تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
تلوث المياه
المقدمه :-
تعتبر التنمية الاقتصادية والإجتماعية مستحيلة بدون مياه ، لذلك فإن
للقرارات التي يتخذها صانعو القرار في قطاع المياه ، تأثيرات لا تقتصر على
الابعاد الاقتصادية فحسب بل تشمل أيضاً وبنفس الدرجة من الأهمية شروط
سلامة الانسان وصحته وبقاءه وما يرتبط بهذه الشروط من أبعاد إقتصادية
وإجتماعية. ولقد كان طلب الانسان على المياه في الماضي قليلاً بالنسبة
لمصادرها المتوافرة وحين كانت قدراته التكنولوجية ضعيفة التأثير على
البيئة، ولم تكن هناك ثمة مشكلة في تلبية الاحتياجات المائية لمختلف
الاستعمالات .
أما اليوم فإن تزايد السكان وزيادة استهلاك المياه وتنامي القدرات
التكنولوجية المؤثرة على نحو سلبي على البيئة قد أدت جميعها الى ظهور
التنافس على استعمالات المياه وتلوث البيئة. ومن هنا تتضح أهمية المياه
بالنسبة للإنسان وخاصة الدور الرئيس الذي يلعبه في حماية البيئة .
الموضوع:-
يقصد بتلوث المياه وجود تغيير في مكونات المجرى أو تغيير حالته بطريق
مباشر أو غير مباشر بسبب نشاط الإنسان بحيث تصبح المياه أقل صلاحية
للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها سواء للشرب او للزراعة أو للأغراض
الأخرى. و هذا يظهر عن طريق تحديد نوعية المياه و لتحديد نوعية المياه
لابد من إجراء اختبارات كيمائية و فيزيائية أو حيوية بهدف تحديد صلاحية
المياه.
يؤدي قيام الإنسان بنشاطاته الصناعية والزراعية والتنموية والمبالغة في
كثير من هذه النواحي أدى بطبيعة الحال إلى تلوث المياه . وكنتيجة لازدياد
هذه الأنشطة، فقدت هذه المياه مقدرتها على التخلص من الملوثات، وبدأت
أعراض تلك الملوثات في طرق ناقوس الخطر، حيث تدهور محصول البحار والمحيطات
والأنهار، وماتت الكائنات الحية، وانقرض بعضها، وأصبحت المياه في العديد
من المناطق والأماكن، غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون
بمجال التلوث ، وليس من الغريب إذن ( أن يكون حجم الدراسات التي تناولت
هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .
ولعل السر في ذلك مرده إلى سببين :
الأول : أهمية الماء وضروريته ، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية
والصناعية ، ولا يمكن لأي كائن حي –مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه – أن
يعيش بدونه ، فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ، والنباتات هي الأخرى
تحتاج إليه لكي تنمو ، ( وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في
تركيب مادة الخلية ، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتً كان أم حيواناً
، وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات
والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل
في التفاعل أو ناتج عنه ، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام
كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها ) .
إن ذلك كله يتساوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل
وعلا في جعل الماء ضرورياً لكل كائن حي ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل
شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء /30 .
الثاني : أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهو أكثر مادة منفردة
موجودة به ، إذ تبلغ مسحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحة الكرة
الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على
الارض بدلا من من الكرة الأرضية . كما أن الماء يكون حوالي( 60-70% من
أجسام الأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكون حوالي 90% من أجسام
الاحياء الدنيا ) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو
أخطار جسيمة بالكائنات الحية ، ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى
ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص المكون الرئيسي له وهو الماء .
مصادر تلوث الماء:-
يتلوث الماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته ، والمقصود بتلوث الماء
هو تدنس مجاري الماء والأبار والانهار والبحار والامطار والمياه الجوفية
مما يجعل ماءها غير صالح للإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي
تعيش في البحار والمحيطات ، ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية
والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب في فروعه ، كما
تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا
وصبغات كيميائية ملوثة ، ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :
1. مياه المطر الملوثه:-
تتلوث مياه الأمطار – خاصة في المناطق الصناعية لأنها تجمع أثناء سقوطها
من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء ، والتي من أشهرها أكاسيد
النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ، ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه
الامطار ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ، وإلقاء كميات كبيرة من
المخلفات والغازات والاتربة في الهواء أو الماء ، وفي الماضي لم تعرف
البشرية هذا النوع من التلوث ، وأنى لها هذا ؟
ولقد كان من فضل الله على عباده ورحمه ولطفه بهم أن يكون ماء المطر الذي
يتساقط من السماء ، ينزل خالياً من الشوائب ، وأن يكون في غاية النقاء
والصفاء والطهارة عند بدء تكوينه ، ويظل الماء طاهراً إلى أن يصل إلى سطح
الارض ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز مؤكداً ذلك قبل أن يتأكد منه
العلم الحديث : ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من
السماء ماء طهورا ) الفرقان 48.
