بسم الله الرحمن الرحيم
[/قال الله سبحانه وتعالى: ( لقدْ جاءكم رسولٌ مِنْ أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ). التوبة: 128.[
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقف وقفة اكبار و شموخ واعتزاز وثقة وغرور في إن شخصيتنا التي اخترناه شخصية لا تقارن ولا يعلوها ولا ينافسها أي شخصية وبتحدي
شخصية نفتخر إننا من أمتها وأتباعها شخصية يمكن لايكفيها كل صفحات منتدانا شخصية اردناه ان تكون فاتحة على نور منتدانا
شخصية نقول أنها الأعظم وانحنى لها حتى الغرب ذلكم رسول الله؛ صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل، خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبابه، وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدل القضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده؛ اختصه الله بكل خلق نبيل؛ وطهره من كل دنس وحفظه من كل زلل، وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته.
اعترف كل من عرفه حق المعرفة بعلو نفسه وصفاء طبعه وطهارة قلبه ونبل خلقه ورجاحة عقله وتفوق ذكائه وحضور بديهته وثبات عزيمته ولين جانبه.
بل اعترف بذلك المنصفون من غير المسلمين فلا يمكن لأحد أن يحيط بشخصية أعظم رجل في الكون ألا وهو الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، حيث لم تبرز على طول التاريخ مثل هذه الشخصية العظيمة التي تجسدت في رجل أحدث تغييرات واسعة في التاريخ الإنساني، وقد اعتبر أحد الكتاب الغربيين في كتابه (المئة الأوائل) الرسول (صلى الله عليه وآله) في المرتبة الأولى من عظماء التاريخ البشري، كما واعتبره أعظم شخصية في تاريخ العالم بما حققه من نجاح عظيم في إبلاغ رسالته وتأسيسه لدولة إسلامية كبيرة، وحضارة عريقة ظلت تغذي العالم بالعلم والمعرفة والعطاء لقرون عديدة، حيث يقول الدكتور مايكل هارث أستاذ الرياضيات والفلك والفيزياء في الجامعات الأمريكية وخبير هيئة الفضاء الأمريكية:
(لقد اخترت محمداً (صلى الله عليه وآله) في أول هذه القائمة.. ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك، ولكن محمد (صلى الله عليه وآله) هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً، وبعد 13 قرناً من وفاته فإن أثر محمد (صلى الله عليه وآله) ما يزال قوياً متجدداً) وتظهر عظمة الرسول (صلى الله عليه وآله) من خلال ذلك الإعجاز الهائل الذي غير به ظاهرة الجزيرة العربية وأخرجها من بؤس الجاهلية وشقاء التقاليد الوثنية، فالجزيرة العربية كانت غارقة في جهل مطبق، وظلام دامس، وفقر مميت، وأن الذي يقارن بين الجزيرة العربية قبل البعثة وبعد البعثة يصاب بالذهول مما يراه من التحول الإعجازي الجذري الذي حصل فيها. يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام يصف فيه هذه الحالة:
(بعثه والناس ضلال في حيرة، وخابطون في فتنة، قد استهوتهم الأهواء، واستنزلتهم الكبرياء، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في زلزال من الأمر وبلاء من الجهل، فبالغ (صلى الله عليه وآله) في النصيحة ومضى على الطريقة ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة).
. يقول المستشرق الأمريكي ادوارد وورمسي:
(وكانت العرب غارقة قبل نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) في أحط الدركات حتى ليصعب علينا وصف تلك الخزعبلات التي كانت سائدة في كل مكان، فالفوضى العظيمة التي كان الناس منهمكين فيها في ذلك العصر، وجرائم الأطفال - يعني قتلهم خشية الفقر - ووأد البنات أحياء، والضحايا البشرية التي كانت تقدم باسم الدين، والحروب الدائمة التي تنسب آناً بعد آن بين القبائل المختلفة، والنقص المستديم في نفوس أهل البلاد وعدم وجود حكومة قوية. حتى أتى الوحي من عند الله إلى رسوله الكريم، ففتحت حججه العقلية السديدة أعين أمة جاهلة فانتبه العرب، وتحققوا أنهم كانوا نائمين في أحضان الرذيلة المظلمة ولنتصور سكان البادية حينما رأوا أصنامهم تكسر على مرأى ومسمع منهم وهم المشهورون بالشجاعة والصلابة في الرأي وعدم الخضوع للغير، أفلا يثور ثائرهم ويهبون لقتل محمد؟ ولكنه كان يتكلم بكلام الله ربه، فقد كانوا يشعرون بذلك حيث يجدون في نبرات صوته هدى وتأثيراً كبيراً طاغياً، ولهذا لم يستطيعوا القيام ضد تيار الحق، ولم يجدوا بدا من الجري في مجاري النقاء الجديد، لأنه اجتاح كل الموانع والسدود كما يجتاح السيل الجارف كل شيء يقف في طريقه وهكذا انتصرت الفضيلة على الرذيلة).
