بسم الله الرحمن الرحيم
[size=21]المجموعة الثالثة : من الأخطاء الشائعة أخطاء تتعلق بالرقى والتمائم
ونحوها وأقول:
أول هذه الأخطاء ما يتعلق بالقراء
فإن كثرة القرّاء والطرق التي يقرأ بها بعضهم تحولت من قراءة شرعية مشروعة
إلى قراءة بدعية فهذا التجمع الكبير واختلاط الرجال بالنساء ثم الاعتقاد
أن القارئ نفسه يشفي وينفع ثم بعد ذلك لا يقع من أمور أخرى نقول: إن هذه
يخشى على أصحابها فينبغي الانتباه .
ثانياً التمائم من القرآن
ونقول : إن التميمة إذا لم تكن من القرآن بأن كانت من خرزاً أو آلات
معدنية أو غيرها فهذه من التمائم المحرمة والنبي صلى الله عليه وسلم نهى
عنها نهياً شديداً كما وردت في ذلك الأحاديث . إنما بقي في هذه المسائل بقية :
وهي
التميمة إذا كانت من القرآن فإن بعض الناس يأتي ويكتب آيات من القرآن
الكريم ثم يأتي ويعلقها على صدر الصبي أو على ظهره ونحن نقول:
إن الصحيح أن هذه لا تجوز لأمور :
أولها: أن هذه بدعة لم تكن معروفة لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وثانيها: أن هذه تؤديها إلى التمائم المحرمة؛ لأن من تساهل بها تساهل بغيرها من التمائم التي اتفق العلماء على تحريمها . ونقول:
ثالثاًً: أن هذا يؤدي إلى امتهان القرءان ودخوله في دورات المياه وأحياناً وصول البول أو نحوه إلى التميمة وخاصة عند الأطفال فينبغي أن نعلم حكم ذلك وأن نبتعد عنه جزاكم الله خيرا .
ثالثاً: ومن الأمور الشائعة أيضا قول الإنسان بعد حدوث أمر يكرهه لو أنني فعلت كذا لكان كذا وكذا ونقول: إن هذا الاعتراض محرم؛ لأنه اعتراض على القدر والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني
فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
) وبعض الناس إذا حصل له مكروه أو حدث له شيء يأتي ويتحسر ويقول:
لو أنني فعلت كذا لكن كذا ونحوا ذلك ونقول: إن هذه بدعة ويجب الانتباه إلى
منعها؛ لأنها اعتراض على قدر الله تعالى وقد يسأل سائل ويقول: ما معنى ذلك ، أن استخدام لو في جميع الأمور ممنوع؟
نقول في الجواب : فيه تفصيل: فيقال :
أولاً: إذا قصد بلو مجرد الخبر كأن يقول لو أتيتني لأكرمتك أو لو علمت بوجودك لزرتك فنقول : هذا ما فيه إشكال لأنه من باب الإخبار .
ثانياً: إذا قصد به التمني في أمر مشروع
كأن يقول : لو كان لي عندي قدرة لحججت هذا العام أو لحججت العام الماضي ،
مثل ذلك الرجل الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ذكر رجلين
أحدهما رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه في سبيل الله ورجل آخر لم يأته الله
مال لكنه يقول لو كان لي مثل مال فلان لفعلت مثل فعله. قال صلى الله عليه
وسلم ( فهما في الأجر سواء ) فهذا في أمر
مشروع مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ساق الهدي في حجته وبقي
قارناً عليه الصلاة والسلام لما أمر الناس بالتمتع. وقال له : أنت يا رسول الله قال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة) فهذا تمني في أمر مشروع.
أما النوع الثالث: فهو ما سبق بيانه التحسر على أمراً قد مضى اعتراضا على مقدور فهذا الذي يمنع.
