مراقبون: بابا الفاتيكان يغير موقفه تجاه المسلمين ويتعلم محاورتهم ببطء
القدس المحتلة- رويترز
بعد أن وُصف بأنه "عدو عنيد" للإسلام عقب الخطاب الذي ألقاه عام 2006؛ أظهر البابا بنديكتوس الـ16 خلال جولته بالأرض المقدسة أنه يتعلم ببطء كيف يتحاور مع المسلمين.
وفي حين ركزت وسائل الإعلام اهتمامها على الانتقادات اليهودية للكلمة التي ألقاها البابا الألماني المولد عند نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا محارق النازي؛ استخدم بنديكتوس الـ16 في كلماته للمسلمين تعبيرات إسلامية تقليدية، ومنطقا جديدا له صدى عند المسلمين يسهل من مسعاه للوصول إلى أرض مشتركة.
القدس المحتلة- رويترز
بعد أن وُصف بأنه "عدو عنيد" للإسلام عقب الخطاب الذي ألقاه عام 2006؛ أظهر البابا بنديكتوس الـ16 خلال جولته بالأرض المقدسة أنه يتعلم ببطء كيف يتحاور مع المسلمين.
وفي حين ركزت وسائل الإعلام اهتمامها على الانتقادات اليهودية للكلمة التي ألقاها البابا الألماني المولد عند نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا محارق النازي؛ استخدم بنديكتوس الـ16 في كلماته للمسلمين تعبيرات إسلامية تقليدية، ومنطقا جديدا له صدى عند المسلمين يسهل من مسعاه للوصول إلى أرض مشتركة.
ربما لا تمحو هذه النبرة الجديدة ذكرى خطاب ريغينسبورغ الذي اعتبره الكثير من المسلمين إهانة لأن بابا الفاتيكان لمح فيه إلى أن الإسلام انتشر بحد السيف، وأنه دين غير عقلاني. لكن علماء دين مسلمين ويهود وكاثوليك قالوا لرويترز الجمعة 15-5-2009، إن هذا الاتجاه يمثل تغيرا في تفكيره يمكن أن يساعد أكبر ديانتين في العالم من حيث عدد الأتباع على التفاهم بشكل أفضل. وقال يحيى هندي، وهو داعية مسلم بجامعة كاثوليكية في واشنطن، إن استخدام الحبر الأعظم لتعبيرات إسلامية يظهر "إلى أين يتجه الحبر الأعظم وما هي نواياه". وأضاف هندي الذي يقوم بتدريس الدراسات الإسلامية والحوار بين الأديان بجامعة جورج تاون "هو يريد التواصل مع المسلمين". ولاحظ الحاخام بيرتون فيسوتزكي، الأستاذ بمعهد اللاهوت اليهودي والناشط في مجال الحوار مع المسلمين، أن البابا "يتعلم الكلمات الصحيحة التي يمكن أن تصل إلى سمع المسلمين". وقبل تنصيبه بابا للفاتيكان عام 2005 كان الكردينال جوزيف راتزينغر يظن أن مناقشة علم اللاهوت مع المسلمين مستحيلة لأن الإسلام يعتبر القرآن كلام الله، ومن ثم يرفض المسلمون تحليل الكتب السماوية، وهو ما يقوم به المسيحيون واليهود. وفي خطاب ريغينسبورغ، قادته هذه الرؤية إلى الإشارة إلى أن المسيحية تمزج بين الدين والعقل، بينما لم يفعل الإسلام. ويقول إبراهيم كالين، المتحدث باسم جماعة "كلمة سواء"، وهي جماعة من علماء الدين المسلمين أطلقوا حوارا دينيا جديدا بين المسلمين والمسيحيين بعد كلمة البابا في ريغينسبورغ إنه "كان هناك تلميح بأن الإسلام ليس به مكان للعقل". وأضاف كالين، وهو أستاذ تركي للدراسات الإسلامية بجامعة جورج تاون وفي أنقرة "الخلاصة كانت أن العنف ينبع من التراث الإسلامي لا محالة". ووصف كالين الكلمة التي ألقاها البابا في عمان بأنها "إيجابية جدا" وعلق قائلا "إنها تختلف اختلافا كبيرا عن خطاب ريغينسبورغ". ومنذ إنشائها عام 2007 تحدثت جماعة كلمة سواء عن أن الديانتين تشتركان في القيم الأساسية من حب الله وحب الجار. كما نظمت عدة مؤتمرات لمساعدة كل جانب على معرفة كيفية فهم الآخر لهذه القيم وتعبيره عنها. من جهته، يعتبر القس كريستوف روكو، وهو مسؤول الاتصال بين الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية والمسلمين، أن التغير الرئيسي في تفكير بنديكت يهدف إلى محو تحليله الأول للإسلام كدين سنده المنطقي ضعيف. ويقول روكو، الذي يتحدث العربية بطلاقة إن الحبر الأعظم "يقول الآن بوسع المسلمين والمسيحيين استخدام الدين والعقل معا، وأن المسألة لم تعد الدين في جانب والعقل في جانب آخر". وجرى التعبير عن هذا التغير في مسجد الملك حسين بالعاصمة الأردنية عمّان، حين قال إن على المسلمين والمسيحيين العمل معا "لتشجيع القدرة الهائلة للعقل الإنساني من أجل الخير في سياق الإيمان والحقيقة". كما وصف الله "بالرحمن الرحيم" في اقتباس من القرآن الكريم. وعند زيارته قبة الصخرة بالقدس المحتلة، كرر بنديكتوس خطاب جماعة "كلمة سواء"، فقال لزعماء الفلسطينيين المسلمين إن "الحب الذي لا يتجزأ للإله الواحد والإحسان للجار" هما "الركيزة التي يدور حولها كل شيء آخر". كما وصف الرب بأنه "المصدر اللانهائي للعدل والرحمة" وهما قيمتان يربطهما المسلمون بالله بطبيعة الحال، تماما مثلما يعتبر المسيحيون الله معادلا للمحبة. وأكد الحاخام فيسوتزكي أن البابا لا يخون إيمانه باستخدام تعبيرات يعزّها الإسلام، وأضاف "يستطيع تبرير استخدام لغة العدل والرحمة من رسل العهد القديم مباشرة، وبالتالي هي لغته أيضا". كما أشاد الحاخام بالأمير الأردني غازي بن محمد بن طلال، وهو شخصية بارزة في جماعة كلمة سواء لسعيه للوصول إلى أكبر ديانتين في العالم "من أجل تعلم الحديث مع بعضنا البعض بدلا من إثارة غضب بعضنا البعض دون قصد". وفي كلمته التي ألقاها بمسجد عمان، ذكّر الأمير غازي "بالأذى" الذي شعر به المسلمون بعد كلمة ريغينسبورغ، وقال إنه يقدّر التصريحات التي أدلى بها في وقت لاحق، وقال فيها إنه لا يتفق مع الإمبراطور البيزنطي الذي اقتبس عنه انتقاد الإسلام |