وقال أيضا : ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم السماء ماء ليطهركم
به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) الانفال
11
وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ، هكذا
قال الإنسان وهكذا هو يصنع ، لقد امتلئ الهواء بالكثير من الملوثات الصلبة
والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات الآلات والسيارات ، وهذه
الملوثات تذوب مع مياه الأمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف
بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود بالتربة ، ويمتص النبات هذه
السموم في جميع أجزائه ، فإذا تناول الإنسان أو الحيوان هذه النباتات ادى
ذلك الى التسمم ( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون ) الروم 41
كما أن سقوط ماء المطر الملوث فوق المسطحات المائية كالمحيطات والبحار
والانهار والبحيرات يؤدي إلى تلوث هذه المسطحات وإلى تسمم الكائنات
البحرية والأسماك الموجودة بها ، وينتقل السم إلى الانسان إذا تناول هذه
الأسماك الملوثة ، كما تموت الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على
الاسماك .
إنه انتحار شامل وبطيء يصنعه البعض من بني البشر ، والباقي في غفلة عما
يحدث حوله ، حتى إذا وصل إليه تيار التلوث أفاق وانتبه ن ولكن بعد أن يكون
قد فاته الأوان .
.2 مياه المجاري:
وهي تتلوث بالصابون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات
الضارة ، وعندما تنتقل مياه المجاري إلى الأنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى
تلوثا هي الأخرى .
3. المخلفات الصناعية:-
وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية والألياف الصناعية والتي
تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا والدماء والاحماض والقلويات
والأصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات والأملاح السامة كأملاح
الزئبق والزرنيخ ، وأملاح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم .
4. المفاعلات النووية:-
وهي تسبب تلوثً حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى
حياتها ، مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية
حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية
الكائنات .
5. المبيدات الحشرية:
والتي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة الأعشاب الضارة
، فينساب بعضها مع مياه الصرف المصارف ، كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات
التي تغسل فيها معدات الرش وآلاته ، ويؤدي ذلك إلى قتل الأسماك والكائنات
البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع
والقنوات الملوثة بهذه المبيدات ، ولعل المأساة التي حدثت في العراق عامي
1971 –1972م أو ضح دليل على ذلك حين تم استخدام نوع من المبيدات الحشرية
المحتوية على الزئبق مما أدي إلى دخول حوالي 6000شخص إلى المستشفيات ،
ومات منهم 500.
6. التلوث الناتج عن تسرب البترول إلى البحار المحيطات:
وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقلات التي تتكرر سنوياً ، وإما نتيجة لقيام
هذه الناقلات بعمليات التنظيف وغسل خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في
عرض البحر .
ومن أسباب تلوث مياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عمليات البحث
والتنقيب عنه ، كما حدث في شواطئ كاليفورنيااا بالولايات المتحدة
الأمريكية في نهاية الستينيات ، وتكون نتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم
قدر طولها بثمانمائة ميل على مياه المحيط الهادي ، وأدى ذلك إلى موت أعداد
لا تحصى من طيور البحر ومن الدرافيل والأسماك والكائنات البحرية نتيجة
للتلوث .
6-تلوث الأرض :
يتلوث سطح الأرض نتيجة التراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من
المصانع والمزارع والنوادي والمنازل والمطاع والشوارع ، كما يتلوث أيضاً
من مخلفات المزارع كأعواد المحاصيل الجافة ورماد احتراقها .
7- المبيدات الحشرية :
والتي من أشهرها مادة د .د.ت ، وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة
الحشرات الضارة ، إلا أنها ذات تأثير قاتل على البكتريا الموجودة في
التربة ، والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى مركبات كيميائية بسيطة
يمتصها النبات ، وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار
استخدام هذه المبيدات ، وهذه طامه كبرى ، وخاصة إذا أضفناا إلى ذلك
المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة لاستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى
تواجد حشرات قوية لا تبقى ولا تذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته .
إن مادة الـ د .د.ت تتسرب إلى جسم الانسان خلال الغذاء الذي يأتيه من
النباتات والخضروات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم الانسان
الذي إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلى التسمم بهذا المبيد ، وتتركز خطورة
مادة الـ د .د.ت في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون أن
تتحلل ، ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في الآونة الأخيرة بضرورة عدم
استعمال هذه المادة كمبيد .