ويقول الكاتب الكبير برنارد شو:
(لأني أكن كل تقدير لدين محمد (صلى الله عليه وآله)، لحيويته العجيبة فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقة هائلة لملاءمة أوجه الحياة المتغيرة وصالح لكل العصور. لقد درست حياة هذا الرجل العجيب، وفي رأيي أنه يجب أن يسمى منقذ البشرية).
نعم إنه منقذ البشرية ودينه دين الحياة والسعادة، يقول تعالى في كتابه الحكيم: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)(1).
ومما لا ريب فيه فإن انطلاقة الفكر الإنساني الحديث بدأت على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما حملت رسالته الخالدة إلى العالم تلك المفاهيم الراقية التي غيرت التاريخ الإنساني ليبدأ انعطافة حضارية جديدة لا زالت تفيض على البشر بالعطاء والخير والعلم. فقد أرسى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مبدأ الحرية بصورة عملية بعد أن أكد القرآن على ذلك في الكثير من آياته، فكانت الحرية السياسية والفكرية التي تعطي للإنسان الحق في التعبير عن رأيه (وأمرهم شورى بينهم) وكذلك الحرية الدينية التي تمنح للأديان الأخرى الفرصة لممارسة حقوقهم وقوانينهم (لا إكراه في الدين). وقد ضرب الإسلام على طول تاريخه أروع الأمثلة في التعامل مع الأديان الأخرى والتعايش معها، فنعمت هذه الأديان بالحرية والأمن. يقول المستشرق الفرنسي جاك بيرك:
(لم يكن الإسلام في أي يوم عدو الديانات الأخرى، بل إنه الديانة الوحيدة التي حافظت على حقوق أبناء الديانات الأخرى، وهذا موقف ساحر بكل تأكيد، وقلما شاهدنا في تاريخ الديانات هذا المستوى من السحر الذي نشاهده في الإسلام).
وإذا كان الغرب يدعي تصديه اليوم لطرح الأفكار الإنسانية الجديدة ومبادرته إليها مثل: الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان و..، فإن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان قد سبقهم من قبل بعدة قرون، فكانت الحرية هي محور وجود الإنسان في الإسلام، والشورى هي الأصل الذي لابد للحاكم أن يلتزم بها في ممارسة الحكم، والمساواة هي النظرة الاجتماعية العاملة التي يجب أن تحكم المجتمع الإسلامي، فلا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا بين عربي ولا أعجمي، إلا بالتقوى، والناس سواسية كأسنان المشط، فالمقياس للتفاضل في الإسلام هو الكفاءة المدعومة بالتقوى لا اللون والجنس والعنصر والطبقة، كما أن العدالة الاجتماعية هي القانون الحاكم في الإسلام. لذلك نجد أن رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قامت على هذه المفاهيم ضمت كل الفصائل البشرية على اختلافها، فكان إلى جنب الأغنياء في معسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفقراء وإلى جنب العرب الفرس مثل سلمان الفارسي وإلى جنب الأبيض والأسود مثل بلال الحبشي، يقول البروفسور كاراديفو في كتابه المحمدية:
(إن محمداً كان هو النبي الملهم والمؤسس ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها، ومع ذلك فإنه لم ينظر إلى نفسه كرجل من عنصر آخر، أو من طبقة أخرى غير طبقات بقية المسلمين..، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد (صلى الله عليه وآله) بين أعضاء الكتلة الإسلامية، كان يطبق عملياً حتى على النبي نفسه).
وهكذا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذر البذرة الأولى في حقل الإنسانية لإبداع عالم جديد يقوم على حركة من نوع جديد تحمل أفكاراً ومفاهيم جديدة. فلأول مرة في تاريخ العالم بدأت أول حركة إصلاحية عالمية شاملة اعتمدت على السلم والأخلاق والعدالة والحرية والشورى والمساواة ففتحت صفة حضارية ناصعة البياض وكتبت تاريخاً مشرقاً تفتخر به الإنسانية حتى الأبد.
