سرحان قد ساهمت في رفع نسبة المشاهدة، نظرا لشغف الناس واهتمامهم بالموضوع، وهذا هو الأساس في نجاح أي برنامج "المصداقية" وهذا ما حافظنا عليه في "90 دقيقة" فبعد قضية فتيات الليل كانت هناك انطلاقات وانفرادات عديدة ولا يمكن أن يكون نجاح البرنامج مرتبطا بقضية واحدة، لأن المشاهد أعطانا ثقته بعد مرور عام واحد على انطلاق البرنامج، ولهذا كان لا بد من تدعيم هذه الثقة عن طريق عرض كل القضايا والأزمات التي تعترض مجتمعنا.
- = لماذا إذن مارست ضد سرحان أسلوبا وصف بأنه الأعنف في تلك القضية؟
- - أود أن أؤكد أنه ليس بيني وبين الزميلة الإعلامية هالة سرحان أي ثأر، وأنا أكن لها كل احترام، وليست هي المقصودة بتفجير فضيحة بنات الليل، لأن القضية هي التي استفزتني، ولأنني ضد الإساءة لبنات مصر، وعندما وجدت المستندات التي تؤكد كلامي قدمت حلقة عن فضيحة بنات الليل لأؤكد أنها حلقات مفبركة وغير صحيحة.
- = برنامج قوي وجاد مثل "90 دقيقة"، ما الداعي لإقحام الممثلات فيه؟
- - الجدية لا تحول دون استضافة الفنانين، فهم جزء من المجتمع وقضاياهم تهم الناس وأنا ملزم بتقديم ما يهم المشاهدين في كل المجالات، كما أنني أستضيف فنانين وفنانات أرى فيهم نجوما، وليس عيبا استضافة الفنانات لتلطيف الجو، فليس مقبولا أن أستضيف الرجال فقط.
- = اختفيت من الـ "أم. بي. سي" فجأة وتركت "البيت بيتك" في صمت مطبق، ماذا حدث بالضبط؟
- - بالنسبة للـ "أم. بي. سي" فقد قدمت من خلالها البرنامج الناجح "هنا معتز" وبعدها قررت العودة لمصر، أما تركي لبرنامج "البيت بيتك" بعد 03 أشهر فقط من تقديمه، فيعود السبب للعرض الذي جاءني من قناة "المحور" والذي وافقت عليه عندما شعرت أنه مناسب لأفكاري، وليس صحيحا أنني تركت العمل في "البيت بيتك" بسبب خلاف مع الزميل محمود سعد.
- = بماذا تفسر الاعتداء على سيارتك وتحطيمها؟
- - أنا فوجئت أثناء تواجدي بالمنزل الساعة الرابعة والنصف فجرا بالحارس يدق باب شقتي ويبلغني بأن سيارتي تحطمت على أيدي 04 مجهولين انهالوا عليها بالسيوف والعصي ومزقوا إطاراتها بالكامل حتى أصبحت خردة، وأعتقد أن الأمر كان بمثابة رسالة إنذار وتحذير، لكنني أؤكد أنني باق في "المحور"، وسأظل أقدم برنامج "90 دقيقة" بنفس الأسلوب، وردا على هؤلاء أقول لهم إنني جددت العقد في القناة لمدة سنتين أخريين، ولن أكف عن إثارة قضايا وهموم الناس حتى ولو كان هناك مليون تهديد وتهديد، فهذا هو قدر الإعلامي وضريبة النجاح.
- = لكن هناك أقاويل تفيد بأنك ستترك "المحور" بفعل ضغوط سياسية؟
- - ليس صحيحا، ولم تكن هناك تدخلات سياسية كما تناولت الصحف، وليس صحيحا أيضا أنني سأذهب إلى قناة "الحياة"، فأنا باق في "المحور
".