بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف اليكم قصة جميلة و هي قصة مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم
لما حملت امنة برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ترى الطيور عاكفة عليها اجلالا للذي في بطنها و كانت اذا جاءت تستقي من بئر يصعد الماءاليها حتى
راس البئر اجلالا و اعظاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرت بذلك زوجها عبد الله فقال:هذه كرامة للمولود الذي في بطنك...قالت:
و كنت اسمع تسبيح الملائكة حولي وسمعت قائلا يقول:هذا نور سيدي الرسول ثم رايت في المنام شجرة و عليها نجوم زاهرة بينهن نجمة فاخرة اضاء نورها
على الكل و بينما انا ناظرة الى نورها و اشتعالها فاذا بها تسقط في حجري و سمعت هاتفا يقول هذا النبي السيد الرسول.
ثم اتاني ملك و معه ورقة خضراء فقال:الشجرة ابراهيم الخليل و النجوم الزاهرة هم الانبياء من اولاده و النجمة الفاخرة التي علا ضوؤها على الكل فهو نبي
يظهر في هذا الزمان يكسر الاوثان و يعبد الرحمان...و اما سقوطها في حجرك فسوف تلدينه و سيعلو مكانه و ينتشر في المشرق و المغرب برهانه...فرجعت الى منزلي فرحة مسرورة.
و مرض عبد الله و مات بالمدينة و لامنة ستة اشهر و هي حامل برسول الله صلى الله عليه و سلم...و مات عبد الله و كان عمره ثماني عشرة سنة.
قالت امنة بنت وهب:لما كان اول شهر من شهور الله شهر رجب...فبينما انا ذات ليلة اذ دخل علي رجل حسن الوجه طيب الرائحة و هو يشير بيده الى فؤادي و يقول:مرحبا مرحبا
بك يا محمد...فقلت: سيدي من انت؟ قال:انا ادم...فقلت: ما تريد يا ابا البشر؟ قال:ابشري يا امنة بسيد البشر...و فخر ربيعة و مضر...و من ينشق له القمر...و يسلم عليه الحجر...
و يسعى الى خدمته الشجر.
فلما كان الشهر الثاني دخل علي رجل جليل القدر و هو يشير بيده الى فؤادي و يقول:السلام عليك يا رسول الله...السلام عليك يا خليل الله...السلام عليك يا صفوة الله...قلت له:
سيدي من انت؟قال:انا شيث...قلت:و ما تريد يا شيث؟ قال:ابشري يا امنة فقد حملت بالنبي الكريم...و السيد العظيم...الصب له يكلم...و الحجر له يسلم...ثم انصرف.
فلما كان في الشهر الثالث دخل علي رجل له سكينة ووقار...و عليه ضياء و انوار...و هو يشير الى فؤادي و يقول:السلام عليك يا مزمل...السلام عليك يا مدثر...قلت له:
سيدي من انت؟قال:انا النبي ادريس...فقلت: و ما تريد يا ادريس؟قال:ابشري يا امنة فقد حملت بالنبي الرئيس...و الجوهر النفيس...صاحب التسبيح و التقديس...ثم انصرف.
فلما كان الشهر الخامس دخل علي رجل حسنه مكمل...و وجهه مجمل...و هو يشير بيده الى فرؤادي و يقول:السلام عليك يا زين المرسلين ...السلام عليك يا امام المتقين...قلت له:
سيدي من انت؟قال:انا نبي الله هود...قلت:و ما تريد يا هود؟قال:ابشري يا امنة فقد حملت بالنبي المسعود... و الرسول المحمود...صاحب الكرم و الجود...و اللواء المعقود...ثم انصرف.
فلما كان في الشهر السادس... دخل علي رجل جليل المقدار...كثير الانوار...و هو يشير بيده الى فؤادي و يقول:السلام عليك حبيب المحبوب...السلام عليك يا بغية المطلوب...فقلت له:
سيدي من انت؟قال: انا ابراهيم الخليل...قلت:ما تريد يا ابراهيم؟قال:ابشري يا امنة فقد حملت بالنبي الجليل...و الرسول الفضيل...ثم انصرف.