إنه لمن المؤسف أن الاتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام
المواد الكيميائية ، ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات
والنباتات والمحاصيل الزراعية . إن ذلك لا يؤدي إلى تساقط الأوراق
والأزهار والأعشاب فحسب ، بل يؤدي إلى تلوث الحبوب والثمار والخضروات
والتربة ، وذلك قد يؤدي إلى نوعين من التلوث :
تلوث المياه
المقدمه :-
تعتبر التنمية الاقتصادية والإجتماعية مستحيلة بدون مياه ، لذلك فإن
للقرارات التي يتخذها صانعو القرار في قطاع المياه ، تأثيرات لا تقتصر على
الابعاد الاقتصادية فحسب بل تشمل أيضاً وبنفس الدرجة من الأهمية شروط
سلامة الانسان وصحته وبقاءه وما يرتبط بهذه الشروط من أبعاد إقتصادية
وإجتماعية. ولقد كان طلب الانسان على المياه في الماضي قليلاً بالنسبة
لمصادرها المتوافرة وحين كانت قدراته التكنولوجية ضعيفة التأثير على
البيئة، ولم تكن هناك ثمة مشكلة في تلبية الاحتياجات المائية لمختلف
الاستعمالات .
أما اليوم فإن تزايد السكان وزيادة استهلاك المياه وتنامي القدرات
التكنولوجية المؤثرة على نحو سلبي على البيئة قد أدت جميعها الى ظهور
التنافس على استعمالات المياه وتلوث البيئة. ومن هنا تتضح أهمية المياه
بالنسبة للإنسان وخاصة الدور الرئيس الذي يلعبه في حماية البيئة .
الموضوع:-
يقصد بتلوث المياه وجود تغيير في مكونات المجرى أو تغيير حالته بطريق
مباشر أو غير مباشر بسبب نشاط الإنسان بحيث تصبح المياه أقل صلاحية
للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها سواء للشرب او للزراعة أو للأغراض
الأخرى. و هذا يظهر عن طريق تحديد نوعية المياه و لتحديد نوعية المياه
لابد من إجراء اختبارات كيمائية و فيزيائية أو حيوية بهدف تحديد صلاحية
المياه.
يؤدي قيام الإنسان بنشاطاته الصناعية والزراعية والتنموية والمبالغة في
كثير من هذه النواحي أدى بطبيعة الحال إلى تلوث المياه . وكنتيجة لازدياد
هذه الأنشطة، فقدت هذه المياه مقدرتها على التخلص من الملوثات، وبدأت
أعراض تلك الملوثات في طرق ناقوس الخطر، حيث تدهور محصول البحار والمحيطات
والأنهار، وماتت الكائنات الحية، وانقرض بعضها، وأصبحت المياه في العديد
من المناطق والأماكن، غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون
بمجال التلوث ، وليس من الغريب إذن ( أن يكون حجم الدراسات التي تناولت
هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .
ولعل السر في ذلك مرده إلى سببين :
الأول : أهمية الماء وضروريته ، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية
والصناعية ، ولا يمكن لأي كائن حي –مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه – أن
يعيش بدونه ، فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ، والنباتات هي الأخرى
تحتاج إليه لكي تنمو ، ( وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في
تركيب مادة الخلية ، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتً كان أم حيواناً
، وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات
والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل
في التفاعل أو ناتج عنه ، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام
كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها ) .
إن ذلك كله يتساوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل
وعلا في جعل الماء ضرورياً لكل كائن حي ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل
شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء /30 .
الثاني : أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهو أكثر مادة منفردة
موجودة به ، إذ تبلغ مسحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحة الكرة
الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على
الارض بدلا من من الكرة الأرضية . كما أن الماء يكون حوالي( 60-70% من
أجسام الأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكون حوالي 90% من أجسام
الاحياء الدنيا ) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو
أخطار جسيمة بالكائنات الحية ، ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى
ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص المكون الرئيسي له وهو الماء .
مصادر تلوث الماء:-
يتلوث الماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته ، والمقصود بتلوث الماء
هو تدنس مجاري الماء والأبار والانهار والبحار والامطار والمياه الجوفية
مما يجعل ماءها غير صالح للإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي
تعيش في البحار والمحيطات ، ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية
والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب في فروعه ، كما
تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا
وصبغات كيميائية ملوثة ، ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :
1. مياه المطر الملوثه:-
تتلوث مياه الأمطار – خاصة في المناطق الصناعية لأنها تجمع أثناء سقوطها
من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء ، والتي من أشهرها أكاسيد
النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ، ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه
الامطار ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ، وإلقاء كميات كبيرة من
المخلفات والغازات والاتربة في الهواء أو الماء ، وفي الماضي لم تعرف
البشرية هذا النوع من التلوث ، وأنى لها هذا ؟
ولقد كان من فضل الله على عباده ورحمه ولطفه بهم أن يكون ماء المطر الذي
يتساقط من السماء ، ينزل خالياً من الشوائب ، وأن يكون في غاية النقاء
والصفاء والطهارة عند بدء تكوينه ، ويظل الماء طاهراً إلى أن يصل إلى سطح
الارض ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز مؤكداً ذلك قبل أن يتأكد منه
العلم الحديث : ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من
السماء ماء طهورا ) الفرقان 48.
