الجزائر - رمضان بلعمري
دعت الناشطة الحقوقية الجزائرية البارزة مالية بوزيد إلى تبني نظرة جديدة تجاه يهود الجزائر، تقوم على المنفعة المتبادلة، من خلال السماح لهم بدخول الجزائر كمواطنين وليس كأجانب، مقابل قيام "اللوبي اليهودي" ذي الأصول الجزائرية بمهمة الدفاع عن المصالح الجزائرية في الخارج.
وتعد هذه الدعوة أحدث النداءات لإعادة احتضان من يوصفون بـ"يهود الجزائر"، وأغلبهم يعيشون في فرنسا.
لكن رئيس تنسيقية "مناهضة المد الصهيوني والتطبيع" خالد بن اسماعيل يتحفظ على هذه الدعوة، ويؤكد أن "يهود الجزائر غادروا البلاد عشية الاستقلال بمحض إرادتهم وأن أبواب الجزائر مغلقة في وجه من حمل السلاح إلى جنب الاستعمار الفرنسي".
"معاناة إنسانية"
وبالنسبة للمحامية والعضوة في اللجنة العربية لحقوق الإنسان، مالية بوزيد، التي اعتادت التنقل بين الجزائر وباريس، فإنها لفتت إلى "المعاناة الإنسانية" التي يعيشها يهود الجزائر في فرنسا خاصة، بسبب حرمانهم من زيارة الجزائر بشكل علني وحرمانهم من الحصول على حقوق المواطنة.
وتقول في لقاء مع "العربية.نت" إن "يهود الجزائر يحوزون على الشروط القانونية للحصول على الجنسية الجزائرية، فأغلبهم ولد آباؤهم وأجدادهم بالجزائر، وكثير منهم ولدوا لأمهات جزائرية".
وتعترف بأن ملف يهود الجزائر لايزال من المحرمات التي يصعب الخوض فيه، لكن "معالجة واقعية لهذا الملف من شأنها حل الكثير من مشاكل الجزائر التي تعاني منها منذ عقود وحتى اليوم".
والواقعية في فهمها هي "الاستفادة من تجارب دول عربية كتونس والمغرب وحتى اليمن في المحافظة على (جاليتهم اليهودية)، وتجنيسها مع إخضاع أفرادها للمراقبة كغيرهم من المواطنين"، والواقعية تعني بحسبها "عدم الخلط بين اليهودية كدين وبين ممارسات الدولة العبرية في حق الفلسطينيين".
وتقول المتحدثة نقلاً عن يهود من أصول جزائرية التقتهم في باريس وليون ومارسليا، إن "ولاءهم للجزائر أكبر من إسرائيل وإذا ما خيّروا سيختارون الاستقرار بالجزائر".
وفي ما يخص العلاقات الجزائرية الفرنسية، تقول الحقوقية بوزيد إن "حوالي 25% من صناع القرار الفرنسي هم يهود من أصول جزائرية، وهم موجودون بقصر الإليزيه وفي البرلمان وفي الاتحاد الأروربي أيضاً".
وهؤلاء بحسبها يستطيعون مساعدة الجزائر، لكن تضيف قائلة إنه "في غياب الاعتراف بجزائريتهم وبدافع انتقامي، ربما، يقومون بعرقلة وإضعاف الجزائر في مختلف المحافل الدولية".
وأكثر من ذلك تؤكد المحامية أنه "تم اكتشاف عدة شواهد على استعمال الإرهابيين لأسلحة إسرائيلية الصنع في العنف المسلح الذي ضرب البلاد".
اللوبي اليهودي في باريس
إلا أن رئيس تنسيقية مناهضة المد الصهيوني والتطبيع في الجزائر، خالد بن اسماعيل، يبدي تحفظه على توجيه دعوة غير مشروطة ليهود الجزائر للعودة إلى بلادهم، مشددا في حديثه لـ" العربية.نت"، على ضرورة التفريق بين "اليهود الذين غادروا الجزائر عشية الاستقلال بمحض إرادتهم دون أن تتلوث أيديهم بدم الجزائريين، وبين فئة واسعة من اليهود الذين حملوا السلاح وشاركوا في قتل أبناء الشعب".
