أختفت ورحلت مع مهب الريح
حمل حقيبته وجلس على كرسي الإنتظار أخذ يراقب المارة
منهم من شغل بهاتفه ومنهم من يتحدث مع صديقه عن مغامرته
الأسطورية.
في تلك الأثناء لفت نظره ظل ليس غريب عليه فأصبح يحدث
نفسه بينما بقيت عيناه مدهوشتين ``هل يمكن أن تكون هي``
``ولكن كيف`` كثير من التساؤلات ماظهرت بباله فقط لحظة
مرورها.
انتبها بعدها أنها رحلت فز من مقعده باحثا ً عنها تلفت بين
الجموع وعيناه تجول في كل الأنحاء حتى
وقعت عيناه عليها أخيراً, أصبح يجري كالمجنون ويردد
`` هي نعم إنها هي ولكن كيف؟``
أمسك معصمها بشدة قائلا ً `` لماذا رحلتِ عني يا حبيبتي
وتركتيني أعاني مآثر الدنيا لوحدي ؟أين كنتي؟``
سحبت معصمها وقالت له`` انك تؤلمني ``
ثم صرخت``فليأتي أحد ويخلصني من هذا المجنون``.
نظر إليها مطولا ً حتى تكاد عيناه تخرج من مكانها ثم جرها
إليه وعانقها بقوة وقال `` أعلم انك لست هي لأنني عندما
أعانقها أشعر بحرارة أنفاسها عندما تهمس بإذني إنني أحبك``
دفعته بقوة حتى سقط أمام المارة وبكل برود دفعت خصلات
شعرها إلى الوراء وأخذت حقيبتها ثم رحلت.
رغم زحمة المكان والأصوات العالية شعر أنه تائه في فراغ واسع
ومتاهة ً أخفيت عنه نهايتها.
جلس مصدوما ً بما جرى وهو يهتف بإسمها وفجأة شعر بأنامل
تلامس دقنه لترفع رأسه إليها فنهض مسرعا ً ثم ضحك ضحكة
هسترية `` هل أنا أحلم؟``
`` أنا هنا ياعزيزي ألا تذكر ما حصل لي؟``
خرجت دموعا كانت محبوستا ً بين الأهداب وصرختا ً
قد سجنتها غموض الأيام ثم خرق أفكاره همس جميل
طالما تعود عليه``أحبك وطالما أحببتك ولكن آن الآوان
لأكون ورقة في صندوق ذكرياتك``
``أرجوكِ لا ترحلي ثانية ً``
``علي الرحيل فإنني لست الأن من عالمك ولن أبقى محجوزة
بين عالمي وعالمك ``
`` وألم يكن عالمي عالمك ``
`` لقد خطفني الموت من بين ذراعيك لكن طالما ترى الشمس
تشرق كل يوم ستجد البديل``
أختفت ورحلت مع مهب الريح
ليجد نفسه جالسا ً أمام قبرها ومسح دموعه ليقول لها
``لقد كنتِ الابتسامة التي تتكئ على ثغري والآن أنت الذكرى
التي لن تغيب عن عقلي ``
ثم وضع الوردة على قبرها ورحل.