علمت
"الشروق" من مصادر مؤكدة بمؤسسة أوراسكوم تارقة انه سيتم ترحيل نهاية هذا
الأسبوع 300 مصري نحو بلدهم الأصلي بعد توقيفهم عن العمل بالمؤسسة
المذكورة بعد نهاية التحقيق معهم والأدلة الدامغة التي كشفت بأن العمال
المطرودين من بين 413 عامل مصري هم المتسببون في إحراق أوراسكوم وتفجير
الشاليهات بقارورات الغاز...
- كما
يضيف مصدر الخبر الذي امتنع عن كشف هويته انه تم إجراء تحقيق مع المشتبه
بهم من طرف إدارة المؤسسة والتي وجهت هذه الأخير إلى المصالح الأمنية، أين
تم التحقيق مع المتهمين داخل المؤسسة لتفادي كل الأعذار والحجج التي يمكن
أن يبتدعوها، وبعد أخذ أقوالهم وأقوال أعوان الأمن الداخلي والخارجي
بالإضافة إلى شهادة الجرحى ضحايا الاعتداء المصري الذين كشفوا عن حقائق
مثيرة أخرى تدين المعتدين. وحسب مصدر آخر، فقد تم طرد 300 مصري بصفة
نهائية في انتظار التحقيق معهم، بعد الشكوى التي تقدم بها المدير العام
للمشروع "جون لوي" ممثل مؤسسة السطوم الفرنسية وعليه فقد تقدم الـ 300
مطرود أمام مصلحة المحاسبة والإدارة صبيحة أمس لإنهاء آخر الإجراءات
لإنهاء علاقة العمل، حيث سيبدأ ترحيل أولى الدفعات يوم غد، فيما يواصل
سكان المناطق القريبة مطالبتهم بترحيل آخر مصري من هذا الموقع المشروع. - ورغم
هدوء الأوضاع بعد تسريح العمال في عطلة استثنائية لتفادي الاحتكاك بين
الجزائريين والعمال المصريين، يلح سكان عين تموشنت وبالأخص التجمعات
السكنية القريبة من المنطقة على ترحيل المصريين نحو بلدهم خصوصا بعد
التحرشات التي يتعرض لها أعوان الأمن الداخلي يوميا من سب وشتم واستهزاء
بأرض الشهداء من طرف المصريين، محاولين جرهم للمتاعب ليظهروا بثوب الضحية
وعلى ما يبدو أن أهالي منطقة تارقة وأولاد بوجمعة والمالح وغيرها من
التجمعات السكانية قد سئموا من حفدة فرعون ومكرهم وخيانتهم، واصفين وضعهم
بمثل من "يأكلون الغلة و يسبون الملة". - وحول
حقيقة ما حصل يوم السبت الماضي، تفيد آخر المعلومات التي تمكنت "الشرق
اليومي" من استقائها أن الأزمة جاءت في حدود الساعة الثامنة صباحا من ذلك
اليوم، موعد دخول أول دفعات العمال الجزائريين إلى الورشات، أين سمع صراخ
عاملات النظافة اللواتي حضرن لتنظيف مراقد المصريين بعدما احتجزهم المتشدد
المصري بسيف من صنع يده بورشة التلحيم مع وابل من السب والشتم، هذا الأمر
أثار ضغينة أول دفعة من العمال الجزائريين التي كانت قريبة من منطقة
الحادث، فدفع بهم الأمر إلى التدخل في شكل مجموعة من 30 عاملا لتحرير
العاملات، وبحكم مكر الفاعلين، لم يكن الأمر إلاّ كمينا، حيث خرج حينها
المصريون من كل مكان محملين بالعصى والحجارة والسيوف وكل أداة تصلح لإحداث
الأذى بالخصم، فوجد المتدخلون أنفسهم محاصرين وسط 413 عامل مصري انهالوا
عليهم بالضرب المبرح حتى الإغماء، ولم يتراجع المعتدون إلاّ بعد مشاهدتهم
باقي الجزائريين يلتحقون مخلفين وراءهم 21 جزائريا جريحا، 7 منهم في حالة
جد خطرة، نقلوا في سيارات الإسعاف من موقع أوراسكوم نحو مستشفى أحمد مدغري
بعاصمة الولاية. - ومن
خلال الحديث إلى الناجين من كمين المصريين بعد تسريحهم من المستشفى، تبين
أن عناصر الأمن الداخلي ووحدات مكافحة الشغب للدرك الوطني تدخلت في عين
المكان في أقل من ربع ساعة بعد الإبلاغ عن بداية ما حصل ليتم بعدها عزل
الطرفين، فيما استغل المصريون الفرصة كعادتهم وقاموا بتفجير مرقدين
بقارورات من بين 12 مرقدا فتحول المرقدين رقم 7 ورقم 12 إلى هياكل مفحمة،
ثم باشروا بإحراق العلم الوطني أمام الجزائريين لاستفزازهم أكثر وكل هذا
كي تلفق التهمة إلى الجزائريين على أنهم الفاعلون، لكن لحسن الحظ تم تصوير
كل ذلك بواسطة كاميرا رقمية من فوق التل، تأكدت فيها الإدانة الدامغة ومكر
أبناء الفراعنة وتورطهم الواضح، حيث تم تسليم الشريط للسلطات الأمنية
الجزائرية لكي تواجه بها كل الأكاذيب.