وقال أيضا : ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم السماء ماء ليطهركم
به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) الانفال
11
وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ، هكذا
قال الإنسان وهكذا هو يصنع ، لقد امتلئ الهواء بالكثير من الملوثات الصلبة
والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات الآلات والسيارات ، وهذه
الملوثات تذوب مع مياه الأمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف
بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود بالتربة ، ويمتص النبات هذه
السموم في جميع أجزائه ، فإذا تناول الإنسان أو الحيوان هذه النباتات ادى
ذلك الى التسمم ( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون ) الروم 41
كما أن سقوط ماء المطر الملوث فوق المسطحات المائية كالمحيطات والبحار
والانهار والبحيرات يؤدي إلى تلوث هذه المسطحات وإلى تسمم الكائنات
البحرية والأسماك الموجودة بها ، وينتقل السم إلى الانسان إذا تناول هذه
الأسماك الملوثة ، كما تموت الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على
الاسماك .
إنه انتحار شامل وبطيء يصنعه البعض من بني البشر ، والباقي في غفلة عما
يحدث حوله ، حتى إذا وصل إليه تيار التلوث أفاق وانتبه ن ولكن بعد أن يكون
قد فاته الأوان .
.2 مياه المجاري:
وهي تتلوث بالصابون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات
الضارة ، وعندما تنتقل مياه المجاري إلى الأنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى
تلوثا هي الأخرى .
3. المخلفات الصناعية:-
وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية والألياف الصناعية والتي
تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا والدماء والاحماض والقلويات
والأصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات والأملاح السامة كأملاح
الزئبق والزرنيخ ، وأملاح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم .
4. المفاعلات النووية:-
وهي تسبب تلوثً حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى
حياتها ، مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية
حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية
الكائنات .
5. المبيدات الحشرية:
والتي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة الأعشاب الضارة
، فينساب بعضها مع مياه الصرف المصارف ، كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات
التي تغسل فيها معدات الرش وآلاته ، ويؤدي ذلك إلى قتل الأسماك والكائنات
البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع
والقنوات الملوثة بهذه المبيدات ، ولعل المأساة التي حدثت في العراق عامي
1971 –1972م أو ضح دليل على ذلك حين تم استخدام نوع من المبيدات الحشرية
المحتوية على الزئبق مما أدي إلى دخول حوالي 6000شخص إلى المستشفيات ،
ومات منهم 500.
6. التلوث الناتج عن تسرب البترول إلى البحار المحيطات:
وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقلات التي تتكرر سنوياً ، وإما نتيجة لقيام
هذه الناقلات بعمليات التنظيف وغسل خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في
عرض البحر .
ومن أسباب تلوث مياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عمليات البحث
والتنقيب عنه ، كما حدث في شواطئ كاليفورنيااا بالولايات المتحدة
الأمريكية في نهاية الستينيات ، وتكون نتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم
قدر طولها بثمانمائة ميل على مياه المحيط الهادي ، وأدى ذلك إلى موت أعداد
لا تحصى من طيور البحر ومن الدرافيل والأسماك والكائنات البحرية نتيجة
للتلوث .
6-تلوث الأرض :
يتلوث سطح الأرض نتيجة التراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من
المصانع والمزارع والنوادي والمنازل والمطاع والشوارع ، كما يتلوث أيضاً
من مخلفات المزارع كأعواد المحاصيل الجافة ورماد احتراقها .
7- المبيدات الحشرية :
والتي من أشهرها مادة د .د.ت ، وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة
الحشرات الضارة ، إلا أنها ذات تأثير قاتل على البكتريا الموجودة في
التربة ، والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى مركبات كيميائية بسيطة
يمتصها النبات ، وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار
استخدام هذه المبيدات ، وهذه طامه كبرى ، وخاصة إذا أضفناا إلى ذلك
المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة لاستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى
تواجد حشرات قوية لا تبقى ولا تذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته .
إن مادة الـ د .د.ت تتسرب إلى جسم الانسان خلال الغذاء الذي يأتيه من
النباتات والخضروات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم الانسان
الذي إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلى التسمم بهذا المبيد ، وتتركز خطورة
مادة الـ د .د.ت في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون أن
تتحلل ، ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في الآونة الأخيرة بضرورة عدم
استعمال هذه المادة كمبيد .
إنه لمن المؤسف أن الاتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام
المواد الكيميائية ، ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات
والنباتات والمحاصيل الزراعية . إن ذلك لا يؤدي إلى تساقط الأوراق
والأزهار والأعشاب فحسب ، بل يؤدي إلى تلوث الحبوب والثمار والخضروات
والتربة ، وذلك قد يؤدي إلى نوعين من التلوث :