رابعاً: من الأمور الشائعة التي يجب الانتباه إليها التشاؤم بشهر صفر وهذا منشر حتى أن بعض الناس لا يتزوجون بهذا الشهر والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ) وصفر هنا عند كثير من الشراح المقصود به شهر صفر وهذا هو الراجح فلا يجوز التشاؤم بهذا الشهر بل هذا الشهر مثل غيره من الشهور نتزوج فيه ونسافر ولا نتشاءم فيه فانتبهوا .
خامساً ومن الأخطاء أيضاً الشائعة التفاؤل من المصحف أو التشاؤم فيه وذلك بأن يفتح المصحف فيقرأ أول آية من المصحف .
أول آية من الصفحة فإذا قرأ آية فيها خير تفاءل وإذا قرأ آية فيها عذاب تشاءم ونقول : إن هذا لا ينبغي .
سادسا:ً ومن الأخطاء الشائعة أيضاً التعلق بالأسباب من دون الله تبارك وتعالى . وهذا له أمثلة، فمن أمثلته:
التعلق بالأسباب في وقت الخوف الشديد والظن بأن هذه الأسباب تحي ونحن نقول : الأخذ بالأسباب جائز لكن التعلق بها من دون الله تبارك وتعالى هو المنهي عنه.
ثانياً من الأمثلة تعلق الموظف بالوظيفة وظنه أنها هي وسيلة الرزق وهذا أيضا تعلق غير صحيح بل الوظيفة ما هي إلا وسيلة من الوسائل فقط.
ثالثاً : ظن بعض الناس أن تحصينه لبيته أو نحو ذلك يحميه من العدو ونقول : إن هذا من الأسباب فقط ، أما التعلق بالأسباب لوحدها فهذا من الأمور التي لا تجوز. ولهذا نقول : إن التعلق بالأسباب له حالات:
الحالة الأولى: أن ينظر إلى الأسباب التي هي أسباب صحيحة أوجدها الله تبارك وتعالى في هذه الحياة ،
فإذا نظر إليها مع اعتماده في الأصل على الله تبارك وتعالى واعتقاده أن
خالق الأسباب والمسببات هو الله تبارك وتعالى وأن مشيئة الله تبارك وتعالى
نافذة فهذا لا خلاف . فإن الإنسان يفعل الأسباب، يبتعد عن الحفرة، وهذا
فعل يستوجب يغلق بابه فهذه أسباب نفعلها لكن مع اعتقادنا واعتمادنا
وتوكلنا على الله تعالى.
ثانياً من حالات الأسباب: أن يتعلق قلبه بغير الله في أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالى مثل ظن البعض أن أصحاب القبور قد يشفون المريض أو يقضون الحاجات أو نحو ذلك . وهذا شرك أكير يخرج من الملة .
الثالث من الحالات أن يعتمد على سبب شرعي صحيح لكنه يغفل عن مسبب ذلك وهو الله سبحانه وتعالى فهذا فيه نوع شرك لكن لا يخرج من الملة والواجب الحذر منه الواجب الحذر منه.
سابعاً ومن الأمور أيضاً والأخطاء الشائعة ظن بعض الناس أنه لا حاجة إلى الدعاء فإن بعض الناس يقول: ما دام الأمر مقدراً فلا حاجة إلى الدعاء ، ونقول : إن هذا خطر منتشر فإن الدعاء من جمله الأسباب والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القدر إلا الدعاء) ومعناه أن الدعاء من جملة الأسباب ، فقد يرد الله عن العبد مصيبة بسبب الدعاء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (
ما من عبد أو ما من رجل يدعو بغير اثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه أحد ثلاث
خصال : إما أن يستجيب دعاءه وإما أن يرد عنه من الشر مثله وإما أن يدخر له
عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة) فقالوا: يا رسول الله إذاً نكثر من الدعاء ؟ قال رسول صلى الله عليه وسلم : (الله أكثر) .
