يبدأ المنتخب الوطني لكرة القدم نهاية
الشهر الجاري أولى مراحل تحضيره لكأس العالم بجنوب إفريقيا، وتقود مؤشرات
عدة للحديث عن إمكانية إعادة التاريخ لنفسه بعد 28 عاما على ملحمة خيخون.
في ربيع 1982، خاض المنتخب الوطني كأس إفريقيا الثالثة عشر بليبيا، وأدى كل
من سرباح، مرزقان، كويسي، قندوز، عصاد، فرقاني، ماجر وبلومي وغيرهم مشوارا
طيبا بطرابلس وأنهوا تلك البطولة في المركز الرابع بعد عروض ممتازة أمام
زامبيا، نيجيريا وغانا.
وفي رحلتهم التحضيرية للمونديال، احتك الخضر آنذاك بمنافسين أقوياء على
غرار البيرو، إرلندا الجنوبية ونادي ريال مدريد العريق، كما كانت تحضيرات
النخبة الوطنية بالمرتفعات السويسرية ذات أثر بالغ انعكس إيجابا على ما
فعله ماجر وبلومي ورفاقها في مونديال إسبانيا، بدءا من قهرهم العملاق
الألماني بطل أوروبا حينذاك ( 2 – 1 )، وفوزهم على الشيلي ( 3 – 2 )
وهزيمتهم في آخر ربع الساعة أمام النمسا ( 0 – 2 )، وخروجهم مرفوعي الرأس
إثر مقابلة العار بين ألمانيا والنمسا وتواطئهما الذي حال دون مرور
الجزائر إلى الدور الثاني.
في 2010، احتل جيل زياني، بوقرة، بلحاج، حليش وغيرهم المركز الرابع في كأس
إفريقيا الـ27 بأنغولا، وحفل حضورهم هناك بعروض شيقة وأداءات أبهرت متتبعي
المونديال الإفريقي وجعلتهم يشيدون بما فعله أشباب سعدان أمام مالي، أنغولا
وكوت ديفوار.
وتحسبا لكأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا، تبدو رزنامة الخضر واعدة، حيث
ينتظر أن يجري محاربو الصحراء مقابلات قوية اعتبارا من لقاء صربيا في
الثالث مارس القادم، ثمّ إرلندا الجنوبية في 29 ماي المقبل، وموعد ثالث في
الخامس جوان قد يكون فيه المنافس منتخب المكسيك أو كوريا الجنوبية أو كوت
ديفوار وربما منتخب آخر، طالما أنّ قائمة المنتخبات التي طلبت التباري مع
الجزائر كثيرة ومن العيار الثقيل.
ولعلّ تشابه الأجواء السائدة قبل 28 عاما، مع الأجواء الحالية التي يستعد
فيها المنتخب الوطني للعرس المونديالي بعد أربعة أشهر من الآن، يدفعنا إلى
توقّع مسيرة مظفرة للأفناك، خصوصا مع الدعم النوعي للتشكيلة الوطنية وقدوم
لاعب بقيمة مهدي لحسن الذي يمكنه القيام بنفس ما كان يقوم به حامل الماء
قاسي سعيد محمد وزيدان جمال في ثمانينيات القرن الماضي، دون الانتقاص من
الأدوار التي سينهض بها حتما الهدّاف رفيق جبور والمحرك كريم زياني
والماجيك بوقرة وسائر النجوم الذي صنعوا أفراح الجزائريين وأعادوا كرتنا
إلى الواجهة بعد غياب دام لأكثر من عقدين من الزمان حاملا بمفرده آمال
وطموحات كرة القدم العربية في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.