فلما كان في الشهر السابع دخل علي رجل املح...وو جهه من البدر اصبح... و هو يشير بيده الى فؤادي و يقول:السلام عليكم يا عظيم الجاه...فقلت له سيدي من انت؟ قال:
انا ابوه اسماعيل...فقلت:سيدي و ما تريد؟ قال: ابشري يا امنة فقد حملت بالنبي المليح...صاحب النسب الصحيح...و اللسان الفصيح...ثم انصرف.
فلما كان في الشهر الثامن دخل علي رجل طويل القامة...مليح الهامة...و هو يشير بيده الى فؤادي و يقول: السلام عليك يا امام الابرار...السلام عليك يا حبيب الملك الجبار...فقلت له:
سيدي من انت؟ قال: انا موسى بن عمران.فقلت: و ما تريد يا موسى؟ قال: ابشري يا امنة فقد حملت بمن ينزل عليه القران...و يكلمه الرحمان(اي يسمعه كلامه الذي ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة)...
و يزين به الثقلان...ثم انصرف.
فلما كان في الشهر التاسع دخل علي رجل يلبس الصوف ...و هو بالعبادة موصوف...فاشار بيده الى فؤادي و هو يقول:السلام عليك يا زين الخلائق...السلام عليك يا مظهر الحقائق...فقلت له:
سيدي من انت؟قال:انا عيسى بن مريم...فقلت:و ما تريد يا عيسى؟قال: ابشري يا امنة فقد حملت بالنبي الاكرم... و العطوف الارحم...و في ذا الشهر تضعين محمدا صلى الله عليه و سلم.
فلما دخل شهر ربيع الاول في اثنتي عشرة ليلة خلت منه و هي ليلة الاثنين من الليالي البيض اللاتي ليس فيهن ظلام و كان عبد المطلب قد خرج يطوف بالبيت هو واولاده و لم يبق عند امنة ذكر
و لا انثى و قد اغلق عبد المطلب الباب عليها خوفا عليها من طارق يطرقها.
قالت امنة:و بقيت في في المنزل وحيدة اذ سمعت حركة بين السماء و الارض...و رايت ملكا عظيما بيده ثلاثة اعلام...فنشر الاول على مشرق الارض...و الثاني على مغربها...و الثالث على البيت الحرام.
قالت امنة:لما كانت الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الاول...احسست بالذي في بطني يريد النزول...فلحقني البكاء لوحدتي في المنزل...و ليس عندي احد فنظرت الى ركن المنزل
و قد ظهر منه اربع نساء طوال كانهن الاقمار متزرات بازر بيض يفوح الطيب من اعطافهن فقلت لهن:من انتن اللاتي من الله علي بكن في وحدتي...و فرج بكن كربتي؟
قالت الاولى:انا مريم بنت عمران و التي على يسارك سارة زوجة ابراهيم...والتي تناديك من خلفك هاجر ام اسماعيل...و التي امامك اسية بنت مزاحم امراة فرعون...
فاستبشرت بهن و فرحت فرحا عظيما.
فتقدمت الاولى وقالت:ابشري يا امنة من مثلك و قد حملت بسيد اهل الارض و السماء...و مصباح الدنيا و خاتم الانبياء...و الحبيب المصطفى ثم جلست عن يميني.
ثم تقدمت الثانية و قالت:من مثلك يا امنة فقد حملت بالحبيب الاعلى...و المشفع في الخلق غدا...افضل من وطيء الثرى و الحصى.
ثم تقدمت الثالثة و قالت:يا امنة نهنئك بسيد البشر...و فخر ربيعة و مضر...ومن ينشق له القمر...و يكلمه الشجر و الحجر.
ثم تقدمت الرابعة و هي اكبرهن هيبة و اكثرهن بهجة و نادت: يا امنة من مثلك و قد خصصت بالمبعوث بالفضائل و المفاخر...صاحب المعجزات و الماثر...
ثم جلست بين يدي و قالت: القي بنفسك علي...و ميلي بكليتك الي.
فبينما انا كذلك فاذا انا بطائر عظيم ابيض قد دخل علي و امر بجانبة جناحيه على بطني و قال:انزل يا نبي الله صلى الله عليه و سلم.
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد و على اله و صحبه