إذاً الدعاء عبادة، ونحن مأمورون والدعاء من جملة الأسباب ولذلك الذي يأتي ويقول إذا كان المكتوب سيأتي دعوت أو لم أدعو نقول:
إن دعاءك أيضاً مقدر ومكتوب
فإذا كنت قد رمقت به فادعُ الله سبحانه وتعالى فإن الله تبارك وتعالى قد
يكون قدر أن يزيل عنك المصيبة بسبب الدعاء فينبغي للعبد أن يعلم ذلك وأن
يدعو الله وأن يكثر من الدعاء وأن يعلم أنه لا يخسر أبداً بالدعاء ،
فالدعاء أولاً عبادة وقربة إلى الله {وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 ثم أيضاً إنك لن تخسر أبداً ولو دعوت ليلاً ونهارا : إما أن يستجيب الله دعائك أو يرد عنك من المصائب مثلها أو أن يدخر لك ذلك أجراً وثواباً عنده يوم القيامة.
ثامناً: ومن الأخطاء العقدية الشائعة أيضا الخوف الشديد من العين
ونحن نقول إن هذا منتشر حتى أن بعض الناس صار يأخذ من أثر كل من زاره وبعض
الناس تحول عنده إلى وسوسة بحيث أنه صار يختفي من أعين الناس أو يخفي
أولاده من أعين الناس خوف من العين. ونقول: هذا من ضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى
بل إن بعض الناس إذا جاءه أحد وهو يأكل الطعام رمى قطعة من الطعام في
الأرض ظاناً أن ذلك من أجل العين . وهذا كله من الأخطاء الشائعة.
ونحن نقول في ذلك : العين حق؛ لأن هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
ونقول ثانياً هناك رقية شرعية عن العين منها القراءة كما قال صلى الله عليه وسلم : (لا رقية إلا من عين أو حمى) .
ومنها أيضا الأخذ من الآثار بالاستغسال من أعضائه ونحو ذلك .
أما
التعدي في ذلك بحيث الأخذ من بوله أو نحو ذلك فنقول: إن هذا ليس له أصل
أما من رمى قطعة من الأكل ونحوه إن هذا باطل لا دليل عليه بل هو إتلاف
للطعام بلا دليل وهو وسوسة ينبغي أن يبتعد العبد عنها
[size=21]]
[size=21]المجموعة الثالثة : من الأخطاء الشائعة أخطاء تتعلق بالرقى والتمائم
ونحوها وأقول:
أول هذه الأخطاء ما يتعلق بالقراء
فإن كثرة القرّاء والطرق التي يقرأ بها بعضهم تحولت من قراءة شرعية مشروعة
إلى قراءة بدعية فهذا التجمع الكبير واختلاط الرجال بالنساء ثم الاعتقاد
أن القارئ نفسه يشفي وينفع ثم بعد ذلك لا يقع من أمور أخرى نقول: إن هذه
يخشى على أصحابها فينبغي الانتباه .
ثانياً التمائم من القرآن
ونقول : إن التميمة إذا لم تكن من القرآن بأن كانت من خرزاً أو آلات
معدنية أو غيرها فهذه من التمائم المحرمة والنبي صلى الله عليه وسلم نهى
عنها نهياً شديداً كما وردت في ذلك الأحاديث . إنما بقي في هذه المسائل بقية :
وهي
التميمة إذا كانت من القرآن فإن بعض الناس يأتي ويكتب آيات من القرآن
الكريم ثم يأتي ويعلقها على صدر الصبي أو على ظهره ونحن نقول:
إن الصحيح أن هذه لا تجوز لأمور :
أولها: أن هذه بدعة لم تكن معروفة لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وثانيها: أن هذه تؤديها إلى التمائم المحرمة؛ لأن من تساهل بها تساهل بغيرها من التمائم التي اتفق العلماء على تحريمها . ونقول:
ثالثاًً: أن هذا يؤدي إلى امتهان القرءان ودخوله في دورات المياه وأحياناً وصول البول أو نحوه إلى التميمة وخاصة عند الأطفال فينبغي أن نعلم حكم ذلك وأن نبتعد عنه جزاكم الله خيرا .
