[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحيت الفلسطينيات ذكرى الثامن مارس، وفي
نفس كل واحدة غصة من خراب، جرفت آلياته منابع الأمن والآمان، فلا وطن ولا
زوج ولا ولد، فالكل شريد والكل مطارد والكل مهدد، والكل يبكي على الكل.
ومرت ذكرى الثامن مارس على قلب كل امرأة فلسطينية كسابقها من الأيام، عبقا
من رائحة الحزن والألم، لن ترتدي كسائر النساء الورود والبسمات، ولن تخلع
قبعتها ليومها الذي تحتفي به نساء كل العالم، فكل المناسبات في قلبها
سواء.. لن تغير من وجعها وقهر الساعات الثقيلة المارة بها.
ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بحرية المرأة واستقلالها، تشير الإحصائيات
الرسمية الفلسطينية إلى آلاف المعتقلات منذ بداية انتفاضة الأقصى، وآلاف
المعطوبات وآلاف اليتيمات، وآلاف الأرامل المتشحات بلفح الحزن.
ووقفت الفلسطينيات هذا الصباح لتقيّم مشوارا دام أعواما طوال في التموقع
داخل دائرة صناعة القرار الحياتي في مسرح معركة مفتوحة منذ العام 1948 ضد
احتلال نال من الوطن، ومن الديار ومن الكرامة، فكان عليها أن تعمل على
النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني في كامل مناحيه الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية والأسرية.
وفي احتفالها لهذا العام، تتناقش الفلسطينيات على وقع الانقسام الفلسطيني
وانعكاساته على الحركة النسوية الفلسطينية، بجانب أثره على المرأة
الفلسطينية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، كما وقّعت أيضا
على أحلامها وعلى أمالها وعلى أمنياتها، إزاء أولئك اللواتي يقبعن أسيرات
في سجون الاحتلال، موقّعات بذلك مشوارا حافلا للمرأة الفلسطينية وأدوارها
في الكفاح الوطني الذي سنحاول أن نتعرض له في هذه الأسطر الموجزة.
لقد كان التحرر الأول للمرأة الفلسطينية نوعا ما هو من الاضطهاد وعبودية
الذكوريين الذين هيمنوا على طاقاتها وإمكانياتها العظيمة تجاه المساواة في
المجتمع الفلسطيني وفي اتخاذها كافة القرارات في الأنشطة السياسية
والميدانية، والنهوض نحو العدالة التي آمنت وحاربت من أجلها، فاحتارت بذلك
أن تكون جندية في صفوف الدفاع عن فلسطين، واختارت لها برنامجا اجتماعيا
تمثل بالأعمال الخيرية، وكانت كفيلة بأن تخدم قضيتها بكل أمانة ولو بالنذر
اليسير.
والمتتبّع لتاريخ الحركة النسائية في فلسطين ما قبل النكبة، وما رافقه من
تأسيس الجمعيات النسائية، أنّ النخبة التي نهضت بتأسيسها، كانت من نساء
الوجهاء في المدن المركزية التي مثلت السياسة المحلية، وخير دليل على ذلك
تأسيس لجنة الاتحاد للإسعاف الأولي، حيث نزلت نساء فلسطين مشمّرات عن
سواعدهنّ إلى الميدان لتضمد الجراح في كل مناسبة، وما أكثر هذه المناسبات
في سبيل الجهاد الوطني في محيطات القدس أواخر عشرينيات القرن الماضي.
كما كانت أهمية العمل للمرأة الفلسطينية وتقدمها بمجتمعها، معزّزا
بالشهادات العلمية الأكاديمية كإحدى شروط النجاح، بجانب العمل الميداني
المرهق كما تقوم به الكادحات في سوق الخضروات وبيع التبغ والكبريت بين
الأزقة والشوارع مقابل أثمان بخسة، تماما مثل الخدمة في البيوت.
مع هذا فقد اتخذت المرأة الفلسطينية المتعلمة من خلال الجمعيات القانونية
نصب عينيها قرارات تتماشى مع واقع الحياة الصعبة التي مرت بها فلسطين،
وانتهاكات الصهاينة الذين بدأ شبحهم يزحف في تلك الحقبة الزمنية.
