سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم | |
يحتفل الشعب الجزائري على غرار بقية الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النّبويّ الشّريف الّذي يصادف الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل من كل عام هجري. أما نسبه صلّى الله عليه وسلّم فهو: سيّدنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ويدعى شيبة الحمد، ابن هاشم بن عبد مناف واسمه المغيرة، ابن قصي ويُسمَّى زيد بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من ولد إسماعيل نبي الله ابن إبراهيم خليل الله عليهما الصّلاة والسّلام. فقد اختاره سبحانه وتعالى من أزكى القبائل وأفضل البطون وأطهر الأصلاب. فمَا تسلّل شيء من أدران الجاهلية إلى شيء من نسبه. روى مسلم بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ''إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى هاشمًا من قريش واصطفاني من بني هاشم''. وفي رواية للترمذي أن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قام يومًا على المنبر فقال: ''مَن أنا؟ فقالوا: ''أنتَ رسول الله عليك السّلام''، فقال: ''أنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب، إنّ الله خلق الخلق ثمّ جعلهم فرقتين فجعلني في خيرِهم فرقة ثمّ جعلهم قبائل فجعلني في خيرِهِم قبيلة، ثم جعلهم بيوتًا فجعلني في خيرِهِم بيتًا، وخيرهم نفسًا''. ويوم ولادته صلّى الله عليه وسلّم أظهر الله بعض الخوارق إكرامًا للمولود العظيم وعبرة لأولي الأبصار: فمنها انصداع إيوان كسرى ملك الفرس وإخماد النّار الّتي كانت فارس تعبدها منذ ألف عام، وغيض ماء بحيرة سأوة وحواليها بيع وكنائس، فما عمرت بعد هذا الغيض أبدًا، والجن تصيح وترجف ممّا حصل لهم من الخوف والرهب ويتكلّمون مع أوليائهم فيما دهمهم من ذلك، والأنوار الّتي ظهرت يوم مولده صلّى الله عليه وسلّم مرتفعة في الآفاق والبرهان الحق يظهر من المعاني الّتي آتَت بها الكتب المنزلة ومن الكلام الّذي نطقت به ألسنة الأحبار والرهبان ولكن عموا، فلَم يَبْصُرُوا بارقة الإنذار وصمُّوا فلَم يسمعوا إعلان البشائر من بعد إخبار الكهان لهُم بأن دينهم المعْوَج لا يدوم ولا يستقيم، ومِن بعد الّذي عاينوه من شعل النّار النازلة من السّماء على الشياطين المسترقين السمع على وفق تنكيس الأصنام الّتي في الأرض إلى أن ذهب كل شيطان هارب عن أبواب السّماء وصار يتبع أثر شيطان هارب مثله.. وأما ولادته صلّى الله عليه وسلّم فقد كانت في عام الفيل، أي العام الّذي حاول فيه أبرهة الأشرم غزو مكة وهدم الكعبة، فردَّهُ الله عن ذلك بالآية الباهرة الّتي وصفها القرآن في سورة الفيل. وكانت على الأرجح يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خَلَت من شهر ربيع الأول. وقد ولد صلّى الله عليه وسلّم يتيمًا، فقد مات أبوه عبد الله وأمُّه حامل به لشهرين فحسب، فعني به جدُّه عبد المطلب واسترضع له على عادة العرب إذ ذاك امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها حليمة بنت أبي ذؤيب. |