يتبـــــــع...................
نقف وقفة اكبار و شموخ واعتزاز وثقة وغرور في إن شخصيتنا التي اخترناه شخصية لا تقارن ولا يعلوها ولا ينافسها أي شخصية وبتحدي
شخصية نفتخر إننا من أمتها وأتباعها شخصية يمكن لايكفيها كل صفحات منتدانا شخصية اردناه ان تكون فاتحة على نور منتدانا
شخصية نقول أنها الأعظم وانحنى لها حتى الغرب ذلكم رسول الله؛ صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل، خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبابه، وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدل القضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده؛ اختصه الله بكل خلق نبيل؛ وطهره من كل دنس وحفظه من كل زلل، وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته.
اعترف كل من عرفه حق المعرفة بعلو نفسه وصفاء طبعه وطهارة قلبه ونبل خلقه ورجاحة عقله وتفوق ذكائه وحضور بديهته وثبات عزيمته ولين جانبه.
بل اعترف بذلك المنصفون من غير المسلمين فلا يمكن لأحد أن يحيط بشخصية أعظم رجل في الكون ألا وهو الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، حيث لم تبرز على طول التاريخ مثل هذه الشخصية العظيمة التي تجسدت في رجل أحدث تغييرات واسعة في التاريخ الإنساني، وقد اعتبر أحد الكتاب الغربيين في كتابه (المئة الأوائل) الرسول (صلى الله عليه وآله) في المرتبة الأولى من عظماء التاريخ البشري، كما واعتبره أعظم شخصية في تاريخ العالم بما حققه من نجاح عظيم في إبلاغ رسالته وتأسيسه لدولة إسلامية كبيرة، وحضارة عريقة ظلت تغذي العالم بالعلم والمعرفة والعطاء لقرون عديدة، حيث يقول الدكتور مايكل هارث أستاذ الرياضيات والفلك والفيزياء في الجامعات الأمريكية وخبير هيئة الفضاء الأمريكية:
(لقد اخترت محمداً (صلى الله عليه وآله) في أول هذه القائمة.. ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك، ولكن محمد (صلى الله عليه وآله) هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً، وبعد 13 قرناً من وفاته فإن أثر محمد (صلى الله عليه وآله) ما يزال قوياً متجدداً) وتظهر عظمة الرسول (صلى الله عليه وآله) من خلال ذلك الإعجاز الهائل الذي غير به ظاهرة الجزيرة العربية وأخرجها من بؤس الجاهلية وشقاء التقاليد الوثنية، فالجزيرة العربية كانت غارقة في جهل مطبق، وظلام دامس، وفقر مميت، وأن الذي يقارن بين الجزيرة العربية قبل البعثة وبعد البعثة يصاب بالذهول مما يراه من التحول الإعجازي الجذري الذي حصل فيها. يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام يصف فيه هذه الحالة:
(بعثه والناس ضلال في حيرة، وخابطون في فتنة، قد استهوتهم الأهواء، واستنزلتهم الكبرياء، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في زلزال من الأمر وبلاء من الجهل، فبالغ (صلى الله عليه وآله) في النصيحة ومضى على الطريقة ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة).
. يقول المستشرق الأمريكي ادوارد وورمسي:
(وكانت العرب غارقة قبل نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) في أحط الدركات حتى ليصعب علينا وصف تلك الخزعبلات التي كانت سائدة في كل مكان، فالفوضى العظيمة التي كان الناس منهمكين فيها في ذلك العصر، وجرائم الأطفال - يعني قتلهم خشية الفقر - ووأد البنات أحياء، والضحايا البشرية التي كانت تقدم باسم الدين، والحروب الدائمة التي تنسب آناً بعد آن بين القبائل المختلفة، والنقص المستديم في نفوس أهل البلاد وعدم وجود حكومة قوية. حتى أتى الوحي من عند الله إلى رسوله الكريم، ففتحت حججه العقلية السديدة أعين أمة جاهلة فانتبه العرب، وتحققوا أنهم كانوا نائمين في أحضان الرذيلة المظلمة ولنتصور سكان البادية حينما رأوا أصنامهم تكسر على مرأى ومسمع منهم وهم المشهورون بالشجاعة والصلابة في الرأي وعدم الخضوع للغير، أفلا يثور ثائرهم ويهبون لقتل محمد؟ ولكنه كان يتكلم بكلام الله ربه، فقد كانوا يشعرون بذلك حيث يجدون في نبرات صوته هدى وتأثيراً كبيراً طاغياً، ولهذا لم يستطيعوا القيام ضد تيار الحق، ولم يجدوا بدا من الجري في مجاري النقاء الجديد، لأنه اجتاح كل الموانع والسدود كما يجتاح السيل الجارف كل شيء يقف في طريقه وهكذا انتصرت الفضيلة على الرذيلة).