وضرب مثالاً بالمغني الفرنسي ذي الأصول الجزائرية أنريكو ماسياس، قائلاً "ماسياس ولد في قسنطينة بالجزائر وكان يعمل معلماً في النهار لكنه في أوقات فراغه كان يلبس البزة العسكرية الفرنسية ويهين الجزائريين".
ويكشف بن اسماعيل جانباً من تاريخ يهود الجزائر "في عام 1956 اتصل القائد عبان رمضان باليهود الجزائريين وطلب منهم الانضمام للثورة بصفتهم أبناء الشعب، لكنه لم يتلق أي رد منهم".
ورداً على دعوة المحامية مالية بوزيد لتجنيس يهود الجزائر، علّق بن اسماعيل باعتبار أن "الجزائر لا تتصدق بوثيقة الجنسية على من هب ودب وعلى الراغبين في الحصول عليها إيداع الوثائق القانونية المطلوبة".
من هم "يهود الجزائر"؟
ويطلق اسم "يهود الجزائر" على اليهود الذين استوطنوا في الجزائر منذ العهد العثماني مروراً بفترة الاستعمار الفرنسي التي بدأت عام 1830 ووصولاً إلى استقلال البلاد عام 1962، حيث غادر آلاف اليهود الجزائر مع الجنود الفرنسيين، خوفاً على حياتهم بسبب وقوفهم في صف المستعمر.
وبقي الآن حوالي 200 عائلة يهودية تقيم في مناطق محددة بعينها، هي حي باب الوادي بقلب العاصمة الجزائرية، والبليدة، وقسنطينة وتلمسان وبوسعادة بولاية المسيلة.
ويعيش أفراد هذه العائلات اليهودية في "الظل"، حيث يتجنبون الكشف عن ديانتهم أو الحديث في موضوع "يهوديتهم" وميولاتهم السياسية، لكنهم يتعايشون مع سكان أحيائهم بشكل طبيعي في ما عدا ذلك، وفي حي باب الواد الشعبي يوجد منهم مناصرون للفريقين الغريمين وهما مولودية الجزائر واتحاد العاصمة.
دعت الناشطة الحقوقية الجزائرية البارزة مالية بوزيد إلى تبني نظرة جديدة تجاه يهود الجزائر، تقوم على المنفعة المتبادلة، من خلال السماح لهم بدخول الجزائر كمواطنين وليس كأجانب، مقابل قيام "اللوبي اليهودي" ذي الأصول الجزائرية بمهمة الدفاع عن المصالح الجزائرية في الخارج.
وتعد هذه الدعوة أحدث النداءات لإعادة احتضان من يوصفون بـ"يهود الجزائر"، وأغلبهم يعيشون في فرنسا.
لكن رئيس تنسيقية "مناهضة المد الصهيوني والتطبيع" خالد بن اسماعيل يتحفظ على هذه الدعوة، ويؤكد أن "يهود الجزائر غادروا البلاد عشية الاستقلال بمحض إرادتهم وأن أبواب الجزائر مغلقة في وجه من حمل السلاح إلى جنب الاستعمار الفرنسي".
"معاناة إنسانية"
وبالنسبة للمحامية والعضوة في اللجنة العربية لحقوق الإنسان، مالية بوزيد، التي اعتادت التنقل بين الجزائر وباريس، فإنها لفتت إلى "المعاناة الإنسانية" التي يعيشها يهود الجزائر في فرنسا خاصة، بسبب حرمانهم من زيارة الجزائر بشكل علني وحرمانهم من الحصول على حقوق المواطنة.
وتقول في لقاء مع "العربية.نت" إن "يهود الجزائر يحوزون على الشروط القانونية للحصول على الجنسية الجزائرية، فأغلبهم ولد آباؤهم وأجدادهم بالجزائر، وكثير منهم ولدوا لأمهات جزائرية".
وتعترف بأن ملف يهود الجزائر لايزال من المحرمات التي يصعب الخوض فيه، لكن "معالجة واقعية لهذا الملف من شأنها حل الكثير من مشاكل الجزائر التي تعاني منها منذ عقود وحتى اليوم".
