عندما يترك الناس أمرهم للسفهاء منهم، ليتولوا حكمهم وتوجيههم إعلاميا
ستكون النتيجة كالتالي: استغلالا للأزمة الكروية السياسية بين مصر
والجزائر قامت دار نشر جزائرية بطبع كتاب بعنوان ''اعترافات راقصة
مصرية''، على غلافه صورة عارية لراقصة، ويضم عددا من القصص والأخبار
المفبركة حول فنانات ومنحرفات مصريات وسعوديات•
هل تشعرون بالغضب
من السلوك الجزائري؟ لا تغضبوا إذن فالعكس هو الصحيح• الكتاب عنوانه
''اعترافات راقصة جزائرية'' وهو صادر عن دار نشر مصرية اسمها ''مركز
دافنشي'' ليس لها عنوان ولكن لها رقمي تليفون مكتوبين على الصفحة الأولى
منه• الكتاب استغلال حقير للأزمة الأخيرة، وهو يعكس كيف يمكن لبعض الناس
أن يتاجروا في أي شيء من أجل حفنة جنيهات• ومصيبة الكتاب الذي طرح في
السوق خلال الأيام الماضية لا تقتصر على العنوان، لأن الأمر أسوأ بكثير•
دار
النشر التي ليس لها عنوان ولكن مجرد أرقام تليفون مضروبة لم تكتف باستغلال
اسم الجزائر لترويج الكتاب، أو اسم الرسام الإيطالي الخالد ليوناردو
دافنشي، أو لعل أصحاب الدار يقصدون فيلم ''شفرة دافنشي''، لأنه من
المستبعد جدا أن يكونوا قد سمعوا عن الفنان••• ولكنهم أيضا وجدوا في
أنفسهم قدرا هائلا من الوقاحة والبجاحة لأن يسرقوا بعض القصص من على
الأنترنت، معظمها من منتدى اسمه ''الكلمة الطيبة''، هو نفسه ليس به كلمة
واحدة طيبة، وإنما بعض القصص الجنسية الفاجرة في غلاف ديني وأخلاقي• وخذ
عندك مثلا قصة عنوانها ''حفل جنس ثالث بمكة المكرمة''، أو ''فنانة تقول
إنه ليس لديها مانع من الرقص على لحن القرآن''، أو ''مهندس سعودي يعاشر
ابنته منذ خمس سنوات''••• والأستاذ الذي أتوا به ليضرب لهم الكتاب لم
يكلّف نفسه تعديل أو تغيير كلمة في أي قصة، ولكنه نقلها كما هي، بأخطائها
الإملائية، من الأنترنت•
الطريف والسخيف أن هؤلاء الذين يطلقون
علي أنفسهم اسم ''مركز دافنشي للدراسات والترجمة والنشر'' ( تأملوا الاسم
وحلاوته مرة أخرى) كتبوا على غلاف الكتاب اسم مؤلفة وهمية هي ''جينيفر
سبيلنغ'' للإيحاء بأنه كتاب بحث وحقيقي له مؤلف وأجنبي كمان، وعلى أساس أن
المركز قام فقط بالعرض والترجمة والتحليل، وفقا لما جاء على الغلاف
الداخلي للكتاب• هل تشعرون بالاحتقار والغضب من صاحب الدار فلا تظلموه
لأنه ليس وحده، ولكنه واحد من عشرات ومئات الإعلاميين، بعضهم مذيعون
''كبار'' كانوا مجرد لاعبي كرة شراب، تحوّلوا لنجوم في بلد لا يعرف أغلبية
سكانه من الرياضة سوى الجلوس على المقهى وتعاطي الشيشة في انتظار
المباراة، وبعضهم لم يقرأ في حياته سوى القصص الجنسية الدينية على
الأنترنت، وبعضهم مذيعون ''كبار'' هم مجرد بهلوانات يقلدون الأجانب،
وبعضهم صحفيون ''كبار'' ليس لديهم الحد الأدنى من الثقافة أو الإحساس
بالمسؤولية• فهل يمكن ألا تلوموا إلا أنفسكم لأنكم تسمحون لهؤلاء بقيادة
إعلامكم وبلدكم؟
الكاتب الصحفي: عصام زكريا جريدة الدستور المصرية
ستكون النتيجة كالتالي: استغلالا للأزمة الكروية السياسية بين مصر
والجزائر قامت دار نشر جزائرية بطبع كتاب بعنوان ''اعترافات راقصة
مصرية''، على غلافه صورة عارية لراقصة، ويضم عددا من القصص والأخبار
المفبركة حول فنانات ومنحرفات مصريات وسعوديات•
هل تشعرون بالغضب
من السلوك الجزائري؟ لا تغضبوا إذن فالعكس هو الصحيح• الكتاب عنوانه
''اعترافات راقصة جزائرية'' وهو صادر عن دار نشر مصرية اسمها ''مركز
دافنشي'' ليس لها عنوان ولكن لها رقمي تليفون مكتوبين على الصفحة الأولى
منه• الكتاب استغلال حقير للأزمة الأخيرة، وهو يعكس كيف يمكن لبعض الناس
أن يتاجروا في أي شيء من أجل حفنة جنيهات• ومصيبة الكتاب الذي طرح في
السوق خلال الأيام الماضية لا تقتصر على العنوان، لأن الأمر أسوأ بكثير•
دار
النشر التي ليس لها عنوان ولكن مجرد أرقام تليفون مضروبة لم تكتف باستغلال
اسم الجزائر لترويج الكتاب، أو اسم الرسام الإيطالي الخالد ليوناردو
دافنشي، أو لعل أصحاب الدار يقصدون فيلم ''شفرة دافنشي''، لأنه من
المستبعد جدا أن يكونوا قد سمعوا عن الفنان••• ولكنهم أيضا وجدوا في
أنفسهم قدرا هائلا من الوقاحة والبجاحة لأن يسرقوا بعض القصص من على
الأنترنت، معظمها من منتدى اسمه ''الكلمة الطيبة''، هو نفسه ليس به كلمة
واحدة طيبة، وإنما بعض القصص الجنسية الفاجرة في غلاف ديني وأخلاقي• وخذ
عندك مثلا قصة عنوانها ''حفل جنس ثالث بمكة المكرمة''، أو ''فنانة تقول
إنه ليس لديها مانع من الرقص على لحن القرآن''، أو ''مهندس سعودي يعاشر
ابنته منذ خمس سنوات''••• والأستاذ الذي أتوا به ليضرب لهم الكتاب لم
يكلّف نفسه تعديل أو تغيير كلمة في أي قصة، ولكنه نقلها كما هي، بأخطائها
الإملائية، من الأنترنت•
الطريف والسخيف أن هؤلاء الذين يطلقون
علي أنفسهم اسم ''مركز دافنشي للدراسات والترجمة والنشر'' ( تأملوا الاسم
وحلاوته مرة أخرى) كتبوا على غلاف الكتاب اسم مؤلفة وهمية هي ''جينيفر
سبيلنغ'' للإيحاء بأنه كتاب بحث وحقيقي له مؤلف وأجنبي كمان، وعلى أساس أن
المركز قام فقط بالعرض والترجمة والتحليل، وفقا لما جاء على الغلاف
الداخلي للكتاب• هل تشعرون بالاحتقار والغضب من صاحب الدار فلا تظلموه
لأنه ليس وحده، ولكنه واحد من عشرات ومئات الإعلاميين، بعضهم مذيعون
''كبار'' كانوا مجرد لاعبي كرة شراب، تحوّلوا لنجوم في بلد لا يعرف أغلبية
سكانه من الرياضة سوى الجلوس على المقهى وتعاطي الشيشة في انتظار
المباراة، وبعضهم لم يقرأ في حياته سوى القصص الجنسية الدينية على
الأنترنت، وبعضهم مذيعون ''كبار'' هم مجرد بهلوانات يقلدون الأجانب،
وبعضهم صحفيون ''كبار'' ليس لديهم الحد الأدنى من الثقافة أو الإحساس
بالمسؤولية• فهل يمكن ألا تلوموا إلا أنفسكم لأنكم تسمحون لهؤلاء بقيادة
إعلامكم وبلدكم؟
الكاتب الصحفي: عصام زكريا جريدة الدستور المصرية