ثالثاً: ومن الأمور الشائعة أيضا قول الإنسان بعد حدوث أمر يكرهه لو أنني فعلت كذا لكان كذا وكذا ونقول: إن هذا الاعتراض محرم؛ لأنه اعتراض على القدر والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني
فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
) وبعض الناس إذا حصل له مكروه أو حدث له شيء يأتي ويتحسر ويقول:
لو أنني فعلت كذا لكن كذا ونحوا ذلك ونقول: إن هذه بدعة ويجب الانتباه إلى
منعها؛ لأنها اعتراض على قدر الله تعالى وقد يسأل سائل ويقول: ما معنى ذلك ، أن استخدام لو في جميع الأمور ممنوع؟
نقول في الجواب : فيه تفصيل: فيقال :
أولاً: إذا قصد بلو مجرد الخبر كأن يقول لو أتيتني لأكرمتك أو لو علمت بوجودك لزرتك فنقول : هذا ما فيه إشكال لأنه من باب الإخبار .
ثانياً: إذا قصد به التمني في أمر مشروع
كأن يقول : لو كان لي عندي قدرة لحججت هذا العام أو لحججت العام الماضي ،
مثل ذلك الرجل الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ذكر رجلين
أحدهما رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه في سبيل الله ورجل آخر لم يأته الله
مال لكنه يقول لو كان لي مثل مال فلان لفعلت مثل فعله. قال صلى الله عليه
وسلم ( فهما في الأجر سواء ) فهذا في أمر
مشروع مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ساق الهدي في حجته وبقي
قارناً عليه الصلاة والسلام لما أمر الناس بالتمتع. وقال له : أنت يا رسول الله قال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة) فهذا تمني في أمر مشروع.
أما النوع الثالث: فهو ما سبق بيانه التحسر على أمراً قد مضى اعتراضا على مقدور فهذا الذي يمنع.
رابعاً: من الأمور الشائعة التي يجب الانتباه إليها التشاؤم بشهر صفر وهذا منشر حتى أن بعض الناس لا يتزوجون بهذا الشهر والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ) وصفر هنا عند كثير من الشراح المقصود به شهر صفر وهذا هو الراجح فلا يجوز التشاؤم بهذا الشهر بل هذا الشهر مثل غيره من الشهور نتزوج فيه ونسافر ولا نتشاءم فيه فانتبهوا .
خامساً ومن الأخطاء أيضاً الشائعة التفاؤل من المصحف أو التشاؤم فيه وذلك بأن يفتح المصحف فيقرأ أول آية من المصحف .
أول آية من الصفحة فإذا قرأ آية فيها خير تفاءل وإذا قرأ آية فيها عذاب تشاءم ونقول : إن هذا لا ينبغي .
سادسا:ً ومن الأخطاء الشائعة أيضاً التعلق بالأسباب من دون الله تبارك وتعالى . وهذا له أمثلة، فمن أمثلته:
التعلق بالأسباب في وقت الخوف الشديد والظن بأن هذه الأسباب تحي ونحن نقول : الأخذ بالأسباب جائز لكن التعلق بها من دون الله تبارك وتعالى هو المنهي عنه.
ثانياً من الأمثلة تعلق الموظف بالوظيفة وظنه أنها هي وسيلة الرزق وهذا أيضا تعلق غير صحيح بل الوظيفة ما هي إلا وسيلة من الوسائل فقط.
ثالثاً : ظن بعض الناس أن تحصينه لبيته أو نحو ذلك يحميه من العدو ونقول : إن هذا من الأسباب فقط ، أما التعلق بالأسباب لوحدها فهذا من الأمور التي لا تجوز. ولهذا نقول : إن التعلق بالأسباب له حالات:
الحالة الأولى: أن ينظر إلى الأسباب التي هي أسباب صحيحة أوجدها الله تبارك وتعالى في هذه الحياة ،
فإذا نظر إليها مع اعتماده في الأصل على الله تبارك وتعالى واعتقاده أن
خالق الأسباب والمسببات هو الله تبارك وتعالى وأن مشيئة الله تبارك وتعالى
نافذة فهذا لا خلاف . فإن الإنسان يفعل الأسباب، يبتعد عن الحفرة، وهذا
فعل يستوجب يغلق بابه فهذه أسباب نفعلها لكن مع اعتقادنا واعتمادنا
وتوكلنا على الله تعالى.
