أثارت التصريحات الاستفزازية لوزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير،
ردود فعل منددة من قبل المجتمع المدني الجزائري بما قاله للجريدة
الفرنسية ” لوجورنال دو ديمانش” و التي مفادها أن تحسن العلاقات الجزائرية
الفرنسية مرهونة ” بمغادرة جيل الثورة الذي مازال في الحكم” و أن ” علاقة
فرنسا بالجزائر عاطفية جدا و عنيفة و انفعالية…و كل شيء أصبح صعبا مع
الجزائر و مؤلما جدا” و أيضا ” أن الجزائر كانت تعتبر فرنسية حين كانت
مستوطنة”.
و اعتبرت الأسرة الثورية هذه التصريحات مساسا بالمقدسات التاريخية
الجزائرية، خصوصا و أنها صادرة عن مسؤول سامي في الحكومة الفرنسية. و قالت
المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، على لسان أمينها العام الطيب الهواري إن
التصريحات تعبر عن حقد فرنسي دفين تجاه الجزائر و شعبها. و أكدت المنظمة أن
جيل الاستقلال سيبقى وفيا لجيل الثورة و رسالة أول نوفمبر
كما أن رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح و الاتصالات العامة، دحو و لد
قابلية أكد أن تصريحات كوشنير هي لتيار داخل الحكومة الفرنسية لا يريد
علاقات طيبة بين البلدين، و أضاف دحو ولد قابلية أن هذه الأقوال هي
استفزازية
من جهتها، أعربت أحزاب وجمعيات وطنية عن استنكارها ورفضها للتصريح
الأخير لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حول جيل الثورة التحريرية.
وأكد حزب جبهة التحرير الوطني على لسان الأمين الوطني المكلف بالإعلام سعيد
بوحجة “رفضه التام” للتصريح الأخير لوزير خارجية فرنسا مشيرا إلى أن
“التقييم الشخصي للمؤسسات الجزائرية أو لجيل الثورة من أي كان مرفوض رفضا
باتا من قبل كافة الشعب الجزائري”.
وأضاف أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا “ينبغي أن تتم في كنف الاحترام
المتبادل وعلى أساس حوار تطبعه الصراحة والشفافية من أجل معالجة كل
القضايا المطروحة بين البلدين”.
بدوره أدان الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي بشدة التصريح “غير
المسؤول” لوزير خارجية فرنسا مذكرا أن كل الجزائريين “يعتزون بأمجاد ثورتهم
الخالدة وبالمقاومات الوطنية عبر التاريخ ضد الاحتلال والظلم والاستبداد”.
واعتبر هذا الموقف “اللامسؤول” لوزير خارجية فرنسا “تصرفا سافرا وتدخلا
عدائيا في الشأن الجزائري” موضحا في نفس الوقت أن الجيل الجديد الجزائري هو
“الوريث
الشرعي لما حققه المجاهدون من انتصارات فهو ليس سادجا كما يتصوره المسؤولون
الفرنسيون”.
من جهتها حملت حركة مجتمع السلم في بيان لها وزير خارجية فرنسا “عواقب
تداعيات تصريحاته المعادية للجزائر و الحاقدة على جيل الثورة والمغذية
للأحقاد التاريخية بين فرنسا والأجيال المتعاقبة في الجزائر”.
وأكدت أن “جيل الاستقلال وفي لأمانة الشهداء و وريث شرعي لجيل الثورة
في الثوابت والمبادئ و الهوية والتاريخ والعلاقات”.
وذكرت حركة مجتمع السلم أن العلاقات بين الدول هي “علاقات متراكمة بين
مؤسسات وليس بين أشخاص وأجيال ولذلك فهي لا تتأثر برحيل جيل ومجيئ جيل
جديد”.
وخلص البيان إلى أن الحركة “تستنكر هذه التصريحات الحاقدة واللامسؤولة التي
يتهم فيها وزير الخارجية الفرنسي جيل الثورة بالتشدد”.
من جهتها اعتبرت حركة النهضة في بيان لها أن التصريحات الأخيرة لوزير
خارجية فرنسا “خروجا عن كل الأعراف الدبلوماسية ومساسا غير مسبوق برموز
الثورة الجزائرية وتدخلا سافرا في الشان الداخلي للجزائر يستوجب الرد”.
وأضاف أن هذه التصريحات تعتبر “دلالة واضحة على أن فرنسا لم تتحرر من عقدة
الجزائر التي طردت منها بقوة الحديد والنار”.