فأشرف الأسماء و أعظمها: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } (1)
، و عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : « من رفع قرطاسا من الأرض مكتوبًا عليه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالاً له لاسمه عن أن يداس كان عند الله من الصديقين و خفف عنه و عن والديه العذاب و إن كانا مشركين ». و عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : لم يرّن إبليس لعنه الله قط إلا ثلاث رنات : رنة حين لعن و أخرج من ملكوت السموات
و الأرض، و رنة حين ولد محمد صلى الله عليه و سلم، و رنة حين أنزلت سورة الحمد، و في
أولها: بسم الله الرحمن الرحيم. و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: « لا يردُ دعاءٌ أوَلُه بسم الله الرحمن الرحيم ، و إن أمتي يأتون يوم القيامة يقولون: بسم الله الرحمن الرحيم فتثقل حسناتهم في الميزان، فتقول الأمم: ما أثقل موازين أمة محمد ؟ فتقول الأنبياء عليهم الصلاة و السلام: ابتداء كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله تعالى لو وضعت في كفة الميزان و وضعت سيئات الخلق في كفة لرجحت كفة الأسماء ».
و أما الأسماء و الكنى : ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « أحب أسمائكم إلى الله تعالى عبد الله ، و عبد الرحمن ، و أصدقها حارث ، و همام ، و أقبحها حرب و مرة ».و ينبغي أن تنادي مَنْ لا تعرف اسمه بعبارة لطيفة لا يتأذى بها و لا يكون فيها كذب، كقولك: يا فقيه، يا أخي، يا فقير، يا سيدي يا صاحب الثوب الفلاني، أو البغل الفلاني
، أو الفرس الفلاني أو السيف الفلاني، و ما أشبه ذلك. و دخل عبادة على المتوكل و بين يديه جام (2)
من ذهب فيه ألف مثقال . فقال له : أسألك عن شيء إن أجبتني عنه ابتداء من غير أن تفكر فلك الجام بما فيه. فقال : سل يا أمير المؤمنين. قال : أسألك عن شيء له اسم ، و لا كنية له ، و عن شيء له كنية ، و لا اسم له . قال : المنارة و أبو رياح. فعجب المتوكل و أعطاه الجام بما فيه.
و قيل لعثمان : ذو النورين رضي الله عنه ، لأنه هو و رقية كانا أحسن زوجين في الإسلام .
و قيل : لأنه تزوج برقية ، ثم بأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يوجد مَنْ تزوج بابنتي نبي غيره.
و كان قتادة بن النعمان الأنصاري رضي الله تعالى عنه أصيب في عينيه يوم أحد فسقطت على خده ، فرَّدها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكانت أحسن و أصح من الأخرى ، فكانت – تعتل
أي : ترمد عينه الباقية – و لا تعتل عينه المردودة ، فقيل له : ذو العينين . و قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : كنيت بهرة صغيرة كنت أحملها في حجري (3) فألعب بها ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يا أبا هريرة ، و اختلف في اسمه ، فقيل : عبد الرحمن ، و قيل : عبد شمس ، و قيل : عمير، و قيل : سليمان . و قال الشعبي رضي الله تعالى عنه : كنية الدجال أبو يوسف
ذو الشهرة أبو دجانة الأنصاري رضي الله تعالى عنه كان له شهرة (4) يلبسها بين الصفين. ذو الرياستين الفضل بن سهل لأنه دبر أمر السيف و القلم ، و ولى رياسة الجيوش و الدواوين و دخل عليه شاعر يوم المهرجان و بين يديه الهدايا فقال :
اليــــَومُ يَــــومُ المهْرجانْ.. هـدِيَّتي فيه الــــلـــــســــانْ
لــــك دولتــانِ حــديثــــة.. و قـــديـمـــةً و ريــاســــتان
لـكَ في الورى من هاشم.. نـــبــتٌ و بـيـتٌ و خسروانْ
علمَ الخليفة كيف أنـــــــ... ـــــت فصرتَ في هذا المكانْ
لــــك دولتــانِ حــديثــــة.. و قـــديـمـــةً و ريــاســــتان
لـكَ في الورى من هاشم.. نـــبــتٌ و بـيـتٌ و خسروانْ
علمَ الخليفة كيف أنـــــــ... ـــــت فصرتَ في هذا المكانْ
فأمر له بجميع الهدايا .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبهيشي . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
__________________________________
(1) – سورة مريم : 65.
(2) -الجام : وعاء.
(3) – حجري : حصني.
(4) – شهرة : وردت في كتب التراجم : « مُشَهَّرة » و هي فرس معروفة لأبي دجانة لا رداء !.