ثانياً من حالات الأسباب: أن يتعلق قلبه بغير الله في أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالى مثل ظن البعض أن أصحاب القبور قد يشفون المريض أو يقضون الحاجات أو نحو ذلك . وهذا شرك أكير يخرج من الملة .
الثالث من الحالات أن يعتمد على سبب شرعي صحيح لكنه يغفل عن مسبب ذلك وهو الله سبحانه وتعالى فهذا فيه نوع شرك لكن لا يخرج من الملة والواجب الحذر منه الواجب الحذر منه.
سابعاً ومن الأمور أيضاً والأخطاء الشائعة ظن بعض الناس أنه لا حاجة إلى الدعاء فإن بعض الناس يقول: ما دام الأمر مقدراً فلا حاجة إلى الدعاء ، ونقول : إن هذا خطر منتشر فإن الدعاء من جمله الأسباب والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القدر إلا الدعاء) ومعناه أن الدعاء من جملة الأسباب ، فقد يرد الله عن العبد مصيبة بسبب الدعاء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (
ما من عبد أو ما من رجل يدعو بغير اثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه أحد ثلاث
خصال : إما أن يستجيب دعاءه وإما أن يرد عنه من الشر مثله وإما أن يدخر له
عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة) فقالوا: يا رسول الله إذاً نكثر من الدعاء ؟ قال رسول صلى الله عليه وسلم : (الله أكثر) .
إذاً الدعاء عبادة، ونحن مأمورون والدعاء من جملة الأسباب ولذلك الذي يأتي ويقول إذا كان المكتوب سيأتي دعوت أو لم أدعو نقول:
إن دعاءك أيضاً مقدر ومكتوب
فإذا كنت قد رمقت به فادعُ الله سبحانه وتعالى فإن الله تبارك وتعالى قد
يكون قدر أن يزيل عنك المصيبة بسبب الدعاء فينبغي للعبد أن يعلم ذلك وأن
يدعو الله وأن يكثر من الدعاء وأن يعلم أنه لا يخسر أبداً بالدعاء ،
فالدعاء أولاً عبادة وقربة إلى الله {وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 ثم أيضاً إنك لن تخسر أبداً ولو دعوت ليلاً ونهارا : إما أن يستجيب الله دعائك أو يرد عنك من المصائب مثلها أو أن يدخر لك ذلك أجراً وثواباً عنده يوم القيامة.
ثامناً: ومن الأخطاء العقدية الشائعة أيضا الخوف الشديد من العين
ونحن نقول إن هذا منتشر حتى أن بعض الناس صار يأخذ من أثر كل من زاره وبعض
الناس تحول عنده إلى وسوسة بحيث أنه صار يختفي من أعين الناس أو يخفي
أولاده من أعين الناس خوف من العين. ونقول: هذا من ضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى
بل إن بعض الناس إذا جاءه أحد وهو يأكل الطعام رمى قطعة من الطعام في
الأرض ظاناً أن ذلك من أجل العين . وهذا كله من الأخطاء الشائعة.
ونحن نقول في ذلك : العين حق؛ لأن هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
ونقول ثانياً هناك رقية شرعية عن العين منها القراءة كما قال صلى الله عليه وسلم : (لا رقية إلا من عين أو حمى) .
ومنها أيضا الأخذ من الآثار بالاستغسال من أعضائه ونحو ذلك .
أما
التعدي في ذلك بحيث الأخذ من بوله أو نحو ذلك فنقول: إن هذا ليس له أصل
أما من رمى قطعة من الأكل ونحوه إن هذا باطل لا دليل عليه بل هو إتلاف
للطعام بلا دليل وهو وسوسة ينبغي أن يبتعد العبد عنها
[size=21]]