أضحى
حلم مهاجم وفاق سطيف، عبد المالك زياية، بالاحتراف في البطولة الفرنسية أو
حتى السعودية، صعب المنال إن لم نقل شبه مستحيل، بما أن رئيس وفاق سطيف،
عبد الحكيم سرار، استعمل كل الطرق قصد الإبقاء على مهاجمه في فريقه إلى
غاية نهاية الموسم الحالي، مع إقناع اللاعب بتجديد عقده مع الوفاق لموسم
آخر على الأقل كون عقده الحالي ينتهي في جوان القادم.
يطمح سرار، من وراء ذلك، لتحويل هداف كأس الكاف في الصائفة المقبلة بعد
أن تكون أسهمه في سوق التحويلات قد ارتفعت لمشاركته في كأس أمم إفريقيا
وكأس العالم، والاستفادة من مقابل مادي كبير، مقارنة بما منحه نادي سوشو
الفرنسي نظير استعارة اللاعب لـ5 أشهر مع إمكانية ضم اللاعب نهائيا في شهر
جوان المقبل لمدة 3 سنوات.
وإن كان تفكير سرار منطقيا، كونه يريد الحفاظ على مصالح فريقه، إلا أن
اللاعب زياية انحطت معنوياته بعد اقتراب ضياع فرصة احترافه في سوشو، خاصة
وأن سرار رفض الرد مثلما أشرنا إليه سابقا، على مكالمات المناجير أحمد
العبدي ومسؤولي سوشو بشأن إنهاء عملية تحويل زياية إلى النادي الفرنسي،
بعد أن كان الطرفان قد اتفقا، في الأسبوع الماضي، على كافة شروط انتقال
اللاعب، الذي كان من المفروض أن يجري الفحوصات الطبية في النادي الفرنسي
في اليومين الماضيين، لترسيم انتقاله إلى سوشو، قبل أن يتلقى زياية مكالمة
من سرار يطلب منه فيها عدم الذهاب إلى سوشو والتريث. كما أكدت مصادر مطلعة
على ملف انتقال زياية، أن سرار نصح لاعبه بالبقاء في سطيف قصد الحفاظ على
مكانته في المنتخب الوطني، وتفادي مغامرة غير محمودة العواقب مع فريق
جديد، قد لا يمنحه فرصة اللعب كأساسي فيما تبقّى من الموسم الجاري، فضلا
على احتمال عدم تمكنه من التأقلم مع أجواء البطولة الفرنسية.
ولحد الآن كلام سرار منطقي، لكن المثير للشك في حديث رئيس الوفاق هو
تأكيده على وجود عرض مغر من طرف فريق اتحاد جدة السعودي، والذي يبدو، لحد
الساعة، عرضا ''وهميا''، بما أن اللاعب قال في نهاية المرحلة الأولى من
تربص تولون بأنه لا يدري ما يجري وما سيفعله، وبأنه ينتظر ما سيقوم به
رئيس الوفاق سرار. ما يوحي أن زياية لا حول له ولا قوة، ومصيره ليس بيديه
فعلا. وبالموازاة مع ذلك، يصر نادي سوشو على ضم اللاعب الجزائري، ومنح
مهلة أسبوع للاعب ورئيس الوفاق سرار قصد الرد على عرض النادي الفرنسي
والفصل في هذه القضية التي أسالت ولا زالت تسيل الكثير من الحبر.
وتذكرنا هذه القضية بما حدث لصانع ألعاب الوفاق لزهر حاج عيسى، الذي لم
يتمكن لحد الساعة من افتكاك عقد احترافي رغم العروض الهائلة التي ظلت
تتهاطل عليه من طرف العديد من الأندية الخليجية، وبعض الأندية الأوروبية.
ويواجه زياية نفس مصير حاج عيسى، الذي كان قد انضم إلى نادي الاتفاق
السعودي المتواضع في الموسم الماضي، قبل أن يفسخ عقده ويعود إلى الجزائر
بطلب من سرار، بحجة عدم وفاء الاتفاق بالتزاماته بدفع أموال اللاعب. ليجري
بعد ذلك حاج عيسى تجارب في نادي بورتسموث الإنجليزي الذي صرف عنه النظر.
ويعود بعدها حاج عيسى ليكمل مشواره مع الوفاق دون أن يحقق حلمه بالاحتراف
خارج الجزائر.