قد أثنى الله تعالى على الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ، ووصف المجاهدين فقال تعالى : ]إِنَّ اللهَ يُِحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ[(1) وندب إلى جهاد الأعداء ووعد عليه أفضل الجزاء ، والرأي في الحرب أمام الشجاعة . قال رسول اللهصلى الله عليه و سلم : « الحرب خدعة »(2) . وقال صلى الله عليه و سلم : « ما من قطرة أحب إلى الله تعالى من قطرة دم في سبيله ، أو قطرة دمع في جوف ليل من خشيته » . وسمع رجل عبد الله بن قيس رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إن الجنة تحت ظلال السيوف » . فقال : يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوله ؟ قال : نعم . فرجع إلى أصحابه فقال : اقرأ عليكم السلام ، ثم كسر جفن(3) سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل . وكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد : اعلَمْ أن عليك عيونًا من الله ترعاك وتراك ، فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك السلامة ، و لا تغسل الشهداء من دمائهم ، فإن دم الشهيد يكون له نورًا يوم القيامة . وعن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين انتهينا إلى خيبر: « الله اكبر، خربت خيبر، إنَّا إذا نزلنا بساحة قــوم فـســاء صـبــاح المـنـذريــن »(4). وعنه رفعه : « لغدوة في سبيل الله، أو روحة ، خير من الدنيا وما فيها »(5) وعن ابن مسعود رفعه: « إن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل »(6) . وقيل : إن أنس بن النضر، عم أنس بن مالك رضي الله عنه ، لم يشهد بدرًا فلم يزل متحسرًا يقول : أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه و سلم غيبت عنه ، فلما كان يوم أحد قال : واهًا لريح الجنة دون أحد ، فقاتل حتى قتل فوجد في بدنه بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية . فقالت أخته الربيع بنت النضر: فما عرفتُ أخي إلا ببنانه . وعن فضالة بنت عبيد رفعة : « كل ميت يختم على عمله إلا المرابط ؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ، ويؤمن من فتنة القبر »(7) وعن سهل بن حنيف رفعه : « من سأل الله الشهادة بصدق ، بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه »(8) . فنسأل الله أن يرزقنا الشهادة ، ويجعلنا من الذين أحسنوا ، فلهم الحسنى وزيادة .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
__________________________________
(1)- سورة الصف : 4 .
(2)- أخرجه : البخاري في المناقب 3611 .
(3)- أي : غمده .
(4)- أخرجه : البخاري في المغازي 4197 .
(5)- أخرجه : البخاري في الجهاد و السير 2792 .
(6)- أخرجه : مسلم في الإمارة 1887 .
(7)- أخرجه : الترمذي في فضائل الجهاد 1621 .
(8)- أخرجه : مسلم في الإمارة 1909 .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
__________________________________
(1)- سورة الصف : 4 .
(2)- أخرجه : البخاري في المناقب 3611 .
(3)- أي : غمده .
(4)- أخرجه : البخاري في المغازي 4197 .
(5)- أخرجه : البخاري في الجهاد و السير 2792 .
(6)- أخرجه : مسلم في الإمارة 1887 .
(7)- أخرجه : الترمذي في فضائل الجهاد 1621 .
(8)- أخرجه : مسلم في الإمارة 1909 .