والواقعية في فهمها هي "الاستفادة من تجارب دول عربية كتونس والمغرب وحتى اليمن في المحافظة على (جاليتهم اليهودية)، وتجنيسها مع إخضاع أفرادها للمراقبة كغيرهم من المواطنين"، والواقعية تعني بحسبها "عدم الخلط بين اليهودية كدين وبين ممارسات الدولة العبرية في حق الفلسطينيين".
وتقول المتحدثة نقلاً عن يهود من أصول جزائرية التقتهم في باريس وليون ومارسليا، إن "ولاءهم للجزائر أكبر من إسرائيل وإذا ما خيّروا سيختارون الاستقرار بالجزائر".
وفي ما يخص العلاقات الجزائرية الفرنسية، تقول الحقوقية بوزيد إن "حوالي 25% من صناع القرار الفرنسي هم يهود من أصول جزائرية، وهم موجودون بقصر الإليزيه وفي البرلمان وفي الاتحاد الأروربي أيضاً".
وهؤلاء بحسبها يستطيعون مساعدة الجزائر، لكن تضيف قائلة إنه "في غياب الاعتراف بجزائريتهم وبدافع انتقامي، ربما، يقومون بعرقلة وإضعاف الجزائر في مختلف المحافل الدولية".
وأكثر من ذلك تؤكد المحامية أنه "تم اكتشاف عدة شواهد على استعمال الإرهابيين لأسلحة إسرائيلية الصنع في العنف المسلح الذي ضرب البلاد".
اللوبي اليهودي في باريس
إلا أن رئيس تنسيقية مناهضة المد الصهيوني والتطبيع في الجزائر، خالد بن اسماعيل، يبدي تحفظه على توجيه دعوة غير مشروطة ليهود الجزائر للعودة إلى بلادهم، مشددا في حديثه لـ" العربية.نت"، على ضرورة التفريق بين "اليهود الذين غادروا الجزائر عشية الاستقلال بمحض إرادتهم دون أن تتلوث أيديهم بدم الجزائريين، وبين فئة واسعة من اليهود الذين حملوا السلاح وشاركوا في قتل أبناء الشعب".
وضرب مثالاً بالمغني الفرنسي ذي الأصول الجزائرية أنريكو ماسياس، قائلاً "ماسياس ولد في قسنطينة بالجزائر وكان يعمل معلماً في النهار لكنه في أوقات فراغه كان يلبس البزة العسكرية الفرنسية ويهين الجزائريين".
ويكشف بن اسماعيل جانباً من تاريخ يهود الجزائر "في عام 1956 اتصل القائد عبان رمضان باليهود الجزائريين وطلب منهم الانضمام للثورة بصفتهم أبناء الشعب، لكنه لم يتلق أي رد منهم".
ورداً على دعوة المحامية مالية بوزيد لتجنيس يهود الجزائر، علّق بن اسماعيل باعتبار أن "الجزائر لا تتصدق بوثيقة الجنسية على من هب ودب وعلى الراغبين في الحصول عليها إيداع الوثائق القانونية المطلوبة".
من هم "يهود الجزائر"؟
ويطلق اسم "يهود الجزائر" على اليهود الذين استوطنوا في الجزائر منذ العهد العثماني مروراً بفترة الاستعمار الفرنسي التي بدأت عام 1830 ووصولاً إلى استقلال البلاد عام 1962، حيث غادر آلاف اليهود الجزائر مع الجنود الفرنسيين، خوفاً على حياتهم بسبب وقوفهم في صف المستعمر.
وبقي الآن حوالي 200 عائلة يهودية تقيم في مناطق محددة بعينها، هي حي باب الوادي بقلب العاصمة الجزائرية، والبليدة، وقسنطينة وتلمسان وبوسعادة بولاية المسيلة.
ويعيش أفراد هذه العائلات اليهودية في "الظل"، حيث يتجنبون الكشف عن ديانتهم أو الحديث في موضوع "يهوديتهم" وميولاتهم السياسية، لكنهم يتعايشون مع سكان أحيائهم بشكل طبيعي في ما عدا ذلك، وفي حي باب الواد الشعبي يوجد منهم مناصرون للفريقين الغريمين وهما مولودية الجزائر واتحاد العاصمة.