خرج ملايين الجزائريين الى الشوارع سهرة
الخميس عقب انتهاء المباراة التي جمعت المنتخب الوطني الجزائري بالمنتخب
المصري والتي انتهت لصالح المنتخب المصري بنتيجة 4 أهداف مقابل صفر ورغم
هذه النتيجة إلا أنها لاتعكس المستوى الحقيقي للخصم الذي خدمه بشكل أو
بآخر الحكم البنيني كوفي كوجيا الذي أسهم بنسبة 90في المائة لصناعة الفوز
لصالح المنتخب المصري لدى إخراجه لبطاقات حمراء” فكاهية” ضد منتخب الخضر
وذلك بتعقب لاعبي الأسس الدفاعي حتى يسمح للهجوم المصري بالتجوال حرا
والتسجيل متى شاء .
ولما كان أنصار ” الخضرا ” جمهورا كرويا ذواقا وذكيا وفطنا بان هناك ”
مؤامرة دبت بليل ” ، ولما لم تكن هناك “كرة نبيلة ” بل على العكس من ذلك
أضحت الكرة المستديرة عرضة للبيع والشراء في البورصة .
على هذه الخلفية خرج الجمهور الجزائري الذي لايكل ولا يمل ولا يتنكر
لمعروف ولا يجزع من أي -مصاب ومهما كان جللا – مناديا محتفيا برفاق زياني
وعنتر يحيى ونذير بلحاج هاتفا بأسمائهم في الأزقة والشوارع وحتى في
البلديات الصغيرة المتناثرة على أطراف السهول والجبال وأقاصي الصحاري
ملفوفين بالأعلام الوطنية مغردين كالبلابل بلحن شجي يرهب كل من “حاد عن
طريق الحق واعتنق عقيدة الغش ” رافضا كل أنواع الاستهتار بالأخلاق
الرياضية للجماهير الرياضية سواء الوطنية أو العالمية ، في رسالة واضحة من
جماهيرنا لكل عشاق المستديرة من أجل الانعتاق من سوء التحكيم القاري الذي
أمسى يساوي بين الجواد الأصيل والسلحفاة في الميدان .
قد يستغرب العالمين – ولهم الحق أن يدهشوا – فريق منهزم يخرج مناصروه
بالملايين يهتفون بحياته وحياة رئيس جمهوريته تحت أجمل غنوة وطنية وتحت
أروع إيقاع وطني ويكبرون الله تكبيرا ويجعلون من ليالي عواصم ولايات الوطن
قاعات أفراح مفتوحة على العالم وعلى
الإعلام الدولي.
عم يتساءلون
سيصعق العالم وستصاب الأعين بالعمى وسيتوقف المحللون طويلا أمام ظاهرة
إنسانية خالصة يصنعها شعب اسمه ” انا جزائري ” أنا المواطن الحر انا
المواطن الذي يرفض أنواع الظلم ، بل انا الجزائري الذي خرج يوم ال28 جانفي
1957 الى الشارع يواجه الرصاص رفضا للاستعمار والاستعباد رفضا للتواطؤ
والدسائس وكذلك هذا الأمة خرجت اليوم لما اشتمت رائحة التواطؤ تتصاعد
رائحتها عيانا من قلب إفريقيا ودخانها بلغ العنان مشكلا مشكلة بيئية في
سماء الكرة المستديرة التي تحولت عن رسالتها الأساسية التي أسست لها.
نعم هكذا يفرح الجزائري إذا أحب حبيبا فانه يحبه قويا ويحبه وينصره ضعيفا،
هكذا هو الجزائري يقبل ويعانق مع كل من صدق معه النية في العمل والمعاملات
نعم هذا هوا لجزائري الذي لايداهن أحدا لأنه مجتمع مبدئي ركب شرب مبدأ ”
انصر أخاك ظالما أو مظلوما “.
إذا لا تتعجبوا من الجزائري المتحضر الذي يحول الكبوات الى انتصارات وأفراح ويقابل صنع الجميل بالوجه الجميل .
عذرا …. هكذا يفعل أبناء الجزائر هذه أخلاق الجزائري وكما نقول باللهجة المحلية ” الفاهم يفهم ” .