ويقول الكاتب الكبير برنارد شو:
(لأني أكن كل تقدير لدين محمد (صلى الله عليه وآله)، لحيويته العجيبة فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقة هائلة لملاءمة أوجه الحياة المتغيرة وصالح لكل العصور. لقد درست حياة هذا الرجل العجيب، وفي رأيي أنه يجب أن يسمى منقذ البشرية).
نعم إنه منقذ البشرية ودينه دين الحياة والسعادة، يقول تعالى في كتابه الحكيم: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)(1).
ومما لا ريب فيه فإن انطلاقة الفكر الإنساني الحديث بدأت على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما حملت رسالته الخالدة إلى العالم تلك المفاهيم الراقية التي غيرت التاريخ الإنساني ليبدأ انعطافة حضارية جديدة لا زالت تفيض على البشر بالعطاء والخير والعلم. فقد أرسى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مبدأ الحرية بصورة عملية بعد أن أكد القرآن على ذلك في الكثير من آياته، فكانت الحرية السياسية والفكرية التي تعطي للإنسان الحق في التعبير عن رأيه (وأمرهم شورى بينهم) وكذلك الحرية الدينية التي تمنح للأديان الأخرى الفرصة لممارسة حقوقهم وقوانينهم (لا إكراه في الدين). وقد ضرب الإسلام على طول تاريخه أروع الأمثلة في التعامل مع الأديان الأخرى والتعايش معها، فنعمت هذه الأديان بالحرية والأمن. يقول المستشرق الفرنسي جاك بيرك:
(لم يكن الإسلام في أي يوم عدو الديانات الأخرى، بل إنه الديانة الوحيدة التي حافظت على حقوق أبناء الديانات الأخرى، وهذا موقف ساحر بكل تأكيد، وقلما شاهدنا في تاريخ الديانات هذا المستوى من السحر الذي نشاهده في الإسلام).
وإذا كان الغرب يدعي تصديه اليوم لطرح الأفكار الإنسانية الجديدة ومبادرته إليها مثل: الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان و..، فإن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان قد سبقهم من قبل بعدة قرون، فكانت الحرية هي محور وجود الإنسان في الإسلام، والشورى هي الأصل الذي لابد للحاكم أن يلتزم بها في ممارسة الحكم، والمساواة هي النظرة الاجتماعية العاملة التي يجب أن تحكم المجتمع الإسلامي، فلا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا بين عربي ولا أعجمي، إلا بالتقوى، والناس سواسية كأسنان المشط، فالمقياس للتفاضل في الإسلام هو الكفاءة المدعومة بالتقوى لا اللون والجنس والعنصر والطبقة، كما أن العدالة الاجتماعية هي القانون الحاكم في الإسلام. لذلك نجد أن رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قامت على هذه المفاهيم ضمت كل الفصائل البشرية على اختلافها، فكان إلى جنب الأغنياء في معسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفقراء وإلى جنب العرب الفرس مثل سلمان الفارسي وإلى جنب الأبيض والأسود مثل بلال الحبشي، يقول البروفسور كاراديفو في كتابه المحمدية:
(إن محمداً كان هو النبي الملهم والمؤسس ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها، ومع ذلك فإنه لم ينظر إلى نفسه كرجل من عنصر آخر، أو من طبقة أخرى غير طبقات بقية المسلمين..، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد (صلى الله عليه وآله) بين أعضاء الكتلة الإسلامية، كان يطبق عملياً حتى على النبي نفسه).
وهكذا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذر البذرة الأولى في حقل الإنسانية لإبداع عالم جديد يقوم على حركة من نوع جديد تحمل أفكاراً ومفاهيم جديدة. فلأول مرة في تاريخ العالم بدأت أول حركة إصلاحية عالمية شاملة اعتمدت على السلم والأخلاق والعدالة والحرية والشورى والمساواة ففتحت صفة حضارية ناصعة البياض وكتبت تاريخاً مشرقاً تفتخر به الإنسانية حتى الأبد.
يتبـــــــع...................
عدل سابقا من قبل كبرياء بنت في الأربعاء 8 يوليو 2009 - 1:42 عدل 3 مرات