وفي بادرة مشرقة من تاريخ الحركة النسوية الفلسطينية، قام الاتحاد النسائي
هناك بتأسيس مستوصف لمعالجة المعوزين والتطعيم ضد الأمراض الوافدة، وعيّنت
فيه ممرضة كانت تستقبل يوميا مئات المرضى، كما أخذ الإتحاد على نفسه تشكيل
لجنة خاصة بالمستوصف من خيرة الأطباء، ما مكّن من معالجة أكثر من 2500
مريضا نصفهم من الأطفال.
كما اهتمت المرأة الفلسطينية بتنوير الرأي العام بالقضية الأمّ عن طريق
الاتصال بالأطباء والمفكرين والأدباء والتجمعات العالمية بواسطة الندوات
والنشرات لدعم القضية في كافة الأطروحات.
ووسط الظروف التي شهدتها فلسطين في أواخر الانتداب البريطاني، تعمقت مظاهر
الأزمة وأبعادها السياسية والاجتماعية، ما خلّف إمعانا في الفقر والجهل
والتخلف العام الذي لحق بصورة المرأة الفلسطينية قبيل النكبة الفلسطينية
سنة 1948.
فيما بعد، انتعشت حركية الجمعيات والاتحادات النسائية الفلسطينية، وتجلى
ذلك من إنشاءها عديد فروع الطفولة ومراكز إرشاد الأمهات والاعتناء
بالأطفال، ناهيك عن قيامها بفضح ما انطوى عليه وعد بلفور الذي غيّر مجرى
التاريخ، تماما مثل مناشداتها للإفراج عن المناضلين السياسيين الفلسطينيين
المبعدين عن ديارهم.
واعتنت المرأة الفلسطينية عبر اتحادها النسوي بترسيخ المفهومين الثوري
والقومي لدى مواطنيها ومواطناتها، وتعميق ارتباطاتهم بالحركات الثورية
والعربية والعالمية، إضافة إلى تنوير الرأي العام بالقضية الفلسطينية عن
طريق التواصل مع المثقفين والمفكرين والعاملين في كافة الحقول السياسية،
وإثراء مفهوم القومية من خلال المنتديات، وبوسائل أخرى عديدة مثل سائر
الوسائط الإعلامية وما وفرته إذاعة “هنا القدس” الفلسطينية التي استقطبت
شخصيات نسوية كبيرة.
وفي صفحات مشرقة من تاريخ الحركة النسوية في فلسطين، انخرطت المرأة في
ميادين الإعلام والأعمال الخيرية، خصوصا مع كارثية الأوضاع السياسية هناك،
ما ضاعف من حضور المرأة إلى جانب الرجل ومواجهتهما جنبا إلى جنب الأزمات
العنصرية التي كانت تفرزها السياسة البريطانية بشكل مستمر.
كما أسهمت المرأة الفلسطينية في ظل الأحداث المتسارعة في تفعيل تمسكها
بصورة واضحة بالقومية العربية وبالهوية، وبحق العودة إلى وطنها الأصلي،
لتتحول إلى قاعدة لمنظمة التحرير الفلسطينية وإطارا شعبيا وديمقراطيا موحد
الصفوف، أعانها على المشاركة بقوة في جميع النشاطات السياسية والاجتماعية
والاقتصادية، وتفعيل حركة تحرير الوطن المحتل وتقرير المصير وبناء الدولة
الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وبوجه عام، واجهت النساء الفلسطينيات ولا زالت تواجه في مختلف أنحاء
الأراضي الفلسطينية المحتلة ظروفا قاسية وصعبة جرّاء ممارسات الاحتلال
الإسرائيلي من اقتحامات وقتل واغتيالات وهدم منازل وشن اعتقالات وما إلى
ذلك، فالمرأة الفلسطينية هي زوجة الأسير أو والدة الشهيد أو ابنة المصاب أو
شقيقة الناشط “المطلوب” من لدن قوات الاحتلال.
وفي الكثير من الأحيان، كانت المرأة الفلسطينية نفسها ضحية الاحتلال؛ فهي
الشهيدة والمصابة والأسيرة، حيث إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن
طيلة سنوات احتلالها للأراضي الفلسطينية، المرأة من ممارسات القمع والبطش
المنفذة ضد الفلسطينيين والهادفة لإذلالهم والتنكيل بهم والتنغيص عليهم.
أحيت الفلسطينيات ذكرى الثامن مارس، وفي
نفس كل واحدة غصة من خراب، جرفت آلياته منابع الأمن والآمان، فلا وطن ولا
زوج ولا ولد، فالكل شريد والكل مطارد والكل مهدد، والكل يبكي على الكل.
ومرت ذكرى الثامن مارس على قلب كل امرأة فلسطينية كسابقها من الأيام، عبقا
من رائحة الحزن والألم، لن ترتدي كسائر النساء الورود والبسمات، ولن تخلع
قبعتها ليومها الذي تحتفي به نساء كل العالم، فكل المناسبات في قلبها
سواء.. لن تغير من وجعها وقهر الساعات الثقيلة المارة بها.
ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بحرية المرأة واستقلالها، تشير الإحصائيات
الرسمية الفلسطينية إلى آلاف المعتقلات منذ بداية انتفاضة الأقصى، وآلاف
المعطوبات وآلاف اليتيمات، وآلاف الأرامل المتشحات بلفح الحزن.
ووقفت الفلسطينيات هذا الصباح لتقيّم مشوارا دام أعواما طوال في التموقع
داخل دائرة صناعة القرار الحياتي في مسرح معركة مفتوحة منذ العام 1948 ضد
احتلال نال من الوطن، ومن الديار ومن الكرامة، فكان عليها أن تعمل على
النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني في كامل مناحيه الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية والأسرية.
وفي احتفالها لهذا العام، تتناقش الفلسطينيات على وقع الانقسام الفلسطيني
وانعكاساته على الحركة النسوية الفلسطينية، بجانب أثره على المرأة
الفلسطينية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، كما وقّعت أيضا
على أحلامها وعلى أمالها وعلى أمنياتها، إزاء أولئك اللواتي يقبعن أسيرات
في سجون الاحتلال، موقّعات بذلك مشوارا حافلا للمرأة الفلسطينية وأدوارها
في الكفاح الوطني الذي سنحاول أن نتعرض له في هذه الأسطر الموجزة.
لقد كان التحرر الأول للمرأة الفلسطينية نوعا ما هو من الاضطهاد وعبودية
الذكوريين الذين هيمنوا على طاقاتها وإمكانياتها العظيمة تجاه المساواة في
المجتمع الفلسطيني وفي اتخاذها كافة القرارات في الأنشطة السياسية
والميدانية، والنهوض نحو العدالة التي آمنت وحاربت من أجلها، فاحتارت بذلك
أن تكون جندية في صفوف الدفاع عن فلسطين، واختارت لها برنامجا اجتماعيا
تمثل بالأعمال الخيرية، وكانت كفيلة بأن تخدم قضيتها بكل أمانة ولو بالنذر
اليسير.
والمتتبّع لتاريخ الحركة النسائية في فلسطين ما قبل النكبة، وما رافقه من
تأسيس الجمعيات النسائية، أنّ النخبة التي نهضت بتأسيسها، كانت من نساء
الوجهاء في المدن المركزية التي مثلت السياسة المحلية، وخير دليل على ذلك
تأسيس لجنة الاتحاد للإسعاف الأولي، حيث نزلت نساء فلسطين مشمّرات عن
سواعدهنّ إلى الميدان لتضمد الجراح في كل مناسبة، وما أكثر هذه المناسبات
في سبيل الجهاد الوطني في محيطات القدس أواخر عشرينيات القرن الماضي.
كما كانت أهمية العمل للمرأة الفلسطينية وتقدمها بمجتمعها، معزّزا
بالشهادات العلمية الأكاديمية كإحدى شروط النجاح، بجانب العمل الميداني
المرهق كما تقوم به الكادحات في سوق الخضروات وبيع التبغ والكبريت بين
الأزقة والشوارع مقابل أثمان بخسة، تماما مثل الخدمة في البيوت.
مع هذا فقد اتخذت المرأة الفلسطينية المتعلمة من خلال الجمعيات القانونية
نصب عينيها قرارات تتماشى مع واقع الحياة الصعبة التي مرت بها فلسطين،
وانتهاكات الصهاينة الذين بدأ شبحهم يزحف في تلك الحقبة الزمنية.
وفي بادرة مشرقة من تاريخ الحركة النسوية الفلسطينية، قام الاتحاد النسائي
هناك بتأسيس مستوصف لمعالجة المعوزين والتطعيم ضد الأمراض الوافدة، وعيّنت
فيه ممرضة كانت تستقبل يوميا مئات المرضى، كما أخذ الإتحاد على نفسه تشكيل
لجنة خاصة بالمستوصف من خيرة الأطباء، ما مكّن من معالجة أكثر من 2500
مريضا نصفهم من الأطفال.
كما اهتمت المرأة الفلسطينية بتنوير الرأي العام بالقضية الأمّ عن طريق
الاتصال بالأطباء والمفكرين والأدباء والتجمعات العالمية بواسطة الندوات
والنشرات لدعم القضية في كافة الأطروحات.
ووسط الظروف التي شهدتها فلسطين في أواخر الانتداب البريطاني، تعمقت مظاهر
الأزمة وأبعادها السياسية والاجتماعية، ما خلّف إمعانا في الفقر والجهل
والتخلف العام الذي لحق بصورة المرأة الفلسطينية قبيل النكبة الفلسطينية
سنة 1948.
فيما بعد، انتعشت حركية الجمعيات والاتحادات النسائية الفلسطينية، وتجلى
ذلك من إنشاءها عديد فروع الطفولة ومراكز إرشاد الأمهات والاعتناء
بالأطفال، ناهيك عن قيامها بفضح ما انطوى عليه وعد بلفور الذي غيّر مجرى
التاريخ، تماما مثل مناشداتها للإفراج عن المناضلين السياسيين الفلسطينيين
المبعدين عن ديارهم.
واعتنت المرأة الفلسطينية عبر اتحادها النسوي بترسيخ المفهومين الثوري
والقومي لدى مواطنيها ومواطناتها، وتعميق ارتباطاتهم بالحركات الثورية
والعربية والعالمية، إضافة إلى تنوير الرأي العام بالقضية الفلسطينية عن
طريق التواصل مع المثقفين والمفكرين والعاملين في كافة الحقول السياسية،
وإثراء مفهوم القومية من خلال المنتديات، وبوسائل أخرى عديدة مثل سائر
الوسائط الإعلامية وما وفرته إذاعة “هنا القدس” الفلسطينية التي استقطبت
شخصيات نسوية كبيرة.
وفي صفحات مشرقة من تاريخ الحركة النسوية في فلسطين، انخرطت المرأة في
ميادين الإعلام والأعمال الخيرية، خصوصا مع كارثية الأوضاع السياسية هناك،
ما ضاعف من حضور المرأة إلى جانب الرجل ومواجهتهما جنبا إلى جنب الأزمات
العنصرية التي كانت تفرزها السياسة البريطانية بشكل مستمر.
كما أسهمت المرأة الفلسطينية في ظل الأحداث المتسارعة في تفعيل تمسكها
بصورة واضحة بالقومية العربية وبالهوية، وبحق العودة إلى وطنها الأصلي،
لتتحول إلى قاعدة لمنظمة التحرير الفلسطينية وإطارا شعبيا وديمقراطيا موحد
الصفوف، أعانها على المشاركة بقوة في جميع النشاطات السياسية والاجتماعية
والاقتصادية، وتفعيل حركة تحرير الوطن المحتل وتقرير المصير وبناء الدولة
الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وبوجه عام، واجهت النساء الفلسطينيات ولا زالت تواجه في مختلف أنحاء
الأراضي الفلسطينية المحتلة ظروفا قاسية وصعبة جرّاء ممارسات الاحتلال
الإسرائيلي من اقتحامات وقتل واغتيالات وهدم منازل وشن اعتقالات وما إلى
ذلك، فالمرأة الفلسطينية هي زوجة الأسير أو والدة الشهيد أو ابنة المصاب أو
شقيقة الناشط “المطلوب” من لدن قوات الاحتلال.
وفي الكثير من الأحيان، كانت المرأة الفلسطينية نفسها ضحية الاحتلال؛ فهي
الشهيدة والمصابة والأسيرة، حيث إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن
طيلة سنوات احتلالها للأراضي الفلسطينية، المرأة من ممارسات القمع والبطش
المنفذة ضد الفلسطينيين والهادفة لإذلالهم والتنكيل بهم